كيف تضامن المغرب مع طوفان الأقصى؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
الرباط ـ اجتمع المغربي سعيد مولاي التاج مع عدد من أصدقائه أمس الاثنين، على مائدة إفطار جماعي بعد يوم صيام استجابة لدعوة أطلقتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ذلك ضمن عدد من الفعاليات التي نظمت في المغرب تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة وعموم الأراضي المحتلة.
وكانت الهيئة قد دعت المغاربة إلى صيام يوم الاثنين وتنظيم إفطارات جماعية برموز فلسطينية والتوجه بالدعاء نصرة ودعما لغزة وأهلها ولكفاح الشعب الفلسطيني في مقاومته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وهذه الفعالية هي جزء من فعاليات تضامنية تشهدها المملكة المغربية منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى السبت الماضي.
يقول مولاي التاج للجزيرة نت إن المغاربة اعتادوا التوجه إلى الله في الشدائد بالدعاء والصيام وغيرها من المظاهر لطلب العون والمساندة، مضيفا أن "للصائم في ديننا دعوة لا ترد، وقد ادخرنا هذه الدعوة لفلسطين وأهلها والشهداء والمحاصرين والجرحى بأن ينزل الله لطفه أمام الهمجية الصهيونية"، مشيرا إلى أن الاستجابة للدعوة والدعاء كانت كبيرة في مدن عديدة منها الدار البيضاء الكبرى والجديدة والرباط والمحمدية.
في فاس أيضا كان التفاعل مع هذه الفعالية كبيرا، حيث اجتمعت المغربية رجاء فأس في بيتها مع أسرتها وجيرانها لتنظيم الإفطار الجماعي والدعاء للفلسطينيين.
وقالت رجاء للجزيرة نت، إن سكان فاس خرجوا في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أول أمس الأحد، وفيها تم الإعلان عن فعالية الإفطار الجماعي، لافتة إلى أن الاستجابة من العوائل كانت كبيرة حيث اجتمعت الأسر في البيوت للدعاء لأهل غزة وفلسطين وبالنصر للمقاومين.
لليوم الثالث على التوالي، نظمت في الدار البيضاء وقفة دعم ومساندة للشعب لفلسطيني وللمقاومة، حيث تجمع مغاربة مرددين شعارات تشجع المقاومة على المضي في طريق الصمود، وتدعو السلطات المغربية إلى وقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل وتقديم الدعم الرسمي للشعب الفلسطيني.
وردد المحتجون شعارات من قبيل "لا تراجع.. لا استسلام.. المقاومة إلى الأمام"، و"يا صهيون.. صبرك صبرك.. في غزة تحفر قبرك"، و"المقاومة أمانة والتطبيع خيانة "، و"لا للتطبيع.. فلسطين ماشي (ليست) للبيع"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، وغيرها من الشعارات، كما رفعوا لافتات مكتوبا عليها "طوفان الأقصى.. طوفان تحرير فلسطين".
وقال عزيز هناوي عضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة التي دعت إلى هذه الفعالية إن هذه الوقفة تأتي ضمن سلسلة الوقفات التي شهدتها المدن المغربية منذ يوم السبت تزامنا مع بدء عملية طوفان الأقصى وستليها وقفات طيلة الأسبوع الجاري.
وأضاف هناوي، في حديث مع الجزيرة نت، أن الشعب المغربي يعبر من خلال هذه الوقفات عن مباركته للمقاومة الفلسطينية على الإنجاز الكبير والتاريخي والإستراتيجي المتمثل في كسر آلة الحرب الإسرائيلية وإثبات أن المقاومة لديها شرعية الإنجاز وأن مسلسل الهرولة نحو التطبيع يُضيع القضية ويُضيع الأوطان.
وأوضح المتحدث أن عملية طوفان الأقصى نتيجة منطقية "لبلطجة الكيان الصهيوني طيلة سنوات خاصة مع حكومة بنيامين نتنياهو الصهيونية التي استهدفت الأقصى والقدس بمشاريع تهويدية وتخريبية تهدد بقاء وديمومة المسجد الأقصى المبارك".
وطالب هناوي الدولة المغربية بوقف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، ودعاها إلى تقديم كل أشكال الدعم للفلسطينيين الذين يحرقون بالقصف الصهيوني الهمجي في غزة.
وفي اليوم نفسه، شهدت كليات الآداب والعلوم الإنسانية والعلوم بالجديدة فعاليات تضامنية شملت وقفات وحلقات طلابية عبر من خلالها الطلاب عن الفخر والاعتزاز بما حققته المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى"، كما شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وقفة تضامنية مماثلة.
ومنذ يوم السبت الماضي، شهدت عدة مدن مغربية مثل الرباط والجديدة وطنجة وأكادير وبن سليمان وغيرهم وقفات لدعم المقاومة دعت إليها مختلف الهيئات المدنية المساندة للشعب الفلسطيني، ورفع المشاركون فيها أعلاما مغربية وفلسطينية ورفعوا شعارات مؤيدة للمقاومة ومطالبة بوقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل.
أحزاب تدعم المقاومةوأصدرت أحزاب مغربية وهيئات نقابية بيانات تندد بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وتعتبر المقاومة حقا مشروعا للشعب الفلسطيني.
وعبرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المشارك في الحكومة عن وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذا الظرف العصيب، دفاعا عن حقوقه التاريخية والشرعية.
