تشهد دولة الإمارات خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، حراكا ثقافيا حافلا بالأحداث والفعاليات التي ترسخ مكانتها كوجهة ثقافية أولى على مستوى المنطقة، ويعزز جاذبيتها للمبدعين والكتّاب والمثقفين من مختلف دول العالم.
وتستضيف الإمارات ابتداء من الغد، 5 فعاليات ثقافية كبرى تتمثل في المؤتمر الخليجي الحادي عشر للتراث والتاريخ الشفهي، والقمة الثقافية – أبوظبي 2023، والدورة الـ 13 من مؤتمر الناشرين، و الدورة الـ 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إضافة إلى أسبوع دبي للتصميم 2023.


البداية مع أعمال الدورة الحادية عشرة من المؤتمر الخليجي الحادي عشر للتراث والتاريخ الشفهي التي تنطلق غدا “الأربعاء” في منارة السعديات تحت عنوان “فنون الأداء الشعبية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتنميّة المستدامة”، بما يتماشى مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 عام الاستدامة.
ويشارك في المؤتمر 26 متخصصا، وباحثا وممارسا، وشاعرا، وحاملا لتراث فنون الأداء الشعبية الخليجية العربية، الذين يسلطون في أوراقهم البحثية الضوء على ماهية فنون الأداء الشعبيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وجهودهم المبذولة، في صون التراث والمحافظة عليه وتحقيق التنمية الثقافية المُستدامة.
ويستعرض المشاركون في أوراقهم تاريخ هذه الفنون، وخصائصها المميزة، ومدى ارتباطها في التراث الخليجي، ومقوماتها الخليجية المشتركة، وسبل صونها والمحافظة عليها وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
ويغطي المؤتمر في إطاره العام وتفاصيله اللوحة الثقافية الشاملة، علاوة على القرارات والتوصيات التي سينتهي إليها من خلال أوراق العمل المقدمة والمناقشات والجلسات الحوارية ونماذج فنون الأداء التي تزين المؤتمر بنماذج من هذه الفنون، وتعزز الأمل في وضع استراتيجية واعدة لتطويرها، وإبراز هويتها الخليجية المشتركة.
وتنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي فعاليات الدورة السادسة من القمة الثقافية – أبوظبي 2023، في منارة السعديات تحت شعار “مسألة وقت” خلال الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر الجاري، وذلك لاستكشاف تغيير علاقتنا مع الوقت وكيف يمكن للثقافة أن تبدل مفهوم العالم للوقت.
وتجمع هذه الدورة نخبة من أبرز القادة في الثقافة والفن والإعلام والسياسة والتكنولوجيا من أكثر من 90 دولة، في جلسات تتناول كيفية تحويل الوقت من الطابع الميكانيكي الذي يُميّزه في عصرنا الحالي، إلى طابع ثقافي جديد.
وتستكشف جلسات القمة الحوارية تأثير تغيير علاقتنا مع الوقت على طريقة إنتاج الثقافة وتلقيها واستهلاكها، إضافة إلى دور الثقافة – التي غالباً ما تجمع الماضي والحاضر والمستقبل- في مساعدتنا على اجتياز لحظة التغير الحاسمة هذه في طريقة تعاملنا مع الوقت.
وتطمح القمة في دورتها هذا العام إلى إيجاد طرق جديدة يمكن للثقافة من خلالها تغيير المجتمعات حول العالم، ومن ثم تحويلها إلى حلول فعلية وواقع ملموس.
وتستضيف إمارة الشارقة في الفترة من 29 -31 أكتوبر الجاري أعمال الدورة الـ 13 من “مؤتمر الناشرين” التي تناقش واقع صناعة النشر والتحديات التي تواجهها والحلول العملية للتغلب عليها، ضمن ندوات وورش عمل تتيح للمشاركين الاستفادة من الخبراء والمتخصصين في هذه الصناعة، بالإضافة إلى الإعلان عن الفائزين بـ “جائزة الشارقة لحقوق النشر”.
ويشهد المؤتمر حضور ومشاركة ناشرين ومتخصصين في صناعة الكتاب من 101 دولة الذين ستتاح لهم الفرصة لعقد صفقات تبادل شراء حقوق النشر والترجمة وتعزيز التعاون بين الوكلاء الأدبيين في التعريف بالإنتاج الأدبي والمعرفي في مختلف البلدان واللغات، واكتساب خبرات التسويق وبيع الحقوق الأدبية وتطبيق رؤى خبراء النشر وتوصياتهم في هذا المجال لتنعكس بصورة إيجابية على مختلف أطراف عملية النشر من الكتاب والناشرين والمترجمين والوكلاء الأدبيين ومجتمع القراء.
وفي الأول من نوفمبر المقبل، سيكون المثقفون حول العالم على موعد مع الدورة الثانية والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي أصبح واحدا من أهم المنجزات الثقافية العربية خلال السنوات الخمسين الماضية، حيث شكل منصة للناشرين ومنتجي الكتاب وأصحاب المكتبات للازدهار وبناء الشراكات وتوثيق العلاقة مع الجمهور، كما فتح للثقافة العربية نوافذ مستقبلية لتحديد مسارها والوصول إلى شرائح أوسع من المجتمع.
وتحل جمهورية كوريا كضيف شرف هذا العام في المعرض حيث تعد الثقافة الكورية واحدة من أقدم الثقافات المستمرة في العالم وأكثرها ثراء، كما تمثل نموذجا ملهما للنجاح في المزج المبدع والمستدام بين التراث القديم والثقافة الحديثة، وهو النموذج الذي يحظى باهتمام كبير من المدن الثقافية العربية بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص والتي حلت ضيف شرف على معرض سيئول الدولي للكتاب في دورته الـ65 في الفترة من 14 – 18 من يونيو الماضي.
وفي إمارة دبي تنطلق فعاليات النسخة التاسعة من أسبوع دبي للتصميم 2023، خلال الفترة من 7 إلى 12 نوفمبر المقبل، في حي دبي للتصميم «d3» بمشاركة أكثر من 500 مصمّم من 40 دولة.
ويستضيف الحدث عدداً من الفعاليات والمعارض والجلسات الحوارية وورش العمل، إضافة إلى مشاريع وتجارب تصميم أخرى مبتكرة، مع التركيز على كيفية تلاقي عناصر الابتكار والإبداع في التصميم والعلوم والتكنولوجيا لإعادة استخدام المواد التقليدية، وإعادة تصور أشكال وتصاميم جديدة من شأنها تعزيز الممارسات المستدامة.
ويشهد الحدث عودة معرضه الشهير “أبواب”، الذي يشكل منصة لمواهب التصميم الإقليمية من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، كما تعود مسابقة التصميم “أشغال مدنية” التي تستقبل مقترحات المصممين والمهندسين المعماريين ومشاريعهم لتصاميم أثاث خارجي مبتكر في المناطق العامة.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فنون الأداء الفترة من

