الخليج الجديد:
2024-11-08@08:35:27 GMT

مصائب الاقتصاد الإسرائيلي لا تأتي فرادى

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

مصائب الاقتصاد الإسرائيلي لا تأتي فرادى

مصائب الاقتصاد الإسرائيلي لا تأتي فرادى

قطار التطبيع الاقتصادي بين دولة الاحتلال وبعض دول الخليج سيتباطأ في الفترة المقبلة وربما سيتوقف بعض الوقت

لا يزال مبكراً حصر خسائر إسرائيل الفادحة من عاصفة طوفان الأقصى وبشكل كامل، ورصد تأثيرات ما جرى على المشهد الاقتصادي برمته.

تشكل العاصفة لطمة قوية للاقتصاد الإسرائيلي الذي لم يفق بعد من ارتدادات الأزمة السياسية والقضائية التي مرت بها إسرائيل في الشهور الأخيرة.

يُتوقع خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل من قبل الوكالات العالمية وقلاقل بالقطاعات الاقتصادية وأسواق الصرف والمال والاستثمار وتحذيرات من ضبابية المشهد الاقتصادي.

الخسائر الحالية ستكون أكبر كثيرا من خسائر عمليات عسكرية سابقة مع المقاومة وخسرت خلالها الأنشطة الاقتصادية والتجارية والسياحية داخل الاحتلال عشرات مليارات الدولارات.

* * *

كأن المصائب لا تأتي فرادى، وهو ما يحدث حالياً مع الاقتصاد الإسرائيلي، فعقب تداعيات أزمة التعديلات القضائية وما رافقها من توترات سياسية وأزمة داخلية حادة وزيادة منسوب المخاطر خاصة الجيوسياسية والأمنية، جاءت عملية طوفان الأقصى لتعمق خسائر دولة الاحتلال.

وتشكل لطمة قوية للاقتصاد الإسرائيلي الذي لم يفق بعد من ارتدادات الأزمة السياسية والقضائية التي مرت بها إسرائيل في الشهور الأخيرة، وأدت إلى هروب الاستثمارات المحلية والأجنبية على حد سواء.

وانسحاب عشرات الشركات والعلامات العالمية، وحدوث انخفاض كبير في الاستثمارات الأجنبية والتي سجلت تراجعاً حاداً في الربع الأول من العام الجاري 2023 بلغ 60%، وهروب الأموال والودائع من البنوك إلى الخارج.

تستطيع أن ترصد وبشكل سريع تداعيات عاصفة طوفان الأقصى، وارتداداتها السريعة على الاقتصاد الإسرائيلي، فقد انهار الشيكل ليصل لأدنى مستوياته في 8 سنوات، ودفع هذا التهاوي بنك إسرائيل المركزي إلى الخروج اليوم الاثنين واعلان ضخ 45 مليار دولار في الأسواق لحماية العملة من الانهيار وتلبية الطلبات المتزايدة على النقد الأجنبي.

وتهاوت بورصة تل أبيب، وهناك احتمال بأن تغلق أبوابها في حال استمرار المواجهات، وتراجعت أسعار السندات الحكومية، وفر السياح الأجانب إلى الخارج، وقبلها ألغى عدد كبير من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى إسرائيل، وقد تجاوز العدد ما يقرب من 45 شركة حتى الآن. كما تم إغلاق المطارات المحلية وسط وجنوب دولة الاحتلال أمام الأنشطة التجارية والسياحة الداخلية.

صاحب المواجهات الحالية إغلاق الشركات والمناطق الصناعية والمنشآت الإنتاجية الإسرائيلية خاصة الواقعة في غلاف قطاع غزة، وإغلاق آلاف المحال التجارية والمجمعات والمقاهي داخل تل أبيب وغيرها من المدن التي شهدت اشتباكات واسعة وسط فوضى تعم البلاد. كما صاحب ذلك اندفاع المواطنين نحو الأسواق لشراء السلع خوفاً من نفادها أو إغلاق المحال.

هذه عن التأثيرات السريعة، لكن على المدى المتوسط والبعيد فإن لعاصفة طوفان الأقصى تأثيرات ورسائل خطيرة، خاصة مع إعلان إسرائيل الحرب واستدعاء 300 ألف جندى احتياطي، وهو أكبر عملية استدعاء في تاريخ دولة الاحتلال.

الرسالة الأولى

هي أن العمليات النوعية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية، سواء في غلاف غزة أو داخل تل أبيب والمدن الكبرى، رفعت منسوب المخاطر الجيوسياسية لدى دول الاحتلال، وهزت ثقة المستثمرين الأجانب، خاصة أن وزراء وكبار المسؤولين اعترفوا بأن ما قامت به المقاومة الفلسطينية هو بمثابة فشل استخباراتي وأمني وسياسي لم تمر به الدولة العبرية منذ نصف قرن.

وبالتالي، من المتوقع خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل من قبل الوكالات العالمية، وحدوث قلاقل داخل القطاعات الاقتصادية بما فيها أسواق الصرف والمال والاستثمار، وصدور تحذيرات من ضبابية المشهد الاقتصادي.

الرسالة الثانية

لا تقف رسالة عاصفة طوفان الأقصى عند هذا الحد، فالرسالة الثانية والأهم عند المستثمرين الأجانب هي أن إسرائيل ليست الدولة التي لا تقهر، وليست كذلك دولة آمنة وواحة استقرار كما تزعم دوماً، ولا تتمتع باستقرار سياسي وأمني واسع كما تقول مقارنة بالدول المحيطة بها، وأن القبة الحديدية والأسلحة المتطورة والطائرات الحديثة التي تم إنفاق مليارات الدولارات عليها لم تحم الإسرائيليين من صواريخ المقاومة.

يدعم هذه الفرضية ضخامة عدد القتلى والأسرى والجرحى الإسرائيليين، وتهاوي منظومة الدفاع أمام نيران وصواريخ المقاومة، والجاهزية القوية التي بدت عليها المقاومة في ساحة القتال.

الرسالة الثالثة

أما الرسالة الثالثة فهي أن المواجهات الحالية تعمق عجز الموازنة العامة الإسرائيلية في ظل الخسائر المالية التي تكبدتها البنية التحتية الإسرائيلية وتراجع الإيرادات المتوقعة، وكلف المجهود الحربي الحالي الضخمة، وزيادة فاتورة الإنفاق العسكري والتي زادت بشدة في السنوات الأخيرة، وتعويض المتضررين من المواجهات الحالية، سواء أفراد أو مؤسسات وشركات، إضافة إلى توقعات باستمرار تراجع الشيكل مقابل الدولار.

الرسالة الرابعة

أما الرسالة الرابعة فهي أن قطار التطبيع الاقتصادي بين دولة الاحتلال وبعض دول الخليج سيتباطأ في الفترة المقبلة وربما سيتوقف بعض الوقت، وأن اندفاع دول خليجية نحو ضخ عشرات مليارات الدولارات في شرايين الاقتصاد الإسرائيلي وأنشطته الاقتصادية المختلفة قد يشهد إعادة نظر من أصحاب رؤوس الأموال أنفسهم، وأن الضبابية السياسية وحالة اللايقين هزت ثقة المطبعين من المستثمرين العرب.

في كل الأحوال فإن الوقت لا يزال مبكراً على حصر الخسائر الإسرائيلية الفادحة من عاصفة طوفان الأقصى وبشكل كامل، ورصد تأثيرات ما جرى على المشهد الاقتصادي برمته، علماً أن الخسائر الحالية ستكون أكبر بكثير من خسائر عمليات عسكرية سابقة مع المقاومة الفلسطينية، والتي خسرت خلالها الأنشطة الاقتصادية والتجارية والسياحية داخل الاحتلال عشرات المليارات من الدولارات.

