بالتزامن مع الاستفزازات الإسرائيلية في حرم المسجد الأقصى الشريف، فاجأت «المقاومة الفلسطينية» العالم بشن عمليات قتالية نوعية (حرب شوارع موسعة) بتكتيكات جديدة في تاريخ المواجهات بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني.

بدأت الهجوم، فجر السبت، عقب انتهاء احتفالات الإسرائيليين بـ«يوم كيبور» بأكثر من 5 آلاف صاروخ، مع فتح جبهات للهجوم برًا وبحرًا وجوًا، واستخدام طائرات شراعية لدخول المستوطنات، وأسر عشرات الإسرائيليين (بينهم ضباط كبار).

وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية: إن «الحكومة فوجئت بالهجوم الذي شنته حماس وإن ما حدث هو فشل استخباري خطير، وإن إسرائيل تعيش حربا صعبة ذات خصائص لم تعرفها من قبل، ومفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين»!!

وأعلنت «المقاومة الفلسطينية» تنفيذ هجوم منسق بالتزامن على أكثر من 50 موقعا في فرقة غزة والمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، وبثت مقطع فيديو ظهر فيه أسر مقاتليها لرجال يرتدون سترات مدنية قالت إنهم إسرائيليون.

وخلال المواجهات أعلنت المقاومة الاستيلاء علي مستوطنات إسرائيلية (في محيط غلاف غزة) وسيطرت علي 3 بلدات بمناطق محاذية للقطاع، فضلا عن أسلحة وذخائر (بينها دبابات) إسرائيلية بأكملها، في مفاجأة غير مسبوقة، شلت تكتيكات الطرف الإسرائيلي.

وانطلقت الصواريخ في اتجاه إسرائيل من مواقع متعددة في أنحاء غزة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت: «عشرات الصواريخ أطلقت من قطاع غزة وأدت إلى احتراق مبانٍ سكنية في مدينة عسقلان.. هذا يوم شديد القسوة على إسرائيل».

ونجحت فصائل المقاومة الفلسطينية في تجاوز منظومة الدفاع الجوي الصاروخية «القبة الحديدية» الإسرائيلية، بالتزامن مع تنفيذ هجوم سيبراني واسع النطاق، انعكاسا لفشل استخباراتي غير مسبوق للكيان الصهيوني.

أطلقت كتائب عز الدين القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس) عملية عسكرية موسعة ضد إسرائيل (طوفان الأقصي) شملت إطلاق آلاف الصواريخ وتسللا واقتحام مستوطنات، بينما اعترف العدو رسميا بارتفاع عدد قتلاه ووصل إلى 350 قتيلا وأكثر من 1800 إصابة (الحصيلة قابلة للزيادة).

وأطلقت إسرائيل عملية عسكرية ضد قطاع غزة (السيوف الحديدية) أعلن القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف (في رسالة صوتية) أن العملية تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة ضد إسرائيل، ودوّت صفارات الإنذار في مناطق عدة، بينها: تل أبيب والقدس وأسدود وعسقلان.

وقال «الضيف»: إن «العملية، رد على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، وإنه على الفلسطينيين في كل مكان المشاركة في القتال.. اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض».

وأعلنت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية) أن القتال ما زال متواصلا وبضراوة ولم يتوقف في أكثر من 7 محاور ضمن مواقع سديروت وكفار سعد وكفار عزة بغلاف غزة، فيما تمركز المقاتلون الفلسطينيون على أسطح المباني بمستوطنة سديروت.

وكانت حركة حماس قد وزعت شريطا مصورا يظهر فيه فلسطينيون يحتفلون في مخيم جباليا بسحب مقاتلين تابعين للحركة آلية عسكرية (جيب) إلى المكان حصلوا عليها في إحدى عمليات التوغل.

وشوهد فلسطينيون مسلحون يتجمعون حول دبابة إسرائيلية اشتعلت فيها النيران جزئيا بعد عبورها السياج الحدودي قرب خان يونس، فيما شوهد عدد من الفلسطينيين عائدين إلى مدينة غزة ويقودون مركبة إسرائيلية تم الاستيلاء عليها.

وألغت شركات طيران (لوفتهانزا وطيران الإمارات وراين إير وخطوط إيجه الجوية وشركات أميركية والخطوط الجوية الفرنسية) عشرات الرحلات إلى تل أبيب في نهاية هذا الأسبوع في أعقاب الهجوم العسكري الفلسطيني، وفق بيانات الوصول في مطار بن جوريون الدولي.

