خولة السويدي تزين معرض “ تاريخ الخط العربي في الدولة” باللوحة الإبداعية بالفكر
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
دبي في 10 أكتوبر/ وام/ تشارك سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي ، رئيسة مؤسسة خولة للفن والثقافة، في معرض " تاريخ الخط العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة " الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي في متحف الشندغة، ضمن فعاليات الدورة الأولى من "بينالي دبي للخط" المقامة حاليا وتستمر حتى 31 أكتوبر الجاري.
و قدمت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي خلال المعرض، عملها بعنوان "بالفكر" الذي يعكس إبداعاتها الأدبية وأقوالها الهادفة إلى تحفيز الناس ودفعهم للتفكير بطرق إيجابية إلى جانب جمع الجمالية والصور التعبيرية في آن واحد.
وأكدت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، أهمية معرض " تاريخ الخط العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة " في المساهمة في تعزيز حضور قيمة فن الخط العربي، وتسليط الضوء على عراقته و توفير منصة ثقافية للراغبين بالاطلاع على هذا النوع من الفن الثقافي، معربة عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي المتميز.
و أشارت سموها إلى أن عملها الفني الذي قدمته بالمعرض والمتمثل بلوحة "بالفكر" يتميز باستعراض جماليات فن الخط العربي والذي يتمتع بصفات خاصة تميزه عن غيره وهو من أبرز الفنون التشكيلية، كما يتضمن صورة تعبيرية تؤكد أهمية الفكر والإبداع والابتكار كركيزة أساسية لتحقيق الطموحات والأهداف. وتوجهت بالشكر إلى هيئة الثقافة والفنون في دبي على جهودها في تنظيم المعرض وحرصها على دعم المشهد الثقافي في الدولة بفعاليات ومبادرات مبتكرة.
و كانت لوحة “ بالفكر “ قد استوقفت كبار الخطاطين من تكرار كلمة ”بالفكر” باللوحة بدقة عالية دون استخدام أي قالب أو اللجوء للتخطيط بالسطور، كما أثارت اللوحة إعجاب الكثير حيث تتشابك الأحرف بكلمة “بالفكر” لينتج هذا الشكل المميز الذي يترأس الهرم وكأنه نجمه ساطعة .
وتكرار كلمة بالفكر جاء للدلالة على أهميتها، كما اختارت سمو الشيخة خولة السويدي، شكل الهرم لخط كلماتها التي تعني فيها الارتقاء بالفكر، كما هو الهرم يعتمد على أساسيات للصعود خطوة بخطوة حتى نصل للقمة.
وتشهد دورة “بينالي دبي للخط” ، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، تنظيم 19 معرضاً متنوعاً، وتسهم في تفعيل أكثر من 35 موقعاً تراثياً وثقافياً حول دبي.
ويكشف المعرض، الذي يقام بالشراكة مع مجلة "حروف عربية" وبدعم رئيسي من "صندوق الوطن"، عن بدايات الخط وتطوره في الإمارات ويتتبع جذور اهتمام الدولة به، كما يبرز جهود الخطاطين والفنانين الإماراتيين ومساهماتهم في الارتقاء بهذا الفن، وهو ما يتجلى في 12 عملاً إبداعياً تحمل بصمات 12 فناناً وفنانة إماراتية.
دينا عمر/ بتول كشواني
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الخط العربی
إقرأ أيضاً:
الشيخـة جواهـر: يجــب عــدم التفريط في الهوية العربية الإسلامية
الشارقة: «الخليج»
شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة مثرية ضمن سلسلة جلسات «صالون الشارقة الثقافي» الذي نظمه المكتب الثقافي بالمجلس، وقد حملت الجلسة عنوان «قراءة في تاريخ المماليك، من خلال رواية «أولاد الناس»، بحضور ومشاركة مؤلفته الأديبة المصرية د. ريم بسيوني، في حوار أدارته د. مريم الهاشمي صباح يوم الثلاثاء الماضي، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، بحضور عدد من الأديبات والمهتمات بالشأن الثقافي والتاريخي والإبداعي ولفيف من سيدات المجتمع.
أعربت سموها، في بداية الجلسة عن سعادتها، باستضافة الكاتبة د. ريم، قائلة: «إن د. ريم بسيوني شخصية ثقافية عربية نفتخر بها، ونتمنى أن يكون لها صيت أكبر مما تحظى به الآن، لما قدمته لنا من تصوير مفصل عن تاريخ حبيبتنا مصر». لطالما كنا نجول في مصر ومدنها القديمة بحب دون الانتباه إلى تاريخها ومدى عمقه، فيقال لنا هذا مسجد السلطان الحسن، وهذا أحمد بن طولون، وغيرهم، تلك أسماء مررنا عليها مرور الكرام في التاريخ لمجرد المعرفة، ولكن «أولاد الناس» صور لنا تفاصيل المجتمع المملوكي وكأننا نعيش ما بين سحر الماضي وعبق التاريخ الذي جعلنا نشعر وكأننا نجالس «أولاد الناس».
وتابعت سموها قائلة: «مما لاشك فيه أن د. ريم استطاعت من خلال كتاباتها أن تسلط الضوء على المعنى الأعمق للفكر الصوفي، وهو جزء لا يمكن تجاهله عند بحثك في التاريخ الإسلامي، فوسعت مداركنا وبينت للقارئ كم هو فكر مملوء بالرحمة وتقبل الآخر والتسامح، ويحتاج منا إلى إعادة التفكر بمعانيه، وعدم إصدار الأحكام أو النفور منه ومن معتنقيه».
وأضافت سموها: «ولأننا في عالم لا يسعنا فيه أن نرمش دون ظهور صيحة جديدة نواكبها أو تكنولوجيا حديثة نتعلمها، وجب علينا التشديد على أهمية عدم التفريط بالهوية العربية الإسلامية، وقيمها ومبادئها السامية، التي - عكس ما يزعم البعض - تصلح لكل زمان ومكان ما دامت الأرض في دوران. لذلك أوصي الشباب بالعودة إلى الكتب والتمعن في التاريخ والتعرف على شخصياته العظيمة التي بَنَت مجتمعاتها وأسهمت في النهضة التي نشهدها اليوم. لذا أدعو أبناءنا للحفاظ على هذا الموروث وتمثيله بأفضل صورة».
وضمت الجلسة الحوارية عدة محاور شاركت فيها الدكتورة ريم كيفية تولُّد شعلة الكتابة لهذه الثلاثية التي تجاوزت السبعمئة صفحة، وناقشت قدرة الأديب على تغيير المفاهيم التاريخية لجمهور المتلقين دون الإخلال بالتوازن بين الشخصية الأكاديمية والإبداعية. كما تطرقت لدور الشخصيات النسائية في أعمال الكاتبة عموماً ورواية أولاد الناس على وجه الخصوص.
وتحدثت الدكتورة عن مسؤوليتها المزدوجة كأكاديمية وكأديبة روائية، وما يستدعيه ذلك من حرص على الأمانة العلمية، خاصة حين تبنى الرواية على أحداث حقيقية وشخصيات لها حضورها المؤثر في التاريخ.
على الرغم من أنها حاصلة على شهادتي الماجستير والدكتوراه في علم اللغة الاجتماعي من جامعة أكسفورد في بريطانيا، وعملها كأستاذة ورئيسة لقسم اللغويات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تحرص ريم بسيوني على استخدام اللغة العربية في كتاباتها البحثية والأدبية، افتخاراً منها بانتمائها للثقافة العربية والإسلامية، مؤكدة أن الكاتب مسؤول عن تعزيز هذه الثقافة والتعريف بها وبما تحتوي من ثراء فكري وكنوز علمية، الأمر الذي يجب أن نعلمه لأجيالنا الشابة المتأثرة بعالم التكنولوجيا وما تحمله من اتجاهات معرفية لا تتناسب مع هويتنا.
كما تطرقت للحديث عن روايتها «أولاد الناس - ثلاثية المماليك» الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة لأفضل رواية مصرية لعام 2019-2020، وأوضحت أن مصطلح «أولاد الناس» يعود إلى العصر المملوكي، حيث كان يطلق على أبناء المماليك الذين ولدوا على أرض مصر، فأبناء الأمراء المماليك لا يرثون صفة المملوك من آبائهم بل ولادتهم فوق التراب المصري تعفيهم من صفة المملوك وتحولهم إلى أحرار بنعت «أولاد الناس». ويشاركهم الطبقة المرموقة في المجتمع القضاة والفقهاء وتليهم طبقة التجار، أما أهل مصر وسكانها فهم فقط من العامة، ولا يسري عليهم هذا اللفظ.
كما أشارت إلى أن حياة المملوك كانت تتسم بالصعوبة حيث كان ملزماً بقوانين صارمة، فلم يكن يسمح له بالزواج إلا بإذن من السلطان ولا يورث أولاده للحد من الفساد، لذلك عرف أولاد الناس بعدم امتلاكهم للكثير من الأموال ولكن بمخزونهم الوفير من العلم والثقافة والفكر والوعي.
وأكدت أن العمل يجمع بين الجانب الأكاديمي والروائي الإبداعي، ويسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة، ويقدم تاريخاً جميلاً للقراء ويصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة.