أكدت دولة قطر ، أنها ستواصل جهودها من أجل تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في كافة مناحي الحياة سواء على المستوى الوطني والإقليمي والدولي .
جاء ذلك في بيان دولة قطر ، الذي ألقته الشيخة المها بنت مبارك آل ثاني سكرتير ثاني بالوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام المناقشة العامة للجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها الـ78 حول بند نهضة المرأة، بنيويورك.


ولفتت إلى أن مسألة تمكين المرأة تعتبر من أولويات دولة قطر ، وذلك انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية تعزيز حقوق الإنسان للمرأة، وتعزيز مشاركتها على قدم المساواة في جهود التنمية المستدامة للدولة تماشياً مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠.
وأوضحت الشيخة المها أن دولة قطر تحرص على انتهاج السياسات الهادفة إلى تكافؤ الفرص للمرأة في التعليم والتوظيف والرعاية، مما جعلها تتصدر دول المنطقة في مؤشرات المساواة بين الجنسين، بما فيها أعلى معدل لمشاركة المرأة في القوة العاملة، والمساواة في الأجور في القطاع الحكومي، بالإضافة إلى أعلى نسبة لالتحاق الإناث بالجامعات.
وذكرت أن التشريعات والسياسات الهادفة إلى تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والأسرة التي تبنتها دولة قطر أسهمت بشكل كبير في تمكين المرأة القطرية وتعزيز مشاركتها في القوى العاملة سواء في القطاع العام أو الخاص، مع تمكين النساء ذوات الإعاقة من خدمات التمكين المهاري والاقتصادي.
وأعربت عن اعتزاز دولة قطر بأن المