سامية العمودي.. سعودية هزمت سرطان الثدي فشاركت في مكافحته عالميًا
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
بدأت قصة حياة الدكتورة سامية العمودي كأي فتاة عادية، إلا أنها تحوّلت إلى ملحمة ملهمة بعد أن واجهت تحدي سرطان الثدي في عام 2006.
تعافت العمودي من الإصابة الأولى، لكنها واجهت المرض مرة أخرى في 2015، ومع ذلك، فقد قررت العمودي أن تنتصر على المرض وتصبح رمزًا للسرطان في العالم العربي.
أخبار متعلقة تقرير جديد يحلل الخطط التي تعتمدها السعودية للتحول المتسارع في الصناعات ذات الأولويةفلاورد تتعهد بالتبرع بـ 10% من مبيعات مجموعتها الوردية لدعم مرضى سرطان الثديلم تكتفِ العمودي بالصبر والإيمان فحسب، بل نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات بعد تعافيها، وأنشأت ”كرسي الشيخ العمودي لسرطان الثدي“، وهو مركز متخصص للبحث والتوعية حول سرطان الثدي.
وفي إطار توسيع نطاق عملها، اكتشفت العمودي ثغرة كبيرة في نظام الرعاية الصحية لمرضى السرطان خلال زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية؛ واستندت إلى هذا الاكتشاف لتأسيس مركز العمودي لتميز في مجال الرعاية والخدمات الصحية المتعلقة بسرطان الثدي.
تحقيق الحلموبعد تحقيق هذه الإنجازات، صحّت رؤية العمودي وحققت حلمها الذي رافقها منذ تخرجها من الجامعة، وهو ”التمكين الصحي“.
في عام 2016، أطلقت العمودي مبادرة ”التمكين الصحي“، التي استضافتها كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز، وأصبحت لاحقًا رئيسة ومؤسسة أول وحدة للتمكين الصحي والحقوق الصحية بالكلية.
تعتبر العمودي واحدة من أشجع نساء العالم اللواتي بحاولن تحسين الصحة وتعزيز الوعي الصحي، وتعتبر أول سعودية وخليجية يتم انتخابها في مجلس ادارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بجنيف.
وفي هذا السياق، قالت مؤسس ورئيس أول وحدة للتمكين الصحي والحقوق الصحية بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز أ. د سامية العمودي: ”شهر أكتوبر هو شهر يحتفل به وينظم فيه العديد من الفعاليات والحملات التوعوية حول سرطان الثدي. وفي الدول الأوروبية أيضًا، يواجه الكثير من النساء تعتيمًا مماثلاً لمرضهن“.
وأضافت العمودي: ”في عام 2006، قدمت للعالم كتابًا يحمل عنوان (أكسر حاجز الصمت)، بهدف توعية النساء بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي. في ذلك الوقت، لم تكن هناك حملات توعوية كافية حول هذه المسألة وكان هناك تغييب للمعلومات حولها. ولكن بفضل الجهود المبذولة والمكثفة من قبل وزارة الصحة والجمعيات الخيرية والجامعات والمستشفيات، تحول هذا الموضوع من التغييب إلى النور والمعرفة“.
ويعد شهر أكتوبر فترة حافلة بالفعاليات والتوعية حول سرطان الثدي في المدارس والجامعات والمستشفيات والأندية النسائية، وتحظى هذه الفعاليات بدعم واسع من المجتمع، وتساهم في زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر وتشجيع النساء على إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن المرض في مراحله المبكرة.
الدكتورة سامية العمودي..
نشر التوعية بسرطان الثديوأعربت الدكتورة العمودي عن تفاؤلها وثقتها في أن تستمر جهود التوعية والتثقيف حول سرطان الثدي، وأن يتحول هذا الموضوع من مجرد قضية صحية إلى جزء من الثقافة الصحية للنساء في المملكة والعالم العربي بأسره، مشددة على أن الوعي والتوعية هما المفتاح للتصدي لسرطان الثدي والحد من تأثيره السلبي على حياة النساء.
وأشارت إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الدول العربية تعد أعلى من الدول الأوروبية، وذلك نتيجة لقلة المعرفة والجهل بحقوق مرضى السرطان. مؤكدة أن الدولة والشريعة تتكفل بمساعدة ودعم مرضى السرطان، وأن هناك حقوق أخرى تتعلق بالقدرة على الإنجاب.
وبينت أن النساء في الفئة العمرية بين 40 و50 عامًا هن الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، ولكنها أكدت أن هناك أيضًا نساء في سن 30 عامًا يعانين من هذا المرض، بعضهن متزوجات والبعض الآخر غير متزوجات.
وأشارت إلى وجود شابات متزوجات يصبن بهذا المرض، وعند انتهاء فترة العلاج يحاولن الإنجاب، لكنهن يواجهن صعوبة بسبب نقص المعلومات الصحية والمساعدة الطبية.
