صندوق النقد: الاقتصاد العالمي يقاوم الضغوط لكنه يبقى ضعيفا
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
أبقى صندوق النقد الدولي على توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2023، رغم مؤشرات الضعف المسجلة في اقتصادات كبرى، لكنه خفض توقعاته لنمو الاقتصاد في 2024، حسب ما أظهرت البيانات التي نشرها، الثلاثاء، بمناسبة اجتماعاته السنوية.
فلا يزال الصندوق يتوقع نموا عالميا نسبته 3 بالمئة في 2023، وأقل بقليل في 2024 عند 2,9 بالمئة، أي بتراجع طفيف نسبته (-0.
وقال بيار-أوليفييه غورينشا، كبير اقتصاديي الصندوق، "لدينا اقتصاد عالمي لا يزال يتعافى من الجائحة، والحرب في أوكرانيا، وفي الوقت عينه لدينا نمو يبقى ضعيفا بالمقارنة مع مستوياته السابقة. ونسجل أيضا اختلافات متنامية".
وتظهر البيانات أن الوضع متفاوت إما في صفوف الاقتصادات المتطورة، أو بين الدول الناشئة، إذ يرى البعض منها تحسنا في توقعاته بشكل ملحوظ، فيما تعاني دول أخرى ولا سيما في اوروبا، من البطء أو تشهد ركودا طفيفا.
ويرى الخبراء أن السبب في ذلك، استمرار تداعيات بعض الأزمات ولا سيما الحرب في أوكرانيا، فيما تباطؤ التضخم يستغرق وقتا، ما يدفع البنوك المركزية إلى مواصلة سياسة نقدية متشددة مع أسعار فائدة مرتفعة.
وفي هذا الإطار يتوقع الصندوق مستوى أعلى من التضخم مما كان يتوقعه قبل ثلاثة أشهر، على صعيد السنة الراهنة عند 6,9 بالمئة على المستوى العالمي، والسنة المقبلة عند 5,8 بالمئة، أي 0,6 بالمئة أكثر من توقعاته في يوليو.
وأوضح غورينشا "التضخم يتراجع لكن الأمر يحصل بوتيرة أبطأ فيما التضخم الكامن (باسثناء المواد الغذائية والطاقة) يتواصل. التوقعات تفيد بشكل متزايد أن عملية العودة إلى الوضع الطبيعي لن تتم بهدوء".
وفي ظل هذه الأجواء، شدد صندوق النقد الدولي على أهمية عدم تليين السياسات التقييدية قبل الوقت المناسب.
وفي صفوف الاقتصادات المتقدمة، تسجل ألمانيا أكثر المؤشرات إثارة للقلق مع ركود يزداد اتضاحا خلال السنة الراهنة بنسبة 0,5 بالمئة وأوسع مما كان متوقعا، ومن ثم انتعاشا ضعيفا العام المقبل مع تسجيل نسبة 0,9 بالمئة، في حين كان صندوق النقد الدولي توقع في يوليو أداء أفضل.
وبعدما كان أكبر اقتصاد أوروبي العام الماضي متخلفا بين دول مجموعة السبع ومقارنة بالاقتصادات الأوروبية الرئيسية الأخرى، ستكون ألمانيا البلد الوحيد الذي سيسجل ركودا هذا العام، لتؤكد بذلك وصفها بأنها "رجل أوروبا المريض".
وقال غورينشا، "ثمة عاملان أساسيان (في وضع ألمانيا)، من جهة أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا في بلد يعتمد كثيرا على مصادر الطاقة الروسية، ومن جهة أخرى التشدد في السياسة النقدية".
وتبدي الاقتصادات الأوروبية الأخرى مقاومة أفضل؛ فالتوقعات بشأن الاقتصاد الفرنسي تتحسن بشكل طفيف للعام الحالي مع نمو نسبته 1 بالمئة، أي أفضل بـ 0,2 بالمئة من توقعات يوليو، في حين أن الوضع الاقتصادي الإسباني يبقى متينا مع توقع نمو نسبته 2,5 بالمئة للعام 2023.
وسيعاني الاقتصاد الإيطالي تباطؤا إلا ان نموه يتوقع أن يبقى إيجابيا هذا العام بنسبة 0,7 بالمئة، على غرار المملكة المتحدة، التي سيبقى نمو اقتصادها ضعيفا بنسبة 0,5 بالمئة.
وفيما يتعلق بالاقتصاد الأميركي، فمن المتوقع أن يحقق نموا نسبته 2,1 بالمئة في 2023، بعيدا عن الركود الذي كان يتوقعه الكثير من الخبراء الاقتصاديين لفترة طويلة.
لكن يتوقع أن يسجل تباطؤا ملحوظا في النمو خلال 2024 إلى 1,5 بالمئة.
وعلى صعيد الدول الناشئة الكبيرة، فقد تأكد تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي سيسجل نموا نسبته 5 بالمئة خلال 2023 و4,2 بالمئة في 2024 في حين تعاني البلاد من أزمة في قطاع العقارات.
وقال كبير اقتصاديي صندوق النقد، "إذا لم تبذل أي جهود، قد يكون لذلك تداعيات إضافية على النشاط الصيني" ذاكرا خصوصا "مخاطر على القطاع المصرفي في حال حصل نقص في السيولة".
وتسجل الدول الناشئة الكبرى الأخرى اتجاها أكثر إيجابية مع تحسن توقعات العام 2023، مثل الهند بنمو إلى 6,3 بالمئة من 6,1 بالمئة سابقا، وأميركا اللاتينية حيث تستفيد البرازيل (3,1 %) من أداء جيد لسوق المواد الأولية، في حين تعتبر المكسيك (3,2 %) من المستفيدين الرئيسيين من إعادة تنظيم سلاسل التوريد بين الصين والولايات المتحدة.
