إعداد: سيباستيان سايبت | عمر التيس تابِع إعلان اقرأ المزيد

يعتبر محمد الضيف، "العدو رقم 1" بالنسبة لإسرائيل منذ عام 2014، مهندس العملية العسكرية غير المسبوقة التي نفذتها حركة حماس السبت الماضي وباغتت خلالها إسرائيل.

فهذا الغزاوي البالغ 60 عاما، هو من يتزعم كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلح للحركة الإسلامية.

 وبالتالي، من المؤكد أن تصفيته ستكون إحدى الأهداف الكبرى في الحرب الجارية بين الحركة والدولة العبرية.

"هجوم سيبقى خالدا في الذاكرة الجماعية الفلسطينية"

بالنسبة إلى الفلسطينيين، يتمتع الضيف "بتقدير واسع خصوصا بعد نجاح هجوم حماس الأخير الذي ترك من خلاله بصمته وسيبقى خالدا في الذاكرة الجماعية الفلسطينية"، على حد قول عمري برينر المحلل الإسرائيلي المتخصص في الجغرافيا السياسية بالشرق الأوسط بمعهد فيرونا لدراسات الأمن.

يشكل محمد الضيف، الذي تصنفه واشنطن منذ 2015 بـ "الإرهابي الدولي"، تهديدا مباشرا ومستمرا للأمن الداخلي لإسرائيل منذ أكثر من 30 عاما. و"فيما تكون حياة أي مسؤول فصيل عسكري قصيرة جدا في غالب الأحيان، فإن بقاء محمد الضيف على قيد الحياة مثير للاهتمام ويمثل في حد ذاته تحديا لإسرائيل"، وفق جاكوب إريكسن المتخصص في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بجامعة نيويورك.

يعد قائد كتائب عز الدين القسام من بين "آخر الوجوه البارزة للمقاومة الفلسطينية على قيد الحياة، بعد نجاته من محاولات اغتيال كثيرة" وفق عمري برينر. وأفلت الضيف في مرات عدة من عملاء المخابرات الإسرائيلية الذين أطلقوا عليه اسم المقاتل ذي "تسعة أرواح". ولكنه أصيب بأضرار بدنية كبيرة في محاولة اغتيال سنة 2006 فقد على إثرها البصر وبترت له ساق وذراع.

 

الصورة الوحيدة المتوفرة لقائد كتائب عز الدين القسام محمد ضيف تعود إلى ما قبل سنة 2000. ©

 

 

اقرأ أيضاسيناريوهات الرد على حماس.. "القضاء على الحركة بالكامل يحتاج لوقت ولقرارات تتجاوز إسرائيل"

 

سُمي "الضيف" لأنه لا يبقى في مكان واحد لأكثر من ليلة

بقاء محمد الضيف على قيد الحياة يعود بالأساس إلى نجاحه في التخفي قدر الإمكان إلى درجة أن آخر صورة رسمية له تعود إلى أكثر من عشرين عاما. لا نعلم أيضا هويته الحقيقية بالرغم من أن وسائل إعلام تقول إن اسمه الحقيقي هو محمد المصري. اختيرت كنية "ضيف" لوصفه لأنه لا يبقى في مكان واحد لأكثر من ليلة واحدة ويبيت كل مرة في بيت جديد للإفلات من الملاحقة الإسرائيلية" وفق جاكوب إريكسن.

من بين المعلومات النادرة التي تمتلكها إسرائيل عنه هو أنه ولد في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة في ستينيات القرن الماضي، كما أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية التي تواصلت مع مسؤولين في "شين بث" جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل. ودرس محمد الضيف في الجامعة الإسلامية بغزة "وزامل أعضاء في حكومة الإخوان المسلمين السابقة في مصر" وفق "نيويورك تايمز".

التحق الضيف، الذي أصبح فيما بعد العقل المدبر لعمليات حماس العسكرية، بالحركة في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة يحيى عياش المكنى بـ"المهندس" والذي يعد من بين أبرز قادة حماس. ويؤكد جاكوب إريكسن أن الضيف "كان من أشد المقربين منه".

 

 

اقرأ أيضاهل يشكل هجوم حماس "فشلا تاريخيا" للاستخبارات الإسرائيلية؟

 

مهندس للعمليات الانتحارية داخل إسرائيل

مقتل يحيى عياش على أيدي المخابرات الإسرائيلية في 1996 هو ما جعل محمد الضيف يصبح شيئا فشيئا قياديا محوريا في كتائب عز الدين القسام، وفق إريكسن الذي يضيف: "كان مهندسا للعمليات الانتحارية داخل إسرائيل خلال التسعينيات".

