في اليوم الرابع من عملية "طوفان الأقصى"، تشتعل المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حيث كثف سلاح الجو الإسرائيلي غاراته العنيفة والمتواصلة على قطاع غزة، بينما استهدفت المدفعية بقذائفها مناطق شرق وشمال مخيم البريج وشرق حي الزيتون والشجاعية بعد أن تسلل نحو 1000 مسلح من حماس إلى 20 بلدة إسرائيلية و11 معسكرا للجيش الإسرائيلي.

سلاح الجو الإسرائيليحاملة طائرات أمريكية 

وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إنه أعاد فرض السيطرة على الحدود مع قطاع غزة في الساعات الماضية، مشيرا إلى أنه يقوم بزراعة ألغام في الأجزاء المخترقة من السياج الحدودي مع غزة.

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه على تواصل مستمر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، معربا عن شكره له على التزام أمريكا قولا وفعلا من أجل إسرائيل.

وأعلن نتنياهو، في كلمة له، الاثنين، أن حاملة طائرات أمريكية من الأكبر في العالم في طريقها إلى المنطقة لدعم إسرائيل، مردفا: "أعداؤنا المشتركون في المنطقة يفهمون تبعات هذه الخطوة".

قيادي بفتح لـ«صدى البلد»: طوفان الأقصى عمل بطولي وليس إرهابيا كما يصفه الغرب مصادر مخابراتية لواشنطن بوست تزعم تورط إيران المباشر في هجوم طوفان الأقصى

ومن جانب ذلك، أعلنت حركة حماس أن تحريك حاملة الطائرات الأمريكية لا يخيفها، وأضافت أن على الإدارة الأمريكية أن تدرك عواقب تلك الخطوة.

جاء ذلك في رد من الحركة على إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الذي قال، في وقت سابق، إن بلاده "ستنقل مجموعة حاملة طائرات هجومية قرب إسرائيل"، وتضم حاملة الطائرات فورد والسفن التي تدعمها.

وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة ستقدم ذخائر لإسرائيل، وأن مساعدتها الأمنية ستبدأ في التحرك، الأحد، كما سترسل وزارة الدفاع (البنتاجون) طائرات مقاتلة إلى المنطقة.

نتنياهو عملية طوفان الأقصى 

وهزت انفجارات ضخمة وتصاعدت ألسنة اللهب، نتيجة لاستمرار القصف على قطاع غزة والمواجهات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 704، بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدد القتلى جراء العمليات العسكرية التي تنفذها الفصائل الفلسطينية في أعقاب هجوم حماس ارتفع إلى نحو 1000 إسرائيلي.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع وفي الضفة الغربية المحتلة ارتفع إلى 704 قتلى إلى جانب نحو 3900 جريحا.

بالإضافة إلى ذلك ارتفع عدد النازحين في قطاع غزة منذ بداية النزاع إلى أكثر من 187,500 شخص، وفقاً لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وتستضيف الأونروا أكثر من 137,000 شخص في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أنحاء الإقليم.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الأضرار التي لحقت بمرافق المياه والصرف الصحي والنظافة في غزة أدت إلى تعطيل الخدمة لأكثر من 400 ألف شخص.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أنه تم تدمير أحياء كاملة في غزة، فيما انقطعت الكهرباء والغذاء والوقود والمياه عن القطاع.

وفي إسرائيل، أفادت وسائل إعلام محلية إسرائيلية بمقتل نحو 1000 إسرائيلي وإصابة حوالي 2600 جراء الهجوم الذي نفذته حماس على جنوب إسرائيل.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 38 جنديا إضافيا خلال الساعات الماضية في المواجهات مع حماس، فيما أكد مقتل نائب قائد اللواء 300 اللفتنانت كولونيل عليم سعد خلال غارة سابقة على نقطة مراقبة إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية أعلن مسلحون فلسطينيون من حركة الجهاد في لبنان مسؤوليتهم عنها.

وذكرت مصادر فلسطينية أن أكثر من 50 مسلحا فلسطينيا تسللوا إلى بلدات إسرائيلية في غلاف غزة ويخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية.

وفي المقابل، قام الجيش الإسرائيلي بتمشيط جنوب البلاد بحثا عن مقاتلي حماس وحراسة الثغرات في السياج الحدودي بالدبابات أثناء قصف غزة من الجو.

وقال متحدث إن الجيش الإسرائيلي استعاد السيطرة على التجمعات الحدودية التي سيطر عليها مقاتلو حماس خلال الهجوم، لكن المسلحين الفلسطينيين واصلوا إطلاق وابل من الصواريخ، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب.

طوفان الأقصى أمريكا وكافة أوجه الدعم 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن اعلان نتنياهو بدعم أمريكا له ليوضح حجم الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في هذا التوقيت، وتجاوز الخلافات القديمة التي كانت سببا في قطيعة بين نتنياهو وبين بايدن.

وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا يعني الولايات المتحدة ستقدم لإسرائيل كافة صور الدعم العسكري والاستراتيجي وارسال ذخائر والمعدات والأسلحة وتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مما سيفرض وقائع حقيقية على الأرض مرتبطة بطبيعية الحال باستمرار العمليات العسكرية.