أما روسيا التي كانت التوقعات بشأنها قبل عام، تعول على ركود في العام 2023، فهي لا تزال تشهد تحسنا على هذا الصعيد، ويتوقع أن تنهي العام على نمو بنسبة 2,2 بالمئة، بدفع من الارتفاع الكبير في النفقات العامة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا وازدياد العجز العام.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصندوق اقتصاد عالمي الحرب في أوكرانيا التضخم صندوق النقد الدولي ألمانيا مجموعة السبع الاقتصاد الفرنسي الاقتصاد الإيطالي الاقتصاد الأميركي الاقتصاد الصيني الهند البرازيل المكسيك روسيا صندوق النقد توقعات صندوق النقد صندوق النقد الدولي الاقتصاد العالمي نمو الاقتصاد العالمي الصندوق اقتصاد عالمي الحرب في أوكرانيا التضخم صندوق النقد الدولي ألمانيا مجموعة السبع الاقتصاد الفرنسي الاقتصاد الإيطالي الاقتصاد الأميركي الاقتصاد الصيني الهند البرازيل المكسيك روسيا اقتصاد عالمي
إقرأ أيضاً:
سلاح إيران السري.. كيف سيُسقط الاقتصاد العالمي في 24 ساعة؟
#سواليف
عن عواقب مهاجمة #الولايات_المتحدة إيران و #اندلاع #حرب_كبرى، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”:
في الأسابيع القليلة المقبلة، إذا صدّقنا الصحافة الغربية، قد تندلع #حرب_كبرى جديدة في #العالم، بهجوم أمريكي على #إيران.
حتى إن التاريخ التقريبي لبدء #الحرب تم تحديده بالأول من أيار/مايو. ففي هذا اليوم تنتهي المهلة النهائية التي وجهتها #واشنطن. يطالب الأمريكيون رسميًا إيران بإبرام اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، أي تخلي #طهران عن برنامجها النووي.
مقالات ذات صلة إدارة السير تبدأ باستخدام الذكاء الاصطناعي لمخالفات الهاتف النقال 2025/04/08وبطبيعة الحال، لن تتمكن إيران من قتال الولايات المتحدة لفترة طويلة. فرغم قوة جيش الجمهورية الإسلامية لن يقدر على الصمود في وجه أي #هجوم_أمريكي.
تعليقًا على ذلك، قال مدير مركز دراسة الصراعات العسكرية والسياسية، أندريه كلينتسيفيتش، لـ “فزغلياد”: “إن الدفاع الجوي الإيراني عبارة عن خليط من التقنيات الأمريكية والسوفيتية القديمة، وعدد صغير من المنظومات الروسية: تور، وبوكس، وبانتسير، وإس-300”.
و”مع ذلك، إيران تتمتع بمواقع أكثر أمنا. فتحت الصخور، لم يخف الإيرانيون منشآتهم النووية فحسب، بل وملاجئ ومصانع ومنظومات دفاع جوي، بل وجزء من القوات الجوية. ولا يمكن الوصول إلى هذه الأهداف إلا بأسلحة نووية تكتيكية. ومن الناحية النظرية، يمكن للولايات المتحدة استخدامها”.
و”بالتالي، لا ينبغي لإيران أن تتجاوز خطًا من شأنه أن يعطي الولايات المتحدة الحق الأخلاقي باستخدام الأسلحة النووية أو حتى الأساس القانوني للغزو (على سبيل المثال، إذا شن الجيش الإيراني ضربة استباقية على الوحدات الأمريكية)”.
و”لكن إيران قادرة تماما على الرد، والتسبب في أضرار غير مقبولة للولايات المتحدة.. لدى طهران القدرة على تفجير سوق النفط. فقد تقوم بضرب البنية التحتية النفطية في الخليج العربي بالكامل، ما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار ويؤثر سلبًا في السوق الأمريكية. ومن أجل ذلك، ليست مضطرة إلى الذهاب إلى الحقول في المملكة العربية السعودية أو الكويت؛ يكفي إغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط”.
و”المسألة هنا لا تقتصر على ردود أفعال الدول العربية، التي قد ستتكبد أضرارا غير عادلة في مثل هذا السيناريو، بل وبموقف أكبر حليف لإيران- الصين. فبكين، تعتمد على إمدادات النفط السعودية وتضغط على طهران لممارسة ضبط النفس. وفي المقابل، تطلب روسيا من جميع الأطراف ضبط النفس. وليس فحسب لأن موسكو تدعو إلى حل جميع التناقضات سلميًا، بل لأن الحرب الأمريكية ضد إيران تشكل تهديدا للأمن القومي الروسي”.
“موسكو لن تشارك في الصراع (فاتفاقنا مع إيران لا ينص على مثل هذا السيناريو). وحتى ارتفاع أسعار النفط في حال التصعيد مفيد إلى حد ما لروسيا. ومع ذلك، فإن العواقب السلبية للحرب تفوق كل الفوائد الحالية. وتتجلى هذه العواقب في المقام الأول في انتشار الأسلحة النووية. فالهجوم الأمريكي على إيران سوف يظهر للدول الأخرى أن الطريقة الوحيدة للدفاع عن نفسها ضد بلطجية الولايات المتحدة العالمية، هي استخدام #القنبلة_الذرية؛ وأن خطأ طهران لم يكن في معارضتها للأمريكيين، إنما في تأخرها كثيرًا في صنع هذه القنبلة. وهذا يعني أن قوة نووية قد تنشأ على حدود #روسيا مباشرة. وهذا بالتأكيد ليس في مصلحة #موسكو”.