DW عربية:
2024-09-19@17:29:12 GMT

لماذا تثير جائزة نوبل للاقتصاد الجدل كل عام؟

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

مٌنحت الأمريكية كلوديا غولدين جائزة نوبل للاقتصاد عام 2023 عن أعمالها حول مكانة المرأة في سوق العمل

حصلت المؤرخة الاقتصادية الأمريكية كلوديا غولدين (الاثنين 9 أكتوبر / تشرين الأول 2023) على  جائزة نوبل للاقتصاد  عن أعمالها حول مكانة المرأة في سوق العمل، لتكون بذلك ثالث امرأة تفوز بالجائزة. وقالت اللجنة التي منحتها الجائزة إن غولدين "قدمت أول وصف شامل لدخل المرأة ونتائج سوق العمل على مر القرون".

وانضمت غولدين بعد حصولها على الجائزة المرموقة في مجال الاقتصاد إلى كوكبة من اثنين وتسعين اقتصاديا من بين الأكثر نفوذا وشهرة في القرن الماضي.

ومُنحت الجائزة العام الماضي إلى حاكم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السابق بن برنانكي بالمشاركة مع مواطنيه دوغلاس دايموند وفيليب ديبفيغ، بفضل بحوثهم المتعلقة بالبنوك والأزمات المالية.

وما زالت الجائزة عرضة للجدل، خاصة حيال أهليتها لتكون ضمن جوائز نوبل المرموقة في الأدب والسلام وغيرها، فضلا عن الجدل حول حصول بعض الشخصيات عليها.

بعض الفائزين بجائزة نوبل لعام 2022 في حفل الاستقبال في ستوكهولم ويظهر في يمين الصورة بن برنانكي حاكم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السابق

جائزة نوبل للاقتصاد؟

أوصى المهندس السويدي، والذي يُنسب إليه اختراع الديناميت، ألفريد نوبل عام 1895 بمنح جوائز في خمس مجالات هي الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام، فيما قال نوبل في وصيته إن الفائزين بهذه الجوائز "يجب أن يكونوا قد قدموا أكبر فائدة للبشر خلال عام مضى".

وفي عام 1968، قام البنك المركزي السويدي بإدراج  جائزة للاقتصاد  ضمن جوائز نوبل وذلك بعد مرور أكثر من 70 عاما على وفاة العالم السويدي.

لماذا الجدل؟

يقول البعض إن  جائزة نوبل  للاقتصاد يجب ألا تكون ضمن جوائز نوبل؛ لأن العالم السويدي لم يوص بذلك فضلا عن أنه لا يوجد أي تبرير لمنحها؛ خاصة وأن مؤسسة نوبل أقرت بأن "جائزة العلوم الاقتصادية ليست من جوائز نوبل".

يعد بيتر نوبل، الذي ينحدر من أسرة لودفيج نوبل شقيق ألفريد نوبل، من أكثر المعارضين لمنح جائزة نوبل في الاقتصاد، إذ قال في عام 2005 إنه لا يوجد "أي مؤشر يدل على أن ألفريد نوبل كان يريد منح جائزة في الاقتصاد".

وأضاف أن هذه الجائزة باتت تمنح في الغالب "لشخصيات تضارب في سوق الأوراق المالية وهو ما يتعارض مع قيم ومثل ألفريد نوبل الإنسانية. لقد باتت الجاهزة كما لو كانت إحدى جوائز نوبل. لكنها في حقيقة الأمر ليست أكثر من  انقلاب علاقات عامة  من قبل اقتصاديين بهدف تحسين سمعتهم".

ودعا بعض السياسة في السويد إلى إلغاء جائزة نوبل للاقتصاد، فيما وصل الأمر إلى أن بعض الفائزين بالجائزة قالوا إنه لا ينبغي منح الجائزة في باديء الأمر.

ومن بين هؤلاء كان الاقتصادي النمساوي فريدريش فون هايك، الذي فاز بجائزة نوبل للاقتصاد عام 1974، حيث قال في خطابه بمناسبة فوزه إن "جائزة نوبل تمنح الفرد ثقة ومسؤولية لا يستحقها أي إنسان يعمل في مجال الاقتصاد".

الفائزون المثيرون للجدل؟

الجدير بالذكر أن فوز الاقتصادي الأمريكي ميلتون فريدمان بجائزة نوبل للاقتصاد عام 1976، قد أثار موجة احتجاجات دولية واسعة النطاق بسبب كونه آنذاك شخصية مقربة من الدكتاتور التشيلي السابق الجنرال أوغستو بينوشيه.

مختارات منظمة إنقاذ تفوز بـ"نوبل البديلة" لعملياتها الإنسانية في المتوسط مؤسسة نوبل تلغي دعوات روسيا وإيران وبيلاروسيا إلى حفل جوائزها كلوديا غولدين تفوز بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2023

ومؤخرا، أثار منح جون فوربس ناش الجائزة عام 1994 الجدل بسبب اتهامات طالته بمعاداة السامية، فضلا عن غرابة أطواره فيما خلده فيلم "العقل الجميل"، الذي أُنتج عام 2001 وفاز بأربع جوائز أوسكار وجسد راسل كرو دور ناش.

وتتعرض الجائزة إلى انتقادات بسبب غياب  العنصر النسائي  إذ لم تمنح جائزة نوبل للاقتصاد إلا إلى ثلاث اقتصاديات هن إلينور أوستروم عام 2009 وإستير دوفلو عام 2019 وكلوديا غولدين عام 2023.

معايير الترشيح والاختيار؟

اُنيط بلجنة جائزة بنك السويد (البنك المركزي في السويد) للعلوم الاقتصادية المؤلفة من خمسة اقتصاديين أو أساتذة يتم اختيارهم من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، مسؤولية اختيار الفائز أو الفائزة بجائزة نوبل للاقتصاد.

وبحسب موقع الأكاديمية فإن عملية الترشيح تتضمن قيام اللجنة بإرسال خطابات سرية إلى "الأشخاص ذوي الكفاءة والمؤهلين للترشيح والتزكية بما يشمل أعضاء اللجنة وأعضاء الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم والفائزين السابقين بجائزة نوبل للاقتصاد وأساتذة الاقتصاد المرموقين في الجامعات والكليات في السويد والدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج وبعض الشخصيات الأخرى".

لا يمكن الإفصاح عن أسماء المرشحين، فيما يكون القرار النهائي في أيدي  الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم  التي تحدد الفائز بناءً على توصيات اللجنة.

لم يوص ألفريد نوبل بمنح جائزة للاقتصاد ضمن جوائز نوبل

ماذا يعني الفوز؟

قبل الاقتصادية الأمريكية كلوديا غولدين، جرى منح 54 جائزة نوبل للاقتصاد إلى 92 شخصا من بينهم 61 فائزا، أي ما يعادل الثلثين، من الولايات المتحدة. ويأتي بعد الولايات المتحدة وبفارق كبير المملكة المتحدة ثم فرنسا ثم كندا فالنرويج.

وجرى منح الجوائز لأسباب عديدة منها الاعتراف بالأبحاث والنظريات في مجال الاقتصاد وهو ما أشار إليه الاقتصادي بول كروغمان، الذي فاز بالجائزة عام 2008، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2021، حيث قال إن الجائزة "تُمنح للأبحاث طويلة المدى وليس لدور الاقتصاديين في الجدل الحالي، ما يعني أنه من غير الضروري ارتباط الأمر بالسياسة الراهنة".

الجدير بالذكر أن الفائز بإحدى جوائز نوبل  يحصل على 11 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل 948 ألف يورو (مليون دولار أمريكي) فضلا عن إشادة وتخليد عالمي يرافقه حتى بعد الوفاة.

آرثر سوليفان / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: جائزة نوبل للطب 2023 جائزة نوبل جائزة نوبل للاقتصاد الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم ألفريد نوبل جائزة نوبل للطب 2023 جائزة نوبل جائزة نوبل للاقتصاد الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم ألفريد نوبل جائزة نوبل للاقتصاد کلودیا غولدین منح جائزة فضلا عن

إقرأ أيضاً:

مخرجة «رفعت عينى للسما» : جوائز الفيلم فاجأتنى.. وأنتظر عرضه بالجونة

استطاع فيلم «رفعت عينى للسما» ، أن يخلق حالة متفردة من نوعها، على خريطة الجوائز العالمية، حيث يعتبر أول فيلم مصرى يفوز بجائزة العين الذهبية بمهرجان «كان السينمائى الدولى» بدورته الـ 77، بفرنسا خلال عام 2024، ونال العديد من الجوائز والتكريمات آخرها فى مهرجان القومى للمسرح والمهرجان التجريبى، كما ينتظر فريق العمل مشاركته فى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، لمهرجان الجونة السينمائى بدورته السابعة المقرر إقامتها فى الفترة ما بين ٢٤ أكتوبر لـ ١ نوفمبر ٢٠٢٤.

« الوفد» التقت المخرجة ندى رياض، التى تحدثت لنا عن كواليس تحضير الفيلم، واختيارهم لفريق البرشا للتمثيل بالفيلم.

فى البداية قالت المخرجة ندى رياض، أنه عند إعلان جائزة مهرجان كان، كانت تظن أنه حدث خطأ فى إسم الفيلم، لكنها أدركت بعد قليل من الوقت أنهم هم من فازوا بالجائزة بالفعل، مؤكدة أنها أخذت وقتا لم تستوعب حصولهم على جائزة فى مهرجان كان السينمائي، لكون المسابقة كانت تضم العديد من الأفلام المهمة لمخرجين كبار، يحملون تاريخا طويلا فى تقديم مثل هذه الأعمال، ولكن أبطال الفيلم كان دائما يقولون لها أنهم سيحصلون على جائزة، ولكنها كانت دائما تقول لهم إذ لم تأتى جائزة فإنهم فعلوا ما عليهم حتى لا يتأثروا وقت إعلان الجوائز، ولكنى تفاجأت وقت إعلان الفائز.

وأكدت أنها هى وزوجها المخرج أيمن الأمير، أسسا شركة إنتاج، وأفلامهم مختصة دائما بقضايا اجتماعية، حيث بدأوا العمل فى الأفلام التسجيلية، بداية من عام ٢٠١٤ إلى ٢٠١٦، وقتها كانت تعمل مع مؤسسة تدعم الفتيات خارج العاصمة الذين يحتاجون الدعم وتسليط الضوء عليهم، وأول مرة ترى فرقة البرشا عام ٢٠١٥، وكانوا ساحرات بالنسبة لها، واستمر التواصل بينهم، ولم يكن هناك فكرة احتمالية القيام بعمل فنى يجمعهم، ثم بدأوا فى ٢٠١٨، التحضير لفيلم والذى تم تصويره على مدار أربعة سنوات، عقدوا وقتها العديد من ورش الكتابة، لافتة أنهم رأوا طاقة حماس قوية لدى أبطال الفيلم.

وأكدت أن فريق مسرح بانوراما برشا، يتكون من فتيات لديهم طموح وإصرار على إيصال صوتهم وفكرتهم للشارع، رغم القيود والتقاليد الإجتماعية الخاصة بالصعيد، وأوضحت أن الفريق يضم ماجدة مسعود وهايدى سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق، مضيفة أنهم كانت لهم تجارب عديدة فى مسرح الشارع، والفتيات يقومون بعرض أعمالهم المسرحية بالشارع، بكل تأكيد كسرو رهبة الخوف، خاصة أن مسرح الشارع معتمد على التفاعل، من خلال مناقشة قضايا اجتماعية خطيرة، ومن خلال خبرتها أنهم أفضل الفرق التى أقيمت فى مصر، لأنها تعتمد على البنات فقط وفى قرية بالصعيد.

وأكدت أن « فرقة البرشا»، فرقة رائعة وتعبر عن المرأة فى الصعيد، ووجدت أن الفرقة لديها تعطش كبير، وإصرار بالفطرة، لا يملون ولا يكلون من التدريبات، المرهقة دائما، وكانت تظن أنهم لن يستطيعوا تحمل مشقات التدريب، وتعجبت لتحملهم التدريب الشاق، وهم ليس لديهم الوعى الكامل أنهم يقدمون عمل عظيم، وكانوا دائما ما يطالبون بأن يكون هناك ورش، ولكن الورشة فى قرية كان لها العديد من المصاعب، أولها التكلفة المادية الأكبر، ولكنها وجدت اصرار وتحدى أعلى من غالبية الفرقة، ولديهم طاقة واضحة ساعدتنى بشكل كبير.

وأكدت أنهم بدأوا بورشة حكى يعبرون فيها عن قصصهم وحكايات، مؤكده أنهم استغرقوا اربعة سنوات لتصوير الفيلم، عاشوا مع بطلات الفيلم فى المنيا وفى قلب الصعيد.

وأوضحت أن فيلم رفعت عينى للسما يتناول قصة 6 فتيات يمتلكن أحلاما تفوق حد السماء، إذ تحلم ماجدة بالسفر إلى القاهرة لدراسة المسرح والعمل كممثلة، وتحلم هايدى بأن تكون راقصة باليه، بينما تحلم مونيكا بأن تكون مغنية مشهورة، يتابع الإعلان هذه الأرواح المتفردة، بينما يمر عليهن العمر وينتقلون من كونهن مراهقات إلى نساء صغيرات.

مقالات مشابهة

  • 7700 طلب ترشّح للدورة الثانية من «جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل»
  • طلبات الترشح لـ"جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل" ترتفع 120%
  • كلمة «شيخ الأزهر» تثير الجدل في مصر.. وهذا ردّه!
  • مخرجة «رفعت عينى للسما» : جوائز الفيلم فاجأتنى.. وأنتظر عرضه بالجونة
  • غلق باب التسجيل في الدورة الأولى  من "جائزة مكتبة الإسكندرية الكبرى للقراءة"
  • اليوم.. الإعلان عن الفائز بجائزة "باول إرلش" في فرانكفورت
  • «جائزة الشارقة لحقوق النشر» تفتح باب المشاركة في دورتها الثالثة
  • «ذا بير» يحصد عدداً من جوائز إيمي
  • توكل كرمان تشارك في القمة العالمية للحائزين على جوائز نوبل في المكسيك
  • Shogun وThe Bear يفوزان بجائزة كبيرة لديزني في جوائز إيمي