دفع هذا النفوذ المتعاظم داخل الحركة الإسلامية قادتها إلى تعيينه على رأس ذراعها العسكري في 2002. وكان أول شيء قام به القائد الجديد لكتائب القسام هو استخلاص الدروس من الانتفاضة الثانية في بداية الألفية الثالثة. هنا، يقول عمري برينر "شاهد كيف عزز الإسرائيليون مراقبة الحدود مع غزة والتي جعلته يتبنى استراتيجية الهجوم من أعلى ومن تحت".

وكان الضيف مهندس بناء الأنفاق التي سمحت لمقاتلي حماس بإطلاق اختراقات في الداخل الإسرائيلي انطلاقا من غزة. وكان أيضا ممن عززوا استراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ.

 

اقرأ أيضاوُصف بأنه الأكبر في تاريخ الحركة.. كيف نفذت حماس هجومها المباغت على إسرائيل؟

 

كان ديدنه دائما "ضرب الداخل الإسرائيلي بشكل مباشر وبكل الوسائل الممكنة حتى تدفع أكبر ثمن ممكن للمعاملة التي تخصصها لسكان غزة" وفق جاكوب إريكسن.

هذه العمليات تهدف أيضا إلى جعل "أي حل سياسي صرف للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي مستحيلا، حسب تحليل عمري برينر، ومحمد الضيف كان دائما من أشد المتحمسين للجوء إلى القوة في مواجهة إسرائيل". وليس من قبيل الصدف أنه كان وراء حملة العمليات الانتحارية في أواسط التسعينيات بعد وقت قصير من توقيع اتفاقيات أوسلو في سنة 1993.

 

أعده بالفرنسية سيباستيان سايبت I نقله إلى العربية بتصرف عمر التيس

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: هجوم حماس على إسرائيل جوائز نوبل ناغورني قره باغ ريبورتاج غزة إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هجوم حماس حماس الغارات على غزة للمزيد کتائب عز الدین القسام محمد الضیف

إقرأ أيضاً:

الأونروا: جميع سكان غزة تقريبًا باتوا نازحين وسط هجوم إسرائيلي جديد

(CNN)-- أظهرت أحدث أرقام الأمم المتحدة أن ما يقرب من مليوني شخص نزحوا في غزة - جميع السكان تقريبًا - بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي 80 ألف شخص آخرين بإخلاء أجزاء من مدينة غزة وسط عملية برية متجددة.

وكثف الجيش الإسرائيلي هجماته في عدة أجزاء من القطاع، بما في ذلك حي الشجاعية في الشمال، حيث قال في وقت سابق إنه قام بتفكيك حركة حماس.

وتشير تقديرات الأونروا، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن ما يصل إلى 1.9 مليون شخص في غزة قد نزحوا داخليًا - حوالي 90٪ من سكان القطاع، الذين تقدر الأمم المتحدة بحوالي 2.1 مليون شخص. وارتفع عدد النازحين من 1.7 مليون شخص منذ أن شنت إسرائيل هجومها على مدينة رفح الجنوبية في مايو/أيار.

وتثير الموجة الجديدة من الهجمات تساؤلات حول كيف ومتى قد تنهي إسرائيل حربها، التي خاضتها منذ ما يقرب من تسعة أشهر بهدف تدمير قدرات حماس العسكرية والحكمية وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن توغلها في رفح - أقصى نقطة في جنوب قطاع غزة، التي يعتقد أن حماس أعادت تنظيم صفوفها فيها بعد تدمير إسرائيل للشمال - سيكون المرحلة الأخيرة من حربها، لكن تصاعد القتال في الشمال يشير إلى أن حماس لا تزال تحتفظ بقدر من الوجود المستمر.

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، السبت، إن 80 ألف شخص نزحوا هذا الأسبوع بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء في المناطق الشرقية من مدينة غزة.

تصاعد أعمدة الدخان خلال معارك حي السلطان شمال غرب رفح - 18 يونيو/حزيران 2024Credit: BASHAR TALEB/AFP via Getty Images

تجدد الهجمات

وفي الشجاعية، قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن فرقه القتالية اشتبكت مع "فرق مسلحة" من مسلحي حماس خلال الـ 24 ساعة الماضية، ودمرت أسلحة وبنى تحتية إرهابية فوق وتحت الأرض.

وقالت إن جنودها نصبوا كمينًا لمجموعة من مقاتلي حماس و"قضوا على جميع الإرهابيين دون وقوع إصابات في صفوف قواتنا"، وأن غارة جوية قضت على خلية إرهابية بقذائف صاروخية.

وقال الدفاع المدني في غزة لشبكة CNN، السبت، إن القصف الإسرائيلي على المنطقة مستمر “دون توقف”.

وأضافت أن "الوضع في الشجاعية ظل على حاله منذ عشرة أيام ولا تستطيع طواقمنا الدخول لإنقاذ الأرواح هناك".

وفي هذه الأثناء، استمرت العمليات أيضًا في جنوب رفح، حيث تم تهجير الجزء الأكبر من المدنيين الفلسطينيين في البداية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قضى على عدد من "الخلايا الإرهابية" والهياكل تحت الأرض.

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي رقمًا لعدد الغارات الجوية في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

ولا يزال القتال يلحق خسائر فادحة بالمدنيين، الذين نزح العديد منهم تسع أو عشر مرات حتى الآن. وقال أحد النازحين في خان يونس لـCNN عن الساعات اللازمة للحصول على كميات صغيرة من المياه النظيفة.

وقال زكريا بكر، من مخيم الشاطئ، لشبكة CNN، السبت، إن "الحياة في الخيام صعبة للغاية. نحن نعيش على الرمال. الملابس تتسخ. الأيدي تتسخ. يحتاج الجسم إلى التنظيف. أواني الطعام بحاجة إلى التنظيف".

وأضاف أن أطفاله يضطرون في كثير من الأحيان إلى جلب الماء للأسرة. وقال: "يعيش الأطفال حياة ليست خاصة بهم ولم يعرفوا هذه المعاناة من قبل".

ونشرت الأونروا، الجمعة، مقطع فيديو لأشخاص في خيام مؤقتة على شاطئ مدينة النصيرات وسط البلاد، قائلين إنهم "يبنون جدرانًا رملية لحماية أنفسهم من المد القادم".

وتابعت: "لم يتبق سوى القليل من الأماكن الآمنة التي يمكن للعائلات الانتقال إليها. تعتمد العديد من الأسر على مياه البحر للغسيل والتنظيف وحتى الشرب".

وفي مكان آخر في النصيرات، قُتل ثلاثة صحفيين السبت في غارة على مبنى سكني، حسبما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس لشبكة CNN. وأضافت أنه منذ الجمعة، قُتل صحفيان آخران في أجزاء أخرى من القطاع.

وطلبت شبكة CNN من الجيش الإسرائيلي التعليق على غارة النصيرات.

وفي مختلف أنحاء القطاع، يهدد نقص الوقود العمل في المستشفيات، وتوزيع المساعدات القليلة التي تمر إلى غزة. وقالت وكالة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوكالة الإسرائيلية المسؤولة عن إدارة إيصال المساعدات إلى غزة، الجمعة، إن محتويات 1150 شاحنة مساعدات تنتظر جمعها على الجانب الغزي من معبر كرم أبو سالم.

وحذّر وزير الصحة في غزة، السبت، من "استمرار أزمة الوقود اللازمة لتشغيل مولدات المستشفيات ومحطات الأوكسجين وثلاجات تخزين الأدوية في كافة المرافق الصحية".

الأونرواغزةنشر السبت، 06 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: جميع سكان غزة تقريبًا باتوا نازحين وسط هجوم إسرائيلي جديد
  • كيف اعترض بايدن طريق مكافحة المجاعة في غزة؟
  • صحف عالمية: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفاجأت برد حماس على المفاوضات
  • “كتائب القسام” تعلن تنفيذ هجوم كبير على مقر قيادة عمليات الجيش الإسرائيلي في رفح
  • هجوم كبير وغير مسبوق للقسام على مقر قيادة للاحتلال برفح
  • نعيم قاسم: لا خيار أمام إسرائيل سوى الموافقة على شروط حماس
  • «حزب الله» يشن أكبر هجوم على إسرائيل منذ أكتوبر الماضي
  • تقرير: جرائم القتل والسرقة تعمّق الفوضى في قطاع غزة
  • إعلام إسرائيلي: هجوم حزب الله اليوم على شمال إسرائيل "الأكبر منذ بداية الحرب"
  • مهندس صيني يتقدم لخطبة صديقته بخاتم من الأسمنت: حبنا ضد التآكل