منظمة حقوقية: 15 ألفا قضوا تحت التعذيب بسوريا منذ بداية الثورة
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من 15 ألف شخص قتلوا تحت التعذيب في السجون ومراكز الاحتجاز في سوريا منذ مارس/آذار 2011، بينهم أطفال ونساء.
وجاء في تقرير أصدرته الشبكة -اليوم الثلاثاء- أن من بين القتلى 190 طفلا و94 سيدة، قضوا تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز منذ مارس/آذار 2011، وأن نحو 136 ألفا ما بين معتقل ومخفي قسريا ما زالوا يتعرضون للتعذيب في سوريا.
وأوضح تقرير الشبكة أن عمليات التعذيب التي تعرض لها الضحايا جرت في مراكز الاعتقال التابعة لقوات النظام السوري، وسارت وفق سياسة مركزية وشاملة تورطت في ممارستها الغالبية العظمى من مراكز الاحتجاز، وشاركت في تنفيذها عناصر الأجهزة الأمنية من مختلف المستويات.
وقالت الشبكة إنها حصلت على بيانات وفاة لنحو 1250 شخصا كانوا في عداد المختفين قسريا، قتلوا تحت التعذيب ولم يبلّغ النظام السوري ذويهم بذلك حتى تاريخ صدور تقرير الشبكة.
وأكدت أن 14 ألفا و843 حكما بالإعدام صدرت عن محاكم ميدانية عسكرية في سوريا منذ مارس/آذار2011 حتى أغسطس/آب 2023، وأن 7 آلاف و872 شخصا ممن صدرت بحقهم تلك الأحكام أُعدموا، ولم تُسلَّم جثامينهم لذويهم، كما لم يخطروا بإعدامهم بشكل رسمي.
وأشار تقرير الشبكة إلى أن الأجهزة الأمنية السورية تمارس أكثر من 80 أسلوبا للتعذيب متباينة الشدة والقسوة، لدوافع وأهداف مختلفة من أبرزها انتزاع الاعترافات عبر التعذيب لإدانة المعتقلين ممن لا تملك أدلة مادية تدينهم، إضافة للتخويف والانتقام من معارضي النظام.
دعوى قضائية
وثمّنت الشبكة في تقريرها الدعوى القضائية التي رفعتها كل من هولندا وكندا في محكمة العدل الدولية لإصدار أمر لسوريا بوقف جميع أعمال التعذيب والاحتجاز التعسفي، ضمن قضية تتهم دمشق بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.
ومن المقرر أن تبدأ المحكمة الدولية أولى جلساتها للنظر في القضية اليوم وغدا 10 و11 أكتوبر/تشرين الأول، وستكون جلسة الاستماع التي تعقد في قصر السلام، مقر المحكمة في لاهاي، أول مرة تنظر فيها محكمة دولية في انتهاكات ارتُكبت بسوريا خلال 12 عاما من الصراع.
ورفضت الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد اتهامات التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء في حرب تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة مئات الآلاف.
وتركز الدعوى التي أعلنت عنها محكمة العدل الدولية في يونيو/حزيران الماضي، على التعذيب والقمع بشكل خاص في السجون السورية، حيث تتهم كندا وهولندا النظام السوري بارتكاب "انتهاكات لا حصر لها للقانون الدولي، ابتداء من عام 2011 على الأقل، بقمعه العنيف للمظاهرات المدنية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تحت التعذیب
إقرأ أيضاً:
نبيل الشحمة… بين الرياضة والثورة على النظام البائد مسيرة طويلة تكللت بالإنجاز والنصر
دمشق-سانا
“مهما طال الظلم لابد أن ينتصر الحق”، بهذه الكلمات لخص لاعب كرة القدم السابق بنادي الوحدة وبمنتخب سوريا نبيل الشحمة مسيرته منذ انضمامه إلى صفوف الثوار في وجه النظام البائد، وصولاً إلى النصر وإسقاط النظام المجرم.
