مسقط - العمانية
احتفلت سلطنة عُمان ممثلة في الادعاء العام بتسلّم من شركة (URS) شهادتَي إدارة الجودة (iso9001) وإدارة مكافحة الرشوة (iso37001) وهي الشهادة الأولى التي تُمنح لادعاء عام أو نيابة عامة على مستوى العالم من خدمة الاعتماد البريطاني (UKAS) تحت رعاية معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء وعددٍ من أصحاب السعادة.

وقال الدكتور أحمد بن سعيد الشكيلي مساعد المدعي العام إنَّ شهادتَي إدارة الجودة (iso9001) وإدارة مكافحة الرشوة (iso37001) تمثلان أعلى المعايير الدولية في مجال إدارة الجودة ومكافحة الرشوة وحصول الادعاء العام عليهما جاء ضمن خطته السنوية، وهذا يعكس الالتزام التام بالنهج السامي لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله- في إعلاء قيم النزاهة والعدالة وحوكمة الأداء، إلى جانب تحقيق متطلبات "رؤية عُمان 2040" والتي تقتضي بإيجاد قضاء نزيه ناجز ومتخصص ويوظف تقنيات المستقبل؛ ما يعزز الأمن الاجتماعي والرفاه، وينمي الاقتصاد، ويوفر بيئة استثمارية آمنة.

وأكَّد أنَّ حصول الادعاء على شهادة الأيزو في إدارة مكافحة الرشوة (iso37001) يمكِّن جميع المؤسسات العامة من الثقة بالادعاء العام؛ نظرًا لعملية التدقيق الشامل والتقييم والفحص، وأنَّ الإجراءات تأتي في إطار مراجعة الادعاء العام لإجراءاته والتطبيق العادل والسليم للقانون بكل شفافية ونزاهة، مؤكدًا على أهمية عناية المؤسسات العامة بقيم النزاهة والعدالة، فهما سبيل التنمية والأمن وأنَّ هذا لا يأتي إلا بالتطبيق الحازم والجازم للقانون وبموجب إجراءات محددة وواضحة ومحكمة، لا سيما مع طبيعة عمل الادعاء العام بوصفه مؤتمنًا على الدعوة الجزائية كونها الأكثر خطورة وحساسية لاتصالها بأرواح الناس وأعراضهم وأموالهم.

وقالت مروة بنت محمد البوسعيدية رئيسة فريق نظامي إدارة الجودة وإدارة مكافحة الرشوة في كلمة الادعاء العام إنَّ حصول الادعاء العام على هاتين الشهادتين يؤكد خطة الادعاء العام في تجويد وحوكمة الإجراءات والعمليات والخدمات والأعمال التي يقدمها وصقلها بقيم النزاهة والحيادية ومكافحة جميع أشكال الرشوة وأساليب ممارستها.

وأضافت أنَّ هذا الإنجاز يشكل قيمة مضافة للادعاء العام وهو يدعو مؤسسات الدولة إلى السعي نحو استيفاء متطلبات هاتين الشهادتين؛ لتعزيز التكامل بين جميع الجهات في سبيل تقديم خدمات ذات جودة عالية ومكافحة جميع أشكال الرشوة، مما يُوجد ميزة تنافسية بينها، ويحقق الإجادة المؤسسية فينعكس ذلك على كفاءة وإنتاجية العمل.

وقال بشير السالم المدير العام لشركة URS في سلطنة عُمان في كلمة له إنَّ حصول الادعاء العام على شهادتَي إدارة الجودة (iso9001) وإدارة مكافحة الرشوة (iso37001)، جاء في وقت قياسي، وهذا تحدٍّ كبير في أقل من شهرين بما فيه من دورات التدريب والورش والتدقيق الداخلي، مشيرًا إلى أنَّ شهادة (iso9001) هي شهادة شائعة، وأنَّ الكثير من المؤسسات حصلت عليها، أمَّا شهادة (iso37001) فهي حديثة نسبيًّا وكان أول إصدار لها في عام 2016 وسرعان ما أصبح المعيار الذهبي لأنظمة إدارة مكافحة الرشوة في جميع أنحاء العالم، وعدد المؤسسات التي حصلت عليها حول العالم بجميع الاعتمادات والمعايير لا يتجاوز 900 جهة حول العالم.

وأشار إلى أنَّ حصول الادعاء العام على معيار الأيزو 37001 باعتماد UKAS العالمي في جميع فروعهم المنتشرة في أكثر من 55 دولة حول العالم، يؤكد على التزام سلطنة عُمان بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد UNCAC التي انضمت إليها سلطنة عُمان في عام 2013 وقوانين مكافحة غسيل الأموال؛ مما يسهم في تعزيز مراتب السلطنة في العديد من المؤشرات الدولية.

وبيَّن أنَّ معيار الأيزو 37001 في إدارة مكافحة الرشوة تم تكييفه وفقًا لحجم وطبيعة المؤسسات ومخاطر الرشوة التي تعد آفة عالمية لها عواقب وخيمة على المجتمع والاقتصاد. ويتطلب تطبيقه إنشاء التزام قيادي رفيع المستوى، وإجراء تقييمات للمخاطر ووضع وتنفيذ السياسات والإجراءات، وتوفير التدريب والتوعية، وإجراء عمليات تدقيق دورية، مما يوفر إطارًا قويًّا لتحسين أداء المؤسسة.

كما أكَّد أنَّ حصول الادعاء العام على شهادة الأيزو 37001 في إدارة مكافحة الرشوة يؤسس علاقة منسجمة بين المجتمع ومؤسسات الدولة تُمكِّن من مراقبة أداء الجهاز الإداري للدولة، وترسّخ مبدأ المساءلة والمحاسبة، مما يرفع من مستوى الخدمات المقدمة؛ مما سينعكس إيجابًا على اقتصاد سلطنة عُمان داخليًّا وخارجيًّا، كما يعزز من ثقة المستثمرين.

ي الأيزو في إدارة الجودة وإدارة مكافحة الرشوة

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف يتعامل الإيرانيون مع خيار التفاوض المباشر بين طهران وإدارة ترامب؟

طهران- لم يمض شهر على إعلان مساعد الرئاسة الإيرانية لشؤون اقتصاد البحار، علي عبد العلي زاده، عن توصل سلطات بلاده إلى "قناعة بضرورة التفاوض المباشر" مع الإدارة الأميركية الجديدة، حتى طفت على السطح الانقسامات السياسية بشأن الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع ما يعرف في طهران "بقاتل الجنرال قاسم سليماني".

وكشف تلويح المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي حول "التعامل بحذر مع العدو" عن انقسام كبير لدى الأوساط السياسية في طهران؛ بين من يرى في موقفه "ترخيصا للتفاوض"، وآخرين يعدّونه "تحذيرا من تجربة المجرب".

وفي إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة، قال خامنئي لدى استقباله كبار المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم الرئيس مسعود بزشكيان، يوم الثلاثاء الماضي، إن "ثمة عداوات خفية وخبيثة تكمن وراء الابتسامات الدبلوماسية، فلنفتح عيوننا، ونكون حذرين بشأن مَن نتعامل معه ونتحدث معه".

خامنئي دعا الإيرانيين إلى "التعامل بحذر مع العدو" (الأناضول) المصالح الوطنية

يأتي ذلك على وقع السجال المتفاقم بين الأوساط السياسية في الجمهورية الإسلامية حول كيفية التعامل مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث سارعت الصحافة الإصلاحية إلى تفسير موقف المرشد الأعلى على أنه موافقة على عزم الحكومة التفاوض مع واشنطن، ووجدت فيه ضوءا أخضر لحلحلة القضايا الشائكة بين الجانبين.

وأبرزت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية "مواقف المرشد الشفافة" في عنوانها الرئيسي، وطالبت شتى الأطياف السياسية في البلاد بالوفاق والالتفاف حولها، واصفة إياها بأنها تتعارض والهتافات الفارغة المناهضة لمبدأ الحوار والدبلوماسية وتلك التي تستهدف مسؤولي البلاد أكثر من مقارعة الولايات المتحدة.

