الإمارات توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواجهة آثار التداعيات المناخية على البيئة
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
تبنت دولة الإمارات توظيف التكنولوجيا والتقنيات الرقمية في مختلف القطاعات من أجل استثمار حلولها بهدف الارتقاء بجودة حياة الفرد والمجتمع والبيئة، وإحداث أثر إيجابي ينعكس على منظومة الفرص المستقبلية، وتمكنت من تحقيق إنجازات عديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، تعكس الحرص على مواكبة المتغيرات العالمية وتسريع وتيرة التحول الرقمي والاستفادة من هذه التكنولوجيات في عملية بناء اقتصاد مستدام وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
طرق علمية
وحرصت الجهات المعنية بقضايا البيئة والمناخ والموارد الطبيعية في دولة الإمارات، اتحادياً ومحلياً، على اتخاذ إجراءات ومبادرات استباقية تنسجم مع التزامها بالعمل على تخفيف تداعيات التغير المناخي، وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية، من خلال البحث عن أفضل الطرق العلمية في هذا المجال والاستفادة من التقنيات الحديثة وتسخير الذكاء الاصطناعي. وتضمنت المجالات التي حرصت على تسخير الذكاء الاصطناعي في المجال البيئي محاور عدة قدمت إسهامات ملموسة في مجال رصد المتغيرات التي تطرأ على التربة والهواء والماء، والبحث عن أفضل الوسائل للحفاظ على هذه العناصر وتقليل الأضرار التي تعتريها.
كما ركّزت على تقديم حلول ترتقي بقطاع الزراعة للوصول به إلى معدلات تحقق متطلبات الأمن الغذائي المستدام على مستوى الدولة، مع تنويع أساليب إدارة النفايات باستخدام التقنيات الحديثة، والاستفادة من إعادة تدويرها في مشاريع بيئية نظيفة، بالإضافة إلى رفد هذا القطاع بابتكارات حديثة تستجيب للمتطلبات البيئية، وتكثيف الدراسات والأبحاث لإنشاء قواعد بيانات يمكن الاستفادة منها لوضع حلول متجددة ومستدامة للتحديات البيئية.
ريادة عالمية
شكّل الرصد البيئي محوراً مهماً من محاور التصدي للتحديات البيئية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، وتميزت في هذا المجال هيئة البيئة - أبوظبي التي نفذت مشروعاً يعد الأول من نوعه على مستوى العالم لمراقبة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد، عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار. كما كانت هيئة البيئة - أبوظبي من أولى الجهات التي استخدمت الذكاء الاصطناعي في مراقبة ورصد انبعاثات الملوثات الضارة ومستوياتها، من خلال شبكة متطورة مكونة من 20 محطة ثابتة ومحطتين متنقلتين لمراقبة جودة الهواء في أبوظبي، تقوم كل محطة بقياس 17 عنصراً تتوزع بين ملوثات وأرصاد جوية بشكل مستمر كل دقيقة من خلال مجسات إلكترونية، بحيث تتم مشاركة المعلومات التي يتم الحصول عليها مع الجمهور من خلال موقع الهيئة.
في حين نفذت بلدية دبي العديد من البرامج والمشاريع التي تسهم في حماية التربة، ومنها برنامج رصد نوعية التربة في مختلف مناطق الإمارة ولمختلف استعمالات الأراضي، والذي يمكن من خلاله التعرف على حالة التربة من خلال توظيف أفضل الممارسات العالمية. وتضم عجمان شبكة من المحطات المعتمدة لقياس جودة الهواء تتكون من 7 محطات موزعة على أنحاء الإمارة، وهناك خطة مستقبلية لزيادة العدد إلى 10 محطات خلال السنوات القادمة، حيث حقق مؤشر جودة الهواء نسبة 93.48%، وفقاً للتقرير الصادر عن دائرة البلدية والتخطيط في عجمان.
وعلى صعيد حلول تحدي ندرة المياه، فقد تمكنت هيئة البيئة - أبوظبي في عام 2009 من بناء أكبر خزان استراتيجي للمياه على مستوى العالم بأحدث التقنيات التكنولوجية، كما قامت في عام 2016 ببناء أول مركز للتحلية بالطاقة الشمسية على المستوى الإقليمي، وفي 2020 أطلقت الهيئة أول مرصد بيئي على مستوى الإمارات، وأول منهجية للمسرّعات البيئية على مستوى أبوظبي، بالإضافة إلى نجاحها في تقييم جودة التربة عام 2021 باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إلى ذلك، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، مختبر الذكاء الاصطناعي الذي يعمل على تحديد مواقع تركيز الطاقة الشمسية ورصد وتحليل مستويات ومصادر ملوثات وجودة الهواء وتحديد مستوى جودة المياه، فضلاً عن رصد البيئة البحرية بالاعتماد على بيانات يومية من خلال الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية.
أخبار ذات صلة رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس فيجي بذكرى اليوم الوطني لبلاده الإمارات تدعو إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف
زراعة مستدامة
وتعد الزراعة من أهم المجالات التي بادرت دولة الإمارات إلى وضع خطط للارتقاء بها، وتمثّل ذلك في إطلاق النظام الوطني للزراعة المستدامة الأول من نوعه لتعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات، وتوظيف التكنولوجيا لرفع الإنتاجية الغذائية للقطاع الزراعي، والاستثمار في مجالات وآليات جديدة للزراعة باستخدام التقنيات الحديثة وإحداث تغييرات استباقية في النظم الغذائية والزراعية، وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي في الدولة من المحاصيل الزراعية، مع زيادة القوى العاملة في المجال الزراعي. وتعددت المبادرات الاتحادية والمحلية التي تركز على الاستدامة في قطاع الزراعة، حيث نفذت وزارة التغير المناخي والبيئة في عام 2021 مشروع الزراعة باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومة الزراعة الحديثة بالاستعانة بشباب من منتسبي الخدمة الوطنية.
وفي عام 2015 تم بناء أول مركز للزراعة الملحية على مستوى أبوظبي، كما تم تدشين أكبر مزرعة في العالم للزراعة العمودية الداخلية في أبوظبي، في حين تعد مزرعة «بستانك» في دبي، أكبر مزرعة رأسية تعتمد على الزراعة المائية في العالم، وتستخدم تقنيات متطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المتقدمة.
إنقاذ بيئي
وفي مجال إدارة النفايات، أصدرت دولة الإمارات قرار مجلس الوزراء لسنة 2018 في شأن الإدارة المتكاملة للنفايات، والذي يهدف إلى تنظيم عملية إدارة النفايات وتوحيد آليات وطرق التخلص السليم منها، بالاستناد إلى أفضل الممارسات والتقنيات المتاحة، بغرض حماية البيئة وتقليل الضرر على صحة الإنسان. وعملت هيئة البيئة - أبوظبي على تصميم وتطوير أنظمة وأدوات إلكترونية لترخيص وتقييم المخاطر والامتثال والإنقاذ البيئي لتحليل الوضع البيئي وترتيب الأولويات والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة. وشهدت دبي في يوليو الماضي تدشين المرحلة التشغيلية الأولى من مشروع مركز تحويل النفايات إلى طاقة في ورسان، والذي يُعد الأكبر والأكثر كفاءة عالمياً، باستخدام أحدث نظم التكنولوجيا ودون أي تأثيرات بيئية. كما دشنت «بيئة لإعادة التدوير» في الشارقة في أكتوبر الماضي، مرفقاً جديداً لإعادة تدوير النفايات التجارية والصناعية، وهو الأول من نوعه بالمنطقة الذي يستخدم الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي، فيما كشفت «بيئة تنظيف» في الشارقة عن توظيف نظام «رؤية المدينة» للارتقاء بنظافة المدن والشوارع باستخدام كاميرات 360 درجة تعمل بالذكاء الاصطناعي وتُثبت على مركبات جمع النفايات. ويتواصل في أم القيوين تنفيذ مشروع محطة معالجة النفايات الصلبة وإنتاج الوقود البديل الذي تصل كلفته الإجمالية إلى نحو 132 مليون درهم، ويهدف المشروع إلى بناء وتشغيل نموذج فعال لعمليات الإدارة المتكاملة للنفايات في إمارتي عجمان وأم القيوين واستغلالها في إنتاج وقود بديل.
أبحاث وابتكارات
وفي مجال الأبحاث البيئية أجرت هيئة البيئة - أبوظبي العديد من الأبحاث والدراسات لفهم التنوع البيولوجي، ورصد النظم البيئية، والأنواع والمؤشرات البيئية معتمدة على أفضل العلوم والتقنيات الحديثة والحلول المبتكرة والمهارات الفنية، مستفيدة من أرشيفها الواسع حول البيانات البيئية الذي يتجاوز عمره 25 عاماً، حيث يمكن استخدام تحليلات البيانات التي يقودها الذكاء الاصطناعي لربط البيانات، ووضع الخطط والمبادرات المستقبلية. وانعكس حرص دولة الإمارات على الاستثمار في الابتكار التقني والإبداع للوصول إلى أفضل الحلول الذكية الكفيلة في تقديم أفضل الحلول للتحديات البيئية، وذلك من خلال مبادرات شهر الابتكار التي تطلقها الإمارات، مؤكدة تبنّيها نهج الابتكار لمواجهة التحديات البيئية، وتوظيف أحدث التقنيات وإجراء أبحاث ودراسات شاملة لفهم التنوع البيولوجي ورصد النظم البيئية والأنواع والمؤشرات البيئية، والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج بيانات دقيقة وموجزة يمكن استخدامها على نطاق أوسع لتطوير السياسات والمشاريع ذات الصلة لحماية البيئة والحفاظ عليها بشكل أفضل.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي البيئة الذکاء الاصطناعی التقنیات الحدیثة التغیر المناخی دولة الإمارات هیئة البیئة جودة الهواء على مستوى فی مجال من خلال فی عام
إقرأ أيضاً:
الإمارات تؤكد أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات السيبرانية المتزايدة
شاركت دولة الإمارات، ممثلة بمجلس الأمن السيبراني، في الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض، واختتم اليوم تحت إشراف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
واستعرض الاجتماع على مدار يومين سبل تعزيز العمل العربي المشترك في مجال الأمن السيبراني، من خلال مناقشة سبل تبادل المعلومات عن التهديدات السيبرانية، وتطوير استراتيجيات موحدة، وإنشاء منظومة عربية مشتركة للتصدي للهجمات السيبرانية. ضرورة وليس خياراً وأكد الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، في كلمته خلال الاجتماع، أن الأمن السيبراني الشامل ليس خياراً بل ضرورة حتمية لمستقبل رقمي آمن ومستدام في المنطقة العربية، مشدداً على أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات السيبرانية المتزايدة.وأشار إلى التزام دولة الإمارات ببناء بيئة رقمية آمنة ومستدامة، منوهاً إلى أن الاجتماع يمثل منصة محورية لتعزيز التعاون بين الدول العربية.
وأكد أنه لا يمكن لأي دولة مواجهة التحديات السيبرانية بمفردها، مشيراً إلى الحاجة لتكامل الجهود لبناء قدرات مشتركة، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وحماية المصالح الوطنية والعربية. تبادل الخبرات وأشاد الدكتور محمد الكويتي باستضافة المملكة العربية السعودية هذا الاجتماع المهم، ما يعكس التزامها بتعزيز التعاون الإقليمي، منوهاً إلى أن الاجتماع يمثل فرصة فريدة لتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء ووضع أسس استراتيجية موحدة لمواجهة التحديات.
وتناول جدول أعمال الاجتماع موضوعات حيوية شملت تطوير استراتيجيات الأمن السيبراني، وبناء قدرات وطنية مشتركة، وتعزيز تبادل المعلومات حول التهديدات والهجمات الإلكترونية.
وشكل الاجتماع خطوة كبرى نحو تأسيس تحالف سيبراني عربي يهدف إلى التصدي للتحديات الرقمية المتصاعدة، وضمان استدامة التطور التكنولوجي في المنطقة بالتعاون المشترك.