رغم التنسيق بين واشنطن وتل أبيب.. ضباط استخبارات أمريكان: إسرائيل فشلت أمنيًّا وسيبرانيًا!
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
تصاعدت ردود الأفعال الغاضبة فى أوساط الخبراء الأمنيين فى واشنطن وتل أبيب على الفشل الذريع لتلك الأجهزة فى التنبوء، أو رصد تحركات المقاومة الفلسطينية التى نجحت فى اختراق جميع الدفاعات والاحتياطات العسكرية الإسرائيلية، واحتلت قواعد وعادت بجنود وضباط أسرى. ووصف المسؤول السابق في البنتاجون، ميك مولروي (ضابط وكالة المخابرات المركزية) الهجمات بأنها "فشل استخباراتي"، مشيراً إلى أنه كانت هناك مؤشرات محتملة على "تخزين الذخائر، وإعداد القوة الهجومية"، فضلاً عن "النشاط السيبراني".
وألقى المسؤول الأمريكى باللوم في الفشل في المقام الأول على المسؤولين الإسرائيليين، إلا أنه قال إن المخابرات الأمريكية كان يجب عليها أيضًا أن تلتقط بعض المؤشرات، حيث يتبادل البلدان المعلومات الاستخبارية.
وقال ضابط الاستخبارات الأمريكي السابق، جوناثان بانيكوف، الذي يعمل الآن في مركز أبحاث المجلس الأطلسي: "لقد كان هذا فشلًا استخباراتيًا، ولم يكن من الممكن أن يكون الأمر خلاف ذلك". وأشار إلى أن صور الجثث الاسرائيليين التى كانت ملقاة في الشوارع والمدنيين الذين تم اقتيادهم إلى الأسر في غزة بمثابة صدمة عميقة.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيال هولاتا: "لقد كانوا يخططون لهذا منذ فترة طويلة". وأضاف "من الواضح أن هذا هجوم منسق للغاية، وللأسف تمكنوا من مفاجأتنا تكتيكيًا والتسبب في أضرار مدمرة".
وواجه وزراء دفاع إسرائيل السابقون تساؤلات ملحة ومتزايدة عن كيفية حدوث الكارثة التى ألمت بهم. وقال الجنرال المتقاعد جيورا إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "يبدو الأمر مشابهًا تمامًا لما حدث في ذلك الوقت"- مشيرًا إلى أكتوبر 73- وأضاف "كما نرى، فوجئت إسرائيل تمامًا بهجوم منسق بشكل جيد للغاية".
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلى: ستكون هناك مناقشات بشأن الاستعدادات الاستخباراتية "في المستقبل" لكن التركيز في الوقت الحالي ينصب على القتال. وقال في مؤتمر صحفي: "سنتحدث عن ذلك عندما نحتاج إلى الحديث عنه".
وأكدت مجلة بوليتيكو أن المشرعين الأمريكيين ومسؤولي الأمن القومي السابقين أعربوا عن صدمتهم بما حدث فى إسرائيل، وأشاروا إلى هجوم المقاومة الفلسيطينية على مواقع إسرائيلية، وقتل وأسر العديد من الجنود ينم عن فشل استخباراتي كبير من قبل الإسرائيليين. وأشارت المجلة إلى أن المشرعين فى الكونجرس يطلبون من إدارة بايدن معلومات عن كيفية تمكن حماس من اختراق شبكة الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة، وإطلاق مئات الصواريخ من غزة إلى إسرائيل.
وقال النائب الديمقراطى جيم هايمز، وهو عضو بارز في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكى "لقد كان الأمر صادمًا نوعًا ما من حيث حجمه وطموحه"، كما أعرب مسؤولون سابقون في الأمن القومي الأمريكى عن صدمتهم من أن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية لم يكتشفوا الهجمات في وقت مبكر.
واعترف مسؤول أمني إسرائيلي سابق لصحيفة بوليتيكو بأن الهجوم غير المسبوق كان بمثابة فشل "كارثي" سمح بحدوثه "الفوضى" في القوات المسلحة الإسرائيلية وأجهزة المخابرات. وقال تشاك فريليتش، النائب السابق لمستشار الأمن القومي الاسرائيلى: "إنه فشل من حيث الاستخبارات والعمليات". مضيفًا: "من الواضح أننا لم نكن مستعدين على الإطلاق لهذا الأمر. لقد تم احتلال مقر الفرقة المسؤولة عن غزة، وهم في حالة من الفوضى، وبالتالي تأخر الرد برمته".
التمويه الاستخبارى
وفيما يلقى مسؤلون إسرائيليون وأمريكيون اللوم على الجانب الإسرائيلى فى الفشل الاستخبارى، يرى كثير من المحللين أن حماس قد نجحت بالفعل التوارى عن الأنظار منذ حرب غزة التى اندلعت فى 2021، حيث كان تركيز الاستخبارت الإسرائيلية على الضفة الغربية وحركات المقاومة التى نشأت حديثًا مثل عرين الأسود، فضلاً عن العمليات الفردية لبعض المقاومين بالضفة.
وتعمدت حماس أن تكون غزة هادئة على مدى الفترة الماضية إمعانًا فى التمويه، الأمر الذى مكن حركة المقاومة الفلسطينية من إعداد مخزون ضخم من الصواريخ غير الموجهة التي لها القدرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والقبة الحديدية. والتخطيط بهجوم مفاجئ شل المؤسسات العسكرية والاستخبارية داخل إسرائيل، دون وجود إشارات مسبقة، أو تحليلات لإمكانية وقوع هجوم فلسطينى، أو حتى مجرد عملية عابرة ممكن أن يقوم بها عدة أفراد من حماس.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل واشنطن قطاع غزة أمريكا تل أبيب غزة حماس عملية طوفان الأقصى طوفان الأقصى كتائب عز الدين القسام أمريكا وإسرائيل الأمن القومی
إقرأ أيضاً:
بروفيسور بجامعة تل أبيب يكشف عن تصاعد هجرة الأدمغة من إسرائيل.. ويحذر
دأبت وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإسرائيلية في الشهور الأخيرة على التحذير من عودة ظاهرة الهجرة العكسية لليهود في ظل فشل الحكومة بالاهتمام بنوعية حياتهم، وعدم تهيئة الظروف للمهنيين المتميزين منهم، فضلا عن تبعات الحرب المستمرة، لاسيما وأن هذه الظاهرة تطال الأطباء وخبراء التكنولوجيا والرياضيين.
يوسي شبيغل، أستاذ الإدارة بجامعة تل أبيب، ورئيس المعهد الإسرائيلي للاقتصاد، وعضو منتدى الاقتصاديين، كشف عن "تلقيه مؤخرًا أخبارا عن عملية متسارعة لهجرة الإسرائيليين الموهوبين، بمن فيهم الأطباء، وخبراء التكنولوجيا المتقدمة، والأكاديميين، وهذه الظاهرة معروفة باسم "هجرة الأدمغة"، وهي لم تأت من العدم، لأنه بعد وقت قصير من اندلاع الانقلاب القانوني أوائل 2023، حذر العديد من الاقتصاديين أنه سيضرّ بالإسرائيليين، وسيدفع الكثير منهم للرغبة في الهجرة من الدولة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21": "نشرنا في أيار/ مايو 2024، رسالة عامة وقّعها 130 من كبار اقتصاديي الدولة، قلنا فيها إنه بدون تغيير سياسة الحكومة، سيلحق الضرر الشديد بمستوى معيشة من يختارون استمرار العيش في الدولة، وأن العديد ممن يتحملون العبء يفضلون الهجرة منها، وأول من سيغادر من لديهم فرص في الخارج من الأطباء والمهندسين وخبراء التكنولوجيا والعلماء، فيما سيبقى في الدولة أولئك الأقل تعليماً وإنتاجية، مما يزيد العبء على المنتجين المتبقين، وسيشجع المزيد من الهجرة من الدولة".
وأشار إلى أن "دوامة الانهيار" هذه التي تستقطب الدوائر المتزايدة الهجرة، ستجعل وضع من يبقى من الإسرائيليين يزداد سوءًا، وستلحق ضررًا جسيمًا بمن الذين ليس لديهم إمكانية سهلة للهجرة، ولأن الانهيارات لا تحدث عندما "يتدهور الوضع تماما"، بل قبل ذلك، عندما تكون نسبة كبيرة كافية، وحينها لا يمكن منع التدهور، لأنه بمجرد أن يستنتج الإسرائيليون الذين يتحملون العبء أن الدولة شرعت في مسار لا رجعة فيه، فإن الانهيار الشامل سيأتي، تدريجياً، ثم فجأة، وبشكل لا رجعة فيه".
وأشار إلى أنه "رغم أهمية معالجة المشكلة بمجرد بدايتها، وعدم الانتظار حتى تصل الأزمة ذروتها، لكن الحكومة اختارت تجاهل التحذيرات، وكثير من المسؤولين يرفضونها بعبارة: "لا تهددونا"، رغم أن الهجرة العكسية بطبيعتها عملية معقدة تستغرق وقتاً، كثيرون منهم لا يستيقظون ويغادرون على الفور، بل يذهبون لإجازة، وإذا بدا الوضع في الدولة صعباً، فإنهم يفضلون تمديد إقامتهم في الخارج، أو يختارون جعل الإقامة المؤقتة دائمة".
وكشف شبيغل أن "80 ألف إسرائيلي يهاجر للخارج سنوياً، وهناك المزيد والمزيد من الدلائل على أن العديد منهم من الأطباء والرجال والنساء من ذوي التكنولوجيا العالية والأكاديميين، أي أن الإسرائيليين في هذه الحالة سينتظرون لفترة أطول لإجراء العمليات الجراحية، ويتلقون رعاية طبية أقل جودة، وبدون قطاع التكنولوجيا الفائقة المزدهر، سيكون لدى الشباب الإسرائيليين وظائف أقل جاذبية، وستعاني الصناعات التي تقدم الخدمات لهذا القطاع، وسيتضرر دخل الدولة من تراجع الضرائب، لأن قطاع التكنولوجيا وحده مسؤول عن ثلث أموالها".
وأشار إلى أنه "بدون وجود رجال ونساء أكاديميين متفوقين، فإن التعليم العالي سيعاني، وستنتج إسرائيل قدراً أقل من رأس المال البشري، الذي يشكل موردها الاقتصادي الرئيسي، صحيح أنه يمكن تجاهل المشكلة كما اختارت الحكومة أن تفعل، لكن التجاهل لن يحلها، بل سيفاقهما".