محمد الضيف.. تحول من عاشق للفن والتمثيل والمسرح إلى القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، والذي تلاحقه أجهزة المخابرات الإسرائيلية، حيث تحاول الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للاحتلال اصطياده بشتى الطرق منذ نحو 3 عقود، إنه القائد محمد الضيف، والذي يعد الهدف الأول لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

نشأة محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام

هو محمد دياب إبراهيم المصري، وكنيته «أبو خالد»، ولقبه «محمد الضيف»، نشأ في أسرة فقيرة للغاية، وولد في غزة عام 1965، ونجا من محاولات اغتيال إسرائيلية تسببت له في إصابات بالغة، وقُتل عدد من أفراد عائلته في إحدى محاولات تصفيته، ويعتبر «الضيف» من أسرة فلسطينية لاجئة هُجرت عام 1948 من قرية كوكبا الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة عقب النكبة الفلسطينية، وعاشت في مخيم خان يونس للاجئين، ولا تزال فيه حتى الآن.

عمل محمد الضيف مع والده في الغزل والتنجيد، كما أنشأ مزرعة للدواجن، وعمل سائقاً قبل أن يصبح مطلوباً لإسرائيل، واضطر في بعض الأحيان للتوقف عن الدراسة من أجل مساعدة أسرته، وحصل الضيف على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الإسلامية بغزة عام 1988، وكانت له أنشطة فنية إبان دراسته الجامعية، وعُرف عنه حبه للتمثيل والمسرح، وشكّل فرقة فنية لهذا الغرض.

ومنذ بداية حياته كان الضيف ناشطاً بالجماعات الإسلامية في غزة، وكان أحد أعضاء الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس، وعضواً ناشط بجماعة الإخوان المسلمين، التي كانت في بداية انتشارها بالقطاع مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، ولُقب القائد العام لكتائب القسام بـ «الضيف» بسبب تواجده في الضفة الغربية لفترة من الزمن ساهم خلالها في بناء الجناح المسلح لحماس بالضفة، فيما ذكرت بعض الروايات أن التسمية تعود إلى عدم استقراره في مكان واحد، وتنقله كثيراً لاعتبارات أمنية.

محمد الضيفرحلة محمد الضيف في سجون الاحتلال

وقضى محمد الضيف 16 شهراً في السجون الإسرائيلية دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ حماس، والذي أسسه القيادي بالحركة صلاح شحادة، ثم أفرج عنه لاحقاً، ولم تذكر أي من المصادر أنه تعرض للاعتقال مرة أخرى، إلا أن إسرائيل حاولت اغتياله مرات عدة، لكنها فشلت في كل مرة، وأرجعت فشلها إلى أنه لديه حرص شديد على الابتعاد ومحاط بالكثير من الغموض.

ويأتي عام 2002 بأصعب محاولات الاغتيال التي تعرض لها محمد الضيف، والتي نجا منها بأعجوبة، لكنه فقد إحدى عينيه، فيما تقول إسرائيل إنه خسر إحدى قدميه أيضاً وإحدى يديه، وأن لديه صعوبة في الكلام، بسبب تعرضه لأكثر من محاولة اغتيال، لكن لم يؤكد ذلك أي مصدر فلسطيني.

وتكررت محاولات الجيش الإسرائيلي لاغتيال الضيف والتخص منه، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل وعام 2014 وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، واستمرت أكثر من 50 يوماً أخفق الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف أيضاً، إلا أنه قتل زوجته واثنين من أطفاله، بالإضافة إلى 15 آخرين، ودمر المنطقة المستهدفة بالكامل.

وخلال حرب مايو 2021، والتي استمرت 11 يوماً فشل الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف مرتين، بعد أن حاول الوصول إليه سواء بقصف مناطق عسكرية ومدنية ومواقع تحت الأرض لحماس.

