أوصت هيئة النزاهة الاتحاديَّة وزارة الماليَّة بإصدار توجيهٍ مُلزمٍ إلى دوائر الهيئـة العامَّة للضرائب بخصوص عكــس الأمانات الضريبيَّـة لعامَّة المواطنين “ترحيل مبالغ الأمانات وتقييدها إيراداً للخزينة العامة”؛ بناءً على توصيات اللجنة المُؤلَّفة في الأمانة العامَّة لمجلس الوزراء.

الهيئة حثت على إيجاد آليةٍ مناسبةٍ لمعالجة موضوع الأمانات، وخاصة أولئك الذين لم يحتفظوا بالوصولات الأصليَّـة، حيث تحتفظ دوائر الضريبة بنسخٍ وبياناتٍ من تلك الوصولات في سجلاتها، بعد ملاحظة عدم التزام بعض الدوائر بتوجيه الأمانة العامَّة، إذ لا يزال يتوجَّب على المراجع الذي يحتفظ بأماناتٍ سابقةٍ ولديه وصولاتٌ أصليَّـةٌ دفـع مبالـغ إضافيَّـة؛ لـقـاء الحـصـول عـلى خـدمـةٍ من  تلك الـدوائـر، وحثت على إعداد مُسوَّدة قانون ضرائب جديدٍ يتناسب مع التغييرات التي طرأت على سياسات الدولة الاقتصاديَّة والاستثماريَّة؛ ليكون بديلاً من القانون الحالي، وتحديد جدولٍ زمنيٍّ؛ لتطبيق أنظمة الأتمتة الإلكترونيَّة، واقتراح التشريعات والقوانين لمعالجة حالات القصور أو حالات خلو القانون النافذ من الأحكام القانونيَّة.

دائرة العلاقات مع المُنظَّمات غير الحكوميَّة في الهيئة أشارت في تقريرٍ لها، أُرْسِلَت نسخة منه إلى مكتب السيد رئيس مجلس الوزراء، إلى أنَّها بهدف قياس أثر إجراءات الهيئة العامَّة للضرائب واستجابتها لنتائج وملاحظات وتوصيات الاستبانة السابقة، قامت عبر الفريق المركزيّ للهيئة، والفرق الساندة له والفرق المؤلفة في مُديريَّات ومكاتب التحقيق في بغداد والمحافظات، بــ(٣٢٣) زيارةً ميدانيَّةً إلى دوائر الضريبة على مدى ثلاثة أشهر تمَّت خلالها استبانة آراء (٨،٣٦٩) مراجعاً في (٤٤) دائرةً في بغداد والمحافظات.

نتائج تحليل استبانة قياس مُدركات الرشوة في بغداد والمحافظات أشارت إلى أنَّ المُعدَّل العام لتعاطي الرشوة (إدراك) في (١٨) دائرة في بغداد بلغ (٣١،٨%)، وسجل قسم الشركات في مقر الهيئة العامَّة للضرائب أعلى نسبة لتعاطي الرشوة (٤٩،٢%)، تليه ضريبة البياع ( ٤٠،٩%)، ثمَّ قسم الاستقطاع المباشر في مقر الهيئة (٤٠%)، فيما سجَّـلت دوائر الضريبة  في أبو غريب والمحموديَّـة والرصافة أقل نسبة تعاطٍ بلغت (١٣،٨% ٢٤،٥% و ٢٥،١%) على التوالي، فيما أظهرت النتائج أنَّ قسم الشركات في مقر الهيئة العامَّة للضرائب يُعَدُّ الأسواً بين دوائر بغداد بحسب معظم إجابات أسئلة الاستبانة واللقاءات الميدانيَّـة .

أمَّا المحافظات فقد حلَّت دائرة ضريـبة الكرمة في محافظة الأنبار أولاً كأعـلى نسـبة في قياس دفع الـرشوة (إدراك) وبلغت (٥١،٦%)، ثمَّ كربلاء (٤١،٧%) تلتها البصرة بنسبة (٣٨،٩%)، في حين سجَّلت ضريبة الموصل – الساحل الأيمن أدنى نـسبة في تعاطي الرشوة ( ١،٨%) تلتها ضريبة ديالى وذي قار بنـسبة (٣،٢% ٣،٣%)، على التوالي.

التقرير لفت إلى إنَّ ارتفاع مستوى تعاطي الرشوة يضعف ثقة المواطن بمُؤسَّسات الدولة وسلطاتها، ويُقوِّضُ هيبتها، وأنَّ الإجراءات  البيروقراطيَّـة في عمل دوائر الضريبة تخلق بيئةً مُناسبةً لابتزاز المُراجع ومُساومته، كما أنَّ عدم سعي الإدارات إلى تطوير آليات العمل ومهارات العاملين وتطبيق معايير الجودة والحوكمة وإخضاعها للتقييم الدوريّ، إضافة إلى اعتماد النظام الورقي في استحصال المبالغ الماليَّـة، وعدم الاستفادة من الأنظمة الإلكترونيَّـة الحديثة  في جباية الأموال والرسوم، وعدم تطبيق أنظمة الأتمتة الحديثة، رغم وعود مسؤولي الهيئة العامة للضرائب بمعالجة ذلك منذ فتراتٍ سابقةٍ، تسهم جميعها في خلق بيئةٍ ملائمةٍ للفساد.

وأكَّد على أهميَّة وضوح الإجراءات المُتعلّقة بمراجعة أقسام العقارات وتقدير بدل الإيجارات، من خلال إعداد ضوابط بعيداً عن الاجتهادات الشخصيَّة لأعضاء لجان التقدير، حيث يتمتَّع أعضاؤها بسلطةٍ واسعةٍ لتقدير مبلغ الضريبة المُستحق للدولة؛ ممَّا يُعرِّضُ المراجع للابتزاز والمساومة لدفع رشوةٍ مقابل تخفيض مبلغ الضريبة، فضلاً عن معالجة موضوع فك الالتباس في تشابه الأسماء التي تتمَّ مُعالجتها باجتهاداتٍ وطرقٍ تختلف بين دائرةٍ وأخرى حسب قناعة المدير أو المُوظَّف المُختصّ.

واقترح التقرير تفعيل دور الأجهزة الرقابيَّة الخاصَّة بوزارة الماليَّة؛ لمُتابعة أداء مُوظَّفي الهيئة العامَّة للضرائب، بعد أن كشفت نتائج الاستبانة أنَّ (٦٥%) من نسبة دفع الرشوة تمَّت بشكـلٍ مباشرٍ من المُراجـع إلى المُوظَّف، إضافةً إلى اختصار الإجراءات المطلوبة لإنجاز المعاملة وإلغاء الحلقات الزائدة، حيث أفاد (٥٨%) من المراجعين بدفع الرشوة للإسراع في الإنجاز، كما اقترح الإسراع في إنجاز الرقم الضريبيّ لكل مُكلَّفٍ للقضاء على المفاصل التي يستغلها الفاسدون، مع التنبيه إلى عدم  التعامل بجديةٍ مع توصيات تقرير الاستبانة المُعدّ في العام ٢٠٢١، وعدم حصول تغييرٍ في إجراءات العمل المُتَّبعة.

وشخَّص عدداً من السلبيَّات تمثَّـلت بوجود أعدادٍ كبيرةٍ من المُعقّبين والدلّالين في الدوائر يقومون بدور الوسيط بين المُراجع والمُوظف، وهؤلاء لهم الأولويَّة في إنجاز المعاملات، ولوحظ  أنَّ تشابه الأسماء لا يزال يُشكّلُ مدخلاً رئيساً للابتزاز، فيما تُعَدُّ مفاصل العقارات والأراضي وتقدير بدلات الإيجار أكثر الأماكن التي تتمَّ فيها المساومة والابتزاز.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: فی بغداد والمحافظات الهیئة العام ة للضرائب

إقرأ أيضاً:

إيجابية 10 حالات في فحص تعاطي المخدرات بين السائقين

تمكنت أجهزة وزارة الداخلية فى مجال فحص السائقين من فحص (68) من سائقي السيارات على الطرق السريعة للكشف عن تعاطيهم المواد المخدرة، وتبين إيجابية (10) منهم. 

تم إتخاذ الإجراءات القانونية ، وجارى إستمرار الحملات الأمنية.

اقرأ أيضاً: القصاص من سائق الرذيلة بعد جريمة يندى لها الجبين

الداخلية تضبط طرفي مُشاجرة المرج شرطة النقل تضبط 1668 قضية خلال 24 ساعة

الجدير بالذكر أن أجهزة الأمن تشن يوميًا حملات مكبرة لضبط مروجي المخدرات والأسلحة النارية ويأتي ذلك فى إطار مواصلة الحملات الأمنية المُكثفة لمواجهة أعمال البلطجة، وضبط الخارجين عن القانون، وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء، وإحكام السيطرة الأمنية، وتكثيف الجهود لمكافحة جرائم الفساد بصوره وأشكاله، مما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطنى والحفاظ على المال العام.

جاء ذلك في إطار مواصلة الحملات الأمنية المكثفة لمواجهة أعمال البلطجة وضبط الخارجين على القانون وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء وإحكام السيطرة الأمنية.

وفي سياقٍ مُتصل، قضت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة بمُجمع محاكم القاهرة الجديدة في التجمع الخامس، بمُعاقبة ‏مُتهمين بالسجن لمدة 3 سنوات، وذلك لإدانتهما بحيازة السلاح واستعراض القوة في البساتين.‏

وتضمن الحُكم تغريم كلاً منهم مبلغ 1000 جنيه، ووضع المُتهمين تحت مُراقبة الشرطة لمدة مساوية لمدة الحكم والزمتهما ‏المصاريف.‏

وأسندت النيابة العامة للمُتهمين محمد.ع ومحمد.م بأنهما وآخرين سبق الحكم عليهم في يوم 24 مارس 2023 بدائرة قسم البساتين ‏أحرزا وحازا وآخرين أسلحة نارية غير مششخنة بدون ترخيص.‏

كما أحرزا وحازا وآخرون مجهولون ذخائر مما تستعمل على الأسلحة النارية موضوع الاتهام السابق بدون ترخيص. ‏

وأسندت إليهما أيضاً أنهما استعرضا وآخرون مجهولون القوة ولوحوا بالتهديد والعنف واستخدامهما ضد بعضهم البعض ‏والمجني عليهم حال كون المجني عليه الأول طفلاً مستخدمين في ذلك أسلحة نارية وذخائر. ‏

وجاء ذلك بقصد ترويعهم وتخويفهم وإلحاق الأذى بهم وفرض السطوة عليهم وكان من شأن ذلك إلقاء الرعب في نفس ‏المجني عليهم وتكدير أمنهم وتعريض حياتهم للخطر. ‏

مقالات مشابهة

  • المهنة الأسهل.. إدمان أسود يقف وراء 50% من مشكلات العراق الأمنية
  • المهنة الأسهل.. إدمان أسود يقف وراء 50% من مشكلات العراق الأمنية- عاجل
  • إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة حتى نهاية العام ولمرة واحدة
  • إيجابية 10 حالات في فحص تعاطي المخدرات بين السائقين
  • الفيحاء تعلن قرب انطلاق مشروع البصرة الجديدة.. بغداد اليوم تلتقي نائب المحافظ
  • بمشاركة القطاع الخاص.. العراق يدرس مشروعا لإقامة مدينة طبية كبيرة
  • ما هو الأهم من نتائج التعداد السكاني؟
  • بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي.. دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي تطلق الدورة الرابعة من بطولة أبوظبي للألعاب الرياضية للمدارس والجامعات
  • الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل للعدادين
  • نائب:أمريكا تسعى لتوسيع دائرة الحرب في الشرق الأوسط