فلسطين – يقول خبراء فلسطينيون إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يستثمر الحرب على قطاع غزة لتنفيذ مشروعه الاستعماري الذي من شأنه إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد.

ويقول الخبراء في أحاديث منفصلة، إن نتنياهو يسعى لعقد تحالفات وتطبيع مع الدول العربية على حساب القضية الفلسطينية، وتهجير جزء كبير من سكان قطاع غزة إلى مصر.

وتعد فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” حجر العثرة أمام المشروع الإسرائيلي.

وكان نتنياهو، قال الإثنين، إن الحرب على قطاع غزة “ستستغرق وقتا”، وتوعد “بتغيير منطقة الشرق الأوسط”.

والسبت أطلقت الفصائل فلسطينية في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية” ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

ومساء الاثنين، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 687، بينهم 140 طفلا و105 سيدات، جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة لليوم الثالث على التوالي، بينما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن عدد القتلى الإسرائيليين في المواجهة مع الفصائل الفلسطينية وصل 900، والجرحى 2616.

تهجير غزة إلى سيناء

مدير مركز يبوس للدراسات، سليمان بشارات، يقول إن شرق أوسط جديد عبارة يجب التوقف عندها في خطاب نتنياهو الذي يترافق مع تشاورت مع قادة دول أوروبيين، والتحرك الأمريكي العسكري من خلال حاملة الطائرات.

ويضيف: “الرؤية الإسرائيلية الأمريكية ومحاولة استغلال الفرصة في تنفيذ مخطط سعت له إسرائيل وأمريكا منذ زمن بعيد وهو إعادة رسم الشرق الأوسط الجديد، والذي يتمثل في جزء منه تهجير جزء كبير من سكان قطاع غزة إلى سيناء عبر اشتداد وتكثيف القصف وتشديد الحصار ومنع وصول المواد الغذائية والمياه والمواد الطبية للقطاع لدفع السكان للهجرة”.

ويشير إلى أن هذا المخطط يهدف إلى تحقيق مفهوم البعد الجغرافي للفلسطينيين عن مستوطنات غلاف غزة وبالتالي تأمينها مستقبلا.

كما ويهدف المخطط إلى إضعاف أو تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية التي عملت على تعزيزها خلال السنوات الماضية، وفق المتحدث.

ويرى بشارات أن إسرائيل أمام خيارين، الأول الاستمرار بضرب الأهداف داخل قطاع غزة عبر الطائرات، وثانيا الدخول في حرب برية، معتبرا أن الحرب ما تزال في بدايتها بحسب المعطيات.

إنجاز مشروع التطبيع

بدوره يرى المختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي، أن “نتنياهو يسعى لرسم خارطة شرق أوسط جديد عبر إنجاز مشروع التطبيع مع الدول العربية وترك القضية الفلسطينية وراء الظهر بدون حل وإبقاء الفلسطينيين تحت واقع الاحتلال”.

ويقول البرغوثي للأناضول، إن “نتنياهو يرى في فصائل المقاومة بغزة حجر عثرة أمام هذا المشروع وقد حان الوقت لكي يزيح هذه العقبة لتحقيق مشروعه وضمان أمن إسرائيل”.

و”يسعى نتنياهو لأن تصبح إسرائيل ركنا أساسيا في المنطقة دون أن يقول لها أحد: لا”، وفق المتحدث.

وبشأن تطورات العملية العسكرية في قطاع غزة يرى البرغوثي أن المستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل تتساءل بشأن العملية البرية وقدرة الجيش على تحقيق مكاسب في ظل تطور أدوات المقاومة والخشية من مفاجآت على الأرض قد تكبد الجيش خسائر .

ولفت إلى أنه من الصعب حسم اتجاه إسرائيل بهذه الناحية حتى الآن.

وتتحسب إسرائيل بحسب البرغوثي من فتح جبهات جديدة في المنطقة كجبهة لبنان الشمالية مع “حزب الله”، الأمر الذي سيخفف عن قطاع غزة ويغير المعادلة التي تسعى إسرائيل لتطبيقها.

حل سياسي شامل

بدوره يقول أحمد رفيق عوض، الخبير السياسي الفلسطيني، إن السيناريوهات كلها مفتوحة في التوتر المتصاعد في قطاع غزة، وإن لأي حرب نتائج وتغير استراتيجي.

ويضيف للأناضول، أن إسرائيل تسعى لقذف قطاع غزة إلى مصر عبر هجرة جديدة إلى صحراء سيناء، وجعلها مسؤولية عربية بعيدة عن إسرائيل.

ورغم صعوبة ذلك يقول عوض، إنه “ربما تفتح أيضا جبهات جديدة ويتم إسقاط دول وتغيير ديمغرافي، وأيضا قد يكون هناك العكس قد تجبر إسرائيل على التسوية ويكون هناك دولة فلسطينية”.

ويرى الخبير أنه من الممكن أن يكون ما بعد الحرب تسوية سياسية لأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيبقى مرتبطا بحل سياسي شامل.

وفي حال طول عمر الحرب توقع الخبير الفلسطيني خروج الشعوب العربية للشوارع الأمر الذي سيصيب مصالح الأنظمة التي ستجبر على اتخاذ مواقف رسمية تجاه الصراع والحرب.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الشرق الأوسط قطاع غزة غزة إلى

إقرأ أيضاً:

أستاذ علاقات دولية: منطقة الشرق الأوسط على شفا الانفجار الكامل (فيديو)

قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن المنطقة أصبحت على شفا الانفجار الكامل، حيث إنها في منتصف حرب شاملة ومفتوحة، ومن الممكن تصعيدها لحرب إقليمية في الشرق الأوسط بسبب تزايد فرص التصعيد إلى جانب عدم السماع للرؤية المصرية وخبرتها في التعامل مع مثل هذه الأزمات باعتبارها صانعة السلام في المنطقة.

محلل سياسي: الحرب على لبنان تغيير "تكتيكي" لتجميد جبهة غزة حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية محلل سياسي: فتح جبهة جديدة بجنوب لبنان محاولة من نتنياهو للبقاء في السلطة

وأضاف "فارس"، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها القدرة الكبيرة على الضغط وبشكل واضح على إسرائيل لوقف الحرب، ولكن لم تتوافر لها الإرادة السياسية اللازمة للعمل على ذلك، مما جعل إسرائيل تشعر بأن لديها الضوء الأخضر الأمريكي في استمرار هذه الحرب التي تأكل الأخضر واليابس.

وتابع، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرغب في إطالة هذه الحرب لأطول فترة ممكنة حتى وإن كان ذلك على حساب أمن إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدًا في «البوابة».. دائرة الحرب تتسع فى الشرق الأوسط
  • أسعار النفط.. توقعات بارتفاع مدفوع بالشتاء والتصعيد في الشرق الأوسط
  • ما وراء تصريحات نتنياهو عن تغيير خريطة الشرق الأوسط بمرحلة جديدة من الحرب؟.. خبراء مصريون يعلقون
  • أستاذ علاقات دولية: منطقة الشرق الأوسط على شفا الانفجار الكامل (فيديو)
  • خبير دولي: منطقة الشرق الأوسط أصبحت في منتصف حرب شاملة ومفتوحة
  • أستاذ علوم سياسية: تصريحات نتنياهو بتغيير شكل الشرق الأوسط ليس جديدًا
  • مصر تدعو إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة
  • نتنياهو: لقد بدأنا للتو وسنعمل على تغيير الشرق الأوسط
  • «نتنياهو»: لقد بدأنا للتو وسنعمل على تغيير الشرق الأوسط
  • إعلام عبري: نتنياهو يؤجل زيارته للولايات المتحدة بسبب الأوضاع في الشرق الأوسط