سواليف:
2025-02-07@11:07:36 GMT

معركة تحرير الوعي العربي

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

معركة تحرير الوعي العربي

#معركة #تحرير_الوعي_العربي

المهندس : عبدالكريم أبو #زنيمة
إن من أهم نتائج الملحمة البطولية لمعركة طوفان القدس هو تحريرها للوعي العربي وإعادة تكريسها وتجذيرها لربط الوعي العربي بمركزية القضية الفلسطينية ومخاطر المشروع الصهيوني في المنطقة، هذا الوعي هو أقصى ما تخشاه الدويلة العنصرية الصهيونية لذلك حظي بالاهتمام الأكبر لدى صناع القرار في دوائر الصهيونية العالمية وقوى رأس المال الغربي الاستعماري وتواطؤ أدواتهم العربية لحرفه وتشويهه عن أهدافه الحقيقية ، مئات المليارات أنفقت لتشويه الوعي الجمعي العربي من خلال انتزاع كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من المناهج المدرسية ، وبث كل أشكال السموم الإعلامية الهابطة والبذيئة وتسويق وفرض السلوكيات الغربية اللاأخلاقية وشرعنتها ونشر الرذيلة وهدم الاسرة العربية ، وتشجيع كل أشكال الفساد وافقار الوطن العربي وتجويع ، والتركيزعلى ترسيخ الوعي بالهوية القُطرية الجزئية وبث سموم الطائفية والمذهبية وبذرالفتن وتكريس النزاعات وتعظيمها بين الدول العربية والحيلولة دون تحقيق أي مشروع وحدوي أو تضامني عربي ، كذلك تشويه وشيطنة قوى ودول المقاومة المناهضة للمشروع الصهيوني ، وقد نجحوا إلى حد كبير في تحقيق هذا الهدف خلال العقود الماضية وأصبح الصراع في الوعي العربي هو صراع فلسطيني إسرائيلي فقط ! وليس صراعاً عربياً إسرائيليا وجودياً ! لذلك كان يلمس التضامن العربي الشعبي مع القضية الفلسطينية تضامناً ظرفيا ينتعش ويخبو حسب الأحداث ، وما زاد في تعمق هذا الانحراف في الوعي العربي هو معاهدة أوسلو ومآسيها والانقسام الفلسطيني .


من المؤسف أن هرولة الدول العربية إلى التطبيع مع هذا الكيان اللقيط وعقد الاتفاقيات والتنسيق الأمني معه كان مقصده الأبرز هو الإجهاز على ما تبقى من القضية الفلسطينية ” صفقة القرن ” وتسويتها بين أنظمة الحكم العربية ودويلة الاحتلال بتواطيء غربي وبرعاية امريكية دون أدنى مراعاة واعتبار للحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني مما فاقم من درجة الإحباط واليأس لدى الغالبية من الشعوب العربية.
وأخيراً .. انفجر طوفان الأقصى ليغرق وإلى الأبد كل أوهام وخرافات وأكاذيب وتضليل وتسويف هذا الكيان وتابعيه الذي دأب على ترويجها خلال خمسة وسبعين عاماً ، هذا الطوفان أحدث صدمة وأنتكاسة لن يستفيق منها هذا العدو الوحشي وإلى الأبد ! فجيشه الذي لا يقهر ما هو إلّا نمر كرتوني ، وجنديه المسلح والمدرع بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية هو أجبن من أن يواجه المقاتل الفلسطيني ، هذا الجندي الأسرع هروباً من مواطنيه مع أنه من المفترض به حمايتهم وهو يستحق ميدالية عالمية في سباق الجري والهروب ، هذا الكيان في هشاشته يستحيل عليه الصمود والبقاء امام جبروت رجال المقاومة ، مشاهد انتصارات رجال المقاومة أحيت في وجدان الشعوب العربية روح المقاومة والعزة والكرامة وحتمية ويقين زوال هذا الكيان العنصري .
طوفان الاقصى عرّى أنظمة الحكم العربية المُعراة أصلا ، واثبت للقاصي والداني أن بقاء وديمومة وقوة وجبروت هذا الكيان العنصري موجودة في عواصم الذل والعار العربية الذين لم يجرؤ أي منهم على تأييد المقاومة الفلسطينية ولو بكلمة، لقد حان وقت إجراء فحوصات ” DNA ” هل عرب أنتم ؟! ، طوفان الاقصى كشف للأعمى قبل البصير أن دعاة الحرية وحقوق الإنسان والعدالة ما هم إلا شرّ خلق الله توحشاً ! إنهم قتلة ومجرمون ! هل يعقل أن العالم الغربي كله الذي صمت وأغمض عينيه طوال خمسة وسبعين عاما عن كل جرائم ومجازر العدو وقتله للأطفال وبقر بطون النساء وهدم البيوت على رؤوس أصحابها والمساجد على المصلين والمدارس على طلابها ان يصطف خلف هذا الكيان اللقيط مقدما له كل الدعم والتأييد ، ومن العار أن تقلع طائرات شحن الأسلحه والدعم اللوجستي لهذا الكيان من بعض الدول العربية .
طوفان الاقصى أثبت للعالم أجمع بأن المقاومة الفلسطينية تستحق وبجدارة منحها براءة اختراع لم يسبقهم لها أحد في التخطيط وإلاعداد والتنفيذ العسكري للعمليات الحربية وأثبت أن العقل العربي لا يضاهيه عقل آخر إذا ما أتيحت له فرص الإبداع والابتكار ، لذلك نسمع الكثير من المحطات الاعلامية وللأسف العربية منها تنسب هذا الانتصار العظيم إلى فشل المنظومة الاستخبارية الصهيونية وليس إلى الإبداع العربي الفلسطيني .
الطوفان كرّس من جديد وللأبد في الوعي العربي ـ الذي حاولوا تشويهه وتضليله ـ مركزية القضية العربية الفلسطينية ومحوريتها في عالمنا العربي والإسلامي ، وحفر وزرع في نفوس وعقول أطفال وشباب العرب من مغربه الى مشرقه روح المقاومة والنضال وأكد في أعماق وعيهم أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت وسينقشع ! ونقول لإيران شكراً .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: زنيمة القضیة الفلسطینیة الوعی العربی هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

«كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»

في حي تل السلطان بمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، كان هناك مكان وقطعة أثاث مهترئة ذات لون برتقالى لم يتخيل الفلسطينيون أن تكون أثراً مقدساً ودليلاً على شجاعة وبسالة المقاوم الذى ضحى بدمه وروحه فى سبيل تحريرها من المحتل، فالكرسى الذى انتشرت صورته على وسائل التواصل الاجتماعى منتصف شهر أكتوبر الماضى، وشهد جلوس زعيم حركة حماس يحيى السنوار فوقه للمرة الأخيرة قبل أن تستهدفه آلة القتل الإسرائيلية أثناء مواجهته لها، أصبح وجهة لأهالى القطاع خاصة الأطفال الذين يرون فيه القائد الملهم الذى لا يهاب الموت.

وفوق الكرسى الشهير الذى لا يزال فى مكانه فوق ركام منزل عائلة «أبو طه»، الذى تحصن «السنوار» داخل إحدى غرفه، حرص الأطفال الذين أتوا رفقة أهاليهم لإلقاء السلام على شهيد المعركة والوقوف فى رحاب المكان الذى شهد آخر لحظات قائد المقاومة فى الحياة، لم يكن الأمر مقتصراً فقط على صغار السن ولكن اهتمامهم بتفاصيل الموقع وتتبع الأثر وارتداء الزى العسكرى الملطخ بالدماء والإمساك بالسلاح الذى استخرجه ملاك البيت من تحت الأنقاض والحجارة، ونظرة التحدى التى كانت واضحة أثناء التقاط الصور تنبئ بما يفكر به هؤلاء الأشبال.

زكريا محمد، طفل لم يبلغ العاشرة من عمره، نازح من شمال قطاع غزة أمضى 14 شهراً من الحرب داخل الخيام فى مستشفى شهداء الأقصى، بمنطقة دير البلح، وسط القطاع، اتجه إلى المنزل المنشود بمجرد سريان الهدنة وتنفيذ وقف إطلاق النار رفقة عدد من الصحفيين الذين قصدوا المكان للتصوير والتوثيق، ليركض نحو الكرسى الذى تمزقت كسوته ولم يعد باقياً منه سوى بعض الإسفنج المفتت المحشو داخله والحديد، ليجد أن هناك طابوراً من الأطفال ينتظرون دورهم للجلوس على الكرسى والتقاط الصور التى تحاكى جلسة صاحب «العصا».

وقال «زكريا»: «كنت أتوقع أننى الوحيد اللى هكون موجود هنا علشان أتصور على كرسى الشهيد السنوار الله يرحمه، بس اتفاجئت إن فيه أطفال كتير جاءوا لنفس السبب، ووقفت أكثر من نص ساعة عشان أطلع فوق الركام وأتصور واتبسطت كتير إنى ليا صورة وذكرى فى هذا المكان».

التقط الطفل الغزى الصورة بينما كان يرفع بإحدى يديه شارة النصر وبيده الأخرى أمسك بعصا حديدة صغيرة ليحاكى آخر صورة التقطتها الطائرة المسيرة التابعة للاحتلال الإسرائيلى لـ«السنوار» أثناء إمساكه بعصا مشابهة وإلقائها نحوها فى مشهد يجسد تمسكه بخيار المقاومة حتى الرمق الأخير، ليقوم «زكريا» عقب ذلك بحزم أمتعته والعودة رفقة أسرته مع النازحين نحو أراضيهم شمال القطاع.

الطفلة إيمان عزام، 9 أعوام، أحد سكان مدينة رفح هى الأخرى صعدت فوق الركام لتصل إلى الكرسى، بينما كانت عيناها تضحكان وهى تلتقط الصور، وقالت: «كنت كتير مبسوطة، بس أمى وأبى كانوا خايفين عليا وجاءوا معايا على المكان لما صممت أروح أتصور زى رفقاتى لأن الاحتلال كان بيترك قنابل وألغام فى الأماكن اللى بينسحبوا منها، بس الحمد لله اتصورت وما صار شىء».

مقالات مشابهة

  • اتحاد مجالس البحث العلمي العربية وجامعة دبي يناقشان سبل التعاون لدعم الابتكار في الوطن العربي
  • زيادة دراماتيكية في عدد عمليات المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة خلال عامين
  • اللجنة الإشرافية لمؤتمر الجامعات اليمنية تقدم العزاء في استشهاد القائد الضيف ورفاقه
  • «كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»
  • العدو يعترف: 370 هجوماً يمنياً في الأراضي المحتلة و400 عملية بحرية ضد الكيان
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • عضو بـ«الشيوخ»: مصر تخوض معركة دبلوماسية لدحض أي مخطط للنيل من الأمن العربي
  • حماس: الشعب الفلسطيني ومقاومته سيشكلان درعًا حصينًا لحقوقهم وأهدافهم
  • القبائل اليمنية رمزُ الصمود ومقدمة الصفوف في معركة الأمة
  • استشهاد القائد محمد الضيف.. تتويجٌ لتضحيات المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها