العراق والسعودية أبرز المستفيدين وبالأرقام.. واردات الهند النفطية تذهب بعيدًا عن روسيا
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – اقتصاد
ترتكز واردات الهند النفطية دائمًا على توفير أرخص الأسعار، وهو ما جعل نيودلهي تقتنص شحنات النفط الروسي المخفضة في أعقاب غزو أوكرانيا.
ومع تضاؤل الخصومات الكبيرة على النفط الروسي، التي كانت متاحة خلال العام ونصف العام الماضيين، تسعى الهند حاليًا إلى تنويع مصادر إمداداتها بعيدًا عن موسكو، وفقا لمنصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت شركة إنديان أويل (Indian Oil) الهندية أنها تتحول إلى مصادر أخرى للخام لتغذية مصافيها بحسب ما صرّح رئيسها شريكانت فايديا لمنصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights).
وكانت واردات الهند من النفط الروسي ضئيلة قبل عام 2022، لكنها بدأت في الارتفاع بسرعة بعد غزو أوكرانيا، إذ استفادت شركات التكرير الهندية من الأسعار المخفضة للغاية التي يقدّمها النفط الروسي.
أرخص سعر للنفط
قال فايديا: "لقد قلنا دائمًا أننا سنتجه إلى أرخص سعر تحصل عليه البلاد من النفط، لأن لدينا التزامًا تجاه المستهلكين بالحصول على أرخص الأسعار.. لذلك، أعتقد أننا سنتجه إلى مصادر النفط الأخرى، بكل بساطة".
وتابع: "اليوم، لدينا نحو 236 درجة من النفط الخام في سلة الخام الخاصة بي.. لذلك أعتقد أن هناك عالمًا يقدم لنا الكثير من النفط"، بحسب منصة الطاقة المتخصصة.
وقد ارتفعت واردات الهند النفطية من روسيا إلى ما يصل إلى مليوني برميل يوميًا في المدّة من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز 2023، لكنها تراجعت مرة أخرى إلى 1.4 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب، و1.6 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول.
ظلت روسيا أكبر مصدّر للنفط الخام إلى الهند خلال الأشهر الـ 9 الأولى من عام 2023، لكن خامات الشرق الأوسط من العراق والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مصادر أخرى، استعادت مكانتها مؤخرًا.
قبل غزو أوكرانيا، كان العراق هو المصدّر الرئيس للنفط الخام إلى الهند، وتشير البيانات إلى أنه سيستعيد المركز الأول في أكتوبر/تشرين الأول.
*واردات الهند من النفط الخام من السعودية والعراق
وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، أدت التخفيضات الحادة لخام الأورال، التي وصلت إلى 42 دولارًا للبرميل على سعر خام برنت القياسي، إلى جعلها جذابة للمشترين الحساسين للسعر، مثل الهند.
ومع ذلك، فقد تقلصت التخفيضات على النفط الروسي خلال الأشهر الأخيرة، مع سعي روسيا إلى المزيد من عمليات الشحن خارج مجموعة الـ 7 لتفادي الحدّ الأقصى البالغ 60 دولارًا للبرميل على صادراتها.
وانخفض سعر خام الأورال الذي سُلِّم إلى الساحل الغربي للهند مقابل خام برنت المؤرخ إلى خصم 4.70 دولارًا للبرميل في 18 سبتمبر/أيلول، وهو أقلّ فرق سعر منذ أن بدأت منصة بلاتس في تقييم الفارق عند 19 دولارًا للبرميل في 18 يناير/كانون الثاني.
ارتفاع أسعار النفط.. والدفع بالروبية
أشار رئيس إنديان أويل الهندية شريكانت فايديا إلى أن أسعار النفط المرتفعة تشكّل "خطر الركود" على الاقتصاد العالمي، وقال، إن شركة أويل إنديا ترغب في رؤية المزيد من المعروض في السوق حتى تنخفض الأسعار "التي هي في حالة غليان".
وقد ارتفع خام برنت المؤرخ حسب بلاتس بنسبة 8.6% منذ بداية عام 2023 حتى الآن، على الرغم من تراجع المؤشر الأسبوع الماضي بنسبة 0.32% إلى 88.2 دولارًا للبرميل في 6 أكتوبر/تشرين الأول.
ومع ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت عند الافتتاح في 9 أكتوبر/تشرين الأول، إذ ارتفعت بنسبة 4.24% لتُتَداوَل عند 88.17 دولارًا للبرميل، في أعقاب إعلان إسرائيل الحرب بعد الهجوم من قبل حركة حماس.
وقال فايديا، إن شركة إنديان أويل بدأت أيضًا عملية اعتماد المزيد من العملات المحلية في تسوية معاملات النفط الخام، بحسب منصة الطاقة المتخصصة.
ودفعت شركة إنديان أويل بالروبية ثمن مليون برميل من النفط اشترتها من الإمارات في أغسطس/آب، بحسب ما قالته السفارة الهندية في الدولة الخليجية ذلك الوقت.
وتطالب الهند بمزيد من المعاملات بالروبية، كما أن توسيع عضوية مجموعة دول البريكس لتشمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في أغسطس/آب، قد أعطى دفعة للجهود الهندية لحمل المنتجين على قبول الروبية لشراء النفط.
كما أوضح فايديا أن مجمع راتناغيري للتكرير والبتروكيماويات المخطط له في الهند بطاقة 60 مليون طن سنويًا (1.2 مليون برميل يوميًا)، والذي يُطَوَّر بشكل مشترك من قبل شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة أرامكو السعودية ومصافي النفط الحكومية، بما في ذلك شركة إنديان أويل، ما يزال في مرحلة الاستحواذ على الأرض.
وأضاف فايديا: "ننتظر الأرض، لقد قمنا بالفعل ببعض تقييمات الأراضي، كما أُجري مسح للتربة، ننتظر التقرير، وبمجرد توفر الأرض من حكومة ولاية ماهاراشترا، أعتقد أننا يجب أن نستفيد منها".
ستُبنى المصفاة خلال مراحل، إذ تضيف كل مرحلة 20 مليون طن متري سنويًا، حسبما صرّح فايديا سابقًا.
واردات الهند النفطية
في سياقٍ متصل، قفزت واردات الهند النفطية من روسيا بنسبة 15% في سبتمبر/أيلول 2023، من أدنى مستوى لها في 7 أشهر في أغسطس/آب، مدعومة بوفرة العرض وتخفيضات الأسعار، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت شركة كبلر لتحليل البيانات، إن الشحنات القادمة من روسيا بلغت 1.78 مليون برميل يوميًا الشهر الماضي، ومن المرجح أن تظل الواردات قوية، وفقًا لكبير محللي النفط الخام في شركة كبلر، فيكتور كاتونا.
إلّا إن الواردات من روسيا تظل منخفضة مقارنةً بمليوني برميل يوميًا، في المدّة من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز 2023.
وأوضح فيكتور كاتونا أنه يُمكن زيادة واردات الهند النفطية من روسيا، لأن الحظر الذي فرضته موسكو على صادرات الديزل يعني أن مصافي التكرير المحلية ستخفض معدلات التشغيل، وسيكون المزيد من النفط الخام متاحًا للخارج.
وقال، إن الهند تشتري بشكل رئيس خام الأورال الذي يُسلَّم بخصم نحو 4 دولارات للبرميل على خام برنت، ما يجعله أكثر جاذبية من الإمدادات الآجلة من الشرق الأوسط.
وأضاف أنه مع تزايد توافر الخام الروسي، قد يقدّم المصدّرون تخفيضات أكبر في المستقبل، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وارتفعت واردات الهند النفطية من العراق -ثاني أكبر المصدّرين إلى الهند- بنسبة 9.4% في سبتمبر/أيلول مقارنةً بالشهر السابق، إلى 934 ألف برميل يوميًا، في حين انخفضت الشحنات من السعودية -ثالث أكبر المصدّرين إلى الهند- بنسبة 41%، إلى 491 ألف برميل يوميًا.
المصدر: منصة الطاقة المتخصصة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: ملیون برمیل یومی ا دولار ا للبرمیل سبتمبر أیلول النفط الروسی النفط الخام فی أغسطس آب إلى الهند المزید من من روسیا من النفط خام برنت
إقرأ أيضاً:
عقوبات أميركية على قطاع النفط الروسي وغازبروم ترد
فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، أوسع حزمة من العقوبات حتى الآن تستهدف عوائد النفط والغاز الروسية، في محاولة لمنح كييف والإدارة القادمة لدونالد ترامب ورقة ضغط للتوصل إلى اتفاق للسلام في أوكرانيا.
وأعلنت بريطانيا بدورها فرض عقوبات مماثلة على قطاع النفط الروسي.
وقللت شركة غازبروم نفت الروسية للنفط من تأثير العقوبات الجديدة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة، الجمعة.
وقالت غازبروم نفت، التي فرضت عليها بريطانيا عقوبات أيضا، إنها ستواصل العمل وستحافظ على استمراريته رغم العقوبات التي وصفتها بأنها "بلا مبرر وبلا شرعية ومخالفة لمبادئ المنافسة الحرة".
وأضافت الشركة، في بيان، "كانت غازبروم نفت تستعد دوما لمختلف الاحتمالات السلبية للعقوبات على مدار العامين الماضيين. كما تخضع الشركة بالفعل لعقوبات أجنبية أحادية الجانب منذ عام 2022، لذا أُخذ بالفعل كثير من هذه القيود في الاعتبار في عمليات التشغيل".
من جهتها، أفادت شركة إنغوستراخ التي استهدفتها العقوبات أيضا بأنها تعمل بشكل طبيعي وتفي بجميع التزاماتها تجاه العملاء.
وقالت "هذا القرار، الذي يأتي في الأيام الأخيرة للإدارة الأميركية، يقوض السلامة البحرية وحماية البيئة واستقرار حركة الشحن العالمي، من خلال استهداف شركة تأمين ذات سمعة طيبة ورأس مال جيد".
إعلانوأضافت "إخراجنا من السوق يُحدث فراغا ستشغله حتما شركات تأمين ليس لديها القدرة أو الرغبة في ضمان الامتثال أو دفع مطالبات".
غازبروم: العقوبات بلا شرعية ومخالفة لمبادئ المنافسة الحرة (رويترز) ما طبيعة العقوبات؟وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على:
غازبروم وسورغوتنفتيغاز الروسيتين وهما من أكبر منتجي النفط في روسيا. 183 ناقلة مستخدمة في شحن النفط الروسي، وكثير منها ضمن ما يُسمى بأسطول الظل من الناقلات القديمة التي تشغلها شركات غير غربية. عدد كبير من تجار النفط، ومقدمي خدمات حقول النفط. مسؤولين في قطاع الطاقة الروسي. شركتين روسيتين تعملان في مجال التأمين البحري، وهما إنغوستراخ ومجموعة ألفاستراخوفاني.كما ألغت وزارة الخزانة أيضا مادة كانت تعفي الوسطاء في مدفوعات الطاقة من العقوبات المفروضة على البنوك الروسية.
وتهدف العقوبات إلى تقليص إيرادات النفط التي تستخدمها روسيا في تمويل الحرب التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، في بيان، إن "الولايات المتحدة تتخذ إجراءات شاملة ضد المصدر الرئيسي للإيرادات الروسية لتمويل حربها…".
وأضافت "عبر إجراءات اليوم، فإننا نزيد من مخاطر التعرض للعقوبات المرتبطة بتجارة النفط الروسية، بما في ذلك الشحن والتسهيلات المالية لدعم صادرات النفط الروسية".
وأفاد مسؤول أميركي إن العقوبات ستكلف روسيا مليارات الدولارات شهريا.
وقال المسؤول "لا توجد خطوة في سلسلة الإنتاج والتوزيع لم تتأثر، وهذا يمنحنا ثقة أكبر في أن التهرب (من العقوبات) سيكون أكثر تكلفة بالنسبة لروسيا".
وقال أحد المسؤولين أيضا "نتوقع أن استهدافنا المباشر لقطاع الطاقة سيزيد هذه الضغوط على الاقتصاد الروسي، والتي دفعت بالفعل التضخم إلى ما يقرب من 10%، وسيعزز التوقعات الاقتصادية القاتمة لعام 2025 وما بعده"، وفق ما أوردت رويترز.
إعلانمن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في منشور على منصة إكس، إن الإجراءات التي أعلنت اليوم "ستوجه ضربة قوية" إلى موسكو.
وأضاف "كلما انخفضت عائدات روسيا من النفط… اقتربت استعادة السلام".
وذكر المستشار الاقتصادي والأمني الكبير في البيت الأبيض داليب سينغ، في بيان، أن التدابير "هي أهم عقوبات حتى الآن على قطاع الطاقة الروسي، وهو أكبر مصدر للإيرادات في حرب (الرئيس فلاديمير) بوتين".
تأثير العقوبات على سوق النفط العالميةمن جانبها، قالت مصادر في تجارة النفط الروسي وقطاع التكرير الهندي إن العقوبات ستتسبب في تعطيل كبير لصادرات النفط الروسية إلى المشتريين الرئيسيين لها، الهند والصين.
وقفزت أسعار النفط 3% تقريبا، الجمعة، إلى أعلى مستوياتها منذ 3 أشهر وسط تأهب بين المتعاملين لتعطل الإمدادات جراء حزمة العقوبات الأميركية الكبيرة، التي تستهدف إيرادات روسيا من النفط والغاز.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 2.84 دولار أو 3.7% إلى 79.76 دولارا للبرميل عند التسوية، وذلك بعد أن تجاوزت 80 دولارا للبرميل لأول مرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.65 دولار، أي 3.6%، إلى 76.57 دولارا، وهو أعلى مستوى منذ 3 أشهر أيضا.
وقال محللون من جيه.بي مورغان في مذكرة، اليوم الجمعة، "نتوقع زيادة كبيرة على أساس سنوي في الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2025، بدعم في المقام الأول… من الطلب على وقود التدفئة والكيروسين وغاز البترول المسال".
وذكر الأمين المساعد لموارد الطاقة في وزارة الخارجية الأميركية جيفري بايات إن هناك كميات جديدة من النفط من المتوقع إنتاجها هذا العام من الولايات المتحدة وجيانا وكندا والبرازيل، ومن المحتمل أيضا من الشرق الأوسط، ستعوض أي إمدادات روسية.
إعلانوقال بايات لرويترز "نرى أننا لم نعد نتأثر بشح المعروض في الأسواق العالمية بالطريقة التي كنا نتأثر بها حينما كشفنا عن آلية السقف السعري".
وتأتي الخطوة التي أُعلنت أمس بعد عقوبات فرضتها الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على بنوك منها غازبروم بنك، أكبر وسيلة تربط روسيا بقطاع الطاقة العالمي، وعقوبات في وقت سابق من العام الماضي على عشرات الناقلات التي تحمل النفط الروسي.
وتعتقد إدارة بايدن أن عقوبات نوفمبر/تشرين الثاني أسهمت في دفع الروبل الروسي إلى الانخفاض إلى أدنى مستوياته منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.