بدأ اليوم الرابع من الحرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" ولا تزال المعارك مشتعلة، إذ قصف الطيران الحربي العديد من الأهداف داخل ‏القطاع، وأوقع عددا من القتلى والجرحى، ردا على عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة "حماس" صباح السبت الماضي.‏
وتواصل إسرائيل شن غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفي بيت حانون شمال شرقي قطاع غزة، ودمر القصف الإسرائيلي عددا من الشوارع الرئيسية.


وفيما تسعى بعض الدول إلى التدخل لوقف الاقتتال، طرحت تساؤلات داخل إسرائيل حول المسؤول عن الفشل في هذه الحرب؟ وما السيناريوهات المقبلة في ظل إمكانية تصاعد الهجوم الإسرائيلي على القطاع والرد المقابل من "حماس"، وأخير كيف أثرت هذه الحرب على مستقبل بنيامين نتنياهو والداخل الإسرائيلي المتصدع؟.

من المسؤول عن الفشل؟

تسببت عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بحالة غضب شديدة في الداخل الإسرائيلي، حيث تساءل البعض أين كانت قوات الدفاع الإسرائيلية أثناء تلك الساعات الطويلة، التي كان يتجول خلالها مقاتلو المقاومة الفلسطينية بإراداتهم داخل مستوطنات الغلاف، مما أدي إلى مقتل مئات الإسرائيليين وأسر العشرات من الجنود والمدنيين، بجانب السيطرة على قواعد عسكرية كاملة لجيش الاحتلال.

وقالت وسائل الإعلام العبرية، أن الهجوم المفاجئ والمنسق يعد إخفاق أمني واستخباراتي من الدرجة الأولي، مشيرة إلى أن أول مرحلة في معركة "طوفان الأقصى"، استطاعت المقاومة الفلسطينية بتحقيق الانتصار الكبير فيه، عندما تمكنت من ضرب كل أعمدة النظرية الأمنية الإسرائيلية المؤلفة من: الردع والإنذار والدفاع والحسم.

وتحدث الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي العميد الدكتور مئير الران، وقال إن الإخفاق الأول يقع على عاتق المخابرات الإسرائيلية، مضيفا " لقد استعدت حماس لذلك الهجوم لفترة طويلة وكان هناك تدريب بمخطط مماثل".

وأضاف "هناك خطأ استراتيجي فادح في فهم العدو، في دوافعه، في توقيته، في استقدام قواته، وفي صراعات السلطة. الآن يمكن أن نفهم أنهم فكروا بشكل مختلف، وخططوا بشكل مختلف، كما أن الهدوء النسبي في الأيام والأشهر الأخيرة كان جزءًا من التخطيط الاستراتيجي".

من جانبه قال البروفسور عوزي رابي، رئيس مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، أن الجيش الإسرائيلي والقوى الأمنية مشتركين بالفشل وليس فقط أجهزة الاستخبارات، حيث وصف حال الكيان المؤقت بأن أصيب بفشل استخباراتي كبير أعقبه فشل عملياتي.

وأضاف أن الحدث الذي يشهده الكيان الآن قد تم التخطيط له بعناية. والتصور الذي كان سائدا بأن حماس غير مهتمة حاليا بالتصعيد ليس في الاتجاه الصحيح على الإطلاق، ولدينا مشكلة بقراءة أفكار حماس.

ما السيناريوهات المقبلة؟

اتفقت معظم وسائل الإعلام العبرية على أن اجتياحا بريا واسعا لقطاع غزة هو السيناريو المناسب للرد على عملية "طوفان الأقصى"، وعزز ذلك تصريحات لبعض المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين.

وعلى الرغم من ذلك قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن ذلك المسار يواجه عقبات كثيرة تحول دون تنفيذ هذا الاجتياح من بينها أنه تم تجريب ذلك في الحروب السابقة ولم ينجح، ثم أن الأعداد الكبيرة للمخطوفين الإسرائيليين لدى حماس والجهاد الإسلامي، والتهديد باستخدامهم دروعا بشرية ستكون عقبة حقيقية أمام أي اجتياح واسع.

كما كشفت الصحيفة عن تخوفات أمنية إسرائيلية من أن ذلك السيناريو سيورطها في حرب متعددة الساحات تشمل حزب الله أيضاً، وهو الأمر الذي تتجنبه إسرائيل بحذر شديد حتي الآن.

تأثير الحرب على مستقبل نتنياهو والداخل الإسرائيلي

توقع محللون أن تؤثر عملية "طوفان الأقصى" على مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية، حيث قال بعض المحللين على القنوات العبرية أن التعديلات القضائية التي تتبناها، تسببت في حالة من الانقسام السياسي الحاد داخل إسرائيل.

وأشار المحللين إلى تهديدات الاحتياط بعدم الالتحاق بالجيش والشكوك بالمؤسسة العسكرية والأمنية من قبل اليمين المتطرف، لافتين إلى أن كل هذه العوامل ساهمت في نشوء حالة من التراخي استثمرتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في تنفيذ العملية الواسعة النوعية وغير المسبوقة.

ويحاول الائتلاف الحكومي الإسرائيلي برئاسة نتنياهو التعامل في الوقت الراهن مع تداعيات التصعيد الأخير وتحجيم آثاره المستقبلية على استقرار الحكومة التي يحملها الرأي العام الإسرائيلي مسئولية ما حدث.

وفي سبيل ذلك، أعلن حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، موافقة جميع قادة الائتلاف على تشكيل حكومة طوارئ وطنية، وهي خطوة يرها كثر من المحللين على "طوق نجاة" لاستمراريته في المشهد وامتصاص موجة الغضب المحتملة في أعقاب العملية العسكرية الراهنة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي حركة المقاومة الفلسطينية حماس إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى المقاومة الفلسطينية المقاومة الفلسطینیة طوفان الأقصى على مستقبل

إقرأ أيضاً:

مسير شعبي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية معين بأمانة العاصمة

يمانيون/ صنعاء

شهدت مديرية معين بأمانة العاصمة اليوم، مسيراً شعبياً لخريجي دورات ” طوفان الأقصى” في إطار التعبئة العامة والتحشيد لمواجهة أي تصعيد أمريكي صهيوني ونصرة لغزة والشعب الفلسطيني.

وجاب المسير الذي تقدمه أمين العاصمة الدكتور حمود عباد ووكيل أول الأمانة خالد المداني، والوكيل المساعد سامي شرف الدين، ومدير المديرية عبد الملك الرضي، شارع الستين الغربي مروراً بشوارع وأحياء السنينة ومن أمام وزارة الخارجية بشارع الستين وصولاً إلى شارع مركز الأمل لمرضى السرطان بجولة عصر.

وردد المشاركون الهتافات المنددة بالمجازر والجرائم الصهيونية والأمريكية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة، بتواطؤ دولي وأممي وتخاذل عربي وإسلامي.

وجددوا تفويضهم لقائد الثورة في اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة الأعداء وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل والتصدي لمؤامراتهم ومخططاتهم العدوانية ضد الشعب اليمني، وإسناد غزة والمقاومة الفلسطينية حتى تحقيق النصر ودحر العدو الصهيوني المجرم.

وهتف المشاركون بشعار الصرخة لتجديد البراءة من أعداء الله ورسوله، والعبارات المؤكدة على الاستعداد والجاهزية لمواجهة أي تصعيد صهيوني أمريكي، والاستمرار في دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة لردع الكيان الغاصب.

وأدان عباد والمداني، العدوان الصهيوني الذي استهدف منشآت مدنية وخدمية بالعاصمة صنعاء، منها محطات توليد الطاقة، في جريمة جديدة تعكس النزعة الإرهابية الإجرامية لدى كيان العدو الإسرائيلي وانتهاكه الصارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

وأكدا أن الشعب اليمني لن يخيفه العدوان الصهيوني والأمريكي، ولن يثنيه أي عدوان أو هجمات إجرامية عن موقفه الثابت والمستمر تجاه نصرة غزة والشعب الفلسطيني المظلوم مهما كانت التحديات.

وجددا التأكيد على استمرار التعبئة العامة والتحشيد ورفع الجاهزية والاستعداد التام لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” لدعم واسناد الأشقاء في غزة وفلسطين ومقاومته الباسلة حتى إيقاف العدوان والحصار على قطاع غزة.

ودعيا الجميع للخروج المليوني والمشرف يوم غدٍ الجمعة وجعله يوماً استثنائياً للتنديد بجرائم العدو الصهيوني على سكان غزة والانتصار لمظلوميتهم، والتأكيد على الجهوزية لمواجهة تصعيد العدوان الصهيوني والأمريكي على اليمن.

وبارك أمين العاصمة ووكيل الأمانة الضربات الصاروخية التي نفذتها القوات المسلحة واستهدفت بها هدفين عسكريين نوعيين وحساسين للعدو الإسرائيلي في عمق يافا المحتلة، نصرة لغزة والقضية الفلسطينية.

من جانبه أكد مدير مديرية معين عبدالملك الرضي، الاستمرار في التعبئة العامة ودورات “طوفان الأقصى” للتدريب والتأهيل لجميع أبناء المديرية، والاستعداد والجاهزية لمواجهة الأمريكان والصهاينة ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى تحقيق النصر ودحر العدو الصهيوني الغاصب.

وأكد بيان صادر عن المسير، موقف اليمن الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني والاستمرار في الخروج والزخم دون كلل أو ملل ومعنويات مرتفعة تقهر الأعداء وتؤكد بأنه لا يمكن لأي قوة في هذه الأرض إيقاف مناصرتنا لغزة قبل إيقاف العدوان عليها وفك الحصار.

وأشار إلى استمرار دورات طوفان الأقصى الشعبية والعسكرية حتى تشمل الملايين من أبناء الشعب اليمني والاستعداد الكامل والجهوزية لمواجهة أي تصعيد أمريكي إسرائيلي مهما كان نوعه أو حجمة.

وأدان البيان العدوان الصهيوني على سوريا واحتلال أراضيها ونهب ثرواتها من قبل الأمريكان والصهاينة.. محذراً الدول العربية والإسلامية من المشروع الشيطاني الذي أعلن عنه الصهاينة بشكل واضح وصريح المتمثل بالشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف دول الأمة.

ودعا علماء الأمة الإسلامية ونخبها الفكرية والثقافية ووسائل إعلامها إلى القيام بمسؤوليتهم تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإلى نشر الوعي القرآني حول خطورة العدو ومخططاته الشيطانية التي تستهدف الجميع.

شارك في المسير مديرا مشروع النظافة بالأمانة إبراهيم الصرابي وشؤون الأحياء بالأمانة شرف الوريث، وقيادات محلية وتنفيذية ووجهاء وعقال ومسؤولي التعبئة العامة بالمديرية.

مقالات مشابهة

  • "الخارجية الفلسطينية" تحمل مجلس الأمن المسؤولية عن الفشل في وقف حرب الإبادة بغزة
  • مصادر: نتنياهو يجري حراكا داخل ائتلافه الحكومي لضمان الموافقة على الصفقة
  • الفصائل الفلسطينية تعرض فيديو يجمع يحيى السنوار وهنية والعاروري
  • في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواطئ ميامي
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة بنيامين نتنياهو مريضة
  • حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
  • مسير لخريجي دفعة من الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية الزيدية بالحديدة
  • إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد
  • “الذراع الأخيرة في محور الشر”.. نتنياهو يعلق على الهجوم الإسرائيلي على اليمن
  • مسير شعبي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية معين بأمانة العاصمة