سؤال طرح كثيراً.. هل تنجح حماس بإخراج جميع الأسرى الفلسطينيين بعد طوفان الأقصى؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
بعد عشرات المشاهد التي بُثت لأسر جنود ومستوطنين إسرائيليين خلال عملية "طوفان الأقصى"، التي باغتت المقاومة الفلسطينية إسرائيل بها، صباح السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود أسرى إسرائيليين في قطاع غزة دون تحديد عددهم، حيث أكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، رسمياً، أن هناك رهائن وأسرى أخذتهم حماس، وأضاف هاغاري: "ليس لدينا رقم محدد بعد، فنحن في حالة حرب".
فيما قالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، صباح الأحد، إن نحو 750 إسرائيلياً في عداد المفقودين حالياً، دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل، ما قد يرفع التوقعات بشأن عدد الأسرى الذين أصبحوا في حوزة حماس والفصائل الأخرى.
*عدد الأسرى الإسرائيليين أضعاف ما يعتقد نتنياهو
أعلنت كل من حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، عن أسرهما عدداً من الجنود الإسرائيليين دون الكشف عن أعدادهم الحقيقية، لكن الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة قال في بيان صوتي إن الكتائب أسرت أضعاف ما قد يظن نتنياهو من الإسرائيليين، وإنهم تم تأمينهم في جميع أنحاء غزة.
من جهته، قال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، لقناة الجزيرة، إن حماس تحتجز قادة عسكريين إسرائيليين وضباطاً برتب كبيرة. وهو ما يمثل فشلاً عسكرياً واستخباراتياً إسرائيلياً كبيرين. وفي الوقت نفسه، نشرت عدة حسابات فلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً تظهر جنوداً ومستوطنين إسرائيليين أسرى، يتم جلبهم إلى غزة بالسيارات والدراجات النارية، كما أظهرت المقاطع احتجاز جثث لجنود إسرائيليين قتلى.
وقال مصدر أمني إسرائيلي، تحدث لرويترز دون ذكر اسمه، إنهم على علم بتقارير عن احتجاز أسرى، وإن الكثير من اللقطات لم يتم التحقق منها.
*حرب فلسطينية إسرائيلية
مقاتلون من كتائب القسام يأسرون جنوداً إسرائيليين بعد تدمير دباباتهم داخل الأراضي المحتلة خلال معركة طوفان الأقصى / كتائب القسام
في حالة تأكيد التقارير، فمن المرجح أن يصبح عدد الإسرائيليين الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية، أحياء أو أمواتاً، قضية سياسية ساخنة في إسرائيل، وتثير الغضب ضد حكومة نتنياهو، التي عجزت عن تأمين وحماية جنودها ومواطنيها، من مختلف الرتب والفئات والأعمار.
ونقلت القناة "12" العبرية، نقلاً عن مصادر رفيعة قولها إن "إسرائيل" طلبت من مصر التفاوض مع حركة حماس بسرعة للإفراج عن الأسرى والمصابين والمختطفين لديها بغزة، لكن من المؤكد أن إفراج حماس عن أي معلومات حول هؤلاء الأسرى سيكون له ثمن، ناهيك عن ثمن الإفراج عنهم، وهو "تبييض السجون".
فيديو يوثق عملية أسر ضباط وجنود إسرائيليين في موقع إيرز العسكري على يد مقاومي كتائب القسام (فيديو خاص بالجزيرة) #طوفان_الأقصى
pic.twitter.com/fC3VvAfF6L
*هل تنجح حماس في تبييض سجون الاحتلال من جميع الأسرى الفلسطينيين؟
أما في فلسطين، فيشكل مصير السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل أيضاً قضية مهمة، وبشكل متزايد في ظل حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل.
خلال العام الماضي، سعى وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، إلى قمع حقوق السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ومن الحد من الزيارات العائلية إلى نقل عشرات الفلسطينيين إلى سجن نفحة، حيث تبنى بن غفير سياسة تجعل حياة السجناء الفلسطينيين أكثر صعوبة بشكل متزايد.
ويوجد حوالي 5200 أسير سياسي في السجون الإسرائيلية، يضاف إليهم أكثر من 1264 معتقلاً إدارياً، وفقاً لنادي الأسير الفلسطيني. فيما اعتقلت قوات الاحتلال منذ مطلع العام 2023 أكثر من 5000 فلسطينياً، بينهم (83) من النساء، و(678) طفلاً. فيما بلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري منذ مطلع العام 2023 نحو (2350) أمراً، بينهم (1245) أمراً جديداً، و(1105) أوامر تجديد.
وبموجب النظام التمييزي الإسرائيلي، تصل نسبة "الإدانة" للفلسطينيين الذين يحاكمون أمام محاكم عسكرية إلى 99.7%، في حين نادراً ما تتم إدانة الإسرائيليين بسبب هجمات على الفلسطينيين. ويُحتجز نحو ربع السجناء الفلسطينيين دون تهمة أو محاكمة، في ممارسة مثيرة للجدل، تُعرف باسم "الاعتقال الإداري".
وقال محمد ضيف، القائد العام لكتائب القسام، إن هجوم السبت يرجع جزئياً إلى رفض إسرائيل مؤخراً التقدم في اتفاقيات "تبادل الأسرى". وقال الضيف: "لقد أمضى المئات من أسرانا 20 عاماً فما فوق في ظلمة زنازين السجون. والعشرات من إخواننا وأخواتنا في السجون أنهك أجسادهم السرطان والمرض، والعديد منهم ماتوا نتيجة الإهمال الطبي والموت البطيء".
ويعد الظفر بأسرى إسرائيليين من قِبل أطراف معادية لإسرائيل أمراً خطيراً لتل أبيب، وثميناً للفلسطينيين، حيث يُسهم ذلك في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ويبدو أن المقاومة الفلسطينية تسعى هذه المرة، وبهذا الكم من الأسرى الإسرائيليين في قبضتها، للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وإذا نجحت حماس في تبييض السجون فستكون تلك أكبر صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وطرف فلسطيني منذ حرب النكبة عام 1948.
وما يدلل على نجاح هذا الاحتمال هو حالة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس في هجوم مسلح عبر الحدود بالقرب من غزة في عام 2006. وقد احتُجز لأكثر من خمس سنوات قبل إطلاق سراحه في عملية تبادل للأسرى في عام 2011. نجحت حماس حينها في إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية.
واعتماداً على عدد الإسرائيليين الذين تم أسرهم في نهاية هذه الحملة، فقد تحدث عملية تبادل أسرى ضخمة تفوق أي عمليات تبادل للأسرى حدثت في الماضي.
حيث سلطت عملية تبادل الأسرى في عام 2011 الضوء على الأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة الإسرائيلية لعودة الجنود الأسرى، والتي من المرجح أن تستفيد منها حماس الآن، التي تحتفظ بعدد أيضاً من الجنود الإسرائيليين منذ عام 2014.
*تاريخ عمليات تبادل الأسرى بين إسرائيل وفصائل المقاومة
سبق أن جرت عمليات تبادل للأسرى كبيرة بين إسرائيل وفصائل مسلحة فلسطينية أو عربية، ففي عام 1985 أسفر اتفاق جبريل، الذي سمي على اسم أحمد جبريل، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، عن إطلاق إسرائيل سراح أكثر من 1150 أسيراً فلسطينياً ولبنانياً، بما في ذلك بعض من أفراد حزب الله.
حيث تم ذلك مقابل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الثلاثة (جوزيف جروف، ونسيم سالم، وهيزي شاي) الذين تم أسرهم خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982.
في عام 2004، أُجري تبادل آخر للأسرى بين إسرائيل وحزب الله. وكان رجل الأعمال الإسرائيلي إلهانان تانينباوم قد اختطفه حزب الله في عام 2000، خلال رحلة إلى دبي، وتم الاحتفاط به في لبنان. وفي عام 2004، تم إطلاق سراحه مقابل إطلاق سراح عدد من السجناء اللبنانيين والفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وفي عام 2008، أجرت إسرائيل وحزب الله تبادلاً مهماً آخر، سلمت فيه إسرائيل رفات 199 مقاتلاً لبنانياً وفلسطينياً، مقابل رفات جنديين إسرائيليين، إلداد ريغيف وإيهود غولدفاسر.
حيث تم أسر هؤلاء الجنود وقتلهم على يد حزب الله، في تسلل الجماعة اللبنانية عبر الحدود في عام 2006، ما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 34 يوماً على لبنان. وقد تم تسهيل هذا التبادل بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: فی السجون الإسرائیلیة الأسرى الفلسطینیین طوفان الأقصى تبادل الأسرى کتائب القسام بین إسرائیل إطلاق سراح أکثر من فی عام
إقرأ أيضاً:
أنباء عن تقلص الفجوات ونتنياهو يتحدث عن تقدم بصفقة تبادل الأسرى
أشار مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون، الاثنين، إلى تقلص بعض الفجوات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بشأن إمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن دون التوصل إلى حل لنقاط خلاف حاسمة، بحسب وكالة رويترز، فيما قال نتنياهو أمام الكنيست إن هناك "تقدما" لم يكشف ماهيته.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إنه في حين تم حل بعض النقاط العالقة، لم يتم الاتفاق بعد على هوية بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وكذلك لم يتم الاتفاق بشأن تفاصيل النشر الدقيق لقوات إسرائيلية في غزة.
وجاء ما قاله المسؤول الفلسطيني متوافقا مع تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي قال إن القضيتين لا تزالان قيد التفاوض. ومع ذلك قال شيكلي إن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كانا عليه قبل أشهر.
وقال شيكلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان): "يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار هذه المرة ستة أشهر أو يمكن أن يستمر عشر سنوات، وهذا يعتمد على التحركات التي ستتم على الأرض". وأضاف أن الكثير يتوقف على السلطات التي ستدير غزة وتعيد تأهيل القطاع بمجرد توقف القتال.
وقال المسؤول الفلسطيني إن "مسألة إنهاء الحرب تماما لم يتم حلها بعد".
من جانبه، ادعى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، وجود "تقدم معين" في مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس، مشيرا إلى عدم معرفته بالمدة التي ستستغرقها تلك المفاوضات.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العامة للكنيست، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال نتنياهو، إن "مهمة إعادة أولئك الذين ما زالوا في الظلام إلى ديارهم هي على رأس أولوياتنا، ولا أستطيع أن أخبركم بكل الأشياء التي نقوم بها، ونحن نتخذ إجراءات مهمة على جميع المستويات لإعادة أحبائنا".
وأضاف: "أقول بحذر أن هناك تقدما معينا في المفاوضات، ولا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر".
على جانب آخر، قال مسؤولون إسرائيليون، السبت الماضي، إنّ إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية ليستا قريبتين من إبرام صفقة تبادل أسرى، وأن الفجوات بينهما ما زالت كبيرة.
ونقلت هيئة البث الرسمية، عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، قولهم إنّ "هناك فجوات لا تزال قائمة، وأنّ التقدم نحو صيغة مقبولة من جميع الأطراف لا يزال بعيدا".
من جانبه، اتهم رئيس حزب معسكر الدولة الإسرائيلي بيني غانتس، الأحد، نتنياهو بتخريب المفاوضات بشأن إبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وانتقد غانتس في كلمة متلفزة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، حديث نتنياهو مع وسائل إعلام أجنبية بشأن الصفقة الجاري بلورتها مع حماس.
وأضاف: "نحن في أيام حساسة- الحياة والموت حقا يتحكم فيهما اللسان".
تصريحات غانتس جاءت على خلفية مقابلة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قبل يومين مع نتنياهو قال فيها: "لن أوافق على إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس (..)، لن نتركهم في السلطة في غزة على بعد 50 كيلومترا من تل أبيب لن يحدث ذلك"، وفق يديعوت أحرونوت.
وقال غانتس: "كما قال نتنياهو نفسه قبل أسبوع واحد فقط كلما تحدثنا أقل، كان ذلك أفضل، بينما المفاوضون يعملون، نتنياهو يخرب المفاوضات من جديد".
ومخاطبا نتنياهو قال: "ليس لديك تفويض لتخريب عودة المختطفين مرة أخرى لأسباب سياسية، عودتهم هو الشيء الصحيح الإنساني والأمني والوطني".
وفي سياق متصل، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن "عيناف تسينغوكر"، والدة الأسير "ماتان" قولها: "الخوف الأكبر لعائلات المختطفين وللجمهور بأكمله هو أن الحكومة الإسرائيلية ستترك مختطفين وراءها"، في إشارة إلى سعي الحكومة لصفقة جزئية.
وأضافت: "رئيس الوزراء يتعرض للابتزاز من قبل المتطرفين في حكومته الذين يريدون بناء المستوطنات على ظهر المختطفين. نحن بحاجة إلى إنهاء الحرب مقابل التوصل إلى صفقة شاملة".
واعتبرت تسينغوكر أن "نهاية الحرب ليست ثمنا ولا عائقا، بل مصلحة واضحة وهي إعادة إسرائيل إلى وضعها الطبيعي".
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.