أمضت إسرائيل ثلاث سنوات في بناء حاجز أمني متطور طوله أكثر من 40 كيلومتراً على طول قطاع غزة، مزوداً برادار وأجهزة استشعار لكشف توغلات الفلسطينيين العازمين على تنفيذ هجمات في إسرائيل.

بدأت القيادة الإسرائيلية تعتقد أن التهديدات الرئيسية للأمن لم تعد تتمثل في الغزوات البرية كما في الحروب السابقة ضد الدول العربية.

ولكن يوم السبت استخدمت حماس الجرافات، ووسائل بدائية أخرى لاختراق السياج الذي يبلغ ارتفاعه 7 أمتار، وأدخلت الرجال عبر الفجوات في شاحنات صغيرة وعلى الأقدام، في هجوم مباشر على جنوب إسرائيل، كان أكبر خرق لحدود البلاد منذ 1973. أثناء حرب يوم الغفران. تحول 

وتقول "وول ستريت جورنال": "كان ذلك مثالاً صارخاً لتحول الجيش الإسرائيلي في التركيز على القدرات السيبرانية وجمع المعلومات الاستخبارية، والأسلحة المتقدمة والتركيز على مكافحة الهجمات الإرهابية. فوجئت القوات المسلحة بهجوم بري منخفض التقنية نسبياً".

The Israeli military has been preparing for a different war than the one that Hamas sparked this weekend with its low-tech ground assault https://t.co/dvG2M4ZPtP https://t.co/dvG2M4ZPtP

— The Wall Street Journal (@WSJ) October 10, 2023

ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن عملية واسعة النطاق في غزة، حيث سيتعين عليه الاعتماد بشكل أكبر على المشاة والمدفعية التقليدية،  الأجهزة التي لم تكن من الأولويات في السنوات الماضية، وحيث يمكن إشراكها في قتال الشوارع وحرب المدن.
وقال آفي جاغر، الباحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في إسرائيل، إن الجيش الإسرائيلي “كان يستعد للحرب الخطأ".

الضفة الغربية

وفي الآونة الأخيرة، وجه الاهتمام العسكري نحو الضفة الغربية، حيث نشرت إسرائيل قواتها لقمع التمرد المسلح الفلسطيني. وقال محللون عسكريون إن تحذيرات المخابرات الإسرائيلية من حرب محتملة، ركزت على الشمال والتهديد الذي يمثله حزب الله، حليف حماس اللبناني.
وكان المسؤولون الإسرائيليون يعتقدون على نطاق واسع، أن سياسة تعزيز اقتصاد غزة تعني أن قادة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة، وأوروبا، وإسرائيل منظمة إرهابية، لا مصلحة لهم في شن مثل هذا  الهجوم عبر الحدود الذي نظمته.

Worth debating: Hamas's success is "a stark illustration of the limits to the Israeli military’s shift in focus to cyber capabilities, intelligence-gathering and advanced weaponry and its concentration on countering terrorist attacks." https://t.co/QyTaFA7Y6x

— Franz-Stefan Gady (@HoansSolo) October 10, 2023

ولكن، كما أظهرت أحداث نهاية الأسبوع، أصبحت حماس أكثر تعقيداً. استخدم هجوم يوم السبت مجموعة من الصواريخ، والسفن البحرية، والطائرات دون طيار، والمقاتلين المسلحين الذين وصلوا إلى مدينة أوفاكيم، على بعد أكثر من 20 كيلومتراً داخل إسرائيل.

التعافي الصعب

وقال دانيل ليفي، مفاوض السلام الإسرائيلي السابق مع الفلسطينيين، ورئيس مشروع الولايات المتحدة-الشرق الأوسط: "عانت إسرائيل من مفاجأة استراتيجية، رغم كل ما لديها من تقنيات متطورة وأسلحة، وبرامج تجسس، ووكالة استخبارات ذات شهرة عالمية.لا يمكن لإسرائيل أن تحافظ على سلامة شعبها بعد الآن، وسيكون من الصعب التعافي من ذلك".
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن القوات المسلحة تركز على النصر في الصراع الحالي وأنها ستتحدث عن الفترة التي سبقت هجوم حماس عبر الحدود، بمجرد انتهاء القتال.
وفي حين ركزت إسرائيل منذ فترة طويلة على التفوق التكنولوجي على أعدائها، يُعتقد على نطاق واسع أنها طورت أسلحة نووية لأول مرة في الستينيات، فقد سارع الجيش بالتحول نحو أنظمة جوية ودفاعية واستخباراتية متقدمة على مدى العقدين الماضيين.
وكشفت حرب 2006 ضد حزب الله، حيث حارب المقاتلون على التلال الصخرية في جنوب لبنان، حدود تأثير القنابل والمدفعية المتفوقة في معارك مكافحة التمرد، على غرار تجربة الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.
وبدأت القيادة الإسرائيلية تعتقد أن التهديدات الرئيسية للأمن لم تعد تتمثل في الغزوات البرية كما في الحروب السابقة ضد الدول العربية، مثل مصر، والأردن، التي وقعت معها معاهدات سلام، ولكن التهديدات غير التقليدية من الصواريخ وهجمات المتمردين من الجماعات غير الحكومية، مثل حزب الله، وحماس، حسب جاغر.
ولتحقيق هذه الغاية، استثمر الجيش في القدرات الاستخباراتية والسيبرانية والدفاعية للتعامل مع التهديد الذي يمثله حزب الله وحماس، وتخفيف خطر الترسانة الصاروخية المتنامية في إيران. ونشر نظام القبة الحديدية في 2011، الذي يستهدف الصواريخ قصيرة المدى، واستثمر في تطوير أنظمة أخرى للتصدي للصواريخ الأطول مدى.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

أزمة ديون تلوح في الأفق.. هل يستطيع زعماء أوروبا الجدد إنقاذ القارة؟

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الضوء على أزمة الديون التي تلوح في الأفق بعدد من الدول الأوروبية، وسط انتخابات برلمانية جديدة، حظيت بالكثير من الوعود فيما يتعلق بتعزيز الاقتصاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومات الجديدة في أوروبا تواجه مهمة صعبة للغاية، حيث تم انتخابها على أساس إحداث تغيير، ولكن لا تتوفر لديها سوى وسائل محدودة لتنفيذه، إذ وصل الدين العام إلى مستويات قياسية.

وفي كل من فرنسا والمملكة المتحدة، ارتفع الإنفاق الحكومي وعجز الموازنة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بشكل ملحوظ عن مستويات ما قبل الجائحة، حسب "وول ستريت جورنال" والتي تشير إلى أن النمو الاقتصادي لا يزال ضعيفا، مع ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتزايد احتياجات الإنفاق العام، بدءا من الدفاع إلى معاشات التقاعد.

ويقول خبراء الاقتصاد وفق الصحيفة، إن كل ذلك يعني أنه سيكون من الضروري اتخاذ إجراءات تقشف مالي، أي خفض الإنفاق أو زيادة الضرائب.

لكن السياسيين لم يُعدوا الناخبين بذلك، بل على العكس، أشاروا إلى خطط إنفاق جريئة جديدة.

أوروبا "تتحمل العبء الأكبر".. التوتر في البحر الأحمر يعرقل الشحن يضعف التوتر في البحر الأحمر التجارة في أوروبا وبات يؤثر سلبا على الشحن إليها ما قد يهدد بتوسيع الفجوة بين القارة العجوز والولايات المتحدة على المستوى الاقتصادي، وفق تحليل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وفي فرنسا، اقترح حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، التي تظهر النتائج الأولية في الانتخابات التي جرت الأحد، أنه سيصبح ثالث أكبر كتلة برلمانية، تخفيضات ضريبية شاملة وإلغاء زيادة سن التقاعد، على الرغم من أن مسؤولي الحزب تراجعوا مؤخرا عن بعض تلك الوعود.

أما تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، اليساري الذي من المتوقع حصوله على أكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية، فيملك أجندة أكثر طموحا، تتضمن إبقاء الأسعار دون تغيير وزيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور، الأمر الذي يتطلب تقديم إعانات ورواتب أعلى، والتضحية بإيرادات الضرائب، وفقا للصحيفة.

وحذّر المحللون من أن "برلمانا معلقا" في فرنسا، أي إذا لم تتمكن الأحزاب المتنوعة من الاتفاق على تشكيل حكومة، سيؤدي إلى تأخير أي جهود للسيطرة على الدين القومي في فرنسا.

فيما لم يناقش أي حزب فرنسي، حسب "وول ستريت جورنال"، كيفية خفض العجز في الموازنة العامة، والذي يقدر بحوالي 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، والذي أدى إلى اتخاذ إجراءات تأديبية من قبل الاتحاد الأوروبي.

والشهر الماضي، أكد وزير المال الفرنسي، برونو لومير، أن بلاده ستخفض العجز العام في موازنتها إلى ما دون 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027 وذلك بعدما وبّخ الاتحاد الأوروبي فرنسا لخرقها قواعد الموازنة المتبعة في الكتلة، وفقا لوكالة فرانس برس.

عكس أوروبا.. لماذا توجهت بريطانيا "يسارًا" نحو العمّال؟ منح الناخبون البريطانيون حزب العمال (يسار وسط) الأغلبية البرلمانية في البلاد، لينتهي بذلك حكم حزب المحافظين الذي استمر لحوالي 14 عاما، في بدأ اليمين المتشدد في أوروبا يحكم قبضته وتشهد القارة "طفرة شعبوية".

أما في المملكة المتحدة، أشار حزب العمال الذي فاز بأغلبية تاريخية في الانتخابات التشريعية التي جرت، الخميس، إلى أنه سينفق المزيد على الخدمات العامة بما في ذلك هيئة الخدمات الصحية الوطنية، على الرغم من أن مقترحاته الملموسة كانت متواضعة حتى الآن.

