نيويورك تايمز: الرهائن الإسرائيليين في غزة.. كيف سترد إسرائيل؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
احتجزت حماس خلال الهجوم المفاجئ الذي شنته على إسرائيل السبت الماضي، عشرات الرهائن. وفي تقريرها عن ذلك ذكرت "نيويورك تايمز" أن السلطات الإسرائيلية لم توفر تفاصيل عن عدد أو هويات المختطفين، لكن مسؤولين عسكريين قالوا إن بينهم كباراً في السن وأطفالاً، أُسر معظمهم من بلدات حدودية إسرائيلية صباح السبت.
يشير احتجاز هذا العدد الكبير من الرهائن إلى أن حماس قد ترغب في استخدامهم ورقة مساومة لتبادل الأسرى.
من هم ؟
تأتي غالبية المعلومات عن الذين يرجح احتجازهم رهائن من باحثين عن أقاربهم وأصدقائهم المفقودين. يبدو أن بعضهم اختطف من منازلهم في التجمعات الحدودية الإسرائيلية التي اجتاحها المسلحون الفلسطينيون يوم السبت. ويظهر أن آخرين اختُطفوا من منطقة حرجية قرب الحدود حيث أمضوا الليل في أحد المهرجانات.
At least 150 Israelis have been taken hostage by Hamas fighters, according to an initial assessment shared by one senior Israeli military official. Officials have said the number included older people and children. https://t.co/rIfNIGOyic
— The New York Times (@nytimes) October 9, 2023وفي ذهول وخوف، لجأ أقاربهم إلى المؤسسات الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي ونشروا صور المفقودين ومقاطع فيديو عبر الإنترنت للحصول على معلومات.
أين يحتجزون؟ قال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة في بيان عبر تلغرام إن الحركة أخفت "عشرات الرهائن" في "أماكن آمنة وأنفاق المقاومة".ويقال إن الجماعة المسلحة تستخدم شبكة أنفاق دفاعية تحت الأرض، التي يطلق عليها الجيش الإسرائيلي "مترو" حماس التي تستخدمها للسفر دون اكتشافها، ولنقل الأسلحة. ووصف الجيش الشبكة بـ "مدينة تحت المدينة"، ومعظمها تحت بنية تحتية مدنية.
ويوم الاثنين، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، إن أربعة إسرائيليين كانوا محتجزين لديها قتلوا في القصف الإسرائيلي خلال الليل، إلى جانب الفلسطينيين الذين كانوا يحتجزونهم. ولم يتسنَّ التحقق من الادعاء بشكل مستقل كما أوضحت الصحيفة.
كيف سترد إسرائيل؟ وسط انتقادات واسعة بسبب غياب المعلومات الموثوقة عن الرهائن، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الأحد تعيين غال هيرش، الجنرالال متقاعد، منسقاً للأسرى والمفقودين.
كما افتتح الجيش والشرطة مركزاً مشتركاً للعائلات لتسجيل المفقودين، وطلبا منها إحضار صور وما يمكن من خلاله جمع عينات الحمض النووي.
ماذا سيحدث ؟
يشير احتجاز هذا العدد الكبير من الرهائن إلى أن حماس قد ترغب في استخدامهم ورقة مساومة لتبادل الأسرى، وربما دروعاً بشرية عندما ترد إسرائيل على ضرباتها في غزة.
ومساء الاثنين، هدد أبو عبيدة بإعدام رهينة كلما ضربت غارة جوية إسرائيلية سكان غزة "في منازلهم دون سابق إنذار".
Palestinian militants kidnapped scores of Israelis in an unprecedented attack that took the Israeli-Palestinian conflict into unknown territory. Their relatives recount how they were captured. https://t.co/0FxzJUTwlI
— New York Times World (@nytimesworld) October 9, 2023ويحتجز آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والعديد منهم مدانون بجرائم أمنية أو بالتورط في الإرهاب. وأشار محمد ضيف، زعيم الجناح العسكري لحماس، إلى أن احتجاز آلاف المسلحين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من أسباب هجوم يوم السبت.
تعتبر قضية الأسرى الإسرائيليين قضية عاطفية جداً في إسرائيل، حيث دفعت الحكومة ثمناً باهظاً في الماضي مقابل عودة مواطنيها، أو رفات الجنود في صفقات غير متوازنة لتبادل الأسرى.
في 2006، اختطف مسلحون في غزة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، واحتجزته حماس خمسة أعوام، قبل مبادلته بأكثر من ألف سجين فلسطيني أدين العديد منهم بهجمات إرهابية قاتلة ضد إسرائيليين.