الشحمة 51 عاماً، قضى سنوات طويلة في مسيرته الكروية، فتألق لاعباً وسجل أهدافاً بالجملة مع نادي الوحدة ومع المنتخب، كما تألق على الصعيد التدريبي قبل أن ينقل مهاراته من ميدان الرياضة إلى ميدان الثورة، لتبدأ مسيرة نضال جديدة توجت بالانتصار المؤزر.
سانا الرياضية التقت الشحمة لتسليط الضوء أكثر على مسيرته الكروية والثورية، حيث قال: “تعلقت بكرة القدم منذ صغري وتحديداً منذ كنت في الثامنة من عمري، وعبر بطولات المدارس تمكنت من تطوير مهاراتي، لأتمكن بعدها من دخول عالم المستديرة، من خلال التدرج بالفئات العمرية عبر عدد من الأندية المحلية، أبرزها نادي الوحدة، الذي كان لي معه مسيرة حافلة من الإنجاز في العديد من بطولات الدوري، كما شاركت مع المنتخب الوطني في عدد من الاستحقاقات وبعدها خضت تجارب تدريبية خارجية ناجحة”.
وتابع الشحمة: “انضممت إلى الثورة السورية منذ بدايتها، فكان لزاماً علي أن أكون مناصراً لها من خلال مشاركتي بالمظاهرات في منطقة السبينة بريف دمشق، إلا أن أتباع النظام البائد قاموا بالتقاط صور لي أثناء المظاهرات، وإرسالها للأفرع الأمنية التي لم تتوان عن ملاحقتي، ما دفعني للانتقال والانضمام لفصائل الثورة، دفاعاً عن الحق والانخراط إلى جانب الجيش الحر”.
حاول النظام البائد عدة مرات إبعاد الشحمة عن العمل الثوري وإشراكه في القيادة الرياضية، إلا أن الشحمة رفض جميع الإملاءات والعروض التي حاول فيها النظام إعادته إلى العمل الرياضي، ما أثار سخط النظام المخلوع الذي استخدم ورقة ضغط جديدة على الشحمة، فألقى القبض على 11 فرداً من أقاربه ووضعهم في سجون الأفرع الأمنية، فاستشهد عدد منهم تحت التعذيب، كل ذلك عسى أن يجعل الشحمة يعدل عن قراره ويعود إلى العمل الرياضي، إلا أنه أبى إلا أن ينصر الحق.
انتصرت الثورة وسقط النظام البائد وعاد الشحمة إلى الوسط الرياضي، ليعطي خبرته الرياضية والإدارية لتطوير الرياضة السورية، فتسلم حالياً رئاسة اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بدمشق.
وفي حديثه عن تطوير العمل الرياضي، قال الشحمة: “الرياضة تعتبر متنفسا للجماهير، وتطوير كرة القدم على مستوى الفئات العمرية وصولاً للرجال يحتاج إلى تهيئة الظروف المناسبة من ملاعب وبنى تحتية وأماكن مخصصة للتدريب، وظروف معيشية مناسبة للاعبين، وقيادة رياضية لها رؤية بمنظور احترافي للخروج بصورة مشرفة في المشاركات المحلية والدولية، وهو ما نعمل على توفيره في الفترة القادمة وبطبيعة الحال فهي أمور تحتاج إلى الوقت”.
وفيما يتعلق بموضوع خصخصة الأندية الرياضية، لفت الشحمة إلى أن الارتقاء بالواقع الرياضي يحتاج إلى تخصيص الأندية، ولاسيما أن الرياضة كما هو متعارف عليها في جميع دول العالم، صناعة لها متطلباتها الخاصة، وخصوصاً في ظل الاحتراف، حيث لا بد من جذب القطاع الخاص لاستثمار الأندية بالشكل الأمثل، وبالتالي تخفيف العبء على ميزانية الدولة، عدا أن خصخصة الأندية الرياضية قد تكون محفزاً لمستثمرين جدد على الساحة، ما يعزز التكامل على مختلف المستويات.