ردا على طوفان الأقصى.. هكذا عبرت فرنسا عن انحيازها لإسرائيل
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
باريس- تجمع الآلاف في مسيرة مؤيدة لإسرائيل بدعوة من المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا "كريف"، وسط إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة بالدائرة الـ16 في العاصمة الفرنسية باريس.
ولتكتمل هذه الصورة، توجهت المسيرة ـالتي لم تتجاوز مسافتها كيلومترا واحداـ إلى ساحة تروكاديرو، حيث ألقى عدد من السياسيين البارزين في البلاد التحية للحضور وعبروا عن دعمهم الكامل، فيما اكتسى برج إيفل بألوان علم الاحتلال الإسرائيلي.
تضاعفت علامات التضامن مع إسرائيل في فرنسا، وهي التي تضم أكبر جالية يهودية في أوروبا، بعد 3 أيام على بدء عملية "طوفان الأقصى" ضد جيش الاحتلال، التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وفي افتتاح الموكب الذي شارك فيه نحو 16 ألف شخص لدعم إسرائيل، وفق أرقام مكتب الشرطة، رُفعت لافتات كتب عليها "تضامن مع إسرائيل ضد الإرهاب" و"إسرائيل ستنتصر" وهتافات دعت إلى "تحرير الأسرى الإسرائيليين من قبضة المقاومة الفلسطينية".
وقد انتشرت قوات الأمن عند مداخل عشرات الشوارع المؤدية إلى ساحة فيكتور هوغو، وتوغلت عناصر من الشرطة بين المتظاهرين بملابس مدنية بعد إخلاء محيط التجمع بالكامل.
كما أعطت الحكومة الفرنسية الضوء الأخضر للوزراء وعدد من النواب للمشاركة في المسيرة الداعمة لإسرائيل، بما في ذلك المتحدث الرسمي باسم الحكومة أوليفييه فيران، ورئيسة بلدية العاصمة باريس آن هيدالغو، ورئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي.
À la marche organisée par @Le_CRIF, aux côtés des représentants de la communauté juive pour leur réaffirmer toute ma solidarité et celle de Paris dans la terrible épreuve que traverse le peuple israélien qui pleure ses morts. pic.twitter.com/v1utzqEzdB
— Anne Hidalgo (@Anne_Hidalgo) October 9, 2023
وبينما كانت الدعوة مفتوحة لكل السياسيين، تميزت المسيرة بغياب لافت لزعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان، واليميني المتطرف إريك زمور، رغم أنهما قدما دعمهما للدولة العبرية واعتبراها "ضحية لهجوم حماس".
وقد تم تبرير غياب لوبان في عدم رغبتها "في تسييس الحدث"، وفق مقربين لها. وأشاروا إلى أنها ستكون على اتصال مع رئيس مجلس النواب يائيل براون بيفيت، للمشاركة في تكريم مؤسسي محتمل للبرلمان.
أما رفيقها في درب الفكر المتطرف في البلاد، فقد أوضح مساعدوه أنه "لا يستطيع الذهاب" مكتفيا بالحديث عن دعمه لإسرائيل على شاشة التلفزيون.
وزير الداخلية الفرنسي صرح بأن "لمس يهودي في فرنسا يؤثر على الجمهورية بأكملها" (الجزيرة) أقلية يهوديةوبتفويض من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان تعزيز الأمن بشكل مكثف في 400 مكان تتجمع فيها الجالية اليهودية، بما في ذلك أماكن العبادة والمدارس والمعالم الأثرية، وهي التي سبق وأن تم تعزيز الإجراءات الأمنية فيها منذ منتصف سبتمبر/أيلول، تزامنا مع الأعياد اليهودية التي تم الاحتفال بها.
وفي رسالة على تطبيق تليغرام، أصدر وزير الداخلية توجيهات لكل المحافظين لـ"تعزيز اليقظة والأمن والحماية على الفور لمواقع الجالية اليهودية في فرنسا".
كما دعا دارمانان إلى تعبئة أجهزة الشرطة في البلديات وانخراط جنود عملية "سنتينل"، في إشارة إلى العملية العسكرية التي تهدف إلى حماية الأماكن التي تعتبر حساسة في البلاد منذ هجمات يناير/كانون الثاني 2015، وتضم 10 آلاف جندي و4700 عنصر من الشرطة والدرك.
ومنذ بداية الصراع، لم يُخفِ رئيس الجمهورية دعمه الكامل للاحتلال الإسرائيلي، حيث قال في تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس" إن "الحرب ضد الإرهاب هي قضية مشتركة، سنواصل متابعتها مع إسرائيل ومع جميع حلفائنا وشركائنا".
L'Allemagne et la France se tiennent ensemble aux côtés du peuple israélien dans ce moment tragique.
La lutte contre le terrorisme est une cause commune que nous continuerons de porter avec Israël, avec tous nos alliés et partenaires.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) October 9, 2023
وبحضور رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناتان عرفي، والحاخام الأكبر حاييم كورسيا، ورئيس الصندوق الاجتماعي اليهودي الموحد، انعقد اجتماع أمني برئاسة وزير الداخلية، الاثنين، ليؤكد من جديد "دعم الحكومة الكامل"، مضيفا أن "لمس يهودي في فرنسا يؤثر على الجمهورية بأكملها"، على حد تعبيره.
ومن الواضح أن يهود فرنسا يقفون على رجل واحدة منذ يوم السبت، بعد تسجيل حوالي 20 عملا بدعوى "معاداة السامية"، وتقديم أكثر من 700 بلاغ على منصة الشرطة للمحتوى غير القانوني "فاروس" (Pharos)، وفق ما أعلن دارمانان.
التضامن الفرنسي الواضح مع إسرائيل تزامن مع منع إظهار أي شكل من أشكال التأييد لفلسطين (الجزيرة) منع مظاهرات مؤيدة لفلسطينفي المقابل، وكما كان متوقعا، تم حظر مسيرة مؤيدة للفلسطينيين كانت مقررة مساء الاثنين بسبب "مخاوف من خطر الإخلال بالنظام العام"، وفق محافظة الرون.
ورغم تجمع بعض المؤيدين للقضية الفلسطينية، فإن قوات الأمن الفرنسية لم تتردد في إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين واعتقال 4 أشخاص بعد سماع هتافات مثل "إسرائيل قاتلة، ماكرون متواطئ"، وفق بلدية ليون.
???????? FLASH – "Israël assassin, Macron complice" : les forces de l’ordre ont dispersé les manifestants en soutien à la Palestine qui s’étaient réunis à #Lyon malgré l’interdiction de la préfecture, après 20 minutes de rassemblement. (Lyon Mag/témoins) pic.twitter.com/kKYahEb5Jw
— Mediavenir (@Mediavenir) October 9, 2023
أما في مدينة مونبلييه، فقد اعتقلت عناصر الشرطة شخصا ـيبدو أنه من أصول عربيةـ بعد أن هتف "الحرية لفلسطين" خلال مسيرة مؤيدة لإسرائيل.
ويبدو أن حظر التظاهر للتعبير عن تأييد المقاومة الفلسطينية لم يمنع من ظهور عدد من الملصقات في جميع أنحاء البلاد، ففي ليون على سبيل المثال، وُضعت لافتة كبيرة كُتب عليها "فلسطين للفلسطينيين" حملت توقيع "رابطة الشباب الثوري" (LJR).
وفي باريس، لوحظت حوادث أمام المعابد اليهودية في الدائرة الـ16، حيث ألقت الشرطة القبض على رجل يوم الأحد بدعوى "الترويج للإرهاب وتوجيه إهانة عنصرية"، فضلا عن اعتقال 4 أشخاص في الدائرة الـ17 للسبب نفسه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وزیر الداخلیة الیهودیة فی مع إسرائیل فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
ضمن معركة “طوفان الأقصى”.. 15 عملا مقاوما في الضفة خلال 24 ساعة
الضفة - صفا
أفاد مركز معلومات فلسطين "معطى"، مساء يوم الأحد، بأن 15 عملا مقاوما سجلت في الضفة الغربية، ضمن معركة "طوفان الأقصى" خلال 24 ساعة.
وقال مركز "معطى" في بيان له، إن عمليات المقاومة تنوعت ما بين عمليتي إطلاق نار واشتباكات مسلحة، وعملية تفجير عبوات ناسفة، واندلاع مواجهات وإلقاء حجارة في 12 نقطة متفرقة بالضفة.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في قرية أم صفا شمال غربي رام الله، تخللها عمليات إلقاء حجارة. تزامنًا مع أخرى في مخيم عقبة جبر بمحافظة أريحا، وبلدة حوسان والبقعة في محافظة بيت لحم.
وامتدت المواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال إلى طولكرم، ومناطق عدة بنابلس، منها بيت دجن ومادما وسبسطية ومخيم بلاطة، الذي شهد أيضا اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين.
وخاض مقاومون في جنين اشتباكات مسلحة، تزامنا مع اندلاع مواجهات شعبية في "الفندقومية"، وبلدة يعبد، التي تضمنت أيضا تفجير عبوات ناسفة.