سودانايل:
2025-02-27@19:26:38 GMT

البحث عن سلام أم “بل بس”

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

يعاني السودان منذ فترة طويلة من صراعات داخلية وخارجية تسببت في تداعيات سلبية على البلاد ، ناهيك عن الحرب المؤخرة التي لا زلت تبارح مدينة الخرطوم وبعض المناطق الأخرى. ومع مرور الوقت، ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 ولفترة ليست بالقصيرة يلاحظ المرء أن هناك لا جديد في أخبار السودان سوى المزيد من الدمار والتشريد والنزوح.

وتواجه البلاد تحديات جسيمة تهدد استقرارها وتعيق تحقيق التقدم والازدهار الشامل. وتنشأ الكثير من النزاعات بين القوى المسلحة والمتمردين والجماعات المسلحة الأخرى، وتؤثر على الحياة اليومية للكثير من السكان، بما في ذلك العنف، والقتل، والتدمير الواسع النطاق. بجانب ذلك، تسببت هذه النزاعات في تزايد حالات التشرد والنزوح في السودان. العديد من الأسر تضطر لترك منازلها، لتنجو بحياتها وتفر من ويلات الحرب. يترتب على ذلك الأثر السلبي على الأفراد والمجتمعات، حيث يفقد الناس أماكن إقامتهم ومصادر رزقهم والوصول إلى الخدمات الضرورية مثل الماء والطعام والرعاية الصحية والتعليم. يضطر العديد من النازحين إلى البحث عن مأوى في مخيمات اللاجئين أو المدن الأخرى، مما يضعف من قدرتهم على إعالة أنفسهم وعائلاتهم وتحقيق الاستقلالية. هذا يخلق أزمات إنسانية تزيد من ضعف البنية التحتية وتصعيد حدة التحديات الاجتماعية والاقتصادية في السودان.
تتطلب هذه التحديات التي يواجهها السودان استجابة حازمة وعمل جماعي من جميع الأطراف المعنية. يجب أن تعمل الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية معاً للعمل على توفير المساعدة اللازمة للنازحين والمتضررين وتوفير بيئة آمنة ومستدامة للجميع. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب السودان جهودًا مستمرة لبناء السلام وتعزيز العدالة والمصالحة بين جميع الأطراف المتنازعة. يجب أن يتم التركيز على إنهاء النزاعات المسلحة وبناء مؤسسات ديمقراطية قوية وتوفير فرص العمل والتعليم للشباب السوداني. باختصار، يشهد السودان معاناة مستمرة وتحديات هائلة تهدد استقرار البلاد ورفاهية شعبها. على الجميع أن يعملوا معًا لإيجاد حلول دائمة سلمية للنزاعات والمشاكل التي تعاني منها البلاد. ولكن بالمقابل هنالك معسكر آخر يدعوا إلى استمرار الحرب "بل بس" حتى اصبح يطلق على مدعي استمرار الحرب ب "البلابسة". وعلى رأس هذه الفئة هي جماعة الاخوان المسلمين أو ما يعرف ب "الكيزان" وهم الذين لفظهم الشعب السوداني عبر ثورته الميمونة في ديسمبر 2018، لكن يبدو أن الأيام القادمة لن تحمل سوى تداعيات الحرب وآفاتها الماثلة في النزوح القسري وهذا يؤدي إلى تدهور الظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية للنازحين ويزيد من عبء القوى الأمنية والمنظمات الإنسانية. اضافة إلى نقص الغذاء حيث تؤثر الحرب بشكل كبير على القطاع الزراعي والإنتاج الغذائي. ويدمر الصراع البنية التحتية والبنى الزراعية والري التي تعتمد عليها البلاد. هذا يؤدي إلى نقص الغذاء وانخفاض جودته، مما يزيد من حدة الجوع والمجاعة في المناطق المتضررة. علاوة على انعدام الأمن بحيث تتسبب الحرب في انعدام الأمن واستمرار العنف والصراعات المسلحة في السودان. وهذا يعني أن الحكومة لا تستطيع توفير الحماية الكافية للمدنيين وتسهم في انتشار الجريمة المنظمة واستغلال الأطفال واعتداءات جنسية وغيرها من أشكال الانتهاكات ضد السكان. ثم التدهور الاقتصادي ومن المعلوم تترتب على الحرب تداعيات اقتصادية سلبية، حيث ينخفض الاستثمار والإنتاج وتتأثر الأعمال التجارية والصناعية بشكل كبير. وتشكل الحرب عقبة كبيرة أمام التنمية الاقتصادية ويفقد السودان على العديد من الفرص الاقتصادية المحتملة. ناهيك عن انتهاكات حقوق الإنسان، فبات العديد من السودانيين يشتكون من انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في البلاد، بما في ذلك العنف الجنسي والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري. تعمل الأطراف المتحاربة على انتهاك الحقوق الأساسية للمدنيين وتستخدم أعمال العنف كأداة لتحقيق أهدافها السياسية. وما لا يحمد عقباه على الجيران في الإقليم هو التأثيرات الإقليمية بحيث يؤثر الصراع في السودان على الدول المجاورة، حيث ينشأ تدفق مستمر من اللاجئين والنازحين القادمين من السودان إلى تلك الدول. هذا يضع ضغوطًا كبيرة على الموارد والبنية التحتية للدول المجاورة ويؤدي إلى توترات إقليمية. بشكل عام يتسبب استمرار الحرب في السودان في تدمير الحياة اليومية للسكان وتعطيل التنمية وتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. يجب العمل على إيجاد حل سياسي للصراع وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد لإحلال النمو والازدهار.

د. سامر عوض حسين
10 أكتوبر 2023

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان العدید من

إقرأ أيضاً:

مع وصول دعم جديد من السودان وغيرها.. مشاهد من داخل “قبو يوم القيامة” في القطب الشمالي

#سواليف

يحمي #قبو_سفالبارد العالمي للبذور التنوع الزراعي العالمي من المخاطر المستقبلية، إذ يضم أكثر من 1.3 مليون نوع من البذور، محفوظة في بيئة آمنة داخل جبل في #القطب_الشمالي.

ويهدف هذا القبو (المعروف بقبو يوم القيامة) إلى توفير “نسخ احتياطية” من #المحاصيل الرئيسية، تحسبا لأي #كارثة_طبيعية أو نزاع عالمي قد يهدد الأمن الغذائي للبشرية.

يقع القبو في أرخبيل سفالبارد النرويجي، على عمق أكثر من 100 متر داخل جبل، حيث تضمن الصخور السميكة والتربة الصقيعية درجات حرارة منخفضة تصل إلى -18 درجة مئوية، ما يحافظ على #البذور_مجمدة حتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي.

مقالات ذات صلة الفاتيكان يكشف حالة البابا فرنسيس الصحية 2025/02/27

ومؤخرا، استقبل القبو أكثر من 14000 عينة جديدة من 21 بنكا للجينات حول العالم، شملت بذور الأرز من تايلاند وأشجارا نوردية من السويد والذرة الرفيعة من السودان، بالإضافة إلى الفاصوليا المخملية من ملاوي.

وأوضح ستيفان شمتز، المدير التنفيذي لمنظمة Crop Trust، أن هذه البذور “تمثل التنوع البيولوجي والمعرفة والثقافة والمرونة التي تتمتع بها المجتمعات التي قامت برعايتها”.

وتواجه بنوك الجينات العالمية تحديات عديدة، إذ تقع بعضها في مناطق غير مستقرة، ما يجعلها عرضة لمخاطر مثل النزاعات والكوارث الطبيعية وسوء الإدارة.

وأكدت Crop Trust أن فقدان الكهرباء أو تعطل أنظمة التبريد قد يؤدي إلى ضياع مجموعات كاملة من البذور.

لهذا السبب، افتُتح قبو سفالبارد عام 2008 كإجراء احترازي لحماية المحاصيل الزراعية وضمان استدامة #الإنتاج_الغذائي.

ويتميز القبو بموقعه المثالي لعدة أسباب، بما في ذلك سهولة الوصول رغم بعد سفالبارد، وذلك عبر رحلات جوية منتظمة، ما يجعلها آمنة ويمكن الوصول إليها عند الحاجة. وكذلك تموضع القبو داخل جبل على عمق 100 متر، ما يحميه من الزلازل والفيضانات. بالإضافة إلى البيئة الجيولوجية والرطوبة المنخفضة التي توفر بيئة تخزين مثالية، وتصميم القبو ليظل آمنا حتى في أسوأ سيناريوهات ارتفاع مستوى البحر، والتربة الصقيعية التي توفر تبريدا مستداما، ما يساعد في الحفاظ على البذور دون الحاجة إلى استهلاك طاقة كبيرة.

ويستطيع القبو تخزين 2.5 مليار بذرة من 4.5 مليون نوع من المحاصيل، ما يجعله صمام أمان عالميا ضد المخاطر التي قد تهدد الزراعة.

"قبو يوم القيامة".. مخبأ سري في القطب الشمالي يحفظ مستقبل الغذاء في حال حدوث كارثة نووية أو مجاعة عالمية#العربية pic.twitter.com/JqozQAlSPr

— العربية (@AlArabiya) February 26, 2025

زي ما يسمونه هذا قبو يوم القيامة في جزيرة سفالبارد النرويجية اقصى شمال الكرة الارضية ❄️
ويهدف هذا القبو إلى حفظ عينات بذور من جميع النباتات الصالحة للزراعة، وذلك لضمان وجود مخزون احتياطي يمكن استخدامه في حالة حدوث كوارث طبيعية، أو حروب، أو تغيرات مناخية، أو أوبئة قد تؤدي إلى… pic.twitter.com/i7dXN6D6rM

— عبدالله تركي (@3bdullah_tr) February 22, 2025

#فيديو | "قبو يوم القيامة" في قلب القطب الشمالي.. الملاذ الآمن لإنقاذ بذور العالم وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة pic.twitter.com/Y8M2LDu3Vs

— الرَّجل (@ArrajolM) January 3, 2025

مقالات مشابهة

  • مع وصول دعم جديد من السودان وغيرها.. مشاهد من داخل “قبو يوم القيامة” في القطب الشمالي
  • دهشة في غير محلها- الوليد مادبو والمشاركة في “السودان الجديد”
  • اليمن: مقتل جندي وعناصر من “القاعدة” في عملية عسكرية ضد معاقل للتنظيم جنوبي البلاد
  • بمشاركة 65 شركة.. حكومة ولاية كسلا تشهد افتتاح معرض “صنع في السودان”
  • التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”: بيان إدانة وتعزية
  • في جلسة البرلمان لمناقشة البيان الوزاري.. نواف سلام: لبنان دولة قانون تملك قرار الحرب والسلم
  • وزير الدفاع: التواجد الأجنبي في الجزر اليمنية “مرفوض تمامًا” ولن نتهاون في الدفاع عن السيادة الوطنية (فيديو)
  • اجتماع إقليم توزيع المعلومات الأوسط الجنوبي “SCDDR”
  • جدة تستضيف اجتماع “SCDDR” لبحث مستقبل الإنقاذ الجوي
  • هل بدأ العـد التنازلي لتقسيم السـودان؟