يعاني السودان منذ فترة طويلة من صراعات داخلية وخارجية تسببت في تداعيات سلبية على البلاد ، ناهيك عن الحرب المؤخرة التي لا زلت تبارح مدينة الخرطوم وبعض المناطق الأخرى. ومع مرور الوقت، ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 ولفترة ليست بالقصيرة يلاحظ المرء أن هناك لا جديد في أخبار السودان سوى المزيد من الدمار والتشريد والنزوح.
تتطلب هذه التحديات التي يواجهها السودان استجابة حازمة وعمل جماعي من جميع الأطراف المعنية. يجب أن تعمل الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية معاً للعمل على توفير المساعدة اللازمة للنازحين والمتضررين وتوفير بيئة آمنة ومستدامة للجميع. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب السودان جهودًا مستمرة لبناء السلام وتعزيز العدالة والمصالحة بين جميع الأطراف المتنازعة. يجب أن يتم التركيز على إنهاء النزاعات المسلحة وبناء مؤسسات ديمقراطية قوية وتوفير فرص العمل والتعليم للشباب السوداني. باختصار، يشهد السودان معاناة مستمرة وتحديات هائلة تهدد استقرار البلاد ورفاهية شعبها. على الجميع أن يعملوا معًا لإيجاد حلول دائمة سلمية للنزاعات والمشاكل التي تعاني منها البلاد. ولكن بالمقابل هنالك معسكر آخر يدعوا إلى استمرار الحرب "بل بس" حتى اصبح يطلق على مدعي استمرار الحرب ب "البلابسة". وعلى رأس هذه الفئة هي جماعة الاخوان المسلمين أو ما يعرف ب "الكيزان" وهم الذين لفظهم الشعب السوداني عبر ثورته الميمونة في ديسمبر 2018، لكن يبدو أن الأيام القادمة لن تحمل سوى تداعيات الحرب وآفاتها الماثلة في النزوح القسري وهذا يؤدي إلى تدهور الظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية للنازحين ويزيد من عبء القوى الأمنية والمنظمات الإنسانية. اضافة إلى نقص الغذاء حيث تؤثر الحرب بشكل كبير على القطاع الزراعي والإنتاج الغذائي. ويدمر الصراع البنية التحتية والبنى الزراعية والري التي تعتمد عليها البلاد. هذا يؤدي إلى نقص الغذاء وانخفاض جودته، مما يزيد من حدة الجوع والمجاعة في المناطق المتضررة. علاوة على انعدام الأمن بحيث تتسبب الحرب في انعدام الأمن واستمرار العنف والصراعات المسلحة في السودان. وهذا يعني أن الحكومة لا تستطيع توفير الحماية الكافية للمدنيين وتسهم في انتشار الجريمة المنظمة واستغلال الأطفال واعتداءات جنسية وغيرها من أشكال الانتهاكات ضد السكان. ثم التدهور الاقتصادي ومن المعلوم تترتب على الحرب تداعيات اقتصادية سلبية، حيث ينخفض الاستثمار والإنتاج وتتأثر الأعمال التجارية والصناعية بشكل كبير. وتشكل الحرب عقبة كبيرة أمام التنمية الاقتصادية ويفقد السودان على العديد من الفرص الاقتصادية المحتملة. ناهيك عن انتهاكات حقوق الإنسان، فبات العديد من السودانيين يشتكون من انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في البلاد، بما في ذلك العنف الجنسي والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري. تعمل الأطراف المتحاربة على انتهاك الحقوق الأساسية للمدنيين وتستخدم أعمال العنف كأداة لتحقيق أهدافها السياسية. وما لا يحمد عقباه على الجيران في الإقليم هو التأثيرات الإقليمية بحيث يؤثر الصراع في السودان على الدول المجاورة، حيث ينشأ تدفق مستمر من اللاجئين والنازحين القادمين من السودان إلى تلك الدول. هذا يضع ضغوطًا كبيرة على الموارد والبنية التحتية للدول المجاورة ويؤدي إلى توترات إقليمية. بشكل عام يتسبب استمرار الحرب في السودان في تدمير الحياة اليومية للسكان وتعطيل التنمية وتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. يجب العمل على إيجاد حل سياسي للصراع وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد لإحلال النمو والازدهار.
د. سامر عوض حسين
10 أكتوبر 2023
samir.alawad@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان العدید من
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: بوتين يحاول “التلاعب” بجهود ترامب الرامية للسلام
المناطق_متابعات
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يحاول “التلاعب” بدونالد ترامب في ما يتصل بنية الأول التفاوض مع الولايات المتحدة في شأن الحرب في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في رسالته اليومية على منصات التواصل الاجتماعي إن بوتين “يريد التلاعب برغبة رئيس الولايات المتحدة الأميركية في التوصل الى السلام”، مضيفاً “أنا واثق بأن أي تلاعب روسي لن ينجح”.
أخبار قد تهمك زيلينسكي يناشد الصين: اضغطوا على كوريا الشمالية لمنع إرسال قواتها للحرب 28 ديسمبر 2024 - 9:05 صباحًا زيلينسكي لحلفائه: كوريا الشمالية على حدودنا.. تحركوا وتوقفوا عن “المشاهدة” 2 نوفمبر 2024 - 9:42 صباحًاوقال زيلينسكي إن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية أبلغ اجتماعاً للقيادة العسكرية الأوكرانية عن “الإمكانات العسكرية الروسية واستعداد بوتين لمواصلة الحرب والتلاعب بزعماء العالم”.
يأتي هذا بينما قال بوتين في وقت سابق من الجمعة إنه يجب أن يجتمع مع ترامب لبحث الحرب في أوكرانيا وأسعار الطاقة، وهي القضايا التي ركز عليها الرئيس الأميركي في الأيام الخمسة الأولى من إدارته الجديدة.
لكن بوتين قال إنه لا يمكن إجراء محادثات سلام جدية مع أوكرانيا ما لم يضغط الغرب على زيلينسكي لإلغاء مرسوم أصدره عام 2022 يمنعه من التفاوض مع الزعيم الروسي.
ووصف بوتين نظيره الأميركي بأنه ذكي وبراغماتي، وقال إنه لا يتوقع أن يتخذ ترامب قرارات بشأن فرض عقوبات من شأنها أن تنعكس على الاقتصاد الأميركي. وهدد ترامب هذا الأسبوع بفرض عقوبات ورسوم جمركية جديدة على روسيا إذا لم تتفاوض على إنهاء الحرب.
وتابع بوتين قائلاً: “لذلك، سيكون من الأفضل لنا على الأرجح أن نجتمع، استناداً إلى واقع اليوم، للتحدث بهدوء عن جميع المجالات التي تهم كلا من الولايات المتحدة وروسيا. نحن مستعدون”. وأضاف أن هذا يتوقف على خيارات الجانب الأميركي.
وهذا أقوى مؤشر حتى الآن من الكرملين على حرصه على عقد قمة مبكرة مع ترامب بعد ثلاث سنوات من عدم إجراء أي اتصال رفيع المستوى مع زعماء الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقال ترامب الذي أدى اليمين لولاية ثانية يوم الاثنين إنه يريد الاجتماع مع بوتين وإنه يسعى إلى إنهاء الصراع في وقت مبكر. وقال هذا الأسبوع إن الحرب “سخيفة” و”تدمر” اقتصاد روسيا.
نقطة الخلاف مع أوكرانياوقال الزعيم الروسي إن نقطة الخلاف مع أوكرانيا هي مرسوم زيلينسكي الذي يحظر المحادثات مع بوتين الصادر في عام 2022 بعد أن قالت روسيا إنها ضمت أربع مناطق في أوكرانيا تسيطر قواتها عليها جزئياً في إجراء وصفته معظم الدول في الأمم المتحدة بأنه غير شرعي.
وقال بوتين أيضاً إن هذا يعني أنه لن يكون هناك إلا “خطوط عريضة أولية” للمفاوضات في هذه المرحلة، وليس محادثات جدية. وأضاف أن أي محادثات تُعقد الآن لن تكون مشروعة، ومن ثم من الممكن الطعن قانونياً في نتائج أي مفاوضات.
وأضاف أن الدول الغربية التي تقدم “مئات المليارات” من التمويل لزيلينسكي يجب أن تجبر الزعيم الأوكراني على إلغاء المرسوم.
ومضى يقول “أعتقد أنه في النهاية، يجب على الذين يدفعون المال أن يجبروه على فعل ذلك. وأعتقد أنه سيضطر إلى ذلك. لكن إلى حين إلغاء هذا المرسوم، فمن الصعب جداً الحديث عن إمكانية بدء هذه المفاوضات، والأهم، استكمالها على النحو اللازم”.
وأضاف أن هناك نقاطا كثيرة يمكن مناقشتها مع إدارة ترامب، تتضمن التحكم في الأسلحة وأسعار الطاقة لأن كلا البلدين من كبار المنتجين والمستهلكين للنفط.
وقال إن هذا يعني أن الارتفاع أو الانخفاض المفرطين في أسعار النفط سيئ لكلا البلدين. ودعا ترامب هذا الأسبوع منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) إلى خفض أسعار الخام. وقال بوتين “لدينا شيء هنا لنتحدث عنه”.