طوفان الأقصى في بغداد.. هل يتدخل العراق بالمواجهة الفلسطينية - الإسرائيلية؟

بغداد اليوم - بغداد 

بدأ الموقف الرسمي العراقي للوهلة الأولى مبنيًا على موقفه السابق من القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب "أهل الأرض" بالذود عن أنفسهم واستعادة حقوقهم من الكيان الغاصب (إسرائيل)، واستجد الموقف عبر بيان أصدرته الحكومة في السابع من تشرين الأول الجاري قالت فيه: إنّ العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني".

وبُعيد بيان الحكومة بيومين، صرّح رئيس تحالف الفتح والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري امام تجمع عشائري، بالقول" إن رايات تحرير فلسطين ستنطلق من العراق، فيما أشار إلى أننا لن نتردد بالاستهداف في حال تدخلت امريكا بفلسطين".

وقال العامري إن" كل القادة العرب تخلوا عن القضية الفلسطينية ولم يبقى معها الا الثورة الإسلامية وفصائل المقاومة، مبينا إن الثورة الإسلامية ودعم آلامام الخميني للقضية الفلسطينية كان لها دور كبير، وقد انتصرنا في المعركة ضد النظام البائد بأرادة وعزيمة وبدعم الامام الخميني".

وفجر السابع من الشهر الجاري بدأ "طوفان الأقصى" وهو أكبر هجوم بشري تشنه حركة حماس على إسرائيل منذ تأسيس الحركة 1987، ويقدر عدد العناصر التي وصلت للعمق الإسرائيلي أكثر من ألف عنصر.

وتسببت العملية في سقوط أكبر عدد قتلى في إسرائيل، والذي بلغ 800 حسب إحصاء الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين (9 تشرين الاول 2023)، في تاريخ أي مواجهة جماعة فلسطينية، والعدد مرشح للارتفاع، ولأول مرة يكون عدد قتلى الإسرائيليين أكبر بكثيير من قتلى الجانب الفلسطيني الذي بلغ 493 قتيل فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، كما سيطرت حماس على مواقع إسرائيلية في محيط قطاع غزة لم تستطع القوات الإسرائيلية استعادة السيطرة عليها لمدة 72 ساعة، بالاضافة إلى ان عدد من أسرهم الفلسطينيون تجاوز الـ100 إسرائيلي حسب الإحصائيات الإسرائيلية، وهو عدد لم يحدث في تاريخ المواجهات بين الجانبين.

وفي البرلمان العراقي يتطور الموقف بشأن "طوفان الأقصى" وإمكانية دخول العراق ضمن المواجهة مع إسرائيل، حيث يرى النائب في البرلمان باقر الساعدي، اليوم الثلاثاء (10 تشرين الأول 2023)، بأن خيار الانخراط في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واردة في هذه الحالات.

ويرى الساعدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، اننا" ندعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وغطرسته وجرائمه الممتدة لـ70 سنة، لافتا الى ان" ما تسطره المقاومة في غزة مفخرة لكل العرب والمسلمين لانها كسرت شوكة الاحتلال البغيض".

ويكمل، إنّ" القوى الوطنية العراقية ستنخرط   بشكل مباشر في اسناد ودعم المقاومة الفلسطينية بكل الاشكال في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي اذا ما جرى اجتياح لغزة او تم استهداف حزب االله  او اي فصائل مقاومة اخرى، مؤكدا إن" الشرق الاوسط امام مفترق طرق في دعم الشعب الفلسطيني في نيل حريته وتحرير ارضه".

ويشير النائب، الى ان" طلب تل بيب مساعدة واشنطن دليل على انها كيان ضعيف من الداخل والمقاومة نجحت في دفعه للانهيار خلال ساعات بعد سيطرتها على العشرات من المستوطنات".

وبالعودة إلى تصريحات "فصائل المقاومة العراقية" لم يتضح إلى الآن فيما أذا كانت تلك الفصائل قد أرسلت مقاتلين إلى سوريا أو لبنان للاشتراك بدعم حركة حماس بحربها مع الكيان الصهيوني او لا، إلا أن متابعة سريعة لمواقف الفصائل يتضح الحماس لديها بالدخول فعليا بالمواجهة المباشرة فيما لو تدخل حزب الله اللبناني بالحرب والذي أعلن بدوره، الإثنين (9 تشرين الأول 2023)، استشهاد سبعة من مقاتليه بقصف إسرائيلي.

وبعد ساعات من اندلاع المواجهة بين حركة حماس من جهة والكيان الاسرائيلي من جهة اخرى، تلقى العراق وابلا من الاتصالات من زعماء عرب وغربيين - لم تعلن تفاصيلها الدقيقة- سوى الاكتفاء ببيانات مكتب رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الذي اختصر المواقف بعبارة "بحث التطورات في فلسطين".

حيث تلقى السوداني الذي حطّت طائرته اليوم الثلاثاء (10 تشرين الاول 2023) في موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، اتصالًا من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني يوم أمس الاثنين (9 تشرين الأول) لبحث تطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما هاتف السوداني الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم انطلاق عملية طوفان الأقصى السبت الماضي (7 تشرين الاول 2023) لبحث تطورات المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية".

تلا الاتصالين زيارة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إلى بغداد، الاثنين (9 تشرين الأول 2023) ولقاء مع نظيره العراقي فؤاد حسين كما التقى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بشأن القضية الفلسطينية".

واليوم الثلاثاء (10 تشرين الأول 2023) وصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى العاصمة الروسية موسكو للقاء الرئيس بوتين، لاجراء مباحثات ودراسة قضايا تطوير التعاون الروسي العراقي متعدد الأوجه، بالإضافة إلى المواضيع الحالية على جدول الأعمال الدولي، وفي المقام الأول الوضع في الشرق الأوسط، بشكل شامل. حسب بيان للكرملين.

المصدر: وكالة بغداد اليوم