10 علامات مُبكرة.. الاكتئاب يُصيب 280 مليون شخص حول العالم
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – منوعات 
كشفت إحصائيات عالمية عن معاناة نحو 280 مليونا حول العالم من الاكتئاب التي تؤثر على مختلف نواحي الحياة للمصاب. والاكتئاب هو اضطراب في الصحة العقلية يسبب مشاعر مستمرة من الحزن، وعدم القيمة، واليأس، وقلة الاهتمام أو المتعة في الأنشطة، ويؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على أداء وظائفه في الحياة اليومية وقد يؤدي إلى أعراض جسدية وعاطفية مختلفة.
                
      
				
وذكرت منظمة الصحة العالمية أنه في عام 2019 كان 280 مليون شخص يعانون من الاكتئاب، بما في ذلك 23 مليون طفل ومراهق، مشيرة إلى أنه يختلف عن التقلبات المزاجية المعتادة والاستجابات العاطفية قصيرة الأمد لتحديات الحياة اليومية.
وشددت على أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب معرضون بشكل متزايد لخطر الانتحار، ومع ذلك يوجد علاج نفسي فعال، واعتمادًا على العمر ودرجة الخطورة يمكن أيضًا التفكير في تناول الأدوية.
علامات مبكرة للاكتئاب
في اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يحل 10 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، نسلط الضوء على العلامات المبكرة للاكتئاب في التعرف على الحالة، وتشمل:
1- الحزن المستمر أو الشعور بالفراغ
يظهر الاكتئاب غالبًا على شكل حالة مزاجية منخفضة مستمرة أو شعور بالفراغ يستمر لأسابيع أو أشهر.
2- فقدان الاهتمام أو المتعة بالأنشطة
قد يفقد الشخص الذي يعاني من الاكتئاب الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، مثل الهوايات أو التواصل الاجتماعي أو حتى المهام اليومية الأساسية.
3- تغيرات في الشهية والوزن
يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى تغيرات في الشهية، ما يؤدي إلى فقدان أو زيادة كبيرة في الوزن حتى بدون اتباع نظام غذائي متعمد أو الإفراط في تناول الطعام.
4- اضطرابات النوم
تعد مشاكل النوم شائعة في حالات الاكتئاب، حيث يعاني الأفراد من الأرق (صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا) أو فرط النوم (النعاس المفرط).
5- التعب أو فقدان الطاقة
يعد الشعور بالتعب المستمر أو الاستنزاف أو نقص الطاقة، حتى بعد النوم طوال الليل، من الأعراض النموذجية للاكتئاب.
6- صعوبة في التركيز
يمكن أن يضعف الاكتئاب قدرة الشخص على التركيز واتخاذ القرارات وتذكر المعلومات، مما يؤثر على عمله أو أدائه الأكاديمي.
7- الشعور بالذنب أو اليأس
غالبًا ما يعاني الأفراد المصابون بالاكتئاب من أفكار سلبية منتشرة، والشعور بالذنب أو عدم القيمة، والشعور باليأس بشأن المستقبل.
8- التهيج أو الغضب المفرط
يمكن أن يظهر الاكتئاب على شكل زيادة في التهيج، أو مزاج قصير، أو نوبات غضب غير مبررة، حتى في قضايا بسيطة.
9- الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية
قد يعزل الأشخاص المصابون بالاكتئاب أنفسهم عن الآخرين، ويتجنبون الأنشطة الاجتماعية، وينسحبون من الاتصال بالأصدقاء والعائلة والأحباء.
10 ـ تكرار أفكار الموت أو الانتحار
تعتبر الأفكار المستمرة عن الموت أو الانتحار علامات تحذيرية خطيرة للاكتئاب وتتطلب اهتمامًا وتدخلًا فوريًا.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
المدينة من أجل الشعب: ضمان توجيه ثمار التنمية إلى تفاصيل الحياة اليومية
ليانغ سوو لي **
مع اختتام الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، حظيت "مقترحات صياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية" باهتمام واسع داخليًا ودوليًا. فهذه الوثيقة لا ترسم فقط المسار الاستراتيجي لتنمية الصين في المستقبل، بل تجسد أيضًا جوهر الحوكمة في العصر الجديد، وهو الالتزام الدائم بمفهوم التنمية المتمحورة حول الشعب، بحيث تكون التنمية من أجل الشعب وبمشاركته ولمنفعته. وفي هذا المنعطف التاريخي، تدخل مسيرة التحديث الصينية مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة، حيث تُمنح قضايا معيشة الشعب مكانة أكثر مركزية، ما يجعلها نافذة مهمة لفهم اتجاهات التنمية في الصين بالنسبة للمجتمع الدولي.
وعند النظر إلى مسيرة السنوات العشر الماضية، نجد أن الصين، من الإنجاز التاريخي المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، إلى الدفع المستمر لنهضة الريف، ومن تحسين منظومة الخدمات العامة إلى الارتقاء المستمر بمستوى المعيشة، جعلت دائمًا "تحسين حياة الشعب" نقطة البداية والهدف النهائي لكل السياسات. وقد نصّت مقترحات الخطة الخمسية الخامسة عشرة على ترتيبات متكاملة تشمل التعليم والتوظيف والصحة ورعاية كبار السن والإسكان. فتعزيز إتاحة التعليم الجيد، وتطبيق سياسة أولوية التوظيف، وتحسين قدرات الخدمات الصحية، وتطوير نظام رعاية كبار السن، وتحسين نظام الإسكان المأمون، كلها تعكس انتقال الصين من تلبية الاحتياجات الأساسية إلى الارتقاء بجودة الحياة، ومن حل مشكلة "الوجود" إلى تحقيق "العيش الأفضل".
غير أن تعميق إحساس الشعب بالكسب والسعادة والأمن لا يتحقق فقط عبر التخطيط الاستراتيجي الشامل، بل يحتاج أيضًا إلى حلول دقيقة تراعي التفاصيل اليومية. ويُعد مشروع تجديد الأحياء السكنية القديمة في شانغهاي مثالًا واضحًا على ذلك. فقبل سنوات، كان بعض السكان في الأحياء القديمة يعانون من مشاكل عدم وجود مراحيض داخل المنازل، مما سبب صعوبات معيشية للسكان. ورغم أن هذا التحدي يبدو صغيرًا من منظور التخطيط الكلي، إلا أنه كان يرتبط مباشرة بكرامة الناس ونوعية حياتهم. وقد اختارت شانغهاي عدم اللجوء إلى قرارات إدارية سريعة أو حلول جاهزة، بل اتبعت نهج المشاورة المجتمعية، والتخطيط الدقيق، والمواءمة مع ظروف كل حي، مع احترام عادات السكان وارتباطهم ببيئتهم. وبهذا عولجت مشكلة استمرت لسنوات طويلة، مما يعكس فعليًا مفهوم "المدينة من أجل الشعب".
ويكشف هذا المثال عن تحول عميق في فلسفة الحوكمة الحضرية في الصين. فالمدينة ليست مجرد إطار مادي للتحديث، بل هي فضاء عيش ومأوى للناس. والغاية العليا لحوكمة المدن هي أن يتمتع الناس بحياة كريمة ومريحة وسعيدة. وكما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ: "المدينة من أجل الشعب، ويشارك الشعب في بنائها، ويدير شؤونها، ويستفيد من خيراتها." وقد أصبح هذا المفهوم اليوم مرشدًا أساسيًا لتطوير المدن في الصين. وتوضح تجربة شانغهاي أن تطبيق هذا المفهوم يبدأ من معالجة أكثر القضايا إلحاحًا في حياة السكان، وتحويل نتائج التنمية إلى تحسين ملموس في حياتهم.
وفي المرحلة الجديدة، بات مفهوم "المدينة من أجل الشعب" ركيزة رئيسية في ممارسات التحديث الحضري. فمع تعزيز التحضر الجديد، تركز الصين على عدالة الخدمات العامة، وانفتاح وتشاركية الفضاء الحضري، وكفاءة نظم الحوكمة، بما يدفع التحول من "السكن المتاح" إلى "السكن الملائم للعيش". سواء عبر تطوير خدمات رعاية كبار السن، أو تحسين شبكات النقل العام، أو إنشاء الحدائق المجتمعية الصغيرة، أو بناء "دائرة الحياة في 15 دقيقة"، يظل الهدف واحدًا: جعل المدينة تستجيب لتطلعات الشعب إلى حياة أفضل.
وتقدم التجربة الصينية إلهامًا مهمًا للعالم: فالتحديث ليس مجرد مؤشرات اقتصادية، بل هو تطوير الإنسان ذاته؛ والمدينة ليست فضاءً لتمدد رأس المال، بل حاضنة لقيم الحضارة والتقدم. ومع التحديات المشتركة التي تواجهها المدن عالميًا، من الشيخوخة إلى الإسكان والحوكمة الاجتماعية، يبرز النموذج الصيني بوصفه مسارًا حوكميًا يضع حاجات الناس وتحقيق رفاهيتهم في المركز.
إن قيمة المدينة لا تُقاس بارتفاع أبراجها الشاهقة، بل بدفء خدماتها وكرامة عيش سكانها. ومع التنفيذ الفعلي لمقترحات الخطة الخمسية الخامسة عشرة، سيترسخ مفهوم "المدينة من أجل الشعب" أكثر فأكثر، وسيصبح إحساس الشعب بالكسب والسعادة والأمان أكثر واقعية واستدامة. وفي مسيرة التحديث الصينية، ستغدو مدننا أكثر ملاءمة للعيش، وأكثر مرونة وحيوية، وستصبح حياة شعبنا أكثر جمالًا وازدهارًا.
** إعلامية صينية