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل الشيكل الدولار فلسطين المقاومة طوفان الأقصى الاقتصاد الإسرائيلي اقتصاد غزة المخاطر الجيوسياسية الاقتصاد الإسرائیلی المشهد الاقتصادی دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

المقاومة هى الحل

بعد أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية فى غزة والحرب على لبنان بات من المؤكد أن الميدان واستنزاف العدو هو الرادع الوحيد لمجرم الحرب نتنياهو وزمرة اليمين المتطرف فى إسرائيل.. فشل المنظومة الدولية وعصبة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية فى الضغط على مجرم الحرب نتانياهو والصهاينة فى إسرائيل يؤكد أن العالم بأسره فى قبضة إسرائيل.. وحتى بعد طلب المدعى العام بالجنائية الدولية فى مايو الماضى بإصدار قرارات توقيف  لمجرمى الحرب نتنياهو ووزير دفاعه جالانت لمحاكماتهما على جرائم الحرب فى غزة، تأخر القرار بعدما قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها ستستبدل أحد قضاتها لأسباب صحية، فى تحرك سوف يؤدى إلى تأجيل قرار بشأن طلب ممثلى الادعاء إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وجالانت.. من يظن أن هناك رادع لنيتنياهو خلاف المقاومة والميدان فهو واهم أو متواطئ مع الكيان الصهوينى.. مازال نتنياهو يردد أنه سيغير وضع المنطقة وينقلها إلى شرق أوسط جديد.. لو عدنا إلى الوراء سنجد أن ما يردده نتنياهو الآن وما يدعمه الداعمين للكيان الصهوينى فى حرب الإبادة الجماعية لأهل غزة والقضاء على المقاومة فى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن بداية لتنفيذ المخطط لإنهاء القضية الفلسطينية والتى كان السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ هو الرصاصة الأخيرة لإفشال هذه الخطط التى كانت تعمل عليه أمريكا وحلفاؤها وإسرائيل لتغيير وجه الشرق الأوسط الجديد.. علينا أن نتذكر أن طوفان الأقصى كان بسبب الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى والمقدسات وتهويد الأراضى الفلسطينية بالمستوطنات.. علينا أن نتذكر أن طوفان الأقصى أوقف محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتجاهل حل الدولتين.. علينا أن نتذكر أن طوفان الأقصى قضى على بناء تحالف عسكرى عربى إسرائيلي برعاية أمريكية لدمج إسرائيل بالمنطقة.. علينا أن نتذكر أن طوفان الأقصى كان فرملة لهيمنة إسرائيل على دول الشرق الاوسط بالترغيب والترهيب بحجة حمايتها من إيران.. آخر قرار لدولة الكيان المحتل بقطع العلاقات مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» والتى تشكلت من عام ١٩٤٩ هو نهاية أى أمل فى حل الدولتين وكما قال نتنياهو، وجود الأونروا هو تخليد للقضية الفلسطينية.. «الأونروا» كانت شريان حياة للفلسطينيين.. أليس هذا كافيا على أن المقاومة والميدان بعد حالة العجز العربى والإسلامى والصمت والتواطؤ الدولى هى الحل.. المقاومة هى من أفشلت المشروع الصهيونى ووقفة وإعادة إحياء القضية الفلسطينية من جديد على الرغم من المجازر التى ارتكبها الكيان الصهيونى بحق المدنيين فى فلسطين ولبنان.. المقاومة ودعمها بكل الوسائل هى الحل وخلاف ذلك هو هراء.

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ399 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • تطورات اليوم الـ398 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • حزب الله يمطر سماء دولة الاحتلال بالصواريخ.. فيديو
  • حزب الله يصعّد عملياته الصاروخية في عمق الاحتلال الإسرائيلي
  • تطورات اليوم الـ397 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • رئيس أركان جيش الاحتلال يطالب «نتنياهو» بوقف الحرب
  • المقاومة هى الحل
  • أكثر من 50 دولة تطالب الأمم المتحدة بوقف بيع ونقل الأسلحة إلى إسرائيل