كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الخطوات التي أدت في نهاية المطاف إلى بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.

جاء ذلك في مقال للوزير بعنوان "الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة في مجملها وترابطها هو مفتاح السلام والاستقرار الدولي"،  نشره موقع "روسيا في السياسة الدولية" ، حيث تابع أن انقلاب فبراير عام 2014 في أوكرانيا تبعه مباشرة إعلان الانقلابيين عن أولوياتهم المطلقة بـ "تقليص حقوق المواطنين الناطقين باللغة الروسية بأوكرانيا".

وتم وصم سكان شبه جزيرة القرم وجنوب شرق البلاد في دونباس، ممن رفضوا قبول نتائج الاستيلاء غير الدستوري على السلطة بـ "الإرهابيين"، وتم شن عملية عسكرية عقابية ضدهم.

إقرأ المزيد لافروف يضرب بأوكرانيا مثلا صارخا لتدخل الغرب الجماعي في الشؤون الداخلية للدول

وكتب لافروف: "ردا على ذلك، عقدت شبه جزيرة القرم ودونباس استفتاءات بما يتفق تماما مع مبدأ المساواة وحق تقرير المصير للشعوب، المنصوص عليه في الفقرة 2 من المادة 1 لميثاق الأمم المتحدة. إن الدبلوماسيين والسياسيين الغربيين يتجنبون الحديث دائما بجدية عن المعيار الأكثر أهمية في القانون الدولي، فيما يتعلق بأوكرانيا، في محاولة منهم للتقليل من توضيح الخلفية الكاملة وجوهر ما يحدث لعدم مقبولية انتهاك السلامة الإقليمية".

وفي هذا الصدد، وفقا للافروف، فإنه من المهم التأكيد على أن "إعلان الأمم المتحدة بشأن مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة، المعتمد بالإجماع عام 1970، ينص على مبدأ احترام السلامة الإقليمية والذي ينطبق على الدول بأن تحترم في أفعالها مبدأ المساواة وتقرير المصير للشعوب (...) ونتيجة لذلك، تكون هناك حكومات تمثل (...) جميع الأشخاص الذين يعيشون في إقليم معين".

وشدد لافروف على أن النازيين الجدد الذين استولوا على السلطة في كييف نتيجة للانقلاب لا يمثلون سكان شبه جزيرة القرم أو دونباس، وهو أمر لا يحتاج إلى دليل. والدعم غير المشروط من قبل العواصم الغربية لتصرفات نظام كييف الإجرامي ليس سوى انتهاك لمبدأ تقرير المصير، بعد التدخل الصارخ في الشؤون الداخلية.

وتابع الوزير: "إن إقرار القوانين العنصرية التي أعقبت الانقلاب في عهد بيوتر بوروشينكو، ثم فلاديمير زيلينسكي حظرت كل شيء في تلك المناطق: التعليم والإعلام والثقافة، وحضت على تدمير الكتب والآثار، وحظرت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية واستولت على ممتلكاتها، وهو ما يعد انتهاكا صارخا للفقرة 3 من المادة 1 من ميثاق الأمم المتحدة بشأن احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين. ناهيك عن حقيقة أن هذه التصرفات تتعارض بشكل مباشر مع دستور أوكرانيا نفسه، الذي ينص على التزام الدولة باحترام حقوق الروس والأقليات القومية الأخرى".

إقرأ المزيد لافروف يذكّر الغرب بكوسوفو

وكانت كييف ملزمة بالوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب "مجموعة التدابير لتنفيذ اتفاقيات مينسك" المؤرخة في 12 فبراير 2015، والتي تمت الموافقة عليها بموجب القرار الخاص لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2202 مع الامتثال الكامل للمادة 36 من الميثاق، التي تدعم "أي إجراء لحل النزاع يقبله الطرفان"، واللذان يمثلهما في هذه الحالة كييف وجمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين. ومع ذلك، اعترف جميع الموقعين على اتفاقيات مينسك في العام الماضي، باستثناء فلاديمير بوتين، وهم أنغيلا ميركل وفرانسوا هولاند وبيوتر بوروشينكو، علنا وحتى بسعادة، أنهم عندما وقعوا على هذه الوثيقة، لم يكونوا ينوون تنفيذها، لكنهم كانوا يسعون فقط إلى كسب الوقت لتعزيز القدرات العسكرية لأوكرانيا وإمدادها بالسلاح ضد روسيا.

المصدر: روسيا في السياسة الدولية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا للوزير شبه جزيرة القرم دونباس الأمم المتحدة الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

مشروع قرار أمريكي في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء الحرب في أوكرانيا

22 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: عرضت واشنطن الجمعة مشروع قرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت لكن دون الإشارة إلى وحدة أراضيها. مقترح رحبت به موسكو فورا لكن مراقبين قالوا إنه “أشبه بخيانة لكييف وصفعة للاتحاد الأوروبي”.

دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو السبت أعضاء الأمم المتحدة إلى دعم مشروع قرار تقدمت به بلاده الجمعة ويدعو إلى “نهاية سريعة” للحرب بين موسكو وكييف، دون الإشارة إلى وحدة أراضي الأوكرانية.

وقال روبيو: “تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار بسيط وتاريخي في الأمم المتحدة، وندعو كل الدول الأعضاء إلى تأييده بهدف رسم مسار نحو السلام”.

ومع استمرار الضغوط التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يدعو مشروع القرار إلى “نهاية سريعة للنزاع وإلى سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا”، في صياغة مقتضبة تنطوي على اختلاف كبير مقارنة مع نصوص سابقة للجمعية تدعم صراحة أوكرانيا.
وفيما لم يعلق الوزير الأمريكي في بيانه السبت، على خلو مشروع القرار من ذكر وحدة أراضي أوكرانيا، وصف سفير موسكو لدى المنظمة الدولية فاسيلي نيبينزيا المقترح بأنه “فكرة سديدة”، لافتا إلى افتقار النص لما يشير إلى “جذور” النزاع.
ومن المقرر أن تلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة الإثنين في الذكرى السنوية الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا. بالمناسبة، أعدت أوكرانيا والأوروبيين مشروع قرار يشدد على ضرورة “مضاعفة” الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب “في هذا العام”، ويشير إلى مبادرات دول أعضاء عدة طرحت “رؤيتها لاتفاق سلام شامل ومستدام”.

ويكرّر النص أيضا المطالب السابقة للجمعية العامة في ما يتصل بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية من أوكرانيا ووقف هجماتها عليها. وحظيت نصوص سابقة بهذا الصدد بأكثر من 140 صوتا مؤيدا من بين الأعضاء البالغ عددهم 193.

إلا أن انعقاد الجمعية العامة الإثنين هو الأول منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وقد وجّه الجمعة انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأوكراني معتبرا أنه من “غير الضروري” حضور الأخير مفاوضات مع روسيا لا يمتلك فيها “أي أوراق”.
ومن المرجّح أن يثير النص الأمريكي المقترح والذي يقتصر على 65 كلمة، حفيظة الأوروبيين المتوجّسين من الحوار الأمريكي-الروسي بشأن أوكرانيا.

في هذا الصدد، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير: “لا تعليق في الوقت الراهن”.

واعتبر ريتشارد غوان الباحث في مجموعة الأزمات الدولية أن “نصا بسيطا كهذا لا يدين العدوان الروسي ولا يشير صراحة إلى وحدة أراضي أوكرانيا يبدو أشبه بخيانة لكييف وصفعة للاتحاد الأوروبي، وكذلك ازدراء للمبادئ التي تشكل صلب القانون الدولي”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الروسي يزور تركيا لإجراء مباحثات لتسوية نزاع أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • واشنطن تطرح قرارًا "تاريخيًا" بشأن أوكرانيا في الأمم المتحدة الاثنين
  • روبيو: واشنطن ستقدم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تسوية الصراع الأوكراني
  • مشروع قرار أمريكي في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • الأمم المتحدة: 9 من كل 10 سوريين يعيشون في فقر
  • مفاوضات بين كييف وواشنطن حول "معادن أوكرانيا النفيسة"
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • وزير الخارجية الروسي لافروف ينضم إلى كبار الدبلوماسيين الأوروبيين في اجتماع مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا
  • متخصص بالشأن الروسي: أوروبا لن تتخلى عن أوكرانيا حتى لو تراجعت أمريكا عن دعمها