وتحتجز حماس أيضاً رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في حرب 2014، بالإضافة إلى مدنيين إسرائيليين دخلا غزة في تلك السنة سيراً على الأقدام ويُعتقد أنهما على قيد الحياة.
كما بدأت حرب إسرائيل ضد حزب الله في 2006 والتي استمرت شهراً بعد غارة عبر الحدود شنها حزب الله واختطاف جنديين إسرائيليين. وأعيد رفات الجنديين إلى إسرائيل في 2008 بعد تبادل أسرى سلمت فيه إسرائيل 5 سجناء لبنانيين، بينهم سمير القنطار الذي كان محتجزاً منذ ثلاثة عقود تقريباً بعد إدانته بهجوم مسلح على مدنيين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران
واجهت الحكومة الإيرانية موجة غضب شعبي عارمة بسبب المليارات التي أنفقتها والدماء الإيرانية التي أُريقت لدعم نظام الأسد.
في الأيام التي تلت الإطاحة المفاجئة وغير المتوقعة لإيران كقوة مهيمنة في سوريا، جاءت الانتقادات من زوايا غير متوقعة، بما في ذلك المحافظون، وتدفقت بحرية على القنوات التلفزيونية والبرامج الحوارية، وفي المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والندوات الافتراضية التي حضرها آلاف الإيرانيين، كما ظهرت على الصفحات الأولى للصحف يوميًا.
وقال النائب السابق هشمت الله فلاحت بيشه في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الإيرانيين يجب أن يحتفلوا بسقوط حليف إيران الطويل الأمد، الرئيس بشار الأسد وأضاف: “لن يتمكن أحد بعد الآن من تبديد دولارات إيران للحفاظ على شبكة عنكبوتية".
وأعرب معارضو الحكومة منذ فترة طويلة عن غضبهم من الأموال التي أرسلتها إيران إلى أنحاء الشرق الأوسط، ويبدو أن هذا الشعور قد انتشر الآن، حتى البعض ممن قاتلوا نيابة عن حكومتهم في سوريا أو فقدوا أفراد عائلاتهم في الحرب الأهلية هناك، يتساءلون الآن عما إذا كان الأمر يستحق ذلك، وأشار البعض إلى أن نظام الأسد لم يكن الخاسر الوحيد الذي برز من الانتفاضة.
وقال إبراهيم متقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران، في برنامج حواري إن إيران قد تراجعت من كونها قوة إقليمية إلى مجرد دولة أخرى.
وتساءل البعض عن أساس استراتيجية إيران على مدى العقود الماضية لجعل نفسها قوة إقليمية مهيمنة تواجه إسرائيل وراعيها الرئيسي، الولايات المتحدة: دعم طهران لمجموعة من الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط التي أطلقت عليها محور المقاومة.
وشن محمد شريعتي دهقان ممثل إيران السابق لدى منظمة التعاون الإسلامي هجومًا على حكومته في مقال رأي بالصفحة الأولى في صحيفة “همميهن”، قائلا إن هزيمة الأسد كشفت أن استراتيجية إيران كانت مضللة و”بنيت على أسس ضعيفة".
وطالب شريعتي دهقان بنهج جديد يعطي الأولوية لبناء تحالفات مع الدول بدلاً من دعم الجماعات المسلحة، وتحويل الأموال والموارد مرة أخرى إلى الشعب الإيراني.
ويعد النقاش العلني الجريء هذا أمرًا غير عادي تمامًا، بالنظر إلى أنه على مدى سنوات صوّر القادة الإيرانيون دعمهم لسوريا والجماعات المسلحة المتحالفة التي تقاتل إسرائيل كواحدة من المبادئ غير القابلة للتفاوض للثورة الإسلامية وضرورية للأمن القومي.
وقال حسن شمشادي، المحلل البارز القريب من الحكومة والذي شغل حتى العام الماضي منصب رئيس غرفة التجارة الإيرانية-السورية المشتركة، في مقابلة هاتفية من طهران: “النقاش بشأن سوريا يجري على جميع مستويات المجتمع، ليس فقط في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في التفاعلات اليومية في كل مكان"، وأضاف: “الناس يسألون: لماذا أنفقنا كل هذه الأموال هناك؟ ماذا حققنا؟ ما هو مبررنا الآن بعد أن انتهى كل شيء؟”
وقال شمشادي إنه على الرغم من أن شكل العلاقات المستقبلية بين إيران وسوريا أصبح الآن غير مؤكد، فإن شراكة استراتيجية بُنيت على مدى أربعة عقود أصبحت الآن من التاريخ وأضاف أن الوصول غير المقيد الذي كانت تتمتع به إيران منذ فترة طويلة إلى طرق الإمداد في سوريا لتزويد الجماعات المسلحة عبر المنطقة بالأسلحة والمواد الأخرى قد انتهى أيضًا.
رد فعل إيران الرسمي كان متناقضًا، فقد سعى الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي إلى النأي بأنفسهم عن الأحداث في الجوار.
وقال الرئيس ووزير الخارجية إن للشعب السوري الحق في تحديد مستقبله السياسي، وقال نائب الرئيس الاستراتيجي الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده “مستعدة لإقامة علاقات جيدة مع الحكومة السورية المستقبلية، وكنا دائمًا نقف إلى جانب الشعب السوري".
لكن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، اتخذ لهجة أكثر صرامة في خطابه العام الأول بشأن الأحداث في سوريا، حيث ألقى باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في سقوط الأسد، واصفًا المتمردين الذين أطاحوا به بأنهم “معتدون” لديهم دوافع متنافسة ويخدمون أسيادهم، وألمح أيضًا إلى دعم تركيا لبعض المتمردين في سوريا.
وقال خامنئي: “ببركة الله، سيتم تحرير الأراضي المحتلة في سوريا على يد الشباب الشجعان في سوريا"، وأضاف: “لا شك أن هذا سيحدث"، وتوقع أن “المقاومة” ستنتشر على نطاق واسع في المنطقة، وستزداد إيران قوة.
لكن خطاب خامنئي تعارض مع الواقع على الأرض في سوريا، حيث انهار الجيش بسرعة مع تقدم المتمردين، واحتفل السوريون - صغارًا وكبارًا، رجالًا ونساءً - بسقوط حاكم طاغية بالرقص في الشوارع وهم يهتفون: “حرية".
واصدرت حماس، التي خاطرت من أجلها إيران وحليفها حزب الله في لبنان، بيانًا هنأت فيه المتمردين السوريين على انتصارهم وأعلنت أنها تقف مع الشعب السوري.
وبدا أن خامنئي مستاء من الانتقادات العلنية، وقال إن هذه التعليقات “جريمة” لأنها تثير الخوف بين الناس.
وفي غضون ساعات، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية عن فتح تحقيق جنائي في قائمة من الشخصيات البارزة والمؤسسات الإعلامية التي قادت الانتقادات، وضمت القائمة فلاحت بيشه، النائب السابق، الذي كشف أن ديون سوريا لإيران بلغت حوالي 30 مليار دولار.
كانت سوريا بمثابة القاعدة المركزية لإيران في المنطقة لأكثر من 40 عامًا، وكان وصولها إلى الأراضي والموانئ والمطارات بلا قيود لدرجة أن قائدًا عسكريًا كبيرًا وصف سوريا يومًا بأنها محافظة من محافظات إيران.
وسيطرت إيران على قواعد عسكرية ومصانع صواريخ وأنفاق ومستودعات كانت تخدم سلسلة التوريد لشبكتها من الجماعات المسلحة.
ومن سوريا، قامت إيران بتهريب الأسلحة والأموال والدعم اللوجستي إلى حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والجماعات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل والعراق.
وقال ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “كانت سوريا حجر الزاوية في خطة إيران الإقليمية، تطويق إسرائيل بحزام ناري"، وأضاف: “محور المقاومة كان بمثابة كرسي بثلاثة أرجل: إيران، سوريا، وحزب الله، لكنه لم يعد قائمًا".
وقال ليفيت إن إيران كانت تعتمد أيضًا على سوريا اقتصاديًا، وكانت مشترياتها من النفط الخام والمكرر الإيراني، رغم العقوبات الأميركية، تساعد طهران على دفع تكاليف عملياتها العسكرية في المنطقة.
وقال خمسة مسؤولين إيرانيين إنه بعد سقوط سوريا، كشف العديد من زملائهم بشكل خاص أن إيران فقدت كل شيء في 11 يومًا فقط، وقال المسؤولون إن الحكومة ما زالت “مرتبكة” و”مشوشة” وتحاول إيجاد طريق للمضي قدمًا مع سوريا.
وأكد رحمن قهرمانبور، المحلل السياسي في طهران، أن الأولوية الآن هي ضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة ضد إيران ومنصة للهجوم على مصالحها في العراق أو لبنان.
وأضاف: “لا يمكن احتواء الحساب العلني الذي اندلع بشأن سلوك إيران في سوريا، ولن يخفف أي تبرير رسمي من الضربة القاسية".
المصدر: نيويورك تايمز
|