الهاتف المحمول والصحة.. كم يسمح للطفل باستخدامه؟ وما السن المناسبة؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
يستعمل الأطفال الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، سواء للعب أو للدراسة، غير أن هناك مخاوف من آثار سلبية محتملة لذلك، وتبرز الحاجة إلى اعتماد ضوابط تحكم هذا الاستعمال.
ويقول الدكتور محمد عطا حندوس رحال -وهو استشاري أول في طب الأطفال الأكاديمي العام في مستشفى سدرة في قطر، ورئيس لجنة الصيدلة والعلاجات ونائب رئيس مراجعة المجلس المؤسسي في المستشفى نفسه- إنه يمكن أن يكون للوقت الذي يقضيه الأطفال على الشاشات تأثير سلبي على نمو أدمغتهم.
ويضيف أنه يمكن أن يؤثر قضاء وقت طويل أمام الشاشة على مهارات القراءة والكتابة، مثل التخيل والتحكم العقلي والتنظيم الذاتي، مما يؤدي إلى تباطؤ السرعة الإدراكية، كما يمكن أن يؤثر ذلك على التفاعل الهادف مع العائلة والمعلمين.
ويوضح رحال -الحاصل على شهادة البورد الأميركي لطب الأطفال والمجلس الأميركي للتخصصات الطبية- أن الأطفال يتعلمون من بيئتهم، وأن اشتغالهم بالشاشة لا يسمح بمثل هذا الإبداع.
ويشير إلى أن هذا لا يعني أن نحرم الأطفال من قضاء وقت أمام الشاشات، بل يجب التعامل مع المشكلة وضبطها ووضع معايير لمدة ومواعيد استخدام الطفل لهذه الأجهزة.
كيف تؤثر الأشعة من الهاتف على عين الطفل؟ويوصي الدكتور رحال بعدم استخدام الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين لهذه الأجهزة أصلا، أما الأطفال الأكبر من ذلك فيستحسن ألا يتجاوز وقت استخدامهم للهواتف والأجهزة الإلكترونية ساعة كل يوم.
ويؤكد أن "الشاشات التي نتحدث عنها بشكل أساسي هي الهواتف والأجهزة اللوحية، أي أنواع الشاشات التي نستخدمها عن كثب"، مشيرا إلى أنه لوحظ في السنوات الأخيرة تزايد عدد حالات الإصابة بقصر النظر لدى الأطفال.
وينصح الدكتور رحال باعتماد ما يعرف بقاعدة "20-20-20″، ويشرح ذلك بالقول "كل 20 دقيقة، توقف لمدة 20 ثانية، وانظر لمسافة 20 قدما".
علاوة على ذلك، يرتبط قضاء الوقت المفرط أمام الشاشات الرقمية أيضا بمتلازمة جفاف العين، وإجهاد العين الرقمي، كما يمكن أن يسبب آلاما في الرأس والرقبة.
وتشير الدراسات إلى أن الاستخدام المتكرر للأجهزة المحمولة لإسكات وإشغال الأطفال الصغار قد يعيق تعلم إستراتيجيات تنظيم العواطف مع مرور الوقت، وفقا للدكتور رحال، كما أنه قد يصيب باضطرابات نفسية مثل اضطراب الوسواس القهري والقلق والاكتئاب.
ما المخاطر الجسدية التي تسببها الأجهزة الذكية؟الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة أمر شائع أثناء الليل، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم والإرهاق، كما أن الاعتماد على الهواتف المحمولة يمكن أن يكون له آثار سلبية على نمط الحياة، مثل العادات الغذائية والعلاقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
كما أشارت دراسات إلى وجود علاقة محتملة بين الاعتماد على الهاتف المحمول والسمنة لدى الأطفال، إضافة إلى ارتفاع في معدل حدوث مشاكل في العضلات والعظام والعيون والرقبة المفرطة ومفاصل اليد والأصابع.
من جهته يقول الأستاذ والتربوي عايش السبول -الخبير في المكتبات والباحث في إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية- إن الأجهزة الإلكترونية تؤثر على الأطفال من عدة جوانب، منها نفسية وعاطفية واجتماعية، مثل:
القلق والتوتر. العصبية. الانعزالية. اكتئاب المراهقين. مشاكل في تطور اللغة. زيادة الوزن. آلام الرقبة والظهر. عدم التركيز. ضعف ملكة التفاعل لدى الطفل لأنه يقضي معظم وقته متلقيا فقط. ألم في العينين بسبب طول وقت النظر في الهاتف، خصوصا في العتمة. الإدمان والهوس والخوف من فقدان الهاتف. متى يسمح للطفل باستخدام الهاتف؟يقول السبول إنه يجب التمييز في الاستخدام، فمثلا قد يمكن الاعتماد على الهاتف في أغراض البحث والتعلم، مؤكدا أن الدراسة والقراءة من الكتاب الورقي أفضل.
أما استخدام الهاتف لتزجية وقت الفراغ وقضاء ساعات طويلة في تصفحه فإنه يشكل خطرا على الطفل.
وبخصوص السن المناسبة لاستخدام الطفل الهاتف فيشير بعض الاختصاصيين إلى أنها من 12 إلى 13 سنة، مع التأكيد على عدم الإفراط. ويوصي السبول بتحديد وقت لا يزيد على ساعتين في اليوم.
كيف يمكن إشغال الأطفال بعيدا عن أجهزة الهاتف؟ويؤكد السبول أن هناك العديد من الطرق يمكن أن نشغل بها أوقات فراغ الطفل بشكل صحيح وسليم، ومنها:
قراءة القصص والروايات. الاشتراك في النوادي الرياضية وممارسة الهوايات. تنمية موهبة الرسم والتلوين، أو أي مواهب أخرى. اللعب ومشاركة أقرانه. تخصيص الوقت للحديث معه. مشاهدة البرامج والمسلسلات والأفلام الهادفة. تكليف الطفل ببعض المهام البسيطة.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مسؤولون: الاهتمام بالطفل استثمار في المستقبل
أكد عدد من المسؤولين والوزراء أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الطفل ودور الأسرة في تنشئة جيل قادر على المساهمة في بناء الوطن.
يمثل يوم الطفل الإماراتي فرصة لتجديد الالتزام برعاية الأطفال وتوفير بيئة مثالية لنموهم.
رؤية القيادة
أكد الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، أن هذا اليوم يعكس رؤية القيادة الرشيدة وحرصها على ضمان حقوق الأطفال وتوفير بيئة مثالية لنموهم وتطورهم، وقال إن الاهتمام بالطفل هو استثمار في المستقبل، ونحن في جمعية الشارقة الخيرية نواصل التزامنا بدعم الأطفال المحتاجين عبر برامج ومبادرات توفر لهم الرعاية الصحية والتعليمية، وتسهم في تحسين جودة حياتهم وضمان مستقبل مشرق لهم.
رؤية مستدامة
أكد عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن يوم الطفل الإماراتي مناسبة للاحتفاء برؤية مستدامة ومسيرة متواصلة في مجال تمكين أجيال الإمارات، وترسيخاً لنهج الدولة وتوجيهات القيادة الحكيمة في جعل بناء الإنسان رسالة وهدفاً وغاية تتوجه إليها جميع استراتيجيات التنمية الوطنية، وفي المقدمة يأتي دعم الأطفال باعتبارهم ثروة الوطن الحقيقية للمستقبل، وقال إن شعار يوم الطفل «الحق في الهوية والثقافة الوطنية» ينسجم مع توجهات «عام المجتمع» في بناء مجتمع متماسك.
نموذج رائد
أكدت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن دولة الإمارات قدّمت نموذجاً رائداً عالمياً في رعاية الطفولة والاستثمار في الأجيال الناشئة، وذلك انطلاقاً من رؤية استراتيجية متكاملة تعزز قدرات الطفل الإماراتي في مختلف مراحل نموه وتحيطه بالرعاية الشاملة من مختلف الجوانب، وبينت أن الاحتفاء بيوم الطفل الإماراتي يأتي تتويجاً لجهود كبيرة بذلتها القيادة الرشيدة من أجل الارتقاء بحاضر ومستقبل أطفال الإمارات.
مناسبة وطنية
قال عبدالله سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، إن هذا الاحتفال يمثل مناسبة وطنية ترسخ اهتمام القيادة الرشيدة بالطفل في الحماية والرعاية والدعم والتمكين، إيماناً منها بأنه مستقبل الوطن والأمل في غد مشرق، وتجسدت تلك الرؤية في إرساء منظومة قانونية وتشريعية تحمي الطفل وتضمن حقوقه في الرعاية والحماية والتعليم والصحة وجودة الحياة.
منظومة متكاملةقال الدكتور سيف غانم السويدي، مدير محاكم دبي: «تماشياً مع التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة، تُواصل الدولة جهودها في إرساء منظومةٍ متكاملة من القوانين والسياسات الداعمة للطفولة والكفيلة بحماية الطفل وتمكينه، تأكيداً لالتزامها بضمان النشأة المُثلى للأطفال في بيئةٍ ترعاهم وتعزز نماءهم باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء مستقبلٍ أكثر ازدهاراً لدولة الإمارات».
دعم حقوق الطفلأكد أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، أن هذا اليوم يمثل محطة بارزة تجسد التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم حقوق الطفل، وتعزيز بيئة تكفل له النماء والحماية والتمكين، وفق أرقى المعايير العالمية.
وأشار إلى أن البرلمان العربي للطفل، يضطلع بدور محــوري فـــي تأهيل الأطفال العرب للمستقبل والــذي يعــد الطفل الإماراتي جزءاً أصيلاً منــه عــبر برامج نوعــية تركز علــى بنـــاء الشخصية القيادية، وترسيخ ثقافة الحوار.
نموذج عالمي
أكد الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن دولة الإمارات ترسّخ نموذجاً عالمياً متقدماً في رعاية صحة الأطفال، مستندةً إلى رؤية قيادتها الرشيدة التي تضع صحة الطفل ورفاهيته على رأس الأولويات، وتسعى إلى توفير بيئة صحية متكاملة تضمن له أعلى مستويات الرعاية وفق المعايير الدولية.
وأوضح أن المؤسسة تلتزم بتقديم خدمات نوعية وشاملة للأطفال منذ الولادة وحتى مرحلة المراهقة، عبر منظومة متطورة تشمل المستشفيات المتخصصة.
حجر الأساس
أكدت هنادي اليافعي، مدير عام إدارة سلامة الطفل، أن ترسيخ الهوية الوطنية والثقافة الإماراتية في حياة الأطفال اليومية هو حجر الأساس لبناء جيلٍ واثقٍ بجذوره، متمسكٍ بقيمه، وقادرٍ على استشراف المستقبل بثبات.
وقالت: «في يوم الطفل الإماراتي، نحتفي بحق كل طفل في أن ينشأ في بيئة تعزز انتماءه لتراثه وهويته، وتمنحه الفرصة للمشاركة الفاعلة في الحفاظ على الإرث الثقافي لدولته، ليكون شريكاً في صياغة مستقبلها».
وأكدت خولة الحواي، مدير مؤسسة أطفال الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أن يوم الطفل الإماراتي يمثل مناسبة وطنية مهمة تعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بحماية حقوق الأطفال وتوفير بيئة آمنة وداعمة لهم، بما يضمن تنشئتهم على أسس راسخة من القيم الوطنية والثقافية. وأشادت بالدعم الكبير الذي تحظى به الطفولة من كلٍّ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة «ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين»، من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة تحتضن مواهب الأطفال وتعزز قدراتهم.
وقالت الدكتورة فاطمة محمد سعيد الفلاسي، مدير عام جمعية النهضة النسائية بدبي، إن هذا اليوم يؤكد أهمية صون الهوية الوطنية والقيم التي غرسها الآباء والأجداد، تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة في الحفاظ على مكانة الإمارات المتقدمة عالمياً من خلال أجيال واعية متسلحة بالعلم ومتمسكة بهويتها وثقافتها الوطنية.
وأكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن هذا اليوم يجسد اهتمام الدولة برعاية الطفل ودعمه وتمكينه بوصفه ثروة الوطن وركيزته الأساسية في تحقيق التنمية المستدامة.
أبوظبي تعتزم إطلاق معايير لخدمات الأطفال خارج دور الحضانة والمدارس
أعلنت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، بمناسبة يوم الطفل الإماراتي الذي يصادف 15 مارس من كل عام، بدء العمل على تصميم نظام لتقييم جودة الخدمات المقدمة للأطفال الصغار خارج دور الحضانة والمدارس، ومن بينها المخيمات، وبرامج ما بعد المدرسة، ومكتبات الأطفال، والحدائق، والملاعب، ومتاحف الأطفال.
وسيعتمد نظام التقييم على مجموعة من المعايير المستندة إلى الممارسات العالمية الرائدة التي تم تكييفها لتتناسب مع ثقافة دولة الإمارات وقيمها وسياقها المحلي، حيث سيقيم النظام مجموعة كبيرة من الخدمات التي تستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-8 سنوات، مع وجود خطط لتوسيع نطاق التقييم ليشمل الخدمات المقدمة للأطفال حتى سن 18 سنة في المستقبل.
وقالت سناء بنت محمد سهيل، وزيرة الأسرة ، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، إن الهيئة لا تسعى من خلال هذا النظام إلى تحديد معايير الخدمات المقدمة للأطفال خارج دور الحضانة والمدارس وتقييمها فحسب، ولكن تهدف إلى الارتقاء بمستوى تلك الخدمات، وإحداث نقلة نوعية في تجربة الأسر والأطفال. وأكدت أن الجودة هي الأولوية التي تسعى الهيئة من أجلها إلى تصميم النظام، لتقديم تجارب فعالة وإيجابية لكل أسرة، ولكي يشعر الوالدان بالثقة في البرامج التي يشارك فيها أطفالهم.b(وام)