طوفان الأقصى.. تسونامي بوجه الغطرسة الإسرائيلية والداعمين لها من الخلف!!
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
جاءت عملية "طوفان الأقصى" كتسونامي كاسح لكل من يحاول الوقوف في وجهه، بدءاً بالمتعجرفين الصهاينة، ثم كاسحاً للداعمين بكل صفاقة للاحتلال الغاشم وعلى رأسهم الساكن في البيت الأبيض! كما كانت عملية طوفان الأقصى تسونامي لأصحاب الملامح الباردة من رعاة السلام المزعومين والمتواطئين على التنكيل بالفلسطينيين المحاصرين في غزة والمعتدى عليهم -المرابطين- في القدس الشريف، كذلك جاء طوفان الأقصى كاسحاً في وجه الساسة المنسّقين أمنياً مع الاحتلال وعلى رأسهم "محمود عباس" الجاثم على صدر القضية الفلسطينية عقوداً كئيبة! ولقد كان حقا -تسونامي- جارفاً في وجه المُطبّعين والمُبشّرين بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، رغم أنف شعوبهم، قائلة لهم: هذه إسرائيل التي تتمسحون في قوتها العسكرية وتقدمها التكنولوجي، لا تستطيع حتى الدفاع عن جنودها وقادتها!
إن عملية الخداع الاستراتيجي للمقاومة في سبيل الإعداد وصولاً لساعة الصفر التي انطلقت منها العملية، كان لها دورها الكبير في فقدان الاتزان للجيش الإسرائيلي.
عنصر المفاجأة والمباغتة الذي استخدمته المقاومة في إدارتها للعملية الكبيرة كان فوق كل احتمال، وحقا لقد أفقد الطوفان الصهاينة حالة الاتزان وأفقدهم كذلك هيبتهم أمام شعبهم وجنودهم بل وأصدقائهم! وظهروا عاجزين أمام الطوفان لساعات طوال! لا تعرف القيادات السياسية والأمنية والاستخباراتية ماذا تفعل بل وماذا تقول
ولقد صرّح مصدر مقرب من حماس لوكالة "رويترز" أن الحركة تعمّدت خداع إسرائيل بأنها غير مستعدة لأي مغامرة عسكرية، وأن زعيمها في غزة "يحيى السنوار" كان مهتماً بإدارة شئون القطاع أكثر من الدخول في أي صراعات، وأن حماس معنية بالتسهيلات والمنافع الاقتصادية وليس بالصراع! حتى قارن بعض المحللين بين براعة التنفيذ لعملية الخداع في طوفان الأقصى وبين عملية الخداع التي تمت في عيد الغفران إبان حرب أكتوبر عام 1973، وأسماها آخرون بـ"عيد الغفران2"!
إن عنصر المفاجأة والمباغتة الذي استخدمته المقاومة في إدارتها للعملية الكبيرة كان فوق كل احتمال، وحقا لقد أفقد الطوفان الصهاينة حالة الاتزان وأفقدهم كذلك هيبتهم أمام شعبهم وجنودهم بل وأصدقائهم! وظهروا عاجزين أمام الطوفان لساعات طوال! لا تعرف القيادات السياسية والأمنية والاستخباراتية ماذا تفعل بل وماذا تقول!..
ومهما كانت ردة الفعل للصهاينة من هدم وحرق وتدمير للبنية التحتية للقطاع، حتى باتوا يقصفون غزة بأهلها وبناياتها دون إنذار مسبق بل ويتعمدون قصف المستشفيات والأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، ليزيدوا من أوجاع القطاع كله وليعيدوا الثقة المفقودة لجنودهم، وليخففوا من هول المفاجأة التي فاقت كل عمليات الماضي التي خاضها الكيان المغتصب منذ زرعه في المنطقة العربية بالوعد المشئوم لوزير خارجية بريطانيا الصهيوني "بلفور".. فلن تتغير المعادلة التي فرضتها المقاومة على الأرض والتي أنتجت واقعا جديداً مفاده أن الحق لا يجدي نفعا دون قوة تحميه، وأن الباطل هش مهما انتفخت أوداجه حتى مع الدعم السخي الذي أعلنته الإدارة الأمريكية الصهيونية -باعتراف بايدن- بإرسالها أكبر حاملة للطائرات (يو اس فورد) فلن تعالج فقدان الهيبة والسمعة التي تمرغّت إسرائيل في وحله، على أيدي جماعة محاصرة منذ سبعة عشر عاما براً وبحراً وجواً في أكبر سجن على كوكب الأرض..
لن تتغير المعادلة التي فرضتها المقاومة على الأرض والتي أنتجت واقعا جديداً مفاده أن الحق لا يجدي نفعا دون قوة تحميه، وأن الباطل هش مهما انتفخت أوداجه حتى مع الدعم السخي الذي أعلنته الإدارة الأمريكية الصهيونية -باعتراف بايدن- بإرسالها أكبر حاملة للطائرات (يو اس فورد) فلن تعالج فقدان الهيبة والسمعة التي تمرغّت إسرائيل في وحله، على أيدي جماعة محاصرة منذ سبعة عشر عاما براً وبحراً وجواً في أكبر سجن على كوكب الأرض
جاءت عملية طوفان الأقصى لتثبت أن المقاومة لم تمتلك الإرادة والعقيدة فقط، ولكنها امتلكت أيضا القدرة والكفاءة للقيام بمثل تلك العمليات الكبيرة، حتى جاء التنفيذ في صبيحة يوم السبت الماضي، وانطلاق قوة من النخبة قوامها 1000 مقاتل يقتحمون 11 مستوطنة في وقت واحد وبعمق وصل إلى 40 كيلومترا، إضافة إلى النجاح في الحفاظ على عنصر السرية لتتوارى المقاومة بتجهيزاتها عن أعين المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) وأعين جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وحتى عن أعين أجهزة مخابرات بعض "الأشقاء" في المنطقة! وأخيرا عن جهاز المخابرات الأمريكية (سي أي إيه) لِيُفَاجأوا جميعا بالأمر صبيحة يوم السبت (7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023)..
وجهت عملية طوفان الأقصى صفعة شديدة ومدوّية على وجه الاحتلال الرافض للمفاوضات من أجل إجراء عملية تبادل للأسرى الفلسطينيين في مقابل 4 من الأسرى الإسرائيليين في قبضة المقاومة، والآن لا أكاد أخال أن المقاومة لن ترضى بأقل من تحرير جميع الأسرى على اختلاف انتماءاتهم! بل وستدرج في المفاوضات أشياء لا يعلم أحد إلى أي مدى ستكون الشروط قاسية في وقعها على الاحتلال وعلى داعميه!
أخيرا.. كشفت عملية "طوفان الأقصى" قبح وجه ما يسمى بالمجتمع الدولي ونفاقه الفجّ، وكذبه في ادعائه الغضب من تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة وفيها "بن غفير"، صاحب الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى ووعيده بالتنكيل والتضييق على الأسرى الفلسطينيين، وكشفت كذلك ضعف العرب وتحولهم دوما إلى مقاعد المشاهدين لما يحدث في منطقتهم ومقدساتهم، ناهيك عن تحول بعضهم إلى خادم في بلاط الصهيونية وراعٍ لمخططاتهم دون حياء أو خجل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينية إسرائيل المقاومة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
حين يقابَــلُ الحصارُ بالحصار والقصفُ بالقصف
علي راوع
يدخل اليمنيون رمضان هذا العام وهم يحملون في قلوبهم جراح الأُمَّــة، جراح غزة التي تستمر في النزف تحت وطأة العدوان الصهيوني الغاشم. فالمشاهد القادمة من هناك ليست مُجَـرّد أخبار عابرة، بل هي صرخات ألم واستغاثات شعب يواجه الإبادة الجماعية، في ظل حصار خانق يهدف إلى تركهم بين الموت جوعًا أَو القتل بالقصف الوحشي.
وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن للشعب اليمني وقائده السيد عبدالملك الحوثي أن يقفوا موقف المتفرج، فالصمت في مثل هذه الأوقات خذلان، والخذلان خيانة للأخوة والدين والمبادئ. لقد أصبح واضحًا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وأن المعادلة يجب أن تتغير، فكما يحاصرون غزة، يجب أن يحاصروا، وكما يقصفون المدنيين العزل، يجب أن يشعروا بلهيب الردع.
رمضان لم يكن يومًا شهر الخمول أَو الاستسلام، بل هو شهر الجهاد والانتصارات الكبرى في تاريخ الأُمَّــة. من بدر إلى حطين، ومن عين جالوت إلى انتصارات المقاومة في العصر الحديث، كان هذا الشهر محطة فاصلة في مسيرة التحرّر من الطغيان والاستعمار. واليوم، يواصل اليمن مسيرته في خط المواجهة، حَيثُ تقف قواته البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسيّر كسدٍ منيع أمام أطماع العدوّ، معلنين أن استهداف السفن الإسرائيلية وشركاتها في البحر الأحمر لن يتوقف حتى ينتهي العدوان على غزة.
لم يعد اليمن بعيدًا عن المعركة، بل أصبح قلبها النابض، فرسالته للعالم واضحة: لا يمكن أن يصوم اليمنيون عن نصرة غزة، ولا يمكن أن تظل الموانئ الصهيونية آمنة بينما يموت أطفال فلسطين تحت الركام. فكما استهدفت ضربات صنعاء الاقتصادية العمق الإسرائيلي، فَــإنَّها كشفت هشاشة العدوّ وأربكت حساباته، وجعلته يدرك أن كلفة الاستمرار في العدوان باتت أعلى من قدرته على التحمل.
لقد بات واضحًا أن الحصار الذي يفرضه العدوّ على غزة لن يمر دون رد، وأن القصف الذي يطال الأبرياء لن يبقى دون عقاب. فاليمن، الذي عرف الحصار والمعاناة طيلة السنوات الماضية، يعلم جيِّدًا ما يعنيه الجوع والحرمان، لكنه أَيْـضًا تعلم كيف يحول المعاناة إلى قوة، وكيف يجعل من الحصار وسيلة لتركيع العدوّ بدلًا عن أن يكون أدَاة لخنقه.
إن الرسالة التي يبعث بها اليمن اليوم، ليست مُجَـرّد شعارات، بل هي خطوات عملية بدأت بالفعل، وما زالت تتصاعد. فإغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية والشركات الداعمة لها لم يكن سوى البداية، والقادم سيكون أشد تأثيرا إن استمر العدوان. إن ما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد تضامن، بل هو شراكة حقيقية في معركة المصير، حَيثُ تقف صنعاء وغزة في خندق واحد، وتواجهان نفس العدوّ الذي يسعى إلى كسر إرادَة الشعوب وإخضاعها لمخطّطاته الاستعمارية.
لم يكن رمضان يومًا شهرَ الاستسلام، بل هو شهر العزة والصمود، واليوم يُكتب تاريخ جديد بمداد المقاومة. ففي الوقت الذي يسعى فيه العدوّ لتركيع غزة وإبادتها، يقف اليمن ومعه محور المقاومة ليقول: لن تكونوا وحدكم، ولن يكون رمضان شهر الخضوع بل شهر النصر.
اليوم، يثبت اليمن من جديد أن قضية فلسطين ليست مُجَـرّد شعار، بل هي التزام ديني وأخلاقي، وأنه مهما بلغت التضحيات، فَــإنَّ القضية لن تُنسى، ولن يُترك أهل غزة يواجهون الموت وحدهم. فكما عاهد السيد عبدالملك الحوثي الشعب الفلسطيني على المضي في دعم المقاومة، فَــإنَّ هذا العهد يُترجم إلى أفعال، وإلى عمليات ميدانية تعيد للعدو حساباته، وتجعل من البحر الأحمر مقبرة لمشاريعه الاقتصادية والعسكرية.
إنها معادلة جديدة تُرسم بدماء الشهداء، وبإرادَة لا تلين، لتؤكّـد أن الأُمَّــة التي تصوم عن الطعام، لا تصوم عن الكرامة، وأن رمضان لن يكون شهر الركوع، بل سيكون شهر الردع والانتصار.