عربي21:
2025-02-23@02:20:04 GMT

طوفان الأقصى يجتاح الاحتلال

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

مضى نصف قرن منذ معركة الكرامة العربية ضد الاحتلال الصهيوني عام 1973، ويبدو أن توقيت المعركة ناسب قادة المقاومة الفلسطينية، فأعادوا مباغتة الاحتلال في أكبر عملية عسكرية في الداخل المحتل منذ هزيمة الجيوش العربية عام 1948.

تثير عملية طوفان الأقصى إعجابا وانبهارا كبيريْن للمؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، وأول أسباب الإعجاب، السرية المطبقة لعملية استغرق إعدادها سنوات طويلة، وسط رقابة صهيونية على الأرض ومن السماء، وجهاز استخباراتي شديد التقدم، لكن اتضح أنه متقدم في أدوات التكنولوجيا لا في كفاءة استخدامها، فحركة حماس محدودة القدرات والنطاق الجغرافي، استطاعت التخطيط والتدرب على عملية عسكرية شديدة القوة والاتساع، تحت سمع وبصر العدو، وربما بعض أصدقائه الدوليين والإقليميين.



ثاني الأسباب هو كفاءة التنفيذ العالية التي صاحبت انطلاق المعركة، كالاستيلاء على القواعد العسكرية، وتحييد أفرادها، وإخراج آلياتها من الخدمة، وأسر ضباط وجنود بأعداد كبيرة لإخلاء السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، والضغط على حكومة المتطرف ومجرم الحرب نتنياهو، من أجل كبح جماح ردة فعله على المدى القصير أو المتوسط في عدوانه المتوقع، بغية حفظ ماء الوجه.

كانت قوة وكفاءة العملية تشبه ما حققه العرب في معركة 1973، مع فارق أن الانتصار الذي تحقق منذ نصف قرن كان يدور على الأراضي المحتلة لمصر وسوريا، بينما الطوفان يدك الداخل المحتل، كذلك هبَّت الولايات المتحدة لنجدة الدولة الضعيفة والهشة والمهزومة أمام أي اختبار عسكري حقيقي.. فعلت ذلك في حرب 1973، وتُكرر حركتها اليوم مع انطلاق الطوفان الفلسطيني، لتتأكد أمام الدنيا حقيقة أن جيش الاحتلال ضعيف
يلفت النظر أيضا شكل الهجوم الذي لم يكن من الأنفاق كما كان يتصور الصهاينة، فقد اعتمدت مناوراتهم وتدريباتهم على قتال الأنفاق، لكن المقاومين خرجوا لهم من البر والبحر والجو. وقد أثار الهجوم الجوي المفاجأة لدى كثيرين رغم بساطة إمكانياته، كما فاجأنا المقاومون بالدفاعات الجوية الجديدة، فضلا عن قوات النخبة التي هزمت قوات نخبة الاحتلال.

كانت قوة وكفاءة العملية تشبه ما حققه العرب في معركة 1973، مع فارق أن الانتصار الذي تحقق منذ نصف قرن كان يدور على الأراضي المحتلة لمصر وسوريا، بينما الطوفان يدك الداخل المحتل، كذلك هبَّت الولايات المتحدة لنجدة الدولة الضعيفة والهشة والمهزومة أمام أي اختبار عسكري حقيقي.. فعلت ذلك في حرب 1973، وتُكرر حركتها اليوم مع انطلاق الطوفان الفلسطيني، لتتأكد أمام الدنيا حقيقة أن جيش الاحتلال ضعيف، واستخباراته فاقدة للكفاءة العملية، وأنه لا يجيد سوى الصراخ والاستنجاد بالقوى التي لفظته من أرضها وزرعته في أرضنا، ولا يجيد سوى قلب الحقائق وادعاء المظلومية بصورة ممجوجة، وترويج دولي لتلك الوقاحة، ولا يجيد سوى قتل المدنيين بالقصف الجوي دون مواجهة على الأرض.

استطاع المقاومون دفع نتنياهو المتغطرس ووزير الحرب في جيشه، إلى التفكير بجدية في اجتياح برَّي لغزة، وهي اللحظة التي يأملها المقاومون ليذيقوه خسائر فوق الخسائر، وليضبطوا ميزان المعارك مرة أخرى، وليعلم القاصي والداني حجم وقوة وكفاءة جيش الاحتلال أمام حركات بسيطة لا تملك مدفعية ثقيلة أو منظومة دفاع جوي متطورة أو طائرات قتالية ولو قديمة الطراز.