وتابع: من المبكر ان تدخل الولايات المتحدة بأرسال قوات او عناصر لان هناك قاعدة عسكرية أمريكية في شمال نهاريا ويوجد تنسيق استراتيجي وأمني وفق المعاهدة الاستراتيجية من الولايات المتحدة وبين إسرائيل.

وواصل: وبالتالي هذا الدعم الكبير لأمريكا وراء حشد أوروبي فرنسي ـ ألماني ـ إيطالي، وهذه هي المخاوف الرئيسية لكن في النهاية حكومة نتنياهو التي تريد ان تطور أدائها ربما تشكل حكومة انقاذ وطني في إسرائيل.

شاهد.. نشر مدرعات على سلسلة التلال في جنوب إسرائيل أحزاب الائتلاف في إسرائيل توافق على تشكيل حكومة طوارئ

واستطرد: لكن الولايات المتحدة مع فكرة تشكيل حكومة ويحدث التفاف حول القيادة الإسرائيلية إذا دخلت القوات الإسرائيلية وهذا سيحدث خلال الساعات المقبلة ان الدبابات والمدرعات على الحدود في قطاع غزة وستدخل وتؤدي دور كبير، ويبقى موقف الولايات المتحدة الامريكية هو العنصر الرئيسي في هذا الإطار.

وأكد أن حجم الشراكة الأمريكية الإسرائيلية جرى وسيكون له تبعاته الكبيرة في الفترة المقبلة، مع التأكيد ان هذا التنسيق سيشجع الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار على موقفها بصورة او بأخرى.

يذكر أن حركة حماس التي تسيطر على القطاع كانت شنت، صباح السبت، هجوماً مباغتاً على إسرائيل، شمل إطلاق صواريخ وعمليات تسلل براً وبحراً وجواً.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس الاثنين استدعاء 300 ألف جندي احتياطي، في أكبر عملية استدعاء تشهدها الدولة العبرية، على ما أفاد التلفزيون الإسرائيلي.

وأعلنت إسرائيل الحرب رسميا يوم الأحد وأعطت الضوء الأخضر لاتخاذ تدابير عسكرية ضخمة للرد على حماس بسبب الهجوم المفاجئ الذي شنته يوم السبت والذي أدى إلى مقتل أكثر من 1000 إسرائيلي وارتفاع عدد الجرحى إلى نحو 2600، بينهم العشرات ممن إصاباتهم خطيرة.

الدكتور طارق فهمي 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى إسرائيل غزة حماس سلاح الجو الإسرائيلي نتنياهو الصحة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي الجیش الإسرائیلی الولایات المتحدة طوفان الأقصى حاملة طائرات قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

سيناريو التقسيم والفقاعات.. هذه خطط إسرائيل لغزة بعد الحرب

على وقع العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، يتركز الضوء خلال المرحلة المقبلة على مستقبل القطاع وماذا سيحدث بعد انتهاء الحرب التي شردت مئات الآلاف وقتلت عشرات الآلاف.

صحيفة "وول ستريت جورنال" قدمت مجموعة من الأفكار والخطط المطروحة في هذا الإطار، استنادا إلى مصادر شملت ضباطا في الجيش الإسرائيلي ومتقاعدين من الاستخبارات الإسرائيلية ومراكز البحوث والأكاديميين والسياسيين.

وفي حين لم تقل القيادة السياسية في إسرائيل شيئا تقريبا عن الشكل الذي سيبدو عليه قطاع غزة وكيف سيحكم بعد انتهاء المعارك، كانت هذه المجموعات تعمل على خطط مفصلة تقدم لمحة عن الكيفية التي تفكر بها إسرائيل فيما تسميه "اليوم التالي".

وتتمثل إحدى الخطط التي تكتسب زخما في الحكومة والجيش في إنشاء "جزر" أو "فقاعات"، حيث يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس أن يعيشوا في ملاجئ مؤقتة، بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في مهمته المعلنة وهي "القضاء على حماس".

ويدعم أعضاء آخرون في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة أخرى، تركز على الأمن وتسعى إلى تقسيم غزة بممرين يمتدان عبر عرضها، ومحيط محصن "يسمح للجيش الإسرائيلي بشن غارات عندما يرى ذلك ضروريا".

وتكشف الخطط، سواء تم تبنيها بالكامل أو لا، عن حقائق قاسية حول عواقب الحرب، ومنها:

المدنيون الفلسطينيون قد يتم حصرهم إلى أجل غير مسمى في مناطق أصغر من قطاع غزة، في حين يستمر القتال خارجها. الجيش الإسرائيلي قد يبقى في القطاع لسنوات حتى يتم "القضاء على حماس".

وقال نتنياهو، في تعليقات نادرة تناولت هذا الملف الأسبوع الماضي، إن الحكومة ستبدأ قريبا خطة على مراحل لإنشاء إدارة مدنية يديرها فلسطينيون محليون في مناطق الشمال، مضيفا أنه "يأمل في مساعدة أمنية من الدول العربية".

وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون إن نتنياهو كان يشير على الأرجح إلى "خطة الفقاعات"، التي نوقشت بين صناع القرار الحكوميين.

ووفقا لأشخاص مطلعين على الملف، فإن الخطة تهدف إلى العمل مع الفلسطينيين غير المنتمين إلى حماس لإنشاء مناطق معزولة في شمال غزة.

وسوف يوزع الفلسطينيون في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حماس لم تعد تسيطر عليها، وفي نهاية المطاف سيدير تحالف من الولايات المتحدة والدول العربية هذه العملية.

"خطة زيف"

وقال إسرائيل زيف، الجنرال الإسرائيلي السابق الذي ساعد في تقديم أفكار لإخلاء غزة من حماس: "يجب اتخاذ القرارات اليوم".

ويقترح زيف، الذي أشرف على خروج إسرائيل من غزة عام 2005، أن "يتمكن الفلسطينيون المستعدون للتنديد بحماس من التسجيل للعيش في جزر جغرافية مسيجة، تقع بجوار أحيائهم وتحرسها القوات الإسرائيلية، وهذا من شأنه أن يمنحهم الحق في إعادة بناء منازلهم".

وستكون العملية "تدريجية"، وفق خطة زيف، وفي الأمد البعيد يتصور العسكري السابق إعادة السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية إلى غزة كحل سياسي، حيث تستغرق العملية برمتها ما يقرب من 5 سنوات.

وبموجب خطته، يمكن لحماس أن تكون جزءا من إدارة غزة "إذا أطلقت سراح جميع الرهائن المحتجزين هناك ونزعت سلاحها، لتصبح حركة سياسية بحتة".

خطط أخرى

بحسب خطة أخرى، وضعتها منظمة غير ربحية تدعى "مايند إسرائيل"، فإن هجمات السابع من أكتوبر والحرب التي تلتها تعني أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يعد بوسعهم التعامل مع بعضهم البعض بحسن نية.

وتدعو الخطة إلى العمل مع الولايات المتحدة والحكومات العربية لإنشاء هيئة حاكمة فلسطينية جديدة، تعمل على سمته "وقف الإرهاب ضد إسرائيل".

وتقول الخطة إن المناقشات حول إنشاء دولة فلسطينية يجب أن تبدأ بعد 5 سنوات من الحرب، إذ أن "بعد هجمات حماس في السابع من أكتوبر لا ينبغي مكافأة الحركة بإنشاء دولة الآن".

وتدعو خطة أخرى نشرها مركز "ويلسون" إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تنشئ قوة شرطة دولية لإدارة الأمن في غزة، وتسليم المهمة بمرور الوقت إلى إدارة فلسطينية لم يتم تحديدها بعد.

وقال روبرت سيلفرمان، الدبلوماسي الأميركي السابق في العراق الذي شارك في وضع الخطة، إن فريقه ناقشها مع المسؤولين الإسرائيليين لعدة أشهر، حتى إنه غير أجزاء من الاقتراح لجعله أكثر قبولا لأهداف الحرب الإسرائيلية والديناميكيات السياسية، لكن الأمر تعثر مع مكتب نتنياهو.

وتستند وثيقة أخرى، صاغها أكاديميون إسرائيليون ووصلت إلى مكتب نتنياهو، إلى سوابق تاريخية في إعادة بناء مناطق الحرب في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ومؤخرا في العراق وأفغانستان.

وتنظر الوثيقة في كيفية التعامل مع عقيدة حماس من خلال "التعلم من هزيمة أيديولوجيات مثل النازية وتنظيم داعش".

وتعترف الوثيقة التي تتألف من 28 صفحة، التي اطلعت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن "عملية نزع التطرف وتحديد القيادة الجديدة ستكون طويلة ومعقدة، وينبغي أن تبدأ في أقرب وقت ممكن، خاصة في ضوء الوضع الإنساني في غزة".

وتفترض جميع الخطط المطروحة أن "إسرائيل ستترك حماس في نهاية المطاف منزوعة السلاح، سياسيا وعسكريا".

مقالات مشابهة

  • كيف تحولت غزة إلى أكبر فشل أخلاقي وسياسي لبايدن.. ما علاقة نتنياهو؟
  • واشنطن بوست: قطاع غزة لن يشهد انفراجة طالما نتنياهو في السلطة
  • نتنياهو: نتجه نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس
  • تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة
  • طائرات حربية إسرائيلية تشن غارات جوية على مدينة غزة
  • بالفيديو.. "سرايا القدس" تطلق 20 صاروخا باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية
  • نتنياهو: موقف إسرائيل ثابت بشأن صفقة الرهائن المدعومة من بايدن
  • طقس حارق وحرارة تصل لـ34 درجة.. ماذا يحدث في أمريكا 6 يوليو المقبل؟
  • سيناريو التقسيم والفقاعات.. هذه خطط إسرائيل لغزة بعد الحرب
  • نتنياهو يحذر زواره من أن "إيران تسعى إلى غزو الأردن والسعودية"