ورأت الصحيفة أن ما يهمّ البلاد في المرحلة الراهنة ليس الجلوس إلى طاولة المفاوضات أو الإحجام عن الحوار بل الاتفاق من أجل المصالح الوطنية وتعزيز قدرة الدولة لضمان مصالحها وثرواتها، مضيفة أن تحقيق هذا الهدف بأقل تكلفة لم يعد ممكنا سوى عبر المباحثات الدبلوماسية.

ترامب انسحب بشكل أحادي من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018 (الفرنسية) لعبة خاسرة

في مقابل ذلك، اعتبرت صحيفة "كيهان" المحافظة أن الانخراط في المفاوضات مع الولايات المتحدة "لعبة خاسرة" في ظل المواقف الصادرة عن واشنطن ومفادها "يجب القضاء على النظام السياسي في إيران"، وكذلك "يجب احتواء الجمهورية الإسلامية"، في حين ركزت الأدبيات السياسية في طهران على مقولتين؛ أولها "ينبغي على أميركا التخلّي عن تدخلها في شؤون الشرق الأوسط" و"يجب أن تكفّ أميركا من التدخل في شؤون إيران الداخلية".

إعلان

ويصف الكاتب السياسي سعد الله زارعي، في مقاله، المطالب الأميركية بأنها "إيجابية" حيث ترمي إلى تحقيق مطالبها ضد إيران، لكن المطالب الإيرانية من الولايات المتحدة "سلبية"، حسب كلامه، لأنها تطالب بكف واشنطن عن أفعالها في الشرق الأوسط، وأوضح أن تحييد الخلافات بين طهران وواشنطن غير ممكن سوى في حال موافقة إيران على المطالب غير القانونية للطرف المقابل.

ويعتقد زارعي أن بلاده لم تمر بظروف مأساوية تجبرها على اتخاذ قرارات تخالف مصالحها الوطنية، كما أن الظروف الدولية والإقليمية تغيرت بشكل جذري عما كانت عليه قبل عقد إبان المفاوضات من أجل الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

ويستنتج الكاتب في افتتاحية صحيفة كيهان أن المفاوضات مع أميركا لن تصل إلى نتيجة، بيد أنها تتسبب في تشكيك القوى المناهضة للولايات المتحدة بجدية عزم إيران في التعاون معها، مما يبرر لها العزوف عن الشراكة مع طهران في الصفقات الكبيرة.

قاسم سليماني اغتيل في يناير/كانون الثاني 2020 باستهداف سيارته بغارة أميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي (الأناضول) إشارات إيجابية

وإذا كانت هذه الصحيفة تقود حملة إعلامية مناهضة لأي حوار مع الولايات المتحدة بشكل عام ومع إدارة ترامب على وجه الخصوص إذ أقدمت في عام 2020 على اغتيال "الرئيس السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني"، فإن المعسكر السياسي المقابل يستذكر حقبا تاريخية تفاوض خلالها رموز إسلامية مع الأعداء حقنا للدماء ولضمان مصالح الأمة الإسلامية.

ويرد النائب وعضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني محمد باقري، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة أنباء (إرنا) أمس، بالقول إنه "حتى الحاج قاسم سليماني كان قد تفاوض بشكل مباشر إبان الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان وذلك لضمان المصالح الوطنية على شتى الصعد"، موضحا أن بلاده قد تفاوضت مرات عدة منذ انتصار ثورتها عام 1979، وأن التذرع بعدم التزام الأميركيين بعهودهم لم يعد دليلا مقنعا للتخلي عن هذه المسؤولية الوطنية.

وإلى جانب تصريحات الرئيس ترامب منذ توليه منصبه ونبرته المتسمة بالاحترام تجاه إيران خلافا لما دأب عليه في حقبته السابقة من إطلاق تهديدات في إطار سياسة الضغوط القصوى، يلمس طيف من الإيرانيين في امتناع إدارته -لأول مرة- عن انتقاد طهران في الاجتماع الأممي لحقوق الإنسان بدورته 48 الثلاثاء الماضي بجنيف "إشارة إيجابية" تنمّ عن رغبة أميركية عملية للتفاوض.

كذلك لاقى قرار ترامب إقالة برايان هوك، المبعوث الأميركي الخاص بإيران والمسؤول عن تنفيذ عقوبات ضد طهران، وإلغاء التصاريح الأمنية لبعض الشخصيات المعارضة للجمهورية الإسلامية "ترحيبا" داخل الأوساط الإيرانية.

إعلان

في السياق، يرى الكاتب السياسي محمود صدري أن الرئيس ترامب يرسل إشارات إيجابية إلى إيران باتخاذه نهجا يبتعد عن المواقف غير العدائية تجاه طهران ما عدا معارضته امتلاك الجمهورية الإسلامية سلاحا نوويا.

وفي مقال نشره بصحيفة آرمان أمروز أمس الأربعاء، تحت عنوان "الأبيض والأسود في إشارات ترامب"، يحض الكاتب الجهات المعنية في بلاده على ضرورة استثمار الرغبة الأميركية بالتفاوض ووضع المصلحة الوطنية فوق الاعتبارات الفئوية، مؤكدا أنه لو كانت طهران قد حافظت على الاتفاق النووي بعد انسحاب ترامب منه عام 2018 لأضحت اليوم على وشك التخلص من القيود النووية المفروضة عليها وجني الثمرات الإستراتيجية للاتفاق.

انقسام داخلي

وإذا كان النواب الإصلاحيون قد وقفوا على قلب رجل واحد إزاء التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة لضمان المصالح الوطنية، فإن الملف هذا كشف عن شرخ لدى المعسكر المحافظ بين معارض وآخر يعتقد بضرورة أخذ بعض الملاحظات بالاعتبار قبل الانخراط في أي مفاوضات مع العدو.

ويرى النائب المحافظ حميد رضا حاجي بابائي، نائب رئيس البرلمان الإيراني، أن بلاده مستعدة "للتفاوض العادل مع أي طرف في العالم باستثناء الصهاينة"، موضحا، في مداخلة على قناة خبر الإيرانية قبل ليلتين، أنه لم تعد هناك أي عداوات أو صراع بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة ولا بد من التفاوض وفقا لشروط، ذلك لأن التفاوض ضرورة لتنمية البلاد.

في المقابل، يرى النائب المحافظ يعقوب رضا زاده عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، في تصريحات صحفية أدلى بها تحت قبة البرلمان أمس ونقلتها (إرنا)، أن التفاوض المباشر مع أميركا "خط أحمر" لا يمكن القبول به باي شكل من الأشكال.

ورغم هذه المعارضة الشرسة، فإن مراقبين في طهران يرون أن اعتراف سعيد رضا عاملي الأمين السابق للمجلس الأعلى للثورة الثقافية "بتكبّد الاقتصاد الإيراني خسارة تبلغ تريليونا و200 مليار دولار جراء العقوبات المفروضة عليه منذ عام 2012" لم يأت اعتباطا، وإنما لإقناع الرأي العام لا سيما الشريحة المتطرفة بضرورة الانخراط في مفاوضات مباشرة للحد من استنزاف الثروات الوطنية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تجديد ومد سريان 3 شهادات أيزو في مجالات مختلفة لجهاز الشيخ زايد
  • لتعزيز الاستقرار.. جهودٌ متواصلة لإدارة مكافحة المخدرات في محاربة تهريبها والاتجار بها
  • سلطنة عمان تطّلع على تجربة مملكة البحرين في مكافحة الاتّجار بالبشر
  • تجديد ومد سريان 3 شهادات "أيزو" في مجالات مختلفة لجهاز مدينة الشيخ زايد
  • كيف يتعامل الإيرانيون مع خيار التفاوض المباشر بين طهران وإدارة ترامب؟
  • مراسل سانا بحمص عن مصدر أمني: بعد عمليات الرصد والتحري إدارة مكافحة المخدرات في إدارة الأمن العام تداهم معملاً لصناعة المواد المخدرة في أطراف حي الزهراء
  • تفاصيل حادث مطار ريجان.. مصرع جميع الركاب وانتشال جثامين (فيديو)
  • جريمة مفجعة.. مراهقة تُقتل على يد والدها بعد سماعها أغنية "وُلد ليموت"
  • وكيل صحة بالمنوفية يُكرم الفائزين بجائزة أفضل مشروع تحسين جودة الرعاية الصحية
  • إدارة العمليات العسكرية في سوريا: حل جميع الأجهزة الأمنية وإلغاء دستور 2012