مع هذا الوهن الكبير في قوة وكفاءة "أقوى جيش في المنطقة"، أصبح فتح جبهة شمالية مسألة مرعبة ومؤرقة لقادة "بيت العنكبوت"، كما يحلو القول للسيد حسن نصر الله، ولا يزال جيش الاحتلال يتعامل بحذر في ردود أفعاله على المناوشات الشمالية لئلا يفتح الجبهة؛ خوفا من كشف ضعفه بصورة أوضح، وخوفا من أن يؤدي ذلك إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.

لم تخل مكاسب "طوفان الأقصى" من البعد الثقافي كذلك، فبعدما كان المطبعون والمنبطحون العرب يسخرون من القوة التدميرية للصواريخ محلية الصنع في بداياتها، ويلقون اللوم على المقاومة لأنها تجلب عدوانا قاتلا بسبب صواريخ عبثية، وبعد انتقادات عديدة لسنوات طويلة، ألجمت المقاومة ألسنتهم، وأطلقت ألسنتنا، وهزمت أفكارهم وأيدت أفكارنا، وأثبتوا للدنيا معنى "أول الغيث النَّدى".

رغم سير المعارك، فإن المقاومين فتحوا الباب للمسار السياسي مرة أخرى، فربما يصعب في هذه المرحلة تصور زوال الاحتلال بشكل كامل عن أرض فلسطين كاملة، لكن المعركة الجارية ستفتح الباب على مصراعيه من أجل العودة إلى حدود ما قبل عام 1967، والتاريخ أثبت أن كل تنازلات الاحتلال بدأت عقب المقاومة، فاسترداد سيناء بدأ بنصر أكتوبر 1973، والانتفاضة الأولى عام 1987 أدت إلى قبول التحدث مع الفلسطينيين وجها لوجه
الآن، ورغم سير المعارك، فإن المقاومين فتحوا الباب للمسار السياسي مرة أخرى، فربما يصعب في هذه المرحلة تصور زوال الاحتلال بشكل كامل عن أرض فلسطين كاملة، لكن المعركة الجارية ستفتح الباب على مصراعيه من أجل العودة إلى حدود ما قبل عام 1967، والتاريخ أثبت أن كل تنازلات الاحتلال بدأت عقب المقاومة، فاسترداد سيناء بدأ بنصر أكتوبر 1973، والانتفاضة الأولى عام 1987 أدت إلى قبول التحدث مع الفلسطينيين وجها لوجه (أيًّا كانت نتيجة المسار وقبوله أو رفضه)، وتحرير جنوب لبنان جاء بعد مواجهات حزب الله، وتحرير الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين كان بعد أَسْرٍ مقابل، فالاحتلال لا يعرف سوى لغة القوة والضغط، ولا قوة يمكن وصفها بعد اقتحام مستوطنات وقواعد عسكرية والسيطرة عليها، خاصة أن بعضها يبعد مسافة 40 كم خارج قطاع غزة.

ما صنعته "طوفان الأقصى" أنها تعيد تشكيل المنطقة بصورة حقيقية لا بمجرد التهديد، وتصوغ معادلة الردع بطريقة عملية، وتعيد إلى القضية الفلسطينية حيويتها، وتُسمع الدنيا نداءات وحقوق الشعب الفلسطيني، وتدمر أفكار التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتدفع بمراجعة حسابات الذين يفكرون فيه باعتبار أن الفلسطينيين أصبحوا أمواتا، وتفع معنويات الفلسطينيين في كل مكان بعدما أيقنوا أن لهم درعا وسيفا، وتُلجم عربدة الاحتلال في الضفة والقدس، وتحطم صورة الجيش القوي واستخباراته اليقظة، ومع كل ذلك يمسح الطوفان عن جبيننا عار المهانة أمام الاحتلال والقوى الكبرى، ويرفع رؤوسنا بين العالمِين بعدما قهرها الاستبداد وعربدة الاحتلال، وأصبحنا نقول بأريحية كاملة: لقد هُزم الاحتلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال المقاومة الفلسطينية الإسرائيلية غزة إسرائيل فلسطين غزة الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

حماس تفرج عن 6 أسرى صهاينة والاحتلال يؤخر الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين

الثورة  / متابعة/محمد الجبري

في مشهد وطني مهيب يعكس وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته، أفرجت كتائب القسام أمس عن ستةٍ من أسرى صهاينة، مقابل الإفراج عن 602 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، لم يفرج عنهم حتى لحظة كتابة التقرير في انتظار الاجتماع الأمني المصغر للعدو.

وسلّمت الكتائب 3 إسرائيليين أسرى للصليب الأحمر في مخيم النصيرات وسط القطاع، وذلك بعد نحو ساعتين من تسليم مجندَين اثنين في مدينة رفح (جنوب).

في حين، تم تسليم الأسير هشام السيد في مدينة غزة دون مراسم احتفالية.

وأكدت حماس على أن إنجاز عملية التبادل ليوم أمس يعكس التزام المقاومة بالاتفاق، في مقابل مماطلة الاحتلال في تنفيذ بنوده، محذرة من محاولات التنصل من الاتفاق، ومشددة على أن الطريق الوحيد لعودة الأسرى إلى ذويهم هو الالتزام الصادق بالتفاهمات.

وشهدت عملية التسليم حضورًا جماهيريًا حاشدًا، حمل رسالة واضحة للعدو وداعميه بأن الارتباط بين الشعب الفلسطيني ومقاومته متجذر وراسخ، مؤكدة أن الاحتلال بات أمام خيارين: إما استعادة أسراه في توابيت نتيجة تعنت قيادته، أو عودتهم أحياءً وفق شروط المقاومة.

كما جددت الحركة استعدادها للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مع التأكيد على جاهزيتها لإتمام عملية تبادل شاملة تحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال.

وفي سياق متصل، استنكرت حماس منع الاحتلال سفر عائلات الأسرى المبعدين، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للمواثيق الإنسانية ودليلًا على فشله في مواجهة إرادة الشعب الفلسطيني.

وأوضحت الحركة، أن تعامل المقاومة مع الأسرى يستند إلى القيم الدينية والإنسانية، في وقت يتعرض فيه الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال لأبشع صنوف القمع والانتهاكات.

وأكدت حماس أن محاولات الاحتلال للهروب من هزيمته في غزة عبر تصعيد جرائمه في الضفة الغربية لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته، التي ستواصل طريق النضال حتى التحرير والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

إلى ذلك أكدت دائرة الأسرى والجرحى والشهداء في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن المقاومة مستمرة في معركتها حتى تحرير كافة الأسرى، مشددة على أن الإنجازات المتتالية تثبت قدرة المقاومة على فرض شروطها على الاحتلال وتحقيق مكاسب نوعية في ملف الأسرى.

كما أكدت أن صفقة تبادل الأسرى الحالية تحقق أرقامًا قياسية غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.

وأوضحت الدائرة في تصريحات صحفية، أن العديد من الأسماء التي شملتها الصفقة لم يكن من الممكن تحريرها لولا المقاومة، حيث حكم الاحتلال عليهم بالموت واحتجز جثامينهم، إلا أن الإرادة الصلبة فرضت واقعًا جديدًا أعادهم إلى الحرية.

وأضافت أن هذه الصفقة تكشف بوضوح عن «هندسة وعبقرية القائد شهيد الأمة محمد الضيف»، الذي قاد المعركة بتخطيط استراتيجي، كما أنها تعكس «وفاء القائد الكبير الشهيد يحيى السنوار لرفاقه»، إذ أوفى بوعده وعهده تجاه الأسرى الذين أمضوا سنوات طويلة خلف القضبان.

فيما أعلن نادى الأسير الفلسطيني، سابقاً، أن الاحتلال الصهيوني سيفرج عن 602 من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، في إطار صفقة تبادل مع أسرى صهاينة محتجزين في قطاع غزة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفادت الناطقة باسم النادي أماني سراحنة، أن 445 أسيرا فلسطينيا من قطاع غزة جرى توقيفهم خلال حرب الإبادة الصهيونية على القطاع في السابع من أكتوبر 2023، و60 يقضون أحكام سجن طويلة، و50 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، و47 من الذين أعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة التبادل التي أجريت عام 2011.

وضمن هذه الدفعة سيتم إطلاق سراح عدد من محرري صفقة «وفاء الأحرار» الذين أعادت دولة الاحتلال اعتقالهم، وأبرزهم الأسير نائل البرغوثي، الذي أمضى 45 عاما في سجون الاحتلال وهي أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • اختتام بطولة طوفان الأقصى بإب
  • حماس تفرج عن 6 أسرى صهاينة والاحتلال يؤخر الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين
  • الفتح يحرز بطولة طوفان الأقصى في عبس
  • قياديان في حماس: السنوار رفض لقاء كوشنر وهكذا موه على طوفان الأقصى
  • القسام تسلم 6 أسرى ضمن الدفعة السابعة لصفقة طوفان الأحرار
  • آلاف الفلسطينيين يُؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
  • صحفي إسرائيلي: الضيف صاحب قرار عملية طوفان الأقصى
  • بالأسماء.. القسام تفرج عن 6 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة
  • حجة.. مسير للدفعة الثالثة من خريجي طوفان الأقصى
  • كنيست الاحتلال يمنع منح تأشيرات دخول لمنكري طوفان الأقصى