وأوضحت أن بعض العلاجات الكيميائية التي يتم استخدامها قد تؤثر على خصوبة المرأة وتسبب العقم. ولذلك، دعت إلى ضرورة مراجعة طبيب العقم أثناء فترة العلاج، للتعامل مع المشكلة قبل حدوثها.
وأشارت إلى توفر أحدث الأجهزة في المملكة لسحب البويضات وتجميدها وتخزينها، مما يمهد الطريق لحل هذه المشكلة.
وأشادت "العمودي" بجهود هيئة كبار العلماء، حيث أصدروا في عام 2019 فتوى تجيز علاج العقم الناتج عن أدوية سرطان الثدي بسحب البويضات وتجميدها وتخزينها، واعتبرت ذلك فتحًا من الله.
نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات بعد تعافيها
دعم الأسرةولفتت إلى أهمية الدعم النفسي لأفراد الأسرة المحيطين بمرضى السرطان، الذين يواجهون تحولات صحية ونفسية وجسدية وعاطفية كبيرة. فعلى سبيل المثال، يؤدي العلاج الكيميائي إلى تساقط الشعر لدى البعض، واستئصال الثدي أو الثديين يؤثر على أنوثتها، مما ينعكس على نفسيتها بالخوف من عدم استجابتها للعلاج ووفاتها، وتحتاج هي وأولادها إلى دعم صحي متعدد المستويات.
وشددت الدكتورة العمودي على أن الدعم النفسي يعزز المناعة ويساعد المريضة على التأقلم وقبول الوضع. وتؤكد أنها تعتبر نفسها محظوظة لأنها تلقت دعمًا نفسيًا من أفراد عائلتها وأصدقائها والمجتمع بأكمله، وهو ما ساهم في تقديم الدعم الكبير لها من خلال المقالات والرسائل التي تلقتها عندما قررت مشاركة قصتها علنًا.
وأشارت إلى أننا لا نزال لم نصل إلى النقطة التي يجب أن نصل إليها دائمًا. فعندما يصاب الزوج بالمرض، غالبًا ما يُغفَل عنه الدعم النفسي الذي يحتاجه كشريك في الحياة. ويصبح لدى الزوجة قدرة أقل على أداء مسؤولياتها المعتادة، مما يستلزم على الزوج تحمل مسؤوليات جديدة لم يعتاد عليها من قبل، وتزداد الأعباء عليه دون أن يتم التركيز على الدعم النفسي له وللأطفال. وبالتالي، يحتاج الزوج والأطفال إلى دعم كبير وجلسات حوارية للتعايش مع هذه الأزمة.
وشددت على أن الدعم الروحي موجود دائمًا، ولكن رفع هذا الدعم وتعزيزه يجعل فارقًا كبيرًا فيما يتعلق بالرضا والصبر والأجر.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: جدة سرطان الثدي حول سرطان الثدی بسرطان الثدی الدعم النفسی وأشارت إلى فی عام على أن
إقرأ أيضاً:
قرارات ترامب الصحية.. «الصحة العالمية»: مصر خارج التأثير المباشر.. ووقف الدعم «كارثي»
- 24 مليون شخص مهددون بفقدان الأدوية الحيوية
- 75% من مستفيدي مكافحة الإيدز والملاريا سيتضررون
- 18% من إجمالي تمويل منظمة الصحة العالمية كان «أمريكيًا»
- 7 ملايين طفل إفريقي في خطر مع توقف إمدادات الأدوية المنقذة للحياة
- إقليم شرق المتوسط يحتاج 856 مليون دولار لتلبية التزاماته الصحية
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف الدعم المالي للمنظمة ووقف برامج الأدوية الحيوية لعلاج الإيدز والسل والملاريا سيكون له عواقب بعيدة المدى على الأمن الصحي العالمي.
وقالت المديرة الإقليمية للمنظمة، الدكتورة حنان بلخي، إن هذا القرار لن يؤثر على مصر بشكل مباشر بسبب انخفاض نسب الإصابة بهذه الأمراض، ولكن سيؤدي إلى توقف 24 مليون شخص حول العالم عن تناول الأدوية المنقذة للحياة، معظمهم في الدول الإفريقية.
وأشارت، بلخي، إلى أن الولايات المتحدة تمثل أكبر داعم مالي لمنظمة الصحة العالمية، ومن ثم ستتسبب هذه الإجراءات في تقليص العمليات الصحية المنقذة للأرواح في مناطق النزاع والأزمات، علما بأن إقليم شرق المتوسط بحاجة إلى مساعدات صحية تقدر بـ856 مليون دولار لمواجهة الأزمات الصحية في غزة وسوريا والسودان.
قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من عضوية منظمة الصحة العالمية، مبررًا ذلك بأن المنظمة أساءت التعامل مع جائحة "كوفيد-19" وغيرها من الأزمات الصحية العالمية.
وأكد ترامب أن المنظمة لم تعمل بشكل مستقل عن التأثيرات السياسية للدول الأعضاء، مشيرًا إلى أنها طالبت الولايات المتحدة بدفعات مالية "باهظة" على نحو غير عادل مقارنة بالمبالغ التي قدمتها دول أخرى، مثل الصين، والتي تعتبر أكبر من الولايات المتحدة في مساهماتها المالية.
أكدت، بلخي، أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تنفيذ تغييرات وخطط شاملة تهدف إلى زيادة وضوح أعمالها، وأن ما يحدث على المستوى الإقليمي سيؤدي إلى عواقب بعيدة المدى على الأمن الصحي العالمي، مع التأكيد على أن تعزيز قدرة النظم الصحية على الصمود في إقليم شرق المتوسط يظل أولوية قصوى، نظرًا لأهمية هذا الإقليم في ضمان الاستقرار ومنع انتشار الأزمات الصحية إلى خارج الحدود.
أوضحت، بلخي، أن المنظمة تسعى إلى تنفيذ تدخلات حاسمة لحماية الصحة العامة في جميع أنحاء الإقليم، كما تعمل على استثمار وتدريب القوى العاملة الصحية في إطار استجابتها للطوارئ الإنسانية والصحية وفقًا لأهداف مبادرتيها الرائدتين.
دور صحي- حيوي
شدد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياسرفيتش، على أن المنظمة تقوم بدور حيوي في حماية صحة وأمن الشعوب في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم الأمريكيون، من خلال معالجة الأسباب الجذرية للأمراض وبناء أنظمة صحية أقوى، فضلًا عن الكشف عن الطوارئ الصحية ومنعها والاستجابة لها، خاصة في المناطق الخطرة التي لا يتوجه إليها الآخرون.
وفيما يتعلق بتأثير انسحاب الولايات المتحدة، أوضح، ياسرفيتش، أن الأمر يتطلب مزيدًا من التحليل، مؤكدًا أن المنظمة تواصل توجهها إلى مناطق مثل غزة واليمن وأفغانستان والسودان، حيث لا يستطيع الآخرون الوصول إليها، مشددًا على أن منظمة الصحة العالمية تعد جزءًا لا غنى عنه في النظام الإنساني الدولي.
وهذه هي المرة الثانية التي يأمر فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، بعد أن اتخذ خطوات مماثلة للانسحاب في عام 2022 خلال فترته الرئاسية الأولى، إلا أن ذلك لم يتم تنفيذه بعد تولي جو بايدن الرئاسة.
كانت الولايات المتحدة قد انضمت إلى منظمة الصحة العالمية في عام 1948 بعد صدور قرار مشترك من غرفتي الكونجرس الأمريكي، وهي أكبر داعم مالي للمنظمة، حيث تساهم بنحو 18% من إجمالي تمويلها. وقد بلغت أحدث ميزانية للمنظمة لعام 2024 و2025 حوالي 6.8 مليار دولار. بموجب قرار ترامب، يتطلب أن تقدم الولايات المتحدة إخطارًا مدته 12 شهرا قبل الانسحاب من المنظمة.
وقف إمدادات أدوية
لم تقتصر قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، بل شملت أيضًا وقف إمدادات الأدوية المنقذة للحياة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والسل، بالإضافة إلى الإمدادات الطبية للأطفال حديثي الولادة في الدول التي تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مختلف أنحاء العالم.
جاء هذا القرار في إطار تعليق كافة أشكال المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا اعتبارًا من 20 يناير الماضي. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذا القرار لم يؤثر بشكل كبير على مصر، حيث تعتبر من الدول ذات الإصابات المنخفضة بهذه الأمراض ولا تعتمد بشكل كامل على هذه المساعدات.
ووصف مركز «الحق في الدواء» هذه القرارات بأنها تعكس «عنصرية» وانتقامًا من الشعوب الفقيرة، معتبرًا أن هذا القرار يأتي في إطار تصفية حسابات سياسية أو محاولة لإنهاء دور الولايات المتحدة في محاربة الأوبئة وانتشار الأمراض، وهو توجه يتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان والحياة التي تراعيها السياسات الدولية.
وقال المركز إن القرار «كارثي»، حيث إن 75% من الدول التي تكافح الإيدز والملاريا تعتمد بشكل مباشر على برامج الأدوية التي تديرها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وأشار المركز إلى أن شركة «كيمونيكس»، الذراع الرئيسية للوكالة، التي تدير هذه البرامج، تدعم حوالي 62 دولة.
ونبه المركز إلى أن هذا القرار سيتسبب في توقف أكثر من 24 مليون شخص حول العالم، بما في ذلك 7 ملايين طفل معظمهم في الدول الإفريقية، عن الحصول على الأدوية التي كانت تتوافر لهم على مدار سنوات، مما سيؤدي إلى زيادة أعداد المصابين بالعدوى.