ودعا الحزب إلى توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين العزل من أي ردود أفعال انتقامية في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وتأمين إمدادات الغذاء والدواء والوقود وغيرها من الحاجيات الضرورية لسكان قطاع غزة.
وحمّل حزب التقدم والاشتراكية المعارض الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تصعيد الأوضاع، بما ينطوي عليه ذلك من تهديدات فعلية وحقيقية للسلم الإقليمي.
وقال الحزب، في بيان، إنه يعتبر تحرُّك المقاومة الفلسطينية دفاعا عن النفس والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورد فعل طبيعيا على سياسة الإرهاب والتقتيل والاستيطان والعنصرية والإنكار التام لحقوق الشعب الفلسطيني، التي يَنهجها الكيان الصهيوني المتغطرس بحكومته المتطرفة، في ظل الصمت واللامبالاة من المجتمع الدولي.
أما حزب العدالة والتنمية المعارض فاعتبر عملية "طوفان الأقصى" رد فعل طبيعيا ومشروعا على الانتهاكات اليومية التي يمارسها العدو الصهيوني وسياسة الحكومة الصهيونية العنصرية المتطرفة، وعلى ما يقوم به المستوطنون والمسؤولون الصهاينة من اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك أمام صمت وتواطؤ العالم.
ودعا كل الشعب والفصائل الفلسطينية، إلى توحيد المواقف في هذه المرحلة الدقيقة، لدعم عملية "طوفان الأقصى" في مواجهة الاحتلال الصهيوني، كما دعا الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف صارمة تردع الكيان الصهيوني والحكومة الصهيونية المتطرفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
هل تمثل التدريبات العسكرية “الفرنسية – المغربية” تهديدات للجزائر؟
أثار بيان الجزائر الذي استنكرت فيه التدريبات العسكرية المشتركة بين فرنسا والمغرب، تساؤلات عدة بشأن السيناريوهات المرتقبة.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، إنها استدعت السفير الفرنسي لديها وأبلغته بـ”خطورة مشروع المناورات العسكرية الفرنسية-المغربية، المزمع إجراؤها، شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، في الراشيدية بالقرب من الحدود الجزائرية، وذلك تحت مسمى “شرقي – 2025″، الذي يحمل الكثير من الدلالات”.
وحذّر البيان من أن “تصرفا من هذا القبيل سوف يسهم في تأجيج الأزمة التي تميز العلاقات الجزائرية – الفرنسية في المرحلة الراهنة، ويرفع من حدة التوتر بين البلدين إلى مستوى جديد من الخطورة”.
من ناحيته، قال الخبير الأمني الجزائري أكرم خريف، إن “بيان الخارجية الجزائرية بالغ في الأمر إلى حد ما، خاصة أن هذه التدريبات العسكرية لا يمكن أن تمثل أي تهديد للجزائر”.وأضاف خريف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن “الجزائر تنظم تدريبات عسكرية على الحدود المغربية وكل الدول المجاورة دون إشكال، ما دامت أنها تستعمل ترابها الوطني”.
وأشار إلى أن “ما حدث يرتبط بالتوترات القائمة بين الجزائر وفرنسا، وربما رأت الجزائر أن الخطوة تأتي ضمن سلسلة الاستفزازات”.
ويرى أن الجيش الجزائري “لم يعلق على الأمر، في حين أن البيان الذي نشر كان على لسان الدبلوماسية الجزائرية”.
فيما قال نور الدين لعراجي، الخبير السياسي الجزائري، إن “فرنسا تعيش أزمة كبيرة على المستوى الداخلي، لذلك لجأ المغرب لإزعاج الجزائر في ظل التوترات القائمة بين باريس والجزائر”.
ويرى لعراجي أن “المناورات ربما تعتبرها فرنسا ردًا على مطالب الجزائر بإعادة النظر بشأن اعترافها بمقترح الحكم الذاتي”.
وتابع: “التدريب العسكري تحت اسم “شرقي – 2025″، يعد استفزازا للجزائر، خاصة أنها جاءت على الحدود الجزائرية على بعد كيلومترات من الحدود الجزائرية، ما يشكل تهديدا للأمن القومي الجزائري”.
ويرى أن المغرب يسعى لـ”زيادة التوترات في ظل الأزمة القائمة بين فرنسا والجزائر، في الوقت الحالي”.
على الجانب الآخر، قال علي السرحاني، الخبير السياسي المغربي، إن “الجزائر تستهدف المغرب في المقام الأول، خاصة أنه يقيم العديد من التدريبات، وسبق أن أجرت تدريبات في “الصحراء المغربية” مع الجانب الأمريكي ولم تتحدث الجزائر عن أي استنكار”.
وأضاف السرحاني، في حديثه مع “سبوتنيك”، أن “الموقف الجزائري غير مفهوم، خاصة أن التدريبات تأتي في الإطار التقليدي الذي تقوم به المغرب مع العديد من الدول الأخرى”.
وأشار إلى أن “الدول الكبرى وأوروبا لن تسمح بأي توترات على مسافة قريبة منها، في ظل الأزمات التي يعيشها العالم”.
وتعيش العلاقات بين الجزائر والمغرب حالة من القطيعة، منذ أن قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب على خلفية التوترات المتصلة بقضية الصحراء الغربية.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب