حضر صاحب الغبطة ثيودورس الثاني، القداس الإلهي في دير القديس سابا البطريركي التاريخي بالإسكندرية بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2023-2024 في مدرسة "القديس أثناسيوس الكبير" البطريركية، للطلبة الأفارقة.

بعد القداس الإلهي بارك البابا ثيودروس الطلبة الجدد الذبن أتوا من عدة إبراشيات للبطريركية في إفريقيا.

وخلال عظته القصيرة، وجه غبطته النصائح والتمنيات الأبوية للطلاب الأفارقة الشباب، وأكد لهم أنه سيعتني بنفسه ومع الله بمسارهم المستقبلي، بخدمتهم الكهنوتية المستقبلية بعد تخرجهم وعودتهم إلى مسقط رأسهم.

كما شكر مدير مدرسة الأرشمندريت إسحق تسابوغلو والأساتذة على خدمتهم المضنية والضميرية للطلاب، " الذين هم مستقبل كنيستنا الأرثوذكسية في إفريقيا المستقبل، إفريقيا التي طالت معاناتها "، كما أشار غبطته.

في كلمة لمدير مدرسة الأرشمندريت إسحق توجه إلى البابا ثيودروس قائلًا: "لقد حان الوقت الذي، برغبة ومباركة غبطتكم، تبدأ فترة تعليمية جديدة من الدورات والندوات الإرشادية، في مدرسة الكرسي البطريركية، مدرسة "القديس أثناسيوس الكبير" في دير القديس سابا البطريركي.

هذه التي تصورتها وأنشأتها، يا صاحب الغبطة، على خطى أسلافك العظماء الذين أسسوا، من وقت لآخر، مدارس الإسكندرية الشهيرة، التي سعوا إليها في عصرهم.

استجابة لندائكم، سنقوم جميعًا، معلمين وإكليروس وموظفين في المدرسة، بتوفير المعرفة اللازمة لطلابنا، مع الحقائق والاحتياجات السائدة اليوم، في الكنائس المحلية والمستويات التبشيرية في البلدان الأفريقية.

هؤلاء الشباب الطامحون، هنا في وسط مقر البطريركية، حيث ينبض قلب العمل التنسيقي للرسالة، سيكتسبون المعرفة الضرورية الصريحة والضمنية، والتي، رغم أنها صريحة، تتعلق بالكلمة المكتوبة والمنطوقة، والتعمق في المعرفة. في كلمة الله وفي كتابات آباء كنيستنا وغير المعلن عنها، مع الخبرة المكتسبة في الأعمال الطقسية.

الشرط الأساسي هو أن يتعلموا اللغة اليونانية. ليس بمعنى الاضطرابات الوطنية والغطرسة أو الغزو الاستعماري، لإذلال وإلغاء ثقافة وعادات وأخلاق كل قبيلة وبلد في القارة الأفريقية، من جانب بطريركية الإسكندرية الأرثوذكسية للروم الأرثوذكس. لكن لأن اللغة اليونانية تمكننا من تفسير كيان الله ومشيئته. وهكذا تم وضع العقائد والقواعد التي يتألف منها دستور الإيمان المسيحي، ليس بمعنى النظام الثيوقراطي، بل بمعنى حقيقة تكمن في علاقة الله بالإنسان، المتعلقة بإعلان الله للإنسان.

وكان الآباء قادرين على تفسير هذا "الكائن"، لأنهم كانوا على دراية بالتعليم والكتابة اليونانية.

إن محدودية المفاهيم أدت إلى عدم قدرة بعض العلماء، الذين لا يستهان بهم في معرفتهم، على تفسير وفهم أسرار الله، وبالتالي الابتعاد عن حقيقة الإنجيل والكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية.

لقد عرف الآباء العظماء كيف يفسرون ويخترقون كل كلمة، ومستشعر، ونقطة ونقطة من كلمة الله، مستنيرين بالروح القدس، وكانوا قادرين على شرح أشياء الله التي لا يمكن التعبير عنها وجعلتها واضحة. كل شيء واضح الآن. أي شخص يريد تقديم شيء جديد، من المرجح أن يحدث ضجيجًا أكثر من الاستفادة.

هؤلاء الطلاب القادمون إلى مركز كنيسة الإسكندرية مدعوون لدراسة وفهم تعليم الآب من خلال التعليم اليوناني، في حدود قدراتهم. ولهذا السبب من الضروري التساهل من جانب المعلمين. وتطعيم تعليمنا في تعليمهم، بإرشاد ربنا "تلمذوا الأمم دائمًا".

