سيضع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، علاقتهما المتوترة في اختبار آخر في غمرة استعداد إسرائيل لهجوم بري محتمل على قطاع غزة.

فبعد أشهر من التوتر بسبب الطريق الذي يمضي إلى الأمام في الشرق الأوسط، اندفع الزعيمان اللذان يعرفان بعضهما البعض منذ عقود، إلى شراكة في زمن الحرب في أعقاب هجوم فتاك شنته حركة حماس من قطاع غزة على إسرائيل.

As Israel retaliated with missile attacks on Gaza and Hamas threatened to execute the Israelis they had taken hostage, police sources said Los Angeles police are preparing for large pro-Palestinian rallies and potential counterprotests in the coming days. https://t.co/f5v55mD54p

— NBC News (@NBCNews) October 10, 2023 توتر العلاقات

وتوترت علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل، الحليف الرئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط، في الأشهر القليلة الماضية إذ ساند البيت الأبيض المعارضين الإسرائيليين، الذين نظموا احتجاجات على خطة حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة للحد من صلاحيات المحكمة العليا. لكن الخلافات بين الزعيمين، أعمق من ذلك بكثير.

ودأب بايدن، في منصبه رئيساً للولايات المتحدة، على التعبير عن دعمه لدولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. ويقول مسؤولون في الإدارة إنه أثار المسألة في كل محادثة مع نتانياهو، وطلب منه وقف توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

وبعد عودة نتانياهو إلى منصبه في أواخر ديسمبر(كانون الأول) الماضي، يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية، ووافق على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة لمستوطني الضفة الغربية.

ويشمل تاريخهما المتوتر في كثير من الأحيان الفترة التي قضاها بايدن نائباً للرئيس خلال رئاسة باراك أوباما حين حاول نتانياهو بلا طائل عرقلة الاتفاق النووي مع إيران المدعوم من الولايات المتحدة في 2015، وتحظى حماس بدعم إيران العدو اللدود لإسرائيل في المنطقة.

وفي المقابل تلاقت أفكار نتانياهو مع سلف بايدن الجمهوري والمنافس المحتمل في 2024، دونالد ترامب الذي صاحب دعمه الأيديولوجي لرئيس الوزراء اليميني سياسات شديدة التأييد لإسرائيل. لكن نتانياهو تحوط وتجنب الانحياز إلى أحد الجانبين في الحملة الرئاسية الأمريكية.

وبعد هجوم حماس، الأكثر دموية منذ الهجمات التي شنتها مصر وسوريا في حرب أكتوبر منذ 50 عاماً، وضع بايدن الخلافات جانباً في مكالمات هاتفية متعددة مع نتانياهو، قائلاً إن فريقه سيعطي إسرائيل "كل ما تحتاجه" لمحاربة حماس، حسب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.

وأكد بايدن لنتانياهو الدعم الأمريكي "القوي" وسارع لتعزيز الترسانة العسكرية الإسرائيلية وأرسل مجموعة حاملة طائرات هجومية بالقرب من إسرائيل في عرض كبير للدعم.

ولم يقل بايدن في تصريحاته العلنية بعد، إن على إسرائيل ضبط النفس في ردها العسكري، و ولم يعبر عن قلق الولايات المتحدة على الشعب الفلسطيني، الأمر الذي عادة ما يكون جزءاً من ردود فعل البيت الأبيض خلال الأزمات السابقة.

وقال البيت الأبيض عن اتصال هاتفي ثان أجراه بايدن مع نتانياهو، الأحد: "أكد الرئيس أنه لا يوجد أي مبرر للإرهاب، وعلى جميع الدول الوقوف متحدة في مواجهة مثل هذه الفظائع الوحشية".

