في لحظة اللعب ضمن التوازنات، وقع "خطأ عسكري" خلال الإشتباك الذي حصل بين عناصر من الجهاد الاسلامي والجيش الاسرائيلي ادى الى استشهاد عناصر من "حزب الله" وجرح آخرين في لحظة بالغة الحساسية في المنطقة، وهذا ما قد يؤدي الى تفجير الوضع بشكل كامل، في حال قرر الحزب الرد بما يوازي الضربة التي تلقاها عصر أمس بعد غارة جوية استهدفت احد مواقعه.



من الواضح أن قرار "حزب الله" الاستراتيجي كان حتى ظهر امس هو تسخين جبهة الجنوب من خلال رسالة مباشرة لا تتخطى الخطوط الحمراء ورسائل اخرى تنفذها عناصر فلسطينية للقول أن كل الاحتمالات مفتوحة، لكن ما حصل من خلال استهداف مباشر لاحدى نقاط الحزب وسقوط عناصر له، فتح الباب أمام تسارع الاحداث وتدحرجها بشكل سريع.

بحسب مصادر مطلعة فإن الذهاب الى حرب متعددة الجبهات كان ينتظر بشكل حتمي التطورات العسكرية في غزة، وكان مرتبطاً بها، وهذا ما كان يعني أن التدحرج لن يحصل خلال الأيام المقبلة، بل بعد بدء التقدم البري للجيش الاسرائيلي ومعرفة مساره الفعلي، لكن قد يؤدي تفلت الامور عند الحدود الجنوبية بين "حزب الله" وإسرائيل الى إشتعال الجبهة بمعزل عن التطورات في فلسطين وستكون عندها جبهة لبنان هي التي فتحت الحرب في المنطقة.

ووفق المصادر ذاتها، فان الحزب ملزم بالرد، لان الخسائر التي تعرض لها كبيرة نسبياً، وعدم رده عليها سيؤدي الى إنكسار توازن الردع لصالح اسرائيل، وهذا لا يمكن للحزب تحمله في لحظة الاشتباك الاقليمي هذه، على اعتبار انه سيفشل في ردع اسرائيل ولن يكون قادرا على دعم قطاع غزة الذي يعتبر خط الدفاع الاول ولا يمكن التفريط به، لذلك فإن رد الحزب لا مفر منه وقد يهدف الى ردع اسرائيل وإشعارها أن الحرب على اكثر من جبهة امر جدي للغاية. 

وترى المصادر أن تل ابيب حاولت أمس وضع حد لمسار تسخين جبهة الجنوب الذي يعتمده الحزب، ولعملية الالهاء والتشتيت التي كانت ستستمر لايام طويلة نسبياً، وعليه فإن نجاح المسعى الاسرائيلي مرتبط بحجم رد الحزب وقدرته على اللعب على حافة الهاوية، فإما يقلب الحزب الطاولة ويجعل تل ابيب متهيبة الانزلاق نحو حرب معه او يتراجع تكتيكيا بإنتظار التطورات العسكرية في الداخل الفلسطيني. 

وتؤكد المصادر انه وبالتوازي مع رسالة القوة الاسرائيلية، وصلت رسائل ديبلوماسية الى "حزب الله" عبر قنوات مختلفة تؤكد له ان إشتراكه في الحرب يعني أن لبنان كله سيكون تحت النار، وقد يؤدي الأمر الى دخول الولايات المتحدة الاميركية في المعركة، بغض النظر عن شكل هذا الانخراط، وعليه فإن الساعات المقبلة ساعات حاسمة جدا، فهل يكون الخطأ الذي حصل هو المدخل لتوسع المعركة أم ان حسابات الميدان  مختلفة؟ 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: مصر تقف أمام حالة الفوضى التي تقودها إسرائيل في المنطقة «فيديو»

أكد الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلوم السياسية، أنّ التصعيد المستمر في المنطقة تحت قيادة حكومة رئيس الوزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يأتي في إطار محاولات إسرائيل دفع الوضع نحو مزيد من التصعيد والعنف.

وأضاف «الشيمي» عبر مداخلة هاتفية لقناة «إكسترا نيوز»، أنّ التوافقات الأخيرة التي جرت بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال زيارة نتنياهو تكشف عن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تعزيز هيمنتها على المنطقة، وهو ما يتعارض مع مصالح الشعوب العربية.

وأوضح أنّ تصريحات حكومة الاحتلال الإسرائيلية، سواء تجاه المملكة العربية السعودية أو قطر أو أطراف عربية أخرى، تشير إلى توجه نحو التصعيد، مشيرًا إلى أن مصر، التي تتمتع بتاريخ طويل في الدفاع عن القضايا العربية، لن تسمح لإسرائيل بالهيمنة على هيكلية الشرق الأوسط كما ترغب.

وأشار إلى أنّ الجهود المصرية كانت حاسمة في ضمان الهدنة الحالية التي توفر فرصة لالتقاط الأنفاس ووقف العنف في غزة، ومع ذلك، أكد أن استمرار وقف إطلاق النار ليس مضمونًا في ظل التصريحات المتضاربة من الجانبين الإسرائيلي والأمريكي، لافتًا إلى أن هناك العديد من العقبات التي تعيق استدامة هذه الهدنة.

ونوه بأن مصر تعمل من خلال غرفة عمليات مشتركة مع الأطراف المعنية لضمان استمرارية الهدنة، رغم محاولات إسرائيل المتواصلة لعرقلة أي جهود للسلام.

اقرأ أيضاًسلام يؤكد ضرورة الضغط على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية في 18 فبراير

عاجل.. مصادر لـ«العربية»: مصر تلقت رسالة من إسرائيل تؤكد التزامها باتفاقية السلام

أستاذ قانون دولي لـ«الأسبوع»: تصريحات إسرائيل ضد السعودية تستوجب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك

مقالات مشابهة

  • بوريطة: يمكن للعراق أن يكون منصة للقطاع الخاص المغربي وفي كل المنطقة المجاورة إليه
  • خبير سياسي: مصر تقف أمام حالة الفوضى التي تقودها إسرائيل في المنطقة «فيديو»
  • عملية للجيش الإسرائيلي في البقاع.. هذا ما قصفه
  • لبنان.. سلام يتعهد بأن يكون رئيسا لحكومة "الإصلاح والإنقاذ"
  • هل كانت إسرائيل وراء غلق حسابات الشيخ عبد الله رشدي؟
  • كينشاسا مدينة ليوبولد التي استعادت أفريقيتها
  • هل تم أسرُ عناصر لـحزب الله في سوريا؟
  • قتل المدينة.. ذكريات تتلاشى في ضاحية بيروت التي دمرتها إسرائيل
  • رغم الظروف الجوية القاسية.. عناصر شرطة المرور يواصلون تنفيذ مهامهم لتخفيف الازدحام المروري الذي تشهده محافظة إدلب
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