اسمحوا لي، يا صاحب الغبطة، في هذه اللحظة الصعبة التي تمر بها بطريركتنا، وأشير إلى الغزو الروحي. أيتها الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة، أن تصبح المدرسة الحضانة حيث هؤلاء الطلاب الشباب المفعمون بالأمل والواعدة، يعرفون ويحبون ويجمعون من المركز الدعم والدعم الكامل الذي يجب أن يكون مناسبًا، حتى لا ينحرفوا عن الكنيسة الأم.

نحن نعرف قلقك. نحن نعلم الألم الذي يسببه هذا الغزو، لك أولًا بصفتك الرئيس والأب، وكذلك لجميع أعضاء التسلسل الهرمي.

ومع ذلك، فإننا نعلم ثقتكم في إله الرحمة والعدالة المحب للبشر، ومن خلال صلواتكم نأمل أن تكون هناك نهاية سعيدة، ما دام أن الضالين يفهمون أن كنيسة الإسكندرية هي المرفأ الآمن، فهنا هناك السلامة، يسهر الراعي، لا من أجل أشياء مادية سريعة الزوال ومصالح أنانية، بل من أجل الحق الذي يؤدي إلى خلاص النفس.

أولئك الذين أعماهم الذهب لا يرون المسيح. لقد طغى عليهم ظلهم وفي مرحلة ما سوف يتعثرون.

هذا هو المكان الذي يجب أن تنير فيه منارة الإسكندرية الظلام. ولا ننسى أنه بفضل الآباء السكندريين، تأسست عقيدة كنيستنا، ووضعت أسس الإيمان التي لا تتزعزع.

وها هي كنيسة الإسكندرية تأتي بهذه المدرسة وبإشرافكم العالي ومباركتكم لتعليم ما تدعو إليه الكنيسة.

صاحب الغبطة، بارك هذه السنة الدراسية الجديدة، حتى يملأ الروح القدس عقول وقلوب جميع الذين يعملون في عمل الله والرسالة. قد يكون هناك كدح، وقد نواجه صعوبات، وأحداث غير متوقعة، ولكن الفرحة والرضا ستكون بالتأكيد عندما يعود هؤلاء الأطفال إلى أوطانهم، وسيشهدون على ما سيحصدونه، وسيقولون كلمة شكر، لكل من وساهموا في تربيتهم الدنيوية وفي دعمهم الروحي.

يُشار إلى أن المدرسة البطريركية بالإسكندرية التاريخية أعيد تأسيسها خلال العام الدراسي 2007 – 2008، بعد 470 عامًا، وذلك لإخراج الكوادر المؤهلة للعمل التبشيري للكرسي البطريركي. خلال الدورة الدراسية التي تستمر عامين، يحضر الطلاب، الذين يأتون من بلدان أفريقية مختلفة وحاصلين على المنح الدراسية الكاملة للبطريركية، دورات في اللاهوت والتمريض والزراعة الاستوائية وعلوم الكمبيوتر والتربية واللغة اليونانية.

 

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الجامع الكبير يشهد فعالية خطابية إحياءً لذكرى الإسراء والمعراج

صنعاء ـ يمانيون

نظمّت رابطة علماء اليمن بالتعاون مع الجمعية العلمية للجامع الكبير بصنعاء اليوم الأربعاء، فعالية خطابية بذكرى الإسراء والمعراج واستمرار نصرة المسجد الأقصى وغزة والتعبئة الجهادية ضد أمريكا وإسرائيل بعنوان “وعد الآخرة وحتمية زوال الكيان الصهيوني”.

وفي الفعالية أشار عضو مجلس الشورى – عضو رابطة علماء اليمن الشيخ جبري إبراهيم، إلى عظمة الاسراء والمعراج للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والدروس المستفادة منها في حياة الأمة العربية والإسلامية.

وتحدث عن المعجزات التي أكرم الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام وأمته في تلك الليلة العظيمة التي جعلت من الإسلام ديناً للبشرية جمعاء، معبراً عن الأسف في أن آل سعود لم يتركوا أثراً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهوية الإسلام والدين إلا وطمسوه.

وعبر الشيخ جبري عن الأسف لمّا يجري في بلاد الحرمين الشريفين، والتي أصبحت اليوم فنانات راقصات، قدوات بديلاً عن النساء المسلمات من “أم المؤمنين خديجة وفاطمة الزهراء عليهما السلام”، وباتت مثل هذه الأسماء في معظم البلدان مطموسة وغير موجودة.

