رأي الوطن : جريمة ضد الإنسانية ترتكب فـي غزة
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
في خطوة مخالفة للقانون الدوليِّ، وتؤكِّد حجْمَ الإرهاب الذي يمارسه كيان الاحتلال الصهيونيِّ ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل. وبزعم محاولة ممارسة أكبر قدرٍ من الضغط على قِطاع غزَّة، أوقفت قوَّات الاحتلال الإسرائيليِّ إمدادات الكهرباء والمياه والغاز، ومنَعَت وصول السِّلع التموينيَّة والإغاثات الطبيَّة، وفرضت حصارًا كاملًا على أهْلِ قِطاع غزَّة، وذلك رغم تحذيرات الهيئات والمنظَّمات الإغاثية الدوليَّة، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيِّين (الأونروا)، والتي أكَّدت صعوبة خدمة نَحْوِ (75) ألف نازح في القِطاع لجأوا إلى مدارسها، وأنَّه سيكُونُ مستحيلًا في ظلِّ الوضع الحاليِّ، ناهيك عن العمل تحت القصف الدَّائم للأحياء السَّكنيَّة التي تُستهدَف من قِبل قوَّات الاحتلال بشكلٍ مستمرٍّ.
إنَّ إعلان كيان الاحتلال الصهيونيِّ عن قطع الخدمات وعدم دخول إمدادات للقِطاع المحاصر يُشكِّل جريمةَ حربٍ وجريمةً ضدَّ الإنسانيَّة مكتملة الأركان، فهي خطوات تُمثِّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدوليِّ الإنسانيِّ، وتتطلَّب تدخُّلًا دَوليًّا لِمنْعِ حدوث ما يترتَّب عَلَيْها من كوارث إنسانيَّة ضدَّ أكثر مليونَيْ مدنيٍّ محاصرين في قِطاع غزَّة، يَمنَع عَنْهم القادة العسكريون الصهاينة المساعدات الإغاثيَّة والطبيَّة والتموينيَّة، في رسالة واضحة للعالَم قَبْلَ الفلسطينيِّين عن عجْزِ الكيان المحتلِّ المارق عن إدارة صراع شريف مع عناصر المقاومة دُونَ اللجوء إلى سياسة ترهيب وترويع المدنيِّين، سواء بالقصْفِ، أو بالمَوْتِ البطيء مع قطْع الإمدادات. فعلى الكيان الغاصب المتغطرس أنْ يردَّ في الميدان على الذين قاتلوه ووجَّهوا له صفعات لَنْ يمحوها التاريخ بدلًا من الردِّ عَبْرَ استهداف صريحٍ للمدنيِّين.
إنَّ ما يقُومُ به كيان الاحتلال الصهيونيِّ من خطوات تصعيديَّة تُخالف القانون الدوليَّ والإنسانيَّ يؤكِّد أنَّه يأمَنُ من العقاب الدوليِّ، ويتصرَّف كما يحلو له دُونَ خشيةٍ من أيِّ عقوبات حاليَّة أو مستقبليَّة. فسِجلُّه المليء بالجرائم والمذابح التي مرَّت دُونَ حسابٍ حقيقيٍّ يؤكِّد لَه أنَّ ما سيرتكبه من جرائم سيمرُّ كسابقه، فالاحتلال الإسرائيليُّ يمارس سياسة ممنهجة لتدمير البنى الأساسيَّة والمرافق في قِطاع غزَّة؛ بهدف تدمير حياة المَدنيِّين في غزَّة وزيادة معاناتهم، ما يُنذر بانهيار إنسانيٍّ كاملٍ في غزَّة، ويُعدُّ جريمة ضدَّ الإنسانيَّة، حيث تعمَّد كيان الاحتلال المارق ممارسة عقاب جماعيٍّ للمواطنين الفلسطينيِّين المَدنيِّين ومنازلهم، في خطوات تُمثِّل جرائم حربٍ مكتملة الأركان تطلَّب تدخُّلًا عاجلًا.
ولا شكَّ تفاقُم الوضع الإنسانيِّ في القِطاع نتيجة الإرهاب الصهيونيِّ يؤكِّد أنَّ المُجتمع الدوليَّ باتَ ملزمًا بالتحرُّك عاجلًا لتهدئة الأوضاع ولرفع الحصار عن غزَّة، ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم من الصهاينة، وعدم الاستمرار في سياسة عدم المحاسبة تجاه الكيان الصهيونيِّ الغاصب، الذي تزداد وتيرة جرائمه عِندما يأمَن من العقاب. لذا على جميع الدوَل والمؤسَّسات الدوليَّة الرائدة، وخصوصًا الأُمم المُتَّحدة، الوفاء بالتزاماتها بمنع النظام العنصريِّ الإسرائيليِّ من الملاحقة الجماعيَّة للفلسطينيِّين المُضطَهدين بسبب الفشل العسكريِّ الذي مُنِيَت به قوَّات الاحتلال في عمليَّة «طوفان الأقصى».
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: کیان الاحتلال
إقرأ أيضاً:
قيادي بـ«حماة الوطن»: مصر ستظل داعمًا رئيسيًا للحق الفلسطيني
قال كريم مصيلحي، الأمين المساعد بامانة المواطنة بحزب حماة الوطن، إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الكيني، تؤكد تواصل القاهرة جهودها لضمان ألا يكون الشعب الفلسطيني ضحية جديدة لمعادلات سياسية لا تراعي حقوقه المشروعة، وتؤكد أن مصر ستظل داعمًا رئيسيًا للحق الفلسطيني، انطلاقًا من التزامها التاريخي والوطني والأخلاقي بهذه القضية.
التجربة المصرية مع القضية الفلسطينية ليست وليدة اللحظةوأكد مصيلحي في بيان له، أن التجربة المصرية مع القضية الفلسطينية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد عبر عقود طويلة من الدعم السياسي والدبلوماسي والإنساني، تجسد في الجهود الحثيثة التي تبذلها القاهرة لاحتواء الأزمات المتلاحقة، والتخفيف من معاناة الفلسطينيين، وفتح قنوات الحوار بين مختلف الأطراف بهدف الوصول إلى تسوية عادلة وشاملة.
ولفت مصيلحي إلى أنه خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، كانت مصر في طليعة الدول التي تحركت لوقف نزيف الدم، وإدخال المساعدات، وتقديم كل أشكال الدعم الإنساني، ما يعكس التزامًا عمليًا لا يقتصر على التصريحات أو البيانات الدبلوماسية.
الظلم الواقع على الفلسطينيين حقيقة لا يمكن طمسهاوأضاف مصيلحي، أن الحديث عن الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من سبعين عامًا هو تذكير بحقيقة لا يمكن طمسها، وهي أن هذا الشعب يعاني من الاحتلال والتهجير والقمع المستمر، مشيرا إلى أن موقف مصر الواضح والصريح برفض أي محاولات لترحيل الفلسطينيين هو جزء من رؤية استراتيجية أشمل، تستهدف تحقيق الاستقرار عبر تسوية عادلة لا تتجاهل حقوق الفلسطينيين، ولا تسمح بفرض الأمر الواقع بالقوة.