محمد الضيفحقائق عن محمد الضيف قائد عملية طوفان الأقصى

يُعرف عن «الضيف» أنه لا يستخدم وسائل التكنولوجيا، ولا يظهر في الأماكن العامة، وتحركاته محسوبة بدقة شديدة، ويظهر فقط في الأوقات الحرجة وتحديداً خلال الحروب التي تخوضها حماس ضد إسرائيل، ولا تتوفر الكثير من المعلومات عن «الضيف»، كما أن الصور المتوفرة له تعود لسنوات بعيدة، بما فيها صورة هويته الشخصية وصورة قديمة له خلال اعتقاله في السجون الإسرائيلية في عام 1989، خلال الضربة الأولى التي وجهتها إسرائيل لحركة حماس والتي اعتقل فيها مؤسس الحركة أحمد ياسين.

والجدير بالذكر أن «الضيف» يكتفي دائماً بالتسجيلات الصوتية، ولا يظهر إعلامياً إلّا بصورة معتمة، للدرجة التي بات يعرف فيها باسم «الشبح»، وسبق أن ظهر صوتياً في 2014، و2021، والسبت الماضي عندما أعلن بدء عملية «طوفان الأقصى».

اقرأ أيضاً«جمعة طوفان الأقصى» حماس تعلن النفير العام الجمعة المقبلة

خناقات وصراخ في اجتماع حكومة الاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى

طوفان الأقصى.. كندة علوش: لنا الهتاف والحماس والدعاء والصلاة من وراء الشاشات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الضيف القسام حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة حماس حماس طوفان طوفان الأقصى طوفان الاقصى عز الدين القسام غزة قطاع غزة كتائب القسام محمد الضيف محمد الضیف

إقرأ أيضاً:

حماس تطالب بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء جريمة التجويع الممنهج في غزة

يمانيون../
أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الثلاثاء، أن استمرار العدو الإسرائيلي في استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة؛ يمثّل استخفافاً بالمجتمع الدولي والقيم والقوانين الإنسانية، وتحدّياً للمؤسسات الدولية، وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية التي تعقد جلسات استماع مخصصة لالتزامات الاحتلال الإنسانية.

وقالت الحركة في بيان صحفي “لقد أكّدت التصريحات التي أدلى بها المفوض العام لوكالة ” الأونروا” فيليب لازاريني والتي كشف فيها استخدام جيش الاحتلال لموظفي الوكالة كدروع بشرية أثناء اعتقالهم؛ وحشية هذا الكيان المارق عن القيم الإنسانية، وكسره لكافة مستويات الإجرام، واستهدافه المتعمّد والممنهج للمنظمات الإنسانية العاملة في القطاع”.

ودعت دول العالم كافة، ومؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن، إلى الانحياز إلى قيم الإنسانية والعدالة، والضغط على الاحتلال لرفع الحصار المطبق المفروض على أكثر من مليونين وربع المليون إنسان في قطاع غزة، وإنهاء جريمة التجويع الممنهج المستمرة أمام سمع وبصر العالم.

وجددت نداءها إلى الدول العربية والإسلامية وشعوبها، وأحرار العالم، إلى التحرك العاجل لإغاثة أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، والتحرك على كافة المستويات لفرض فتح المعابر وإدخال المساعدات ومواد الإغاثة، ودعم وإسناد صمود شعبنا على أرضه.

ولليوم الستين على التوالي؛ يواصل جيش الاحتلال حصاره المطبق لقطاع غزة، مغلقاً كل المنافذ أمام المواد الضرورية للحياة، من غذاء وماء ودواء ووقود، فيما تشتد فصول المجاعة مع نفاد مخزونات الغذاء واستهدافها بالقصف، وذلك ضمن حرب الإبادة الوحشية التي يشنها على القطاع، وخطواته الممنهجة لتدمير كل مقومات الحياة فيه.

مقالات مشابهة

  • كتائب القسام تكشف تفاصيل عملية مركبة غرب رفح
  • نتنياهو يثير غضب الإسرائيلي بتصريح إنتقامي
  • عاجل. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لا يستبعد توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة ويتوعد بتدمير حماس
  • ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • حماس تطالب بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء جريمة التجويع الممنهج في غزة
  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
  • الجيش الإسرائيلي يحشد "ألوية احتياط" للقتال في غزة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الضيف وضيفه