وبين أن الله تعالى خص المسجدين الأقصى والحرام، لأنهما قبلة واحدة للمسلمين، لافتًا إلى الهزيمة التي مُني بها حالياً الكيان الصهيوني، والعدو الأمريكي والبريطاني في فلسطين.

وأكد عضو رابطة علماء اليمن، أهمية الاحتفال بنصرة الأشقاء في غزة الذين ثبتوا على مدى 15 شهرًا في مواجهة قوى الطغيان الصهيوني الأمريكي، وذكرى الشهيد القائد وذكريات أخرى، موضحًا أن الشهداء العظماء هم من ناصروا دين الله، والمستضعفين في الأرض والشعوب المكلومة والمظلومة.

من جهته استعرض أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري، مكانة المسجدين الحرام والأقصى المرتبطين بالقضية الفلسطينية والصراع مع قوى الشر والطغيان الأمريكي والإسرائيل، والأوروبي.

وأوضح أن شهر رجب مليء بالذكريات والمناسبات الإسلامية بدءًا من جمعة شهر رجب واستشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي وذكرى الإسراء والمعراج، مشددًا على أهمية إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في المساجد والمنابر الدينية، لاستلهام الدروس والتذكير بالقبلة الأولى للأمة الإسلامية والصراع مع أمريكا وإسرائيل، والوعد الإلهي الحتمي.

وتطرق العلامة الحاضري إلى ما يرتكبه الصهاينة، من جرائم في فلسطين من احتلال للمنازل وتدميرها وانتهاك للأعراض وقلع للأشجار وحرب إبادة جماعية وممارسة التهجير القسري، لافتًا إلى الوعد الإلهي الحتمي بزوال الكيان الصهيوني.

وقال “أغلب المؤرخين والمفسرين انحصروا في نقاش عن الوعدين اللذين ذكرهما الله في القرآن الكريم، أن الأول حصل قبل الإسلام والآخر بعد الإسلام، ونحن لا يهمنا حصلا أو لم يحصلا، المهم أن الله تعالى قال وإن عدتم عدنا، عدتم لإفسادكم عدنا بنصر المؤمنين”.

وأضاف “إن الله تعالى خص الوعد الإلهي بالصراع بين المؤمنين مع بني إسرائيل لما يشكله من أهمية والذي هو اليوم تحت عنوان “القضية الفلسطينية”، مؤكدًا أن من ينصر الله ودينه سينصره الله عاجلًا أو آجلاً، انطلاقًا من قوله تعالى “وكان حقًا علينا نصر المؤمنين”.

وأكد العلامة الحاضري، أن الله تعالى ربط النصر بالجهاد في سبيل الله، والنصر يحتاج للصبر .. مشيرًا إلى الموقف اليمني بقيادته الثورية في نصرة غزة وكل فلسطين من خلال منع مرور سفن العدو والمرتبطة به في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي وأيضًا استهداف العدو في عقر داره بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتحدث دور اليمن وجبهة العسكرية التي ساندت غزة وفلسطين ولم تمنعها الحدود الجغرافية، من المشاركة في دعم القضية الفلسطينية، مشيدًا بدور الشهداء القادة والعظماء الذين سطروا أعظم الملاحم البطولية في مواجهة العدو الصهيوني، الأمريكي، البريطاني.

بدوره أوضح أمين عام الجمعية العلمية للجامع الكبير بصنعاء، العلامة عبدالفتاح الكبسي، أن ذكرى الإسراء والمعراج، ذكرى مهمة ارتبطت بالمسجد الأقصى والقدس الشريف.

وقال “إن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، تحمل مشقة إبلاغ دعوة الله سبحانه وتعالى، وأسري به من بيت المقدس، وارتقى وناجى ربه ودعا ربه بذلك الدعاء المشهور”.

وتساءل “أين الذين نصروا المسجد الأقصى اليوم، ومن هم، لماذا تخاذل العرب والمسلمون عن نصرة القدس الشريف؟ لماذا تركوا فلسطين وأهلها وحيدون يصارعون العدو الصهيوني المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا؟، أين علماء جامعة أم القرى والمملكة السعودية وغيرهم؟ لماذا لا يتحركون لنصرة المسجد الأقصى والمستضعفين في فلسطين؟ هل أصابهم الصمم؟”.

وأشار العلامة الكبسي، إلى أن من نصر المسجد الأقصى هم الثلة المؤمنة في غزة وجنوب لبنان والعراق وأهل الإيمان والحكمة، ممن استشعروا مسرى رسول الله وقداسة المكان، ومهبط وحي الأنبياء عليهم السلام، إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى عليهم السلام.

وأفاد بأن من ناصروا غزة والمسجد الأقصى، والقضية الفلسطينية هم من تشبّعوا من القرآن الكريم إيمانًا وشجاعة وإباءً وإقدامًا ونصرة وسندًا للمستضعفين حول المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن الرسول الكريم ومعه أصحابه أُوذي أشد الأذى والمعاناة، حتى من أقاربه.

ولفت أمين عام الجمعية العلمية للجامع الكبير بصنعاء، إلى أن الشعب اليمني يعيش في فترة صحوة ووعي وبصيرة بمواقفه المشرفة مع فلسطين وقضيته العادلة وما تتعرض له غزة من حرب إبادة من قبل العدو الصهيوني، مضيفًا “يعيش أبناء اليمن في عزة وشموخ وكرامة والأمن واستقرار، ما يتطلب من الجميع الحفاظ على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية”.

وتطرق إلى الدروس والعبر من ذكرى الإسراء والمعراج في نصرة المظلومين والمستضعفين ومواجهة قوى الكفر والطغيان والاستكبار الأمريكي، الصهيوني والبريطاني، مشيدًا بحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وموقفه الشجاع في إسناد غزة وكل فلسطين.

وبارك بيان صادر عن الفعالية تلاه العلامة إبراهيم الجلال، للأمة الإسلامية والشعب اليمني، والقيادة الثورية والسياسية، ذكرى الإسراء والمعراج، وتذكير جميع المسلمين بواجبهم الديني تجاه المسجدين الحرام والأقصى.

كما بارك البيان للشعب الفلسطيني وأهالي غزة بعودتهم إلى بيوتهم وللأسرى والأسيرات خروجهم المشرف من سجون الكيان الصهيوني، وللشعب اللبناني وحزب الله العودة المشرفة إلى جنوب لبنان بالعنفوان والقوة التي أجبرت المحتل على الانسحاب والتراجع.

وأكد أهمية إحياء دور المسجد ووظيفته الإيمانية والروحية والتربوية والعلمية والجهادية، لا سيما المسجد الحرام الذي أودع الله فيه وفي المسجد الأقصى البركة وارتبطت بهما معجزة الإسراء والمعراج واستُهدف دورهما الروحي والتعبوي من قبل الأعداء وتم إفراغهما من الرسالة الإسلامية الوحدوية خدمة لأمريكا وإسرائيل والغرب الكافر.

وشدد البيان على جوب الإعداد الإيماني والجهادي من قبل الأنظمة والشعوب لخوض معركة “وعد الآخرة” التي من خلالها ستتحقق حتمية زوال الكيان الصهيوني الغاصب وتطهير الأرض والمقدسات من شره وفساده.

ودعا بيان الفعالية، الأنظمة والحكومات والجيوش والشعوب العربية والإسلامية إلى إعادة مركزية القضية الفلسطينية وتصويب البوصلة نحو القدس والعداء والسخط ضد أمريكا وإسرائيل والحذر من السقوط في مستنقع العمالة والتجند لصالح العدو.

واعتبر أي تصعيد في اليمن أو الأمة وإشغالها عن قضية الأمة المركزية والأولى “فلسطين”، عمالة واضحة وخدمة صريحة لمخططات أمريكا وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • دعاء آخر ليلة من شهر رجب.. ردده الآن للرزق وتحقيق الأمنيات المُستحيلة بـ27 كلمة
  • البابا تواضروس يستقبل سفير جمهورية كوت ديڤوار بالقاهرة
  • خلال استقبال البابا لسفيرها بالقاهرة.. خدمات طبية ومدرسة فنية من الكنيسة باسم مصر لكوت ديفوار
  • الجامع الكبير يشهد فعالية خطابية إحياءً لذكرى الإسراء والمعراج
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • برعاية محمد بن راشد.. حمدان بن محمد يشهد حفل تخريج طلبة أكاديمية شرطة دبي
  • مدرسة النبوة.. وتلميذُها القائدُ الشهيد
  • الشيخ نعيم قاسم يبارك انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته على الصهاينة ويشكر اليمن
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان
  • دعاء مغرب 27 رجب.. بـ13 كلمة يرزقك الله من حيث لا تحتسب