إقرأ أيضاً:

الحكيم العالمي سادغورو يشيد بدور الإمارات في تعزيز رفاهية الإنسان

أبوظبي - وام
أشاد سادغورو، الحكيم العالمي ومعلم اليوغا بدور دولة الإمارات في دعم رفاهية الإنسان، وتعزيز ممارسات اليوغا في المنطقة، مؤكداً على التحول الكبير الذي شهدته الدولة من صحراء قاحلة إلى مركز تجاري وثقافي عالمي.
وأوضح سادغورو في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام» على هامش «مهرجان كيان للعافية»، أن الإمارات قبل خمسين عاماً كانت تشهد واقعًا قاحلًا وصحراويًا يصعب تصوره في الوقت الحالي و لم يكن هناك أي تصوّر بأن هذا المكان سيشهد تحولًا جذريًا في المستقبل.
وأضاف أن الإمارات استطاعت أن تحقق نجاحاً غير مسبوق بوصفها مركزاً تجارياً عالمياً، ومركزا ثقافيا رائدا أيضا ما جعلها مركز جذب للناس من أنحاء العالم، سواء في مجالات الأعمال أو الثقافة أو السياحة.
و أثنى الحكيم على الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للرفاهية، معتبرًا أن هذا النهج الذي تتبعه الدولة يعد خطوة عظيمة ورائعة وأكد أن الهدف الأسمى لكل ما يتم القيام به في الإمارات هو رفاهية الإنسان.
وتطرق سادغورو إلى التغيرات البيئية التي شهدتها الإمارات مشيرًا إلى أن الطقس في الدولة أصبح مثاليًا وأكد أنه لم يكن أحد ليصدق أن هذه الأرض الصحراوية يمكن أن تتحول إلى مكان مزدهر بهذه الطريقة.
وفيما يتعلق باليوغا، أكد سادغورو أن اليوغا لا تقتصر فقط على التمارين الجسدية كما يظن الكثيرون، بل تعد مفهوما شاملا يشير إلى الاتحاد بين الإنسان وكل ما يحيط به وقال: “إذا كنت تتنفس، فأنت في اليوغا لأن هذه هي الاتحاد”.. موضحا أن اليوغا تتضمن وعيًا بالاتصال العميق بين الإنسان والبيئة المحيطة به وأشار إلى أن الإنسان في حالة من الاتحاد المستمر مع الطبيعة من خلال عملية التنفس ونوه إلى أن العديد من الناس يمارسون اليوغا في حياتهم اليومية وهم لا يشعرون من خلال أنشطة مثل التنفس وتناول الطعام موضحاً أن الوعي الكامل بهذه الأنشطة اليومية يجعلها جزءًا من اليوغا الحقيقية وقال إن ما كان طينًا بالأمس يصبح طعامًا اليوم ويتحول إلى جزء من الإنسان في اليوم التالي وأكد أن هذه الممارسات تمثل اليوغا الحقيقية عندما تتم ممارستها بوعي كامل.
وشدد الحكيم العالمي على أن الرفاهية لا يمكن أن تتحقق إلا عندما يتم فهمها بشكل كامل على أنها تبدأ من الداخل، وليس من خلال ترتيب المحيط أو الأثاث، موضحاً أن السبيل الوحيد لتحقيق الرفاهية هو من خلال البحث الداخلي عن التوازن والوعي الشخصي.

مقالات مشابهة

  • ممثل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يقدم واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز
  • الحكيم العالمي سادغورو يشيد بدور الإمارات في تعزيز رفاهية الإنسان
  • الإمارات لاعب رئيسي في المشهد الإعلامي العالمي
  • «العائلة» تتصدر المشهد في معرض الكتاب.. صور تذكارية وأجواء مبهجة
  • الإمارات تعزز مكانتها لاعباً رئيسياً في المشهد الإعلامي العالمي
  • الإسماعيلية تتصدر المشهد والآلاف من المواطنيين يتوجهون لمعبر رفح
  • الإمارات مركز الفعاليات والأحداث العالمية في فبراير 2025
  • “الوطنية لحقوق الإنسان” تشارك في الدورة الـ 27 للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بصفة مراقب
  • وزير التسامح يبحث مع وفد أوزبكي تعزيز قيم السلام العالمي
  • الدورة التاسعة لجوائز مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية