موقع 24:
2024-11-24@10:15:56 GMT

حرب غزة تدفن عصر السلام الأمريكي

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

حرب غزة تدفن عصر السلام الأمريكي

كان الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس الفلسطينية ضد إسرائيل مأساوياً في حد ذاته، كما أن عدد القتلى قياساً بعدد السكان في إسرائيل يجعل خسائرها في هذه الهجمات عدة أمثال خسائر الولايات المتحدة في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 ويمكن أن يزيد الموقف سوءاً إذا انخرط حزب الله اللبناني الموالي لإيران في الصراع بشكل كامل، فتجد إسرائيل نفسها في مواجهة متعددة الجبهات ويتحول الصراع بين حماس وإسرائيل إلى صراع إقليمي أوسع.

ويرى المحلل الأمريكي هال براندز، الباحث لدى معهد أمريكان إنتربرايز،  في تحليل نشرته وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن الصراع الدائر في غزة حالياً مجرد جزء من أزمة أوسع وأشد كثافة يواجهها الأمن العالمي، بما ينهي ما سمي بعصر السلام الأمريكي الذي تم الترويج له بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة.

The Israeli military is building a base next to the Gaza Strip to accommodate tens of thousands of soldiers, as it prepares for the next phases of its response to Hamas’s attack on Saturday https://t.co/RCdQcuG4yF

— Bloomberg Middle East (@middleeast) October 10, 2023 أزمة أمنية في أوروبا

وبحسب براندز، أستاذ كرسي هنري كيسنجر للشؤون العالمية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، تواجه أوروبا أسوأ أزمة أمنية منذ عقود، بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا. كما تتزايد مخاطر نشوب حرب في منطقة البلقان حيث أجبرت تحركات القوات الصربية  حلف شمال الأطلسي (ناتو) على تعزيز قواته في إقليم كوسوفو. وفي منطقة القوقاز استغلت أذربيجان  انشغال روسيا في حربها ضد أوكرانيا لكي تسيطر على إقليم ناغورني قرة باغ من أرمينيا، مما أدى إلى تشريد حوالي 100 ألف مدني. وعلى طول قوس عدم الاستقرار الممتد من شرق أوروبا إلى جنوب شرق آسيا مازالت عمليات التطهير العرقي والغزو موجودة بصورة قوية في العالم.

ويقول براندز، المؤلف المشارك لكتاب "منطقة خطر: الصراع المقبل مع الصين" في تحليله إن منطقة غرب المحيط الهادئ أقل عنفاً حالياً، لكنها ليست أقل خطورة. وفي منطقة مضيق تايوان الجاهزة دائماً للاشتعال، تحاول الصين إجبار تايوان والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين على الاستعداد لمواجهة تحركاتها ضد الجانب الآخر من المضيق. كما يتزايد التوتر في بحر الصين الجنوبي بعد أن بدأت الفلبين التحرك لتأكيد حقوقها الإقليمية بصورة أكبر. وفي شبه الجزيرة الكورية  تحسن كوريا الشمالية باستمرار قدراتها النووية والصاروخية، في حين تغذي حرب بوتين بالذخيرة وغيرها من الموارد.

والآن يأتي الدور على الشرق الأوسط. فمنذ أسابيع قليلة قال جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي إن المنطقة "اليوم أهدأ  مما كانت عليه قبل عقدين"، والآن يبدو أن الرجل مضطر ليعكس تصريحه.

فإيران تواصل التقدم نحو امتلاك سلاح نووي للهيمنة في الشرق الأوسط. وفي الأسبوع الماضي اسقطت الولايات المتحدة طائرة مسيرة تركية فوق سوريا وهو ما يظهر استمرار التوتر في سوريا أيضا. والآن ومع اشتعال الموقف في الشرق الأوسط مجدداً، أصبحت المناطق الحيوية الثلاث لأوراسيا مضطربة.

إفريقيا وأمريكا

وفي الوقت نفسه، أصبحت الانقلابات العسكرية في منطقة الساحل بأفريقيا أمراً متكرراً، ويغرق السودان في حرب أهلية،  وانتشرت التنظيمات الإرهابية المتطرفة في أنحاء القارة. وفي أمريكا اللاتينية، تتراجع الديمقراطية ويزيد نفوذ عصابات الجريمة التي ترهب السكان العزل.

ويقول عضو مجلس الشؤون الخارجية بوزارة الخارجية الأمريكية براندز، إن هذه الاضطرابات تؤثر على جهود مكافحة ظاهرة التغير المناخي وتؤدي إلى موجات جديدة من اللاجئين في مختلف قارات العالم. وأصبح من الصعب العثور على منطقة من العالم لم تتضرر من الاضطراب الحالي  والذي يكشف عن عدة حقائق في العالم المعاصر.

وتتمثل أولى هذه الحقائق في انتهاء عصر السلام الأمريكي( باكس أمريكانا) الذي شهدته مرحلة ما بعد الحرب الباردة. فعلى مدى جيل كامل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك الكتلة الشرقية الشيوعية مطلع تسعينيات القرن الماضي، شهد العالم مستوى تاريخياً منخفضاً من المنافسة الجيوسياسية والأيديولوجية لتمتع  واشنطن وحلفائها بتفوق كاسح أمام الدول الأخرى، لكن الموقف تغير الآن مع ظهور لاعبين يحاولون تحدي النفوذ الأمريكي وخلق مناطق نفوذ لهم خاصة الصين وروسيا وإيران.

حقيقة تحدي النفوذ

والحقيقة الثانية، هي تنامي العلاقات بين هؤلاء اللاعبين الذين يتحدون النفوذ الغربي بصورة لم تحدث طوال العقود الماضية. وقد يكون من الخطأ تصور أن روسيا، التي ترتبط بعلاقات جيدة مع إسرائيل، لها يد في أحداث غزة الأخيرة. لكن الصواب أن الحرب في أوكرانيا عززت الشراكات العسكرية بين روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين. وتحالف الدول الأربعة يضاعف الخطر الذي تمثله كل دولة بمفردها بالنسبة للولايات المتحدة والغرب.

ثم أصبحت الأزمات والتحديات مختلفة الأنواع تندمج بشكل متزايد. وكان يمكن القول إن التنافس بين القوى الكبرى موجود وأن خطر الإرهاب وتحديات ما بعد الحرب الباردة انتهت، لكن التطورات الأخيرة أظهرت أن الدول يمكن أن تستخدم الجماعات المسلحة  للضغط على الدول المعادية لها.

وأخيراً يمكن القول إن النظام الدولي يتعرض لمزيد من الضغوط في المزيد من مناطق العالم، مقارنة بأي وقت مدة منذ فترة الفوضى بعد الحرب العالمية الثانية. ويجب أن يكون التحرك لمنع انهياره متعدد الأطراف، ويبدو أنه بدأ الآن، من خلال التحالفات الدولية سواء لمواجهة الصين أو روسيا أو حتى إيران.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی منطقة

إقرأ أيضاً:

حماس: الموقف الأمريكي معزول ويقف وحيدًا في معارضة المحكمة الجنائية الدولية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، إن الموقف الأمريكي معزول ويقف وحيدًا في معارضة المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت.

وأضاف الرشق في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، أن "قرار المحكمة الجنائية يعيد الاعتبار لقيم العدالة وحماية الإنسانية، ومن يعارضه فهو من مُنْكِري الإبادة في غزة".

وأشار إلى أن "الموقف الأمريكي معزول، ويقف وحيدًا في معارضة محكمة الجنايات، كما وقف وحيدًا ضد قرار مجلس الأمن بوقف الحرب".

وشدد على أن "معارضة أمريكا لقرار الجنائية الدولية، يعبر عن غطرسة القوة، وعدم احترام القانون الدولي الإنساني".

ونوه القيادي في حركة "حماس" إلى أن "دفاع أمريكا عن مجرمي الحرب الصهاينة هو دفاع عن نفسها باعتبارها شريكًا كاملًا في جرائم الإبادة".

ودعا "كافة الدول للتعاون مع المحكمة في جلب مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت، ومنع إفلاتهما من المحاكمة".

وكان أحد متحدثي مجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض قد عبر -أمس- عن رفضه مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت.

وقال المتحدث الذي لم يفصح عن اسمه، إن الولايات المتحدة ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت.

وأضاف أن "الولايات المتحدة ترفض من الأساس قرار المحكمة بإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار". وادعى المتحدث الأمريكي أن المحكمة الجنائية الدولية ليست لديها صلاحية مقاضاة إسرائيل.

وفي وقت سابق -الخميس- أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ 412 يوما.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، قد حث -أمس الخميس- الدول الأعضاء وغير الأعضاء في المحكمة على "التعاون بشأن مذكرات الاعتقال الصادرة بحق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت".

مقالات مشابهة

  • مستشارو بايدن وترامب يبحثون الحرب على غزة واستعادة المحتجزين
  • واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي
  • كندا قلقة إزاء أنشطة الصين في منطقة القطب الشمالي
  • من بحري إلى بيالي: قصة الموسيقار اللاجئ الذي يبحث عن الأمل في المنفى 
  • الصين تدعم مذكرة اعتقال نتنياهو.. الأولوية لوقف الحرب في غزة
  • انطلاق أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
  • عضو بـ«النواب»: تغير إيجابي في الموقف الأمريكي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة
  • الصين تدعو لضبط النفس في الحرب الأوكرانية بعد الضربة الصاروخية الروسية
  • حماس: الموقف الأمريكي معزول ويقف وحيدًا في معارضة المحكمة الجنائية الدولية
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!