President Biden condemned the Hamas attacks on Israel, vowing over the phone to Prime Minister Netanyahu that the U.S. would continue to send aid in the coming days: “My administration's support for Israel's security is rock solid and unwavering.” https://t.co/ModWCKTqsd pic.twitter.com/4hjoxPRkUl

— CBS Mornings (@CBSMornings) October 9, 2023 اتساع نطاق الحرب

قوال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن بايدن وجه فريقه للتواصل مع نظرائهم في الخليج والدول المجاورة لمحاولة منع الانزلاق إلى حرب أوسع نطاقاً، مع التركيز بشكل خاص على منع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران من فتح جبهة ثانية على الحدود الشمالية لإسرائيل.

ويقول خبراء في السياسة الخارجية، إنه بينما يبدو أن بايدن أطلق يد نتانياهو في، فإن الخلافات في السياسات لا تزال قائمة وربما يغير موقفه إذا ارتفع عدد القتلى في غزة بشكل أكبر، واستمر القتال. وذكرت قنوات إسرائيلية أن عدد القتلى في البلاد بعد هجوم حماس ارتفع إلى 900.

وواصلت إسرائيل شن ضرباتها الانتقامية الأكثر كثافة على الإطلاق على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس،  ما أودى بحياة ما يزيد على 500 شخص منذ يوم السبت.

وقال جوناثان بانيكوف، المسؤول الكبير السابق في المخابرات الوطنية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، والذي يعمل حالياً في مركز أبحاث المجلس الأطلسي: "في نهاية المطاف، إذا استمر الصراع أسابيع أو أشهر، فإن عدداً من حلفاء الولايات المتحدة سينفد صبرهم، ويطالبون علناً بإنهائه. عند هذه النقطة، قد ترى قناة خلفية أمريكية للتواصل مع إسرائيل لمحاولة إقناعها بوضع حد للقتال".

ويواجه بايدن كذلك تحدياً محتملاً يتمثل في تأمين إطلاق سراح عدد غير معروف من الأمريكيين المفقودين الذين ربما وقعوا أسرى في أيدي مقاتلي حماس.

كما يواجه بايدن في الداخل ضغوطاً، عن يمينه وعن شِماله، إذ يتهمه جمهوريون متعصبون في الكونغرس بتشجيع إيران من بعد الاتفاق الأخير لتبادل سجناء، وهو ما ينفيه مساعدو الرئيس بشدة.

وقال السناتور الجمهوري توم كوتون، وهو من صقور السياسة الخارجية، في برنامج صنداي مورننغ فيوتشرز على قناة فوكس نيوز : "إذا كان بإمكان الرئيس بايدن الوقوف مع أوكرانيا مهما طال الأمر، فإني آمل أن يتمكن من الوقوف مع إسرائيل مهما طال الأمر".

وقبل الهجمات كان بعض الديمقراطيين يطلبون من بايدن التدقيق في حاجة  إسرائيل إلى حزمة المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات  كل عام، ويدعونه إلى بذل المزيد من الجهد من أجل الفلسطينيين.

وتُعد جماعة الضغط القوية المؤيدة لإسرائيل، بقيادة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية إيباك، قوة رئيسية في السياسة الأمريكية، وغالباً ما تدعم نتانياهو. ومن المتوقع أن تلعب دوراً في انتخابات 2024.

لا يحب نتانياهو

يصف بايدن، 80 عاماً نفسه بـ "صهيوني" وتحدث ونتانياهو 73 عاماً، عن صداقة طويلة بينهما.

لكن بايدن أمضى أشهراً دون التحدث مع نتانياهو هذا العام. ولم يكن الزعيم الإسرائيلي سعيداً لأنه لم يعقد اجتماعاً مباشراً مع بايدن، قبل 20 سبتمبر(أيلول). ولم يكن الاجتماع في البيت الأبيض ولكن في أحد فنادق نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة إن بايدن عبر خلال اجتماعات مع نتانياهو عن مخاوفه على الحاجة إلى الاستقرار في الضفة الغربية، وكذلك من عنف المستوطنين الذي أدى إلى زيادة التوتر مع الفلسطينيين.

ويبدو أنهما وجدا أرضية مشتركة بعد سعي الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق تاريخي لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية. لكن هجوم حماس وجه ضربة قوية لتلك الجهود وفرض الشك في مستقبلها.

وقال خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي آرون ديفيد ميلر، إنه رغم المشاكل بين بايدن ونتانياهو، فإن "شعب إسرائيل وأمن إسرائيل متأصلان بعمق في الحمض النووي لبايدن".

وأضاف "بايدن لا يحب بيبي، نتانياهو. لكنه يحب دولة إسرائيل وشعب إسرائيل وسيفعل ما في وسعه لحماية شعب إسرائيل".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بايدن نتانياهو الولایات المتحدة الشرق الأوسط البیت الأبیض مع نتانیاهو فی الإدارة

إقرأ أيضاً:

المناظرة الرئاسية الأمريكية.. بايدن: سنتعامل مع حماس كما تعاملنا مع أسامة بن لادن

المناظرة الرئاسية الأمريكية.. قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إنه قدم مقترحا لإيقاف الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة جراء هجوم السابع من أكتوبر، زاعما أن المقترح حظى بموافقة مجلس الأمن والإدارة الإسرائيلية، إلا أن حماس هى من تعترض على تنفيذ المقترح.

وأضاف بايدن أن مقترحه يتضمن ثلاث مراحل، أولها، إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ثم توقف إطلاق النار، يتبعه توقف تام للحرب التى تشنها إسرائيل، واتبع بايدن حديثه بقوله أن الولايات المتحدة تساعد إسرائيل بل و"تنقذها"، مؤكدا أنه لن يسمح لبقاء حماس فى حكم القطاع، حيث سيتم التعامل معها كما تعاملت القوات الأمريكية مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.

وأضاف بايدن أن خطوة التخلص من حماس يجب أن تضع المدنيين الفلسطينيين فى الحسبان حتى لا يسقط المزيد منهم ضحايا للحرب، بينما رد الرئيس السابق دونالد ترامب بأن على أمريكا السماح لإسرائيل بالاستمرار فى حربها للتخلص من حماس، واصفا خمصه بايدن بالـ"ضعيف"، حيث شبه خصمه بفلسطين، مدعيا أن بايدن ضعيف مثل دولة "فلسطين".

اقرأ أيضاًبايدن: لم أحرم إسرائيل من الأسلحة.. أوقفت صفقة واحدة لأنها غير مناسبة بغزة

المناظرة الرئاسية الأمريكية.. ترامب: بايدن لا يحب الفلسطينيين

المناظرة الرئاسية الأمريكية.. سؤال مفاجئ يجعل بايدن في موقف حرج

مقالات مشابهة

  • رويترز: الولايات المتحدة أرسلت لـ”إسرائيل” آلاف القنابل شديدة التدمير منذ بداية الحرب على غزة
  • صياغة جديدة لمقترح «بايدن».. محاولات أمريكية لإتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس (فيديو)
  • إهانة عنصرية في المناظرة الرئاسية.. انتقادات لترامب بسبب كلمة فلسطيني
  • أميركا تعرض صياغة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
  • أصبح مثل فلسطينيّ.. ترامب ينتقد سياسات بايدن بحرب إسرائيل وحماس
  • أصبح مثل الفلسطيني.. ترامب ينتقد سياسات بايدن بحرب إسرائيل وحماس
  • ترامب: طوفان الأقصى لم تكن لتحدث تحت قيادتي
  • المناظرة الرئاسية الأمريكية.. بايدن: سنتعامل مع حماس كما تعاملنا مع أسامة بن لادن
  • الجيش الإسرائيلي يتوغل في مدينة غزة ويأمر الفلسطينيين بالتحرك للجنوب
  • "تايمز أوف إسرائيل": مصر والإمارات تستعدان لمشاركة مشروطة في القوة الأمنية بغزة بعد الحرب