وتضرر اقتصاد المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجائحة كوفيد والتضخم المرتفع وما نتج عنه من أزمة في القوة الشرائية.

واتهم معهد الدراسات المالية، وهو مركز أبحاث في لندن، مؤخرا جميع الأحزاب الكبرى، بما في ذلك حزب العمال، بالتهرب من خيارات اقتصادية صعبة في برامجهم الانتخابية.

وتقول كبيرة الباحثين الاقتصاديين في المعهد، إيزابيل ستوكتون: "من المتوقع أن يكون النمو مخيبا للآمال وأن تظل فوائد الدين مرتفعة. وهذه المجموعة من الأمور تبدو أسوأ من أي برلمان آخر في تاريخ المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية".

وارتفع الدين العام في المملكة المتحدة إلى 104 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام من 86 بالمئة في عام 2019 و43 بالمئة في عام 2007، حسب "وول ستريت جورنال".

ووفقا لبيانات صندوق النقد الدولي، ارتفع الدين القومي في فرنسا إلى 112 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي من 97 بالمئة في عام 2019 و65 بالمئة في عام 2007.

ونقلت الصحيفة عن كبير الاقتصاديين في مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" للأبحاث، نيل شيرينغ، قوله إن عجز الموازنات العامة يزيد حاليا بمقدار 3 نقاط مئوية عن مستويات ما قبل الجائحة عبر الاقتصادات المتقدمة الرئيسية، ويعكس ذلك جزئيا ارتفاع مدفوعات الفائدة، وزيادة الإنفاق التي لم تعد مرتبطة بالجائحة.

ويضيف: "ليس هناك مجال كبير للتوسعات المالية الكبيرة".

متجاوزة اليابان.. ألمانيا تصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم حقق الاقتصاد الياباني نموا بنسبة 1.9 في المئة العام الماضي، وفق ما أظهرت بيانات رسمية الخميس، لكن ألمانيا رغم ذلك تجاوزته لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى الانخفاض الحاد في قيمة الين.

وفي ألمانيا، التي عادة ما تكون نموذجا للاحتراز المالي، تحولت إلى عجز كبير في الميزانية، بعد أن كان تحقق فوائض في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفق "وول ستريت جورنال".

وبعد شهور من المفاوضات الصعبة، أعلن تحالف المستشار أولاف شولتس، الجمعة، أنه توصل أخيرا إلى اتفاق بشأن الميزانية للعام المقبل، إذ تضمن الاتفاق قواعد اقتراض صارمة للبلاد مع توفير بعض الإجراءات لتنشيط النمو الاقتصادي الضعيف وتعزيز الإنفاق العسكري.

وعلى الرغم من العجز المالي في إيطاليا، فإن رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، زعيمة حزب إخوان إيطاليا اليميني، تجنبت حتى الآن تمردا من قبل المستثمرين من خلال تخفيف خططها الإنفاقية واعتماد لغة تصالحية تجاه بروكسل، التي أعلنت إيطاليا، مثل فرنسا، مخالفة لإرشادات العجز.

ولكن مثال ميلوني قد لا يكون نموذجا لما يحدث، إذا تولى "الشعبويون" (القوميون)، مناصب حكومية في أي دولة أخرى، وفقا لـ"وول ستريت جورنال"، حيث جدت دراسة أجريت عام 2023 على 51 رئيسا شعبويا ورئيس وزراء بين عامي 1900 و2020 أنهم يميلون إلى التعثر اقتصاديا.

ويذكر معهد كيل للاقتصاد العالمي، وهو مركز أبحاث ألماني، أنه على مدى 15 عاما، انخفض نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي والاستهلاك بأكثر من 10 بالمئة في ظل الحكومات "الشعبوية" مقارنة بالحكومات غير الشعبوية، كما تتجه أعباء الديون والتضخم إلى الارتفاع.

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: احتجاج آلاف الإسرائيليين يشير لتزايد الاستياء من إدارة نتنياهو للحرب
  • أزمة ديون تلوح في الأفق.. هل يستطيع زعماء أوروبا الجدد إنقاذ القارة؟
  • معاريف: “إسرائيل” خسرت منذ اللحظات الأولى للحرب.. عجز لا ينتهي
  • الجيش الإسرائيلي: إطلاق حوالي 20 صاروخا من لبنان على شمال إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي: قصفنا مبنى بلدية خان يونس الذي كانت تستخدمه حماس لأغراض عسكرية
  • جنرال إسرائيلي يهاجم نتنياهو ويدعو للخروج من رفح
  • حماس تكذب مزاعم إسرائيل بوجود مقاومين بمدرسة الجاعوني
  • الأونروا: جميع سكان غزة تقريبًا باتوا نازحين وسط هجوم إسرائيلي جديد
  • “كلاب وتعذيب”.. تفاصيل مروّعة لمعتقلين داخل سجون إسرائيل
  • بايدن يتراجع أمام ترامب واستطلاع يؤكد