ونصبت الشرطة الإسرائيلية الحواجز بين القدس وتل أبيب، وشرعت بتفتيش المركبات، فيما قصفت زوارق حربية إسرائيلية ساحل قطاع غزة بقذائف صاروخية، وتسببت غارة إسرائيلية في تدمير برج «وطن» وسط مدينة غزة.

وكما هي العادة، استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة أحياء سكنية متفرقة من مدينة غزة، خاصة التجمعات المدنية في حي، تل الهوى (جنوب غرب المدينة) وأن الطائرات الإسرائيلية دمرت منزلا على رؤوس ساكنيه وسقط عدد من الشهداء ببيت حانون شمالي غزة.

وسقط من «المقاومة الفلسطينية» أكثر من 250 شهيدا وأكثر من ألفي مصاب، وتعهدت إسرائيل بالرد على الهجمات الفلسطينية بقسوة، حيث بادرت بقطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، وشنت سلسلة غارات مصحوبة بقصف صاروخي.

وقال مكتب الشؤون الإنسانية (التابع للأمم المتحدة) إن «نحو 20 ألف شخص في غزة يلجأون إلى عشرات المدارس وملاجئ الطوارئ من جراء التصعيد والقصف المتواصل من قوات الاحتلال الإسرائيلي».

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو: «نحن في حالة حرب وسننتصر فيها.. يوم أسود جديد في تاريخ إسرائيل». فيما سربت وسائل إعلام إسرائيلية أن «حماس أسرت 100 إسرائيلي منذ بدء الهجوم، وأنه لا يمكن حصر أعداد القتلى والجرحى، حتى الآن».

وقال نتنياهو (بحسب وكالة رويترز): إن «المجلس الوزاري الأمني المصغر وافق على تدمير القدرات العسكرية لحركتيْ حماس والجهاد، وأن الهجوم سيستمر دون تحفظ أو راحة حتى تحقيق الأهداف، وأن إسرائيل مقبلة على حرب طويلة وصعبة».

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن تفجير مجمع فلسطين الذي يضم فنادق ومحال تجارية ومباني سكنية، وتم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، ودعا نتنياهو خصومه لتشكيل حكومة حرب وخلية أزمة.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف جالانت، حالة الطوارئ في نطاق 80 كيلو مترا من قطاع غزة، مما يسمح لقيادة الجبهة الداخلية بتقييد التجمعات، وشدد على أن المقاومة الفلسطينية «تشنّ حربا على إسرائيل».

وبالتزامن مع اجتماع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لبحث الوضع، قال (في بيان): «قوات الجيش الإسرائيلي تقاتل العدو في كل مكان.. سنهاجم قطاع غزة لسنوات، ردا على العمليات الأخيرة».

وقال رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي السابق (الموساد) خلال تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأمريكية: «لم نتلق أي تحذير من أي نوع وما حصل اليوم كان مفاجأة تامة.. لم نعلم أن لديهم هذا العدد من الصواريخ، لديهم أكثر من 3 آلاف صاروخ هذا أمر يفوق الخيال».

من جانبها، دعت مجموعة «عرين الأسود» الفلسطينيين إلى الخروج في مسيرات ضخمة وعارمة في كل الميادين، تضامنا مع إعلان المقاومة إطلاق عملية عسكرية ضد إسرائيل، ودعت الحراك الشبابي في مدينة رام الله للتجمع والخروج في مسيرة للمساندة.

وشهدت الأراضي الفلسطينية احتفالات كبيرة وتوزيعًا للحلوى "ابتهاجا" باقتحام المسلحين الفلسطينيين المدن الإسرائيلية، وعلي صعيد ردود الأفعال، تضمنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (وأوكرانيا) إسرائيل، فيما دعت روسيا الطرفين إلى ضبط النفس.

وحذرت مصر (في بيان صادر عن وزارة الخارجية) من «مخاطر التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ودعت إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، كون ما يحدث حاليا يؤثر سلبا على مستقبل جهود التهدئة».

ودعت القاهرة الأطراف الفاعلة دوليا إلى «التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال».

ويأتي إطلاق الصواريخ الفلسطينية في أعقاب فترة من التوتر المتصاعد في سبتمبر، بعد أن أغلقت إسرائيل معبر، إيريز، المنفذ الوحيد لسكان غزة إلى إسرائيل، لكن لا يسلكه إلا من يحملون تصاريح، وهم إجمالا العمال الذين لديهم رخص عمل في إسرائيل.

وأغلق المعبر بالتزامن مع احتجاجات فلسطينية على حدود القطاع متواصلة منذ أسابيع، لجأ خلالها المتظاهرون إلى حرق الإطارات وإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة على القوات الإسرائيلية التي ردّت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.

