مكتب نتنياهو ينفي تلقى تحذيرا من مصر بشأن عملية "طوفان الأقصى"
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
عواصم - الوكالات
نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صحة التقرير التي تحدثت عن تلقي نتنياهو تحذريا من المخابرات المصرية حول خطط حركة "حماس" قبل 10 ايام من بدء عملية "طوفان الأقصى".
وجاء تصريح مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية ردا على تقرير نشرته وسائل إعلام عبرية تحدثت فيه تلقي نتنياهو تحذيرات رئيس المخابرات المصرية عباس كامل من "شيء غير عادي من اتجاه غزة"، على وشك الحدوث.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه بالرغم من الرسالة التي تلقتها تل أبيب، فإن إسرائيل واصلت التركيز على الوضع في الضفة الغربية وقللت من أهمية التهديد القادم من غزة.
وقال مكتب نتنياهو إن ما نشر عن أن الأخير تلقى رسالة أولية من مصر هو كذب محض، ولم تصل أي رسالة أولية من مصر ولم يتحدث رئيس الوزراء أو يلتقي بالمخابرات المصرية، منذ تشكيل الحكومة لا بشكل غير مباشر أو بشكل مباشر، وهذا خبر كاذب مطلق.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصدر مصري قوله: "لقد حذرناهم من أن الوضع سوف ينفجر قريبا، قريبا جدا، وأنه سيكون هائلا. لكنهم قللوا من قيمة تحذيراتنا".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي
مما لا شك فيه أن معركة “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها في السابع من أُكتوبر من عام 2023م قد حقّقت مكتسباتٍ عديدةً على المستوى الفلسطيني والمستوى العربي وكذلك على المستوى الدولي.
فعلى المستوى الفلسطيني أعادت هذه المعركة للمقاومة المسلحة دورَها في الساحة وزخمها الشعبي.
وعلى المستوى العربي تمت عرقلة سير عجلة التطبيع التي كانت قد بدأت منذ التطبيع المصري مع الكيان الصهيوني وتوسعت في فترة ترمب السابقة واستمرت في عهد بايدن، وكانت كثيرٌ من الدول العربية تنتظر أن تلتحق السعوديّة بركب المطبِّعين فيلتحقون بها وكانت على وشك القيام بذلك.
وكذلك كشفت معركة “طوفان الأقصى” حجمَ التغلغل الصهيوني بين النخب السياسية والثقافية العربية والتي كانت تعمل على جَرِّ الأُمَّــة إلى جانب المطبِّعين، فقد كانت تصول وتجول في معظم القنوات العربية الرسمية وفي مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للتطبيع وتقديم العدوّ الصهيوني كحَمَلٍ وديع يحب العرب وعلى العرب أن يتجاوبوا معه، وخلال الحرب انكشف كذبُ وتدليس تلك النخب بعد أن رأى العالم الجرائم الصهيونية في حق سكان غزة، وتم إعادة القضية الفلسطينية إلى أذهان الأُمَّــة العربية والإسلامية.
وأما على المستوى الدولي نجحت معركة “طوفان الأقصى” في التأثير على الرأي العام العالمي من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الكثير من المؤثرين العالميين مع القضية الفلسطينية، ومن خلال مواكبة وسائل الإعلام للأحداث في غزة ونقلها لما يجري بشكل مباشر؛ ونتيجةً لتلك التأثيرات خرجت المظاهراتُ في معظم المدن الأُورُوبية والأمريكية؛ دعماً للفلسطينيين في غزة، وتحَرّك طلاب الجامعات الأمريكية والأُورُوبية في مظاهرات واعتصامات وقوفاً مع سكان غزة، واعتبر البعض تلك التحَرُّكات التي استمرت حتى توقفت الحرب بداية لتغيير الرأي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية.
ولكن يجب أن نعيَ أن العدوّ الصهيوني -بدعم من أمريكا وأُورُوبا- يعمل منذ عشرات السنيين على تثبيت كيانه في الأراضي العربية الفلسطينية، ولن يسمح للفلسطينيين بالاستفادة من المكاسب التي حقّقتها معركة “طوفان الأقصى”، وسيعمل بكل إمْكَانياته وقدراته الفائقة على إعادة السردية الصهيونية إلى الأذهان؛ ولذلك على الشعوب العربية والإسلامية أن تقفَ إلى جوار المقاومة الفلسطينية للمحافظة على تلك المكاسب وتطويرها بكافة الطرق المتاحة، ولا تنتظر أيَّ تحَرّك من النظام العربي الرسمي الذي يقفُ إلى جانب العدوّ الصهيوني في هذه المرحلة رغم الإهانات التي يتلقاها.