ميديا بارت: السنوار.. براغماتي أرعب إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
قال موقع استقصائي فرنسي إن رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار أصبح منذ يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول كابوس الحكومة الإسرائيلية، لأنه مدبر عملية طوفان الأقصى التي جرت تحت رادار أجهزة الاستخبارات والحماية التي يفترض أنها الأفضل في العالم، وكلفت إسرائيل في غضون ساعات قليلة خسائر بشرية مروعة بلغت أكثر من 700 قتيل و2000 جريح، وهو أمر غير مسبوق في تاريخها.
ولا تزال أسباب هذا النجاح اللوجستي الذي حققته حماس بحاجة إلى تفسير، عدا الإخفاقات الأمنية الإسرائيلية، خاصة أن الأنفاق في الجنوب غمرتها المياه إلى حد كبير، ولم تعد صالحة للتهريب، وفي الشمال، فإن الحدود التي تطوق غزة لا ترتفع فوق سطح الأرض فحسب، بل إنها تمتد تحت الأرض، مما يزيد من تعقيد تسلل المقاتلين الفلسطينيين إلى الأراضي الإسرائيلية عبر الأنفاق، حسب موقع "ميديا بارت".
لكن هذا لم يمنع حماس من امتلاك العدد الكافي من الصواريخ ـ5 آلاف طلقة متزامنةـ لصرف الانتباه عن تسلل مقاتليها، مع ما يكفي من المتفجرات والعبوات الآلية لتحطيم الجدار المحيط بغزة في عدة أماكن، بما في ذلك القطاعات التي يفترض أنها آمنة للغاية مثل نقطة تفتيش إيريز الحدودية وقاعدة زيكيم العسكرية، إضافة إلى الصور المذهلة لرجال يدخلون إسرائيل بطائرات شراعية صغيرة.
الأسرى مقابل الرهائن
ويعد التغيير في إستراتيجية حماس هائلا بقدر ما هو غير متوقع -كما يقول جوزيف كونفافرو في تقريره للموقع- خاصة أن السنوار الذي قدمه المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون وحماس على أنه "براغماتي" عندما تولى السلطة، وهو رجل كان من المفترض أن يكون في السجون الإسرائيلية، بعد أن حكمت عليه محكمة إسرائيلية عام 1988 بالسجن المؤبد.
والدهشة الحالية في إسرائيل تنبع من هذه النقطة، حيث يوجد ما يقرب من 100 محتجز في غزة اليوم، ومصيرهم معلق بقرار من رجل حماس القوي الذي أطلق سراحه عام 2011 كجزء من عملية تبادل "السجناء بالرهائن"، وعنصر الدهشة الآخر يأتي من كون السنوار منذ توليه قيادة حماس في غزة عام 2017، بدا أنه يلعب الدور الذي توقعه الإسرائيليون منه بشكل غير رسمي، كالتفاوض مع الجار المصري والتعاقد من الباطن مع حركة الجهاد الإسلامي إضافة إلى السيطرة على منطقة يفتقر السكان فيها إلى كل شيء.
ومع ذلك، كان هذا الرجل -كما يقول الكاتب- هو الذي افتتح شكلا من أشكال المواجهة مع إسرائيل بدا أن كثيرين يعتبرونه مستحيلا، لدرجة أن سادت فكرة مفادها أن العمل الفلسطيني لم يعد ممكنا، بسبب عدم تناسب القوى، سواء على المستوى العسكري أو الدبلوماسي.
تغير المقاييس
وكانت الانتفاضة الأولى "حرب الحجارة" عام 1987 عصيانا مدنيا ومظاهرات، انتهت عام 1993 بتوقيع اتفاقيات أوسلو، بعد أن قتل فيها نحو 300 شخص في الجانب الإسرائيلي واستشهد ألفان على الجانب الفلسطيني، وهي التي تأسست فيها حركة حماس في غزة، واعتقل مرشدها الروحي الشيخ أحمد ياسين وسجن في إسرائيل عام 1989، كما اعتقل السنوار نفسه عام 1988 وبقي في السجون الإسرائيلية 23 عاما.
كانت الانتفاضة الثانية عام 2000 عبارة عن اشتباك أكثر عسكرة بين الجيش الإسرائيلي والتنظيم، وتميزت بهجمات انتحارية كبيرة في المراكز الحضرية الإسرائيلية، شنتها بشكل رئيسي حركة الجهاد الإسلامي وحماس، واغتيل فيها المؤسسان أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وتقدر حصيلتها بنحو 1000 قتيل إسرائيلي وحوالي 3 آلاف شهيد فلسطيني، وهو ما يظهر أن الهجوم الذي نفذته حماس في نهاية الأسبوع الماضي، يغير حجم الصراع.
مصدر أمني إسرائيلي: السنوار لم يعد يرى نفسه مجرد زعيم بسيط لحزب فلسطيني، بل هو يتصرف كما لو كانت لديه مهمة أوكلها الله إليه لحماية القدس والأقصى".
من خلال إطلاقه رجاله المسلحين والمدربين على جنوب إسرائيل، أصبح يحيى السنوار يشكل تحديا للإسرائيليين لم تكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتصوره، خاصة أنه قال في أبريل/نيسان 2022، في إحدى خرجاته العلنية النادرة وبعد موجة من الهجمات التي خلفت العديد من القتلى الإسرائيليين إنه "على إسرائيل الاستعداد لمعركة كبيرة إذا لم تتوقف عن مهاجمة المسجد الأقصى".
وفي مقال طويل لهآرتس في صيف 2021، يقول أحد المصادر داخل الأجهزة الأمنية إن "يحيى السنوار لم يعد يرى نفسه مجرد زعيم بسيط لحزب فلسطيني، بل يتصرف كما لو كانت لديه مهمة أوكلها الله إليه لحماية القدس والمسجد الأقصى. وهي مهمة ستلحق بإسرائيل واحدة من أسوأ المآسي في تاريخها".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
“مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
أصدر المنتدى الإسلامي للبرلمانيين الدوليين بيانا بمناسبة المؤتمر التأسيسي لـ “مجموعة لاهاي”، المنعقد في مدينة لاهاي بهولندا.
وحسب بيان المنندى ضمت “مجموعة لاهاي” تحالف تسعة دول، وهي: جنوب أفريقيا، ماليزيا، كولومبيا، بوليفيا، كوبا، هندوراس، ناميبيا، السنغال، جزر بليز.
حرصت “مجموعة لاهاي”، في مؤتمرها التأسيسي المنعقد في لاهاي بهولندا مساء اليوم والذي يعتير أوّل تحالف دولي على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني الأعزل منذ أكثر من 77 سنة.
كما اعلن التحالف في بيان مشترك على تحقيق هدفين أساسيين هما إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، وإزالة العقبات التي تحول دون تحقيق الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير، بما فيها حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وكذا ملاحقة إسرائيل في المحاكم الدولية.
وهذا ويحيّي التحالف هذه المبادرة التي يعتبرها إحدى ثمرات طوفان الأقصى المبارك، ويعلن دعمه الكامل لبرنامج عملها.
ويدعو الدول العربية وبقية الدول الإسلامية للإنضمام إلى “مجموعة لاهاي”، لإنجاح المبادرة في تحقيق أهدافها.
من جهة أخرى يطالب المنتدى منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لتنسيق الجهود العربية والإسلامية لدعم انضمام بقية الدول إلى هذه المجموعة.
ويوجه المنتدى البرلمانيين والكتل البرلمانيّة، إلى ضرورة القيام بدورهم في مطالبة حكوماتهم بالانضمام إلى مجموعة لاهاي.
وأشار البيان إلى تكثيف الجهود الداعمة لكل عمل يحقق تحرير فلسطين المقاومة، والقدس الشريف، والأقصى المبارك، ومواجهة مشاريع التهجير القسري عن غزة، ومخططات إقتطاع الأراضي وضمها لدولة الاحتلال، ورفض كل مقترحات إدارة غزة من غير الفلسطنيين.