ويعاني قطاع غزة من نسبة بطالة مرتفعة، كما تتزامن تلك العمليات مع انتهاكات واسعة لحرمة المسجد الأقصى وإهانة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في إطار احتفالات يوم كيبور ويوم العرش والمواجهات بين المستوطنين المتطرفين في محيط المسجد الأقصى.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين الأقصى إسرائيل قوات الاحتلال المسجد الأقصى اقتحامات الأقصى الاقصى اقتحام الأقصى عملية طوفان الأقصى طوفان الأقصى طوفان الاقصى طوفان طوفان الأقصي طوفان الاقصي طوفان الاقصى الان طوفان الاقصى اليوم طوفان القدس عملية طوفان الاقصى الطوفان طوفان الاقصى مباشر معركة طوفان الأقصى عملية طوفان الاقصي طوفان الأقصى مباشر المقاومة الفلسطینیة بالتزامن مع قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

اليد اليمنى للسنوار.. الجيش الإسرائيلي يعلن قتل رئيس حكومة حماس في غزة

قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه قتل، روحي مشتهى، رئيس حكومة حركة حماس في قطاع غزة، والمسؤولين الأمنيين في الحركة، سامح السراج، وسامي عودة، في ضربات قبل ثلاثة أشهر.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على أكس إن "جيش الدفاع وجهاز الأمن العام (شاباك) قضيا" على عضو المكتب السياسي في حركة حماس روحي مشتهى وسامح السراج الذي قدمه على أنه "المسؤول عن ملف الأمن لدى المكتب السياسي" لحماس وسامي عودة الذي قدمه على أنه "رئيس جهاز الأمن العام" في حماس.

وأضاف أن طائرات حربية هاجمت القياديين الثلاثة "قبل ثلاثة أشهر بناء على توجيه استخباراتي دقيق"، مشيرا إلى أنهم "اختبؤوا داخل مجمع تحت أرضي" شمال قطاع غزة.

#عاجل ???? جيش الدفاع وجهاز الأمن العام (الشاباك) قضيا على المخرب المدعو روحي مشتهى رئيس سلطة الحكم الحمساوية في قطاع غزة، والمخرب المدعو سامح السراج المسؤول عن ملف الأمن لدى المكتب السياسي واللجنة التنفيذية الحمساوية والمخرب المدعو سامي عودة، رئيس جهاز الأمن العام الحمساوي

????… pic.twitter.com/Ai248wmqjT

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 3, 2024

ولفت إلى أن مشتهى "عمل مسؤولا عن سلطة الحكم في قطاع غزة، والمسؤول عن ملف الأسرى لدى المكتب السياسي للمنظمة وسابقا مسؤول وزارة المالية".

وتابع "وقد أنشأ مشتهى مع السنوار جهاز الأمن العام الحمساوي، وقضى معه محكومية في السجن الإسرائيلي. وحتى نشوب الحرب الراهنة كان يُعد الشخصية الأرفع والأبرز لدى المكتب السياسي الحمساوي في قطاع غزة، حيث أدار طيلة فترة الحرب النشاطات السلطوية لحماس تزامنا مع عمله على الترويج لعمليات" ضد إسرائيل.

وأكد "كان يعد مشتهى اليد اليمنى لقائد حماس" يحيى السنوار، و"أحد أقرب المقربين منه".

ولم تؤكد حماس أو تنفي مقتل مشتهى والمسؤولين الآخرين.

ومن جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس، أن 41788 شخصا على الأقل قتلوا منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل عام.

وتشمل الحصيلة 99 قتيلا سقطوا في الساعات الـ24 الماضية حتى صباح الخميس، وفق الوزارة التي أشارت إلى إصابة 96794 شخصا بجروح في قطاع غزة منذ هاجمت حماس مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • وزارة التربية الفلسطينية: استشهاد أكثر من11600 طفل فلسطيني في سن التعليم جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • اليد اليمنى للسنوار.. الجيش الإسرائيلي يعلن قتل رئيس حكومة حماس في غزة
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41689 شهيدا
  • الصواريخ الإيرانية تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي في قلب قطاع غزة (فيديو)
  • فصائل المقاومة الفلسطينية: إطلاق الصواريخ الإيرانية رسالة قوية لردع جرائم “إسرائيل”
  • إسرائيل تستدعي أربعة ألوية احتياط لجبهة لبنان
  • الصحة الفلسطينية: 41638 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • الأمم المتحدة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تعيق الاستعدادات لموسم الأمطار في قطاع غزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: تعزيز الدفاع على طول خط التماس مع لبنان
  • «المحامين العرب» يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإيقاف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان