طوفان الأقصى| من المسؤول عن الفشل داخل إسرائيل؟.. وما تأثير الهجوم على مستقبل حكومة نتنياهو؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
بدأ اليوم الرابع من الحرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" ولا تزال المعارك مشتعلة، إذ قصف الطيران الحربي العديد من الأهداف داخل القطاع، وأوقع عددا من القتلى والجرحى، ردا على عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة "حماس" صباح السبت الماضي.
وتواصل إسرائيل شن غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفي بيت حانون شمال شرقي قطاع غزة، ودمر القصف الإسرائيلي عددا من الشوارع الرئيسية.
وفيما تسعى بعض الدول إلى التدخل لوقف الاقتتال، طرحت تساؤلات داخل إسرائيل حول المسؤول عن الفشل في هذه الحرب؟ وما السيناريوهات المقبلة في ظل إمكانية تصاعد الهجوم الإسرائيلي على القطاع والرد المقابل من "حماس"، وأخير كيف أثرت هذه الحرب على مستقبل بنيامين نتنياهو والداخل الإسرائيلي المتصدع؟.
من المسؤول عن الفشل؟
تسببت عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بحالة غضب شديدة في الداخل الإسرائيلي، حيث تساءل البعض أين كانت قوات الدفاع الإسرائيلية أثناء تلك الساعات الطويلة، التي كان يتجول خلالها مقاتلو المقاومة الفلسطينية بإراداتهم داخل مستوطنات الغلاف، مما أدي إلى مقتل مئات الإسرائيليين وأسر العشرات من الجنود والمدنيين، بجانب السيطرة على قواعد عسكرية كاملة لجيش الاحتلال.
وقالت وسائل الإعلام العبرية، أن الهجوم المفاجئ والمنسق يعد إخفاق أمني واستخباراتي من الدرجة الأولي، مشيرة إلى أن أول مرحلة في معركة "طوفان الأقصى"، استطاعت المقاومة الفلسطينية بتحقيق الانتصار الكبير فيه، عندما تمكنت من ضرب كل أعمدة النظرية الأمنية الإسرائيلية المؤلفة من: الردع والإنذار والدفاع والحسم.
وتحدث الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي العميد الدكتور مئير الران، وقال إن الإخفاق الأول يقع على عاتق المخابرات الإسرائيلية، مضيفا " لقد استعدت حماس لذلك الهجوم لفترة طويلة وكان هناك تدريب بمخطط مماثل".
وأضاف "هناك خطأ استراتيجي فادح في فهم العدو، في دوافعه، في توقيته، في استقدام قواته، وفي صراعات السلطة. الآن يمكن أن نفهم أنهم فكروا بشكل مختلف، وخططوا بشكل مختلف، كما أن الهدوء النسبي في الأيام والأشهر الأخيرة كان جزءًا من التخطيط الاستراتيجي".
من جانبه قال البروفسور عوزي رابي، رئيس مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، أن الجيش الإسرائيلي والقوى الأمنية مشتركين بالفشل وليس فقط أجهزة الاستخبارات، حيث وصف حال الكيان المؤقت بأن أصيب بفشل استخباراتي كبير أعقبه فشل عملياتي.
وأضاف أن الحدث الذي يشهده الكيان الآن قد تم التخطيط له بعناية. والتصور الذي كان سائدا بأن حماس غير مهتمة حاليا بالتصعيد ليس في الاتجاه الصحيح على الإطلاق، ولدينا مشكلة بقراءة أفكار حماس.
ما السيناريوهات المقبلة؟
اتفقت معظم وسائل الإعلام العبرية على أن اجتياحا بريا واسعا لقطاع غزة هو السيناريو المناسب للرد على عملية "طوفان الأقصى"، وعزز ذلك تصريحات لبعض المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين.
وعلى الرغم من ذلك قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن ذلك المسار يواجه عقبات كثيرة تحول دون تنفيذ هذا الاجتياح من بينها أنه تم تجريب ذلك في الحروب السابقة ولم ينجح، ثم أن الأعداد الكبيرة للمخطوفين الإسرائيليين لدى حماس والجهاد الإسلامي، والتهديد باستخدامهم دروعا بشرية ستكون عقبة حقيقية أمام أي اجتياح واسع.
كما كشفت الصحيفة عن تخوفات أمنية إسرائيلية من أن ذلك السيناريو سيورطها في حرب متعددة الساحات تشمل حزب الله أيضاً، وهو الأمر الذي تتجنبه إسرائيل بحذر شديد حتي الآن.
تأثير الحرب على مستقبل نتنياهو والداخل الإسرائيلي
توقع محللون أن تؤثر عملية "طوفان الأقصى" على مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية، حيث قال بعض المحللين على القنوات العبرية أن التعديلات القضائية التي تتبناها، تسببت في حالة من الانقسام السياسي الحاد داخل إسرائيل.
وأشار المحللين إلى تهديدات الاحتياط بعدم الالتحاق بالجيش والشكوك بالمؤسسة العسكرية والأمنية من قبل اليمين المتطرف، لافتين إلى أن كل هذه العوامل ساهمت في نشوء حالة من التراخي استثمرتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في تنفيذ العملية الواسعة النوعية وغير المسبوقة.
ويحاول الائتلاف الحكومي الإسرائيلي برئاسة نتنياهو التعامل في الوقت الراهن مع تداعيات التصعيد الأخير وتحجيم آثاره المستقبلية على استقرار الحكومة التي يحملها الرأي العام الإسرائيلي مسئولية ما حدث.
وفي سبيل ذلك، أعلن حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، موافقة جميع قادة الائتلاف على تشكيل حكومة طوارئ وطنية، وهي خطوة يرها كثر من المحللين على "طوق نجاة" لاستمراريته في المشهد وامتصاص موجة الغضب المحتملة في أعقاب العملية العسكرية الراهنة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي حركة المقاومة الفلسطينية حماس إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى المقاومة الفلسطينية المقاومة الفلسطینیة طوفان الأقصى على مستقبل
إقرأ أيضاً:
خليل الحية: معركة طوفان الأقصى كسرت هيبة العدو
وأضاف الحية في كلمة له، أنه "بعد أن توقفت المعارك وانقشع غبارُها، قررت المقاومة أن تعلن بشكل رسمي عن ترجل عدد من القادة الكبار الذين رووا بدمائهم الطاهرةِ الزكيةِ هذه الأرضَ المباركةَ، لتنبتَ شجرةَ العزِّ والكرامة، وتزهرَ بطولةً ونصرًا، بعد أن أدَّوا الأمانةَ وسلَّموا الراية مرفوعةً لجيل جديد من القادة الصناديد، ليستكملوا المسير نحو القدس والأقصى، ويعبِّدوا الطريق للعودة الكبرى".
وتابع "ها هي حركتنا المجاهدةُ المباركةُ كما عوَّدتْنا وعوَّدتْ شعبَنا أن نكون في طليعة الشهداء، ونلتحمَ مع شعبنا في نفس الخندق، ونشاركَهم التضحيات، فاختلطت دماءُ وأشلاءُ قادتنا مع دماء وأشلاء شعبنا".
ونوه "إن قادة المقاومة يقدمون أرواحهم رخيصةً في سبيل الله مع الجند، لا يهابون الموت، مشتبكين مع العدو في الصفوف الأولى على طريق المقاومة من أجل فلسطين حرةً أبيَّة".
وأكمل الحية "نعزِّي أنفسنا وشعبَنا وكلَّ أمتنا بهذا المصاب الجلل والفقد العظيم، لقد أصابنا الحزنُ جميعًا".
وأوضح "تألَّمنا بوصول الأنباء المتتالية عن ترجل الشهداء القادة الذين عرفناهم وخبرناهم عن قرب ولسنوات طويلة، أمناءَ على قضيتهم ومصالحِ شعبهم العليا".
وقال الحية إن "قادتنا الشهداء خاضوا الملاحم البطولية والتضحيات الأسطورية في سبيل الله مع الآلاف من الكوادر والجنود من كتائب القسام، وإخوانهم من الفصائل المقاومة الأخرى، ومن أجل رفعة دينهم ووطنهم، ولم يتركوا الرايةَ لتسقط أو البوصلةَ أن تنحرف".
وأضاف أن "هذه الكوكبةُ المباركةُ من القادة الشهداء، التي جادت بدمائها بلا أي تردد، بعد أن أذاقوا العدو الويل والثبور لسنين طويلة، وسطَّروا صفحاتٍ من المجد التي سيخلدها التاريخ بأحرفٍ من نورٍ ونارٍ".
وأكد أنه "سيذكر التاريخُ أن أبطالَ كتائبِ القسام والمقاومةِ أركعوا العدو وجاؤوا به جاثيًا على ركبتيه، كما عاهدوا شعبَنا وأوفَوا بالعهد وأبرُّوا بالقَسَم".
وتابع "نرى الأسرى الأبطال يتم تحريرهم تباعًا، وجنودُ الاحتلال يخرجون من قطاعنا أذلَّةً صاغرين، تلاحقهم ضرباتُ المقاومين، ومحاكمُ المناصرين لفلسطين وأهلها".
ولفت إلى أنهم "يودعون اليوم هذه الثلَّةَ من القادة الكبار، الذين عشنا معهم وعايشناهم سنين طويلة، فلئن أحزننا الفراقُ والألمُ على فقدهم، فإننا نفخر ونعتز بهم وبشهادتهم، وعزاؤنا أنهم رحلوا شهداءَ ما وهنوا وما ضعُفوا وما استكانوا، بل كانوا في الطليعة المؤمنة المجاهدة التي خاضت غمار هذه المعركة بكل شموخٍ واقتدار".
وقال: "نخصُّ قائدَ الجهادِ والمقاومةِ، الرجلَ الذي عشقتهُ الملايينُ، وهتفتْ له دون أن تعرف له صورة، وكان اسمُه يزلزل قلوب الأعداء، ويرهبهم ويطاردهم ظلُّه، القائدُ الشهيدُ الملهم: *محمد الضيف "أبو خالد"،* الأسدُ الهصورُ الذي أمضى حياتَه مُطارَدًا ومطارِدًا لأعدائه، وقهر كلَّ مطارديه لأكثر من ثلاثين سنة".
كما أضاف الحية أيضا "الشهيد الضيف.. هذا الرجل الذي بدأ جهادَه في مرحلة لم نكن نملك فيها البنادق ولا الرصاص، ولم يكن لدى حماس وقسامها إلا الرؤيةَ السديدةَ والإرادةَ الصلبة".
وتابع "استطاع شهيدنا القائد محمد الضيف بفضل الله مع إخوانه الأحياء منهم والشهداء الأوائل: ياسر النمروطي، وعماد عقل، وصلاح شحادة، بناءَ جيشٍ تعجز عن فعله كثيرٌ من الجيوش حول العالم".
وبحسب الحية فإن "جيشا يضرب العدو بلا تردد، ويقتحم الحدود ويسطِّر المعاركَ والبطولات، جيشٌ يقوم على المجاهدِ الصنديد، قبل العُدَّة والعتاد... المجاهدِ صاحبِ الرؤيةِ والبصيرةِ والعقيدةِ السليمة... جيشٌ يحتضنه مجتمعُ المقاومةِ المستعدُّ لكل تضحية في سبيل حريته واستقلاله".