صندوق النقد يخفض توقعاته لنمو الصين بسبب أزمة العقارات
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
خفض صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني لعامي 2023 و2024 على خلفية تباطؤ تغذيه أزمة قطاع العقارات.
وسيسجل ثاني أكبر اقتصاد عالمي نموا في إجمالي ناتجه المحلي بنسبة 5 بالمئة خلال 2023 و4.2 بالمئة العام المقبل، بحسب ما أظهرته توقعات صندوق النقد الدولي الفصلية أي بتراجع نسبته 0.2 بالمئة و0.
وفي حال تأكد هذا الأداء سيكون مطابقا للهدف الذي حددته بكين للسنة الحالية وهو "حوالى 5 بالمئة". لكنها وتيرة أبطأ من تلك الواردة في توقعات صندوق النقد الدولي في تموز الماضي وكانت 5.2 بالمئة.
وكان إجمالي الناتج المحلي الصيني سجل نموا نسبته 3 بالمئة في 2022 رغم القيود الصحية الصارمة المفروضة لمكافحة كوفيد-19. وكان ذلك أسوأ نمو لها منذ أكثر من أربعة عقود باستثناء مرحلة الجائحة.
وقال صندوق النقد الدولي إن إجمالي الناتج المحلي الصيني سيسجل 4.2 بالمئة في 2024 أي أقل بـ0.3 بالمئة مقارنة بتوقعاته في يوليو.
وكان رفع الصين للقيود الصحية في ديسمبر 2022 سمح بانتعاش تدريجي في نشاطها الاقتصادي.
لكن صندوق النقد أشار إلى أن "هذه الدينامية تتباطأ" في وقت "تعيق" فيه أزمة قطاع العقارات النمو.
وشكل هذا القطاع الرئيسي في الاقتصاد الصيني لفترة طويلة ربع إجمالي الناتج المحلي.
وأعلنت الشركة العقارية "كانتري غاردن" المعروفة سابقا بمتانتها المالية الثلاثاء أنها لن تتمكن من تسديد كل قروضها ما زاد من مخاطر التخلف عن السداد.
أما الشركة المنافسة "إيفرغراند" فباتت على شفير الإفلاس فيما يعاني رئيسها متاعب مع السلطات "بسبب شبهات بارتكاب جريمة أو جنحة مخالفة للقانون".
وتغذي متاعب المجموعات العقارية منذ سنتين أزمة ثقة بقطاع كان لفترة طويلة مربحا جدا على خلفية تباطؤ اقتصادي وأبنية لم تنجز.
وشدد صندوق النقد الدولي على أن هذا "الوضع يقوض ثقة الشراة ويطيل امد أزمة قطاع العقارات".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات صندوق النقد الدولي الصين الصين صندوق النقد عقارات صندوق النقد الدولي الصين اقتصاد صندوق النقد الدولی
إقرأ أيضاً:
زلزال "ديب سيك" الصيني
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
تُكرِّر وسائل الإعلام العالمية كلمة "زلزال" في نشراتها وبرامجها الإخبارية، بينما تتواصل وسائل التواصل الاجتماعي في برامجها المختلفة الحديث عن تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني الجديد "ديب سيك"، والذي تمَّ إعداده بمبلغ يصل إلى 5.6 مليون دولار أمريكي فقط، وهو مبلغ بسيط في عالم الذكاء الاصطناعي؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث خسائر كبيرة ومتتالية في التعاملات المالية لأسواق المال والشركات التكنولوجية الأمريكية والعالمية منذ أن تمَّ إنزاله قبل عدة أيام.
العالم يتساءل اليوم: هل هذا جرس الإنذار من الدولة الصينية للعالم والتي يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدها باعتبارها من الدول المنافسة لأمريكا؟ العالم يرى اليوم أنَّه تطبيق جديد ومنافس للتطبيق الأمريكي "تشات جي بي تي" الذي يعمل بأسلوب مالي إجباري وبدفع مبالغ يومية وشهرية وسنوية للحصول على خدماته. التطبيق الصيني الجديد مجاني وسوف يهز بلا شك عرش التطبيق الأمريكي خلال المرحلة المُقبلة، مثل ما تقوم به الكثير من الصناعات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، وفي التقنيات وعالم السيارات والروبوتات وغيرها من الصناعات الحديثة في العالم.
التطبيق الصيني "ديب سيك" الجديد يتميز عن غيره بسرعة الرد والإجابة على أسئلة واستفسارات العملاء وبلغات مختلفة وبمعلومات حديثة، أصبح اليوم يهدد عرش البرامج المماثلة له في أمريكا والعالم. فقد أصبح الرئيس الأمريكي يعيد تربيب أوراقه وخططه في كيفية مواجهة الصين بسبب الإزعاج الذي حصل له في البيت الأبيض من هذا الأمر، وأصبح " تطبيق ديك سيب" موضع الاهتمام من قبل المسؤولين في الإدارة الأمريكية بسبب الانتشار الكبير له، واعتماده على الذكاء الاصطناعي نتيجة لدخول الملايين من الناس لتحميل هذا البرنامج المجاني في ظرف أقل من أسبوع، الأمر الذي أدى إلى تراجع "تشات جي بي تي" على متجر التطبيقات التابع لشركة "آبل"؛ ليحل "ديب سيك" مكان هذا التطبيق الأمريكي الذي طورته شركة "أوبن أيه آي".
صانع هذا التطبيق شاب صيني اسمه هو لينغ وينفينغ، ويبلغ من العمر 40 عامًا وبتجربة ليست بكبيرة في عالم التقنيات والذكاء الاصطناعي؛ بعدما تخرج في كلية هندسة المعلومات والإلكترونيات، ليصبح اليوم منافسًا عتيًا للبرامج الأمريكية في هذا الشأن، حيث بدأ بإنتاج هذا التطبيق في عام 2023 في مدينة هانغتشو جنوب شرقي الصين، وهو أيضاً مؤسس لأحد صناديق التحوط لدعم ذلك التطبيق، في الوقت الذي يستمر هذا الشاب في تحديث أعماله في الذكاء الاصطناعي وتطوير نسخة تطبيق "ديب سيك آر 1" بقليل من التكلفة المالية؛ حيث أدى هذا التحديث إلى أن يهز العالم وتتراجع قيم الأسواق المالية وشركات التكنولوجيا وخاصة شرائح "إنفيديا" الإلكترونية وبرامجها.
خسائر الأثرياء في العالم وفق معلومات بلومبيرغ تشير إلى أنها تلحق بشركات التكنولوجيا وتتواصل بسبب تطبيق "ديب سيك" الصيني، فأكثر من 500 ثري وملياردير في العالم تأثرت عوائدهم المالية من هذا التطبيق، وعلى رأسهم جينسن هوانغ المؤسس المُشارك لشركة إنفيديا، ما مجموعه 108 مليارات دولارات في يوم واحد، الإثنين الماضي، بسبب عمليات البيع الكبيرة لأسهم شركات التكنولوجيا التي تأثرت بصورة كبيرة جراء تطبيق شركة "ديب سيك" الصيني الجديد المنافس في مجال الذكاء الاصطناعي. ثروة هوانغ التي تبلغ 20.1 مليار دولار تراجعت بنسبة 20%، فيما خسر العديد منهم في مختلف المجموعات والشركات الصناعية والمالية التكنولوجية العالمية مبالغ كبيرة بسبب التطبيق الجديد، بحيث بلغت خسائر شركات التكنولوجيا الكبرى مجتمعة 94 مليار دولار؛ الأمر الذي أثّر بصورة كبيرة على مؤشرات الأسواق المالية.
وحيث إنَّ أثرياء العرب يمتلكون هذه الأسهم في الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، فإنهم تعرضوا أيضًا إلى هذه الخسائر التي سوف يتم الإعلان عنها عاجلًا أو آجلًا، في الوقت الذي يستمر فيه المستخدمون الجدد بالتسجيل بتطبيق "ديب سيك" وفي إنزال هذا البرنامج للاستفادة منه في أعمالهم اليومية؛ الأمر الذي أدى إلى انقطاع الخدمة لساعات معينة بسبب تلك الحشود للدخول في البرنامج، والذي اضطر الشركة المعنية إلى تقييد تسجيل المستخدمين من الصين.
رابط مختصر