يتلقى الفلسطينيون من الاتحاد الأوروبي وحده مساعدات تبلغ قيمتها 691 مليون يورو (729 مليون دولار) (أرشيف)

تراجع الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين (التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2023) عن إعلان تعليق المساعدات للفلسطينيين ردًا على الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل بعد اعتراض دول أوروبية، وقالت المفوضية إنها "تعيد تقييم" برنامج الدعم للفلسطينيين البالغة قيمته 691 مليون يورو.


مختارات ألمانيا و 4 دول أخرى تؤكد دعم إسرائيل وتدين هجوم حماس الإرهابي المفوضية الأوروبية تعلق المساعدات للفلسطينيين بشكل فوري إسرائيل تعلن استعادة السيطرة على السياج الحدودي مع غزة نتنياهو يدعو لحكومة طوارئ وطنية وحماس تهدد بقتل رهائن

وبدأ الارتباك بعد أن قال أوليفر فارهيلي، مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار، إن المفوضية تضع جميع مساعداتها التنموية للفلسطينيين، التي تبلغ قيمتها 691 مليون يورو (729 مليون دولار)، قيد المراجعة. وفي منشور على موقع "إكس"، قال المجري فارهيلي، إن جميع المدفوعات "عُلقت على الفور".

وإثر هذا الإعلان حذرت دول أوروبية من أن قطع المساعدات سيضر بالمدنيين الفلسطينيين وتساءلت عما إذا كانت المفوضية لديها السلطة لاتخاذ مثل هذا القرار. وجاءت هذه الخطوة بمثابة مفاجأة، إذ قال المسؤولون في وقت سابق من أمس إن المساعدات المقدمة للفلسطينيين ستخضع للبحث في اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء. 

وأعلنت فرنسا الثلاثاء أنها "لا تؤيد تعليق المساعدات التي يستفيد منها السكان الفلسطينيون بشكل مباشر"، مضيفة أنها "أبلغت المفوضية الأوروبية بذلك". وأضافت الوزارة أن "هذه المساعدات تركز على دعم السكان الفلسطينيين في مجالات المياه والصحة والأمن الغذائي والتعليم". وشدّدت على أن "هذه المساعدات التي يتم دفعها خصوصا من خلال الأمم المتحدة، تعود بالنفع المباشر على السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة والمخيمات الموجودة في البلدان المجاورة"، مقدرة أن هذه المساعدات "تتوافق تماما مع التزامات فرنسا".

وقال دبلوماسيون إن إسبانيا والبرتغال ولوكسمبورغ وأيرلندا عبرت علنًا عن قلقها بينما فعلت دول أخرى ذلك خلف الكواليس. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأيرلندية: "ما نفهمه هو أنه لا يوجد أساس قانوني لقرار أحادي من هذا النوع من قبل مفوض فردي، ونحن لا نؤيد تعليق المساعدات". وقال خوسيه مانويل ألباريس وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الإسبانية إن حكومته تعارض اقتراحات تعليق مساعدات الاتحاد الأوروبي للأراضي الفلسطينية. من جهتها أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أنها لا تؤيد تعليق المساعدات التي يستفيد منها الفلسطينيون بشكل مباشر.

وبعد أكثر من خمس ساعات من منشور فارهيلي على وسائل التواصل الاجتماعي، أصدرت المفوضية بيانًا أكدت فيه أنها بدأت مراجعة عاجلة للمساعدات، لكنها أعلنت أيضًا أنه "نظرًا لعدم وجود مدفوعات متوقعة، فلن يكون هناك تعليق للمدفوعات".

ألمانيا: ضرورة مواصلة "المساعدات الإنسانية"
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ضرورة مواصلة تقديم مساعدات إنسانية للمناطق الفلسطينية، وذلك خلال تصريحات أدلت بها في برنامج حواري على قناة "إن تي في" أمس الإثنين. وشددت الوزيرة على أن ألمانيا لا تمول جماعات إرهابية، وأنها تضمن التعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية لتجنب الدفع المباشر للسلطة الفلسطينية.

من جهته أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، ميشائيل روت، الحرص على الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني للمواطنين في المناطق الفلسطينية. وقال السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في تصريحات لمحطة "دويتشلاند فونك" الإذاعية الألمانية اليوم الثلاثاء (10 تشرين الأول/أكتوبر 2023): "من المؤكد أن الأمر لا يتعلق بالتشكيك في المساعدات الإنسانية بالمعنى الضيق، أي أن يتم تزويد الأفراد بالأدوية، وأن يحصلوا على مياه نظيفة، وسقف فوق رؤوسهم. لا أستطيع أن أتخيل أي شيء غير ذلك في هذه الأوقات".

وأشار روت إلى أن الجدل الدائر حول استخدام أموال المساعدات التنموية ليس بجديد، وقال: "أعلم أنه جرت أيضًا مراجعات متكررة للمخصصات في وزارة الخارجية الألمانية"، مؤكدًا مجددًا على تضامن ألمانيا مع إسرائيل، وقال: "يجب أن نقف بوضوح إلى جانب إسرائيل، ويجب وقف كل ما يشتبه في أنه يساعد منظمة إرهابية بأي شكل من الأشكال". وأشار روت إلى التعقيد الذي يتسم به التعاون التنموي، موضحًا أنه في بعض الحالات لا يمكن استبعاد أن يؤدي ذلك أيضًا إلى استقرار حكم من هم في السلطة، وقال: "هذا هو الأمر الساخر في سياسة تهدف إلى مساعدة المعوزين".

بريطانيا تراجعها والدنمارك أوقفتها مؤقتا

من جانبه أعلن نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن إن بريطانيا تراجع المساعدات التنموية التي تقدّمها للفلسطينيين عقب العملية التي شنّتها حركة حماس على إسرائيل. وقال دودن لقناة "آي تي في نيوز" الإثنين "نراجع حاليًا مساعداتنا. إننا بالأساس نمرّ بعملية صارمة جدًا عند تقييم نوع المساعدات التي نقدّمها". وأضاف: "من المهم جدًّا أيضًا أن ندرك أنه لا ينبغي لنا أن نجمع إرهابيي حماس في قطاع غزة الذين نفذوا هذه الهجمات مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني"، وتابع: "من المهم أن نفصل بينهما. لكننا طبعًا سننظر في المساعدات".

ولم يردّ مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية البريطاني، المسؤول عن إدارة مساعدات التنمية الخارجية، على طلب التعليق على الفور. خصصت المملكة المتحدة 17 مليون جنيه إسترليني (21 مليون دولار) من ميزانية المساعدات التنموية الخارجية للسنة المالية 2023-2024 لدعم الفلسطينيين، وفقًا لتقرير صدر في تموز/يوليو عن وزارة التنمية الخارجية. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الميزانية إلى 29 مليون جنيه إسترليني في السنة المالية 2024-2025، بحسب الوثيقة. وجاءت تعليقات دودن في وقت قالت المفوضية الأوروبية إنها "تعيد تقييم" برنامج الدعم للفلسطينيين البالغة قيمته 691 مليون يورو.

و ذكرت وكالة ريتساو للأنباء اليوم الثلاثاء نقلا عن وزير التعاون الإنمائي الدنمركي، أن الدنمرك أوقفت مؤقتا المساعدات التنموية للفلسطينيين بعد هجوم مباغت شنته حماس على إسرائيل في مطلع الأسبوع.

يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
م.ع.ح/ع.ج.م/م.س (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: المساعدات الأوروبية للفلسطينيين الوضع الإنساني في غزة الدعم الأمريكي لإسرائيل المساعدات الأوروبية للفلسطينيين الوضع الإنساني في غزة الدعم الأمريكي لإسرائيل المساعدات التنمویة الاتحاد الأوروبی تعلیق المساعدات المساعدات التی ملیون یورو

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكثف استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة

نيويورك (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تواصل مبادراتها الإنسانية لإغاثة نازحي غزة «أونروا»: طفل يقتل كل ساعة في غزة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها لمستشفيات شمال قطاع غزة المحاصر، مما أدى إلى إصابة عدد من المرضى والجرحى.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت أمس، الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، سيراً على الأقدام، وسط قصف مدفعي وجوي مكثّف طال أقسام المستشفى ومحيطه.
وأشارت المصادر الطبية إلى إصابة نحو 20 شخصاً في مستشفى كمال عدوان، إثر عمليات النسف المستمرة في ساحاته، وسط دعوات فلسطينية بتحرك دولي عاجل لحماية المنظومة الصحية ومستشفيات قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، أكدت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الفلسطيني، ما زالت مستمرة. أفادت بذلك المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي، في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية مساء أمس.
وأوضحت تريمبلاي أن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مضيفة أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 ديسمبر الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.
في السياق، أعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أمس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال القطاع منذ 6 أكتوبر الماضي. وأضاف فليتشر، في بيان صحفي عقب زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط بصفته أيضاً منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، أن غزة أصبحت حالياً المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني في عام شهد مقتل أكبر عدد مسجل من العاملين في المجال الإنساني. وأوضح أنه نتيجة لذلك أصبح من المستحيل تقريباً إيصال حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
واعتبر فليتشر أن حصار شمال غزة الذي استمر لأكثر من شهرين «أثار شبح المجاعة» في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية، ما يخلق ظروفاً معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء. وحذر وكيل الأمين العام من استمرار غارات الاحتلال الجوية على المناطق المكتظة بالسكان في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك المناطق التي أمرت قوات الاحتلال بالانتقال إليها، ما تسبب في الدمار والنزوح والموت. 
في غضون ذلك، قالت تقارير إعلامية في غزة، أمس، إن إسرائيل تقتل عناصر تأمين المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع وتوفر رعاية كاملة لسرقتها، وذلك من أجل تجويع المدنيين.
وأضافت: «الاحتلال الإسرائيلي يوفر رعاية كاملة لسرقة المساعدات، ويقتل عناصر تأمينها لتجويع المدنيين ولخلق بيئة اقتصادية خانقة تؤدي إلى غلاء فاحش في الأسعار وفق خطة ممنهجة».

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكثف استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة
  • الخارجية القطرية: حجم المساعدات لسوريا تصل إلى 144 طنا
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل تقييد دخول المساعدات إلى غزة
  • نتنياهو: هناك تقدم بخصوص صفقة تبادل الأسرى ونسعى لإعادة جميع المختطفين
  • كيف يدفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الفوضى بغزة عبر عصابات النهب المنظم؟
  • المشاط: 275 مليون دولار لتدشين أكبر محطة طاقة رياح في أفريقيا
  • أوكسفام تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت لشمال غزة
  • الآلاف بشمال القطاع يتضورون جوعا.. وإسرائيل تواصل منع دخول المساعدات
  • وزير الخارجية الأردني يعرب عن دعم بلاده لإعادة إعمار سوريا
  • "نستيقظ في الصباح متجمدين من البرد".. معاناة بلا حدود للفلسطينيين في غزة في شتاء قارس ونقص المساعدات