هجوم حماس..رسالة من إيران إلى بايدن
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
تشكك أطراف مختلفة في ضلوع إيران في هجوم حماس على إسرائيل يوم السبت الماضي، بشكل مباشر أو غير مباشر، ورغم نفي إيران، فإن دعمها المستمر للتنظيمات الفلسطينية المسلحة في غزة، يعد رسالة تحد إلى الولايات المتحدة.
لم يطور أي رئيس أمريكي سياسة لإدارة واحتواء دور إيران الإقليمي.
ويقول مع "ذا هيل" الأمريكي اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لم تؤكد بعد تورط طهران بشكل مباشر في العملية، لكن المسؤولين الأمريكيين يعترفون بأن الإيرانيين ضالعون بشكل غير مباشر فيه بالتدريب والتمويل والدعم لحماس.
وأكد الموقع، أن الهجوم الأعنف ضد إسرائيل منذ 50 عاماً يبعث رسالة تحذير إيرانية للولايات المتحدة، تؤكد استعدادها لإلحاق ضرر أكبر بحلفاء واشنطن في المنطقة، عبر وكلائها المنتشرين في غزة، ولبنان.
الموت بألف جرحوقال مدير الأبحاث في منتدى الشرق الأوسط جوناثان سباير، إن "إيران تسعى إلى هزيمة إسرائيل باستراتيجية الموت بألف جرح".
وقال أيضاً: "إنهم يعتزمون خفض معنويات الإسرائيليين، وجعلهم يفقدون الثقة في مؤسساتهم، ودفعهم إلى مغادرة إسرائيل". وأضاف "هذا هو سبب دعمهم لحماس. وهذا هو سبب إنشائهم لحزب الله. إنهم يعتزمون محاولة محاصرة إسرائيل بما نسميه القوات العسكرية الهجينة".
ونفت إيران بعد يوم من الهجوم أي دور فيه، لكنها رحبت بعمليات حماس، واحتفت بـ"النصر الفلسطيني".
وبين حماس وإيران شراكة طويلة، واعترفتا في أوقات سابقة بعلاقة استراتيجية. وللطرفين أهداف منفصلة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود، يبدو أنها اتحدت في الهجوم الأخير.
وتخوض إيران منذ سنوات حرب ظل بالوكالة ضد إسرائيل عبر حلفائها، مثل حزب الله اللبناني، وحماس وحركة الجهاد، وغيرها. وتعتبر طهران إسرائيل دولة عميلة لأمريكا ومعادية للمسلمين.
وتزام الهجوم أيضاً مع سعي إيران لإضعاف مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط، وتقييد النفوذ الأمريكي، وإفشال جهود التطبيع بين إسرائيل، والسعودية.ووسط المفاوضات المستمرة بين إسرائيل والسعودية للتطبيع، حذر المرشد الإيراني علي خامنئي في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) من التطبيعقال حسب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، وقال إن "الدول التي تراهن على التطبيع مع إسرائيل ستخسر". وقال خامنئي يومها أيضاً، إن "المقاومة الفلسطينية اليوم أكثر نشاطاً من أي وقت مضى".
واعتبر الأستاذ المشارك في التاريخ ودراسات السلام بجامعة نوتردام آشر كوفمان، أن "الجهود لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، التي كانت صعبة بالفعل، ستواجه على الأرجح انتكاسة كبيرة بعد أعمال العنف الأخيرة".
وأكد "لا أعتقد أن السعودية قادرة على العمل على التطبيع مع إسرائيل طالما استمرت الحرب في غزة". وأضاف "قد يتسنى استئناف المفاوضات بعد انتهاء الحرب، ولكن ليس الآن. لا أرى ذلك يحدث الآن".
وتراجعت شعبية حماس في السنوات القليلة الماضية بشكل كبير، مع زيادة التكهنات بتركيزها على الاقتصاد عوض محاربة إسرائيل.
وقال مدير مكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأقصى ماثيو ليفيت: "وسط الصراع الداخلي في إسرائيل، أرادت حماس إظهار القوة واستعادة نفوذها على الساحة الدولية".وتابع "أرادوا عمل شيئ من شأنه أن يثبت أن إسرائيل ضعيفة، وأنه لا يمكن تجاهل حماس".
ويرى الموقع، أن حماس لم تكن قادرة على تحقيق أي إنجاز في هجومها الأخير لولا إيران التي تربطها بها علاقات تاريخية، والتي انهارت خلال الأزمة السورية في 2011، لكنها تعززت مرة أخرى في السنوات الماضية، وزود المسؤولون الإيرانيون حماس بأسلحة كبيرة.
ويوم الأحد الماضي، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن مسؤولين أمنيين إيرانيين خططوا للهجوم وأعطوا حماس إشارة البدء. لكن إسرائيل وأمريكا أشارتا إلى غياب أي دليل على هذا الادعاء.
من جهة أخرى، يرى الموقع، أن الهجوم سلط الضوء على فشل الولايات المتحدة في كبح جماح إيران، رغم محاولات التوصل إلى اتفاق متبادل لإحياء اتفاق لتقييد الطموحات النووية الإيرانية.
وفي الشهر الماضي فقط، وافقت الولايات المتحدة على صفقة لإلغاء تجميد 6 مليارات دولار في كوريا الجنوبية من مبيعات النفط الإيراني مقابل إطلاق سراح 5 سجناء أمريكيين.وفي"الكابيتول هيل" وفي مسار الحملة الانتخابية للرئيس بادين، يهاجم المشرعون الجمهوريون الإدارة الأمريكية لإطلاقها الأموال قبل أسابيع من هجوم حماس، رغم غياب الصلة الثابتة بين الحدثين.
وقالت الأستاذة في جامعة جونز هوبكنز ومديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس سنام فاكيل، إن إيران "كانت جهة فاعلة مزعزعة للاستقرار في المنطقة منذ عقود". وأضافت "لم يطور أي رئيس أمريكي سياسة لإدارة واحتواء دور إيران الإقليمي، هناك حاجة ماسة إلى نهج جديد تماماً، واستراتيجية جديدة مع إيران".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران حماس بايدن الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مقتل 4 من أفراد الأمن في كمين شمال غرب باكستان
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في الشرطة أن 4 من أفراد الأمن قُتلوا في هجوم على سيارتهم بإقليم خيبر بختونخوا الباكستاني، بالقرب من الحدود مع أفغانستان، أمس السبت.
وذكر مسؤول أمني أن السيارة كانت متجهة إلى مدينة ديرا إسماعيل خان لاستعادة شاحنة مسروقة، عندما تعرضت لكمين نفّذه مسلحون، مما أدى إلى اندلاع تبادل لإطلاق النار قبل أن تشتعل النيران في المركبة.
وأسفر الهجوم عن مقتل 5 أشخاص، بينهم السائق، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن.
وتشهد المناطق الحدودية لباكستان هجمات متكررة تستهدف الجيش والشرطة، ينفذها مسلحون جهاديون أو انفصاليون.
وفي هجوم منفصل وقع السبت، قُتل 18 من عناصر القوات شبه العسكرية، وأُصيب 3 آخرون بجروح خطيرة، إثر كمين نفّذه ما بين 70 و80 مسلحا في إقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد، حسب ما أكده مسؤولون أمنيون.
ووفقا لبيان صادر عن الجيش الباكستاني، فإن الهجوم وقع في منطقة كلات، عندما حاول مسلحون إقامة حواجز طرق، بهدف زعزعة الاستقرار واستهداف المدنيين. وتمكنت قوات الأمن من التصدي للهجوم، مما أسفر عن مقتل 23 من المهاجمين.
وبحسب مركز أبحاث مقره إسلام آباد، شهد عام 2024 مقتل أكثر من 1600 شخص في هجمات، من بينهم 685 عنصرا من قوات الأمن، ما يجعله العام الأكثر دموية منذ ما يقرب من عقد.
إعلان