الدخول البرلماني بتحديات إستثنائية…الجدية، إعادة إعمار ما دمره الزلزال ورفع تحدي إقلاع إقتصادي وسياحي بتنظيم المونديال
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
زنقة 20. الرباط
يواجه الدخول البرلماني المقبل، عدة تحديات على كافة الأصعدة، خاصة والمغرب يشهد أوراش ضخمة إنضافت إلى المشاريع الثورية التي أطلقها عاهل البلاد الملك محمد السادس.
وتتخلص هذه التحديات، في إعتماد مضامين خطاب الملك حول ضرورة إستحضار الجدية و الروح الوطنية، في تنزيل مختلف الأوراش التي أطلقها جلالة الملك، فضلاً عن التكيف مع التحديات الضخمة التي تشهدها البلاد، أبرزها إعادة إعمار ما دمره الزلزال، و إنجاح مشروع تنظيم مونديال 2030 الذي يحمل تحديات وطموحات كبرى.
ويتجدد النقاش مع كل دخول برلماني حول الأدوار الرقابية والتشريعية لمؤسسة البرلمان ارتباطا بالسياقات التي تؤطر عملها، وباعتبارها مجسا يعكس درجة نضج المسار الديمقراطي الذي انخرط فيه المغرب على مدى عقود.
وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يسلط رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، نور الدين مضيان، (أغلبية) الضوء على أدوار المؤسسة التشريعية في هذه الظرفية الخاصة، مستعرضا أبرز القضايا والرهانات التي تطبع الدخول البرلماني الحالي.
1/ما هي أبرز مميزات ورهانات الدخول البرلماني الحالي ؟
بكل تأكيد فإن حجم الرهانات كبير جدا، ولعل أولى الأولويات هي التعبئة الشاملة لتجاوز مخلفات الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز والأقاليم المجاورة، خاصة المرحلة الثانية المتعلقة بإعادة الإعمار، وتخفيف معاناة ساكنة تلك المناطق.
صحيح أن بلادنا، ولله الحمد، نجحت بامتياز في تجاوز مرحلة إنقاذ الجرحى وانتشال جثث الشهداء، وتقديم الدعم اللازم للساكنة في وقت قياسي، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبفضل التعبئة الشاملة للشعب المغربي الذي قدم دروسا كبرى للعالم في التضامن والتآزر المتأصلة في الإنسية المغربية، لكننا نتطلع إلى عمل متواصل مع الحكومة ومختلف السلطات العمومية بهدف التنفيذ الأمثل لبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من الزلزال بميزانية استثنائية تقدر ب 120 مليار درهم على مدى خمس سنوات، والذي يستهدف ساكنة تفوق 4.2 مليون نسمة، عبر مخطط طموح ومندمج لتنمية أقاليم الأطلس الكبير .
وستكون مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2024 مناسبة لإقرار عدد من الإجراءات الاستثنائية الرامية للنهوض بهذه المناطق على كافة المستويات.
في هذا السياق، سنعمل إلى جانب شركائنا في الأغلبية البرلمانية على تجديد طرح مقترح قانون احداث الوكالة الوطنية لتنمية المناطق الجبلية، الذي سبق وتقدم به الفريق الاستقلالي في الولاية السابقة، من أجل بلورة وتنفيذ سياسة عمومية أكثر انصافا لكل المناطق الجبلية الوطنية.
من جهة أخرى، ستؤثت أجندة الدخول البرلماني عدة ملفات، إذ على الرغم من التحديات التي تواجه المالية العمومية، وبالنظر إلى المجهودات الكبيرة التي تكلفها مواجهة التأثيرات الظرفية الحالية من جهة، سواء تأثير التغيرات المناخية على القطاع الفلاحي وأزمة الماء، وتقلبات أسعار المواد الاولية في السوق العالمية، فإن إرساء أسس الدولة الاجتماعية بكل محاورها الاستراتيجية خاصة تعميم التغطية الصحية الاجبارية عن المرض واصلاح وتأهيل المنظومة الصحية سيتواصل، بالموازاة مع مواصلة الإصلاحات الهيكلية في قطاعات الأمن الغذائي والدوائي والمائي، فضلا عن مواصلة تنزيل ورش اصلاح العدالة وأنظمة التقاعد ومواصلة تنزيل القانون الإطار للتربية والتكوين من جهة أخرى، وهي في الحقيقة تحديات إصلاحية كبرى تستلزم منا اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ على توازنات المالية العمومية واستدامتها.
2/ماهي أبرز القضايا المطروحة ضمن الأجندة التشريعية والرقابية لهذه الدورة؟
لقد دخلت بلادنا مرحلة جديدة من الإصلاحات الهيكلية في مختلف المجالات، والتي تفرض على الحكومة والبرلمان عملا ديناميا متواصلا لإقرار عدد من التشريعات المؤطرة، سواء تعلق الأمر بإرساء دعائم الدولة الاجتماعية الذي يعتبر ورشا استراتيجيا غير مسبوق في منطقتنا العربية والافريقية، والذي مكن من تعميم التغطية الصحية الاجبارية عن المرض لفائدة 21 مليون مواطن ومواطنة المسجلين سابقا في نظام المساعدة الطبية راميد.
والجدير بالذكر أن هذا الأمر تطلب إصلاحات تشريعية مواكبة لتنظيم المهن الصحية والطبية وشبه الطبية، من قبيل الدراسة والمصادقة على القانون الاطار06.22 المتعلق بالمنظومة الصحية، ومشروع القانون رقم 07.22 المتعلق بإحداث الهيئة العليا للصحة، والقانون رقم 08.22 المرتبط بإحداث المجموعات الصحية الترابية، والقانون رقم 09.22 المتعلق بالضمانات الأساسية الممنوحة للموارد البشرية بالوظيفة الصحية، والقانون رقم 10.22 المتعلق بإحداث الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، إضافة الى القانون رقم 11.22 المتعلق بإحداث الوكالة المغربية للدم ومشتقاته.
هذا نموذج فقط لحجم الإصلاحات التشريعية التي يعكف عليها البرلمان، تماما كما هو الشأن بالنسبة لورش إصلاح منظومة العدالة أو مواصلة تنزيل القانون الإطار للتربية والتكوين أو أنظمة التقاعد ومختلف الاستراتيجيات القطاعية.
وعلى الرغم من أهمية الدور التشريعي للبرلمان، إلا أن مراقبة عمل الحكومة وتقييم السياسات العمومية يبقى وظيفة دستورية برلمانية كبرى، حيث يخصص البرلمان جزءا مهما من عمله اليومي لتحقيق الغايات الدستورية لهذه الوظائف من أجل عمل حكومي ناجع وشفاف، وفق الالتزامات المعبر عنها في التصريح الحكومي الذي نالت بموجبه الحكومة ثقة البرلمان.
والحقيقة أن السنتين الأولتين من هذه الولاية التشريعية قد عرفت عملا متواصلا للسلطة التشريعية و نحن متأكدون أن حجم التحديات المطروحة بقوة على أجندة البرلمان ستكون دافعا لعمل أكبر.
3 / بأي نفس تدخل الأغلبية البرلمانية غمار هذه الدورة؟
أود في البداية التذكير بأن الأغلبية البرلمانية الحالية استثنائية في تاريخ الممارسة الديمقراطية ببلادنا، حيث تتشكل من ثلاثة أحزاب فقط، وهذا في الحقيقة دافع مهم لتحقيق انسجام وتعاون بين مكوناتها، فالأغلبية البرلمانية التي تعمل في إطار ميثاق موحد يتسم عملها بكثير من الدينامية والتواصل السلس حيث تعقد رئاسة الأغلبية البرلمانية اجتماعات منتظمة للتداول والتوافق حول كل القضايا المطروحة في جو من المسؤولية والصراحة.
صحيح أن ظروف هذا الدخول البرلماني تختلف بشكل كبير بفعل التأثر الجماعي بما خلفه الزلزال من خسائر بشرية مؤلمة، لكن الرهانات المطروحة تجعلنا أكثر قوة وانسجام لتحويل هذه التحديات إلى فرص.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الأغلبیة البرلمانیة القانون رقم
إقرأ أيضاً:
نصر الدين: 34 قطاعًا صناعيًا مصريًا يسهم في برنامج إعادة إعمار ليبيا
قال المهندس علاء نصر الدين، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب، وعضو لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات المصرية، إن عام 2024 شهد العديد من الأحداث والتحولات الاقتصادية المهمة على مستوى كافة القطاعات الاقتصادية والتجارية، وبصفة خاصة قطاع الصناعة الذي شهد العديد من التغيرات الهامة. موضحًا أن من أفضل ما حدث لقطاع الصناعة المصرية خلال العام الجاري هو القضاء على سماسرة الأراضي الصناعية وظاهرة تسقيع الأراضي المخصصة للاستثمار الصناعي.
أشاد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب بقرارات نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل، وعلى رأسها حزمة الإجراءات التحفيزية للصناعة والحوافز الضريبية، ودمج القطاع غير الرسمي بالرسمي، وقرار منع إقامة ورش في المناطق السكنية وأن تقام في المناطق الصناعية فقط.
مؤشر داو جونز يرتفع بنحو 500 نقطة.. ويسجل خسارة للأسبوع الثالث على التواليسعر الريال السعودي بالبنوك اليوم السبت 21 ديسمبر 2024وقال نصر الدين، في تصريحات صحفية اليوم، إنه هناك اهتمام غير مسبوق بتنظيم البعثات المختلفة للدول العربية، وسعي الحكومة للتعاون الخارجي مع العديد من الدول في القطاع الصناعي. موضحًا أن اتحاد الصناعات مهتم للغاية بسفر وفود من الصناعة إلى الدول الخارجية، آخرها دولة “ليبيا” الشقيقة للتعاون في مجال الصناعة، مشيرًا إلى أن الزيارة الأخيرة لوفد من قطاع الصناعات إلى ليبيا كانت موفقة للغاية حيث أسفرت عن المشاركة في الدعم الصناعي في 34 قطاعًا ضمن برنامج إعادة إعمار ليبيا.
أكّد نصر الدين أن اتجاه وزير الصناعة الحالي نحو التصدير وفتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية، واتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها التيسير على الصناع، وكذلك تشجيعهم على عمليات التصدير، وكذلك تشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية على الأراضي المصرية، من شأنه توفير آلاف فرص العمل للمصريين، ونقل الخبرات الأجنبية إلى مصر، ويساهم في تعزيز الصادرات المصرية.
وفيما يتعلق بنقل التكنولوجيا الحديثة للصناعة المصرية، أكد نصر الدين على حرص الحكومة على إنشاء المدارس التكنولوجية التطبيقية، وهو ما ساهم في تطوير الصناعة المصرية في العديد من القطاعات.
وأشاد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب بالمشاركة في المعارض الخارجية والمحلية، وكان آخرها معرض مصر الدولي للأخشاب، الذي جمع مصنعيين مصريين وأجانب وتم عرض أحدث الآلات في مجال الأخشاب والأثاث والزجاج، وساهم في عرض أحدث التقنيات في العالم أمام المصنع المصري، مشيدًا بمبادرات البنك المركزي لدعم الصناعة، التي ساعدت المنتجين على توفير التمويل اللازم لهم لشراء الآلات وتطوير المنتجات.
وطالب نصر الدين بضرورة تحديد سن لسائق التوك توك، الذي سرق العامل صغير السن من المصانع، والسماح لهؤلاء الشباب صغيري السن بالعمل في المصانع وتدريبهم بالصورة اللازمة، مشيرًا إلى أنه كان صاحب مبادرة “بليه” لأن المصانع في حاجة كبيرة للعامل المساعد الذي يتم تدريبه وتأهيله ليكون صانعًا ماهرًا.
وأشاد المهندس علاء نصر الدين بالدورة الحالية من معرض تراثنا، الذي شهد مهارات وابتكارات للصناع المصريين في كافة الحرف اليدوية، مؤكدًا أن الدولة تبذل جهدًا كبيرًا لدعم أصحاب الحرف اليدوية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بكافة السبل، وتدريبهم ومساعدتهم على التسويق الإلكتروني.
وطالب نصر الدين الحكومة بأن يتم تنظيم معرض تراثنا أكثر من مرة في العام، وأن يتم عمل نسخ منه خارج مصر، مؤكدًا أن تراثنا واجهة مشرفة للصناعات اليدوية المصرية أمام العالم.
وقال عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب إن قرار الحكومة بإعادة تشغيل شركة النصر للسيارات مرة أخرى خطوة رائعة وتحسب للحكومة، متمنيًا أن تكون هناك قرارات مماثلة للعديد من المصانع التي توقفت عن العمل وإعادة تشغيلها مرة أخرى.
وتوقع نصر الدين أن يشهد عام 2025 المزيد من الإنجازات في القطاع الصناعي، وأن تعود الصناعة المصرية لسابق عهدها وتنافس بقوة الصناعة في الدول الأخرى المتقدمة.