قال الكاتب الإسرائيلي يعقوب بيري، إن الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في عملية "طوفان الأقصى" هو الأكبر في تاريخ إسرائيل، بعد اختراق السياج الحدودي ونظام الإنذار بسهولة، وسط صمت الزعماء السياسيين، وفي مقدمهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال الكاتب في "معاريف" الإسرائيلية إنه لا يستطيع استيعاب المشاهد وحجم الانكسار والفشل، ويخشى التفكير في المستقبل القريب، معتبراً  أن صور المعارك ومناظر المختطفين وأعداد القتلى، وصرخات الاستغاثة، تزيد مشاعر اليأس والإحراج.


وتابع الكاتب، وهو وزير إسرائيلي سابق "أجد صعوبة في فهم ما حدث لنا جميعاً، أجهزة الاستخبارات والأمن، والجيش الإرائيلي والجهاز الأمني ​​والمدني برمته".

تمهيداً للغزو البري.. #إسرائيل تنصح سكان غزة بالتوجه إلى #مصر https://t.co/t3yXYydY8i

— 24.ae (@20fourMedia) October 10, 2023
العقاب

ورأى الكاتب أن الوقت ليس مناسباً للتعامل مع الدروس واستخلاص النتائج منها واتخاذ إجراءات مؤلمة ضد المسؤولين عن الفشل، واصفاً ما حصل بأكبر فشل استخباراتي عرفته إسرائيل. 
وأشار الكاتب إلى أنه عندما حضر المئات، إن لم يكن الآلاف، من رجال حماس لهذا الهجوم القاتل، لم تتسرب كلمة واحدة إلى نظام الإنذار في إسرائيل، ولم ينتبه جهاز الأمن العام الإسرائيلي شاباك أو أي جهاز آخر، رغم الحديث عن الوضع الداخلي غير المستقر واحتمال استغلال التنظيمات المسلحة له، وأضاف أن عدداً كبيراً من المسؤولين لم يقبلوا التحذيرات ليجد الجميع نفسهم "أغبياء ومندهشين".


السياج الأمني

وتحدث الكاتب عن اختراق السياج الأمني الذي وصفه بـ"الفشل الاستخباراتي الكبير"، مذكراً بأن الإسرائيليين تباهوا به باعتباره غير قابل للاختراق. ومع ذلك اختُرق بسهولة نسبية في عدة نقاط، بما فيها نظام الإنذار بأكمله، ونظام المراقبة والكاميرات.


 الأسرى

وتحدث الكاتب عن قضية الأسرى وعددهم الكبير، من مسنين ونساء وأطفال، وهو ما يعقد الموضوع بشكل كبير، مشككاً في الشخصية التي سيعينها رئيس الوزراء الإسرائيلي منسقاً للقضية، ومتسائلاً عن خبرته.
وقال إن "محنة الأسرى" لن تسمح بحرية العمل الكاملة للهجوم المرتقب على القطاع وعلى منشآت ومخابئ عناصر حماس، مؤكداً أن الحركة في غزة ستطالب إسرائيل بثمن كبير، وأن القيادة السياسية ستستجيب.
ولفت إلى أن المسلحين لا يزالون يتجولون في قطاع غزة، ولم تعرف حتى الآن هوية المختطفين وحالتهم، ومكان احتجازهم وعلى يد من، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يُخطط للهجوم على القطاع، في حين أن ضباب الأحداث لم يتلاشى بعد.

 


وتيرة بطيئة

وقال إن تجهيز النظام السياسي لحكومة طوارئ وطنية يتقدم بوتيرة بطيئة جداً، مشيراً إلى أن خلافات كثيرة، وشيئا فشيئاً قد تفقد إسرائيل الدعم الدولي الواسع الذي تمتعت به وتابع "من اللافت للنظر غياب مسؤول عسكري سياسي أمني يتحدث مع مواطني إسرائيل".

وأضاف أن الثقة ومشاعر الأمان تصدعت بشكل  كبير، وتعرض الإيمان بالقوة الإسرائيلية التي لا تتزعزع إلى ضربة قاصمة، وسيكون  من الصعب إعادة تلك الثقة إلى الجمهور الإسرائيلي مرة أخرى.
 

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إلى أن

إقرأ أيضاً:

تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب

مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التهدئة وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، نحن أمام سلوك انتهازي إسرائيلي غير مستغرب، ومتكرر في تعامل الكيان الإسرائيلي مع الجانب الفلسطيني والبيئة العربية.

كان الخرق الإسرائيلي لاتفاق التهدئة فاضحا بإغلاق المعابر ومنع دخول البضائع، بالرغم من أن انتهاء المرحلة الأولى يلزم الجانب الإسرائيلي بمتابعة المفاوضات والاستمرار في فتح المعابر، وصولا للترتيبات النهائية للمرحلتين الثانية والثالثة.

هدف نتنياهو من إغلاق المعابر وتعطيل الصفقة إلى:

1- ابتزاز المقاومة الفلسطينية، ووضع مزيد من الضغوط عليها لمحاولة تحقيق مكاسب غير منصوص عليها في الصفقة المتوافق عليها، وخصوصا في أجواء يسعى فيها أبناء قطاع غزة إلى لملمة أنفسهم وتضميد جراحهم، وتوفير الحد الأدنى لمتطلباتهم الحياتية.

2- الحفاظ على تماسك الحكومة الإسرائيلية، وخشية نتنياهو من انهيارها، بسبب تهديد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا ما دخلت الحكومة في استحقاقات المرحلة الثانية.

خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة
3- الاستفادة من الغطاء الأمريكي الذي لا يحترم الاتفاقات والمواثيق، والذي بدا متقدما حتى على الجانب الإسرائيلي في طرح أفكار باستملاك قطاع غزة وتهجير أهله؛ وكذلك الاستفادة من الأفكار التي طرحها مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف (Steven Witkoff) بشأن إطلاق سراح الأسرى لدى حماس؛ ومحاولة استثمار ذلك في وضع مزيد من الضغوط على المقاومة.

4- محاولة استعادة زمام المبادرة في الحرب الإعلامية والنفسية مع المقاومة، وتقديم خطاب متشدد للبيئة الداخلية الإسرائيلية، بعد أن كسبت المقاومة الجولات الإعلامية في عمليات تبادل الأسرى، ومحاولة الإيحاء بوجود تطورات وإعادة تموضع وتجهيزات وترتيبات إسرائيلية متعلقة باستئناف الحرب على قطاع غزة، خصوصا في ضوء تولي رئيس الأركان الجديد إيال زامير منصبه، وتغيير عدد من المواقع القيادية، والإعلان عن نتائج بعض التحقيقات في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ وبالتالي، محاولة الإيحاء بقدرة الجانب الإسرائيلي هذه المرة على حسم المعركة.

* * *

يبدو أن خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة؛ خصوصا أننا أمام صفقة موقّع عليها لها "ضامنون" دوليون؛ وبالتالي فإصرار المقاومة على موقفها له سنده وشرعيته الثابتة.

هل معنى ذلك أن نتنياهو سيلجأ للحرب؟!

ليس بالضرورة، فالمعطيات التي بين يديه ربما تدفعه للابتزاز التكتيكي ولكن ليس في الولوغ في مستنقع الحرب. فبعد تجربة 471 يوما من الحرب الهمجية الوحشية التي استخدم فيها كل ما يمكن تخيُّله من وسائل القتل والدمار، ثم خرج بهذه الصفقة، ليس ثمة ما في الأفق ما يشجعه على حرب مماثلة تؤدي إلى نتائج أفضل. ثم إن المزاج العام للجمهور الإسرائيلي الصهيوني لا يميل للحرب، ويفضل الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة.

نعم، ثمة غُصَّة لدى الجانب الإسرائيلي أنه لم يحقق أهدافه من الحرب، وأن حماس استرجعت تموضعها القوي في القطاع، وملأت مباشرة سؤال "اليوم التالي" للحرب؛ ولكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كانت تدرك قبل أكثر من سبعة أشهر على نهاية الحرب أنها وصلت إلى أقصى مدى ممكن وأنها استنفذت أدواتها.. وأنها دفعت أثمانا هائلة في "الوقت الضائع" إلى حين وصول القيادة السياسية لقناعة بتوقيع الاتفاق.. ولذلك فإن قرع طبول الحرب يظل في إطار التكتيك.

وصحيح أن ثمة مخاوف لدى نتنياهو من انسحاب سموتريتش من الحكومة ومن انهيار حكومته، ولكن في المقابل فإن الاستحقاق الانتخابي للكنيست لم يتبقَّ عليه أصلا في توقيته الدوري سوى بضعة أشهر (نحو 8 أشهر)؛ وبالتالي فلن يُحدث انسحابه فرقا كبيرا. ثم إن أطرافا من المعارضة مستعدة لإعطاء الحكومة نوعا من شبكة الأمان لإنفاذ المرحلة الثانية من الاتفاقية، بما يمنع سقوط الحكومة.

تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع
أما تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع، وإلا فسيكون الثمن "جحيما".. فترامب نفسه يمارس براجماتية التاجر الانتهازي، بينما ينظر بنرجسية وفوقية للآخرين؛ غير أنه شخصية مُتقلّبة لا يمكن التنبؤ بسلوكها، ثم إن سعيه لسرعة الإنجاز مع عدم ميله لخوض الحروب، يجعله ينتقل من موقف إلى آخر. وقد سبق لترامب أن هدد المقاومة بإطلاق سراح الأسرى في توقيت محدد، ولم تستجب له، وهو من طرفه لم يفعل شيئا.

ثم إن ترامب نفسه تجاوز "المحرمات" الأمريكية على مدى نحو ثلاثين عاما، وعقد محادثات مباشرة مع حماس، بشأن إطلاق سراح الأسرى الأمريكان. وهو نفسه يعمل الشيء ونقيضه في دعمه لمسار التسوية السلمية والتطبيع، بينما يدعم ضمّ أجزاء من الضفة الغربية وتهجير أهل قطاع غزة وتهديد الأمن القومي للبلاد العربية.

* * *

حماس من طرفها، أوضحت أنها غير قابلة للابتزاز، وأنها لا تخشى تهديدات نتنياهو وترامب، وأنها مع إنفاذ الاتفاقية، لكنها لا تخشى من الحرب إن فُرضت عليها، وأن تهديدات ترامب (من ناحية منطقية) يجب أن تُوجَّه إلى من يُعطّل الاتفاق ويرفض تنفيذه (الطرف الإسرائيلي)، وليس إلى من يلتزم به.

وتظل المعضلة الإسرائيلية أن حماس ما تزال تملك ورقة الأسرى، وأن الاحتلال الإسرائيلي الذي فشل في تحرير أي من أسراه طوال هذه الحرب المريرة، لن يحصد إلا الفشل إذا ما أعاد المحاولة.

ولذلك، فقد يتابع الاحتلال الإسرائيلي لعبة الضغوط والابتزاز وتضييع الوقت، لكن يقظة المقاومة وحكمتها وحزمها المعتاد، سيجبر الاحتلال في النهاية على تنفيذ الاتفاق.

x.com/mohsenmsaleh1

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن مع حماس مفاجئة ومثيرة للغضب
  • جندي إسرائيلي أسير يتوسل لترامب: صفقة التبادل الطريق الوحيد لإعادتنا
  • في مقطع فيديو.. جندي إسرائيلي محتجز لدى حماس يوجه رسالة لترامب
  • تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب
  • «القسام» تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يتوسل إلى ترامب للضغط على حكومة الاحتلال
  • استشهاد أسير من غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • كاتب إسرائيلي: الفلسطينيون في قطاع غزة لن يكرروا خطيئة النكبة الأولى 1948
  • إجراءات وزير العدل لإقالة غالي بهاراف ميارا تشعل إسرائيل.. نتنياهو يسعى لتفكيك السلطة القضائية؟.. لابيد: ليفين أحد المسؤولين عن طوفان7 أكتوبر ولم يتعلم شيئا
  • إعلام إسرائيلي: استئناف حرب غزة يثير المخاوف حول الأسرى.. ونتنياهو: "سنعيدهم"
  • إعلام إسرائيلي: استئناف الحرب في غزة يثير مخاوف كبيرة فيما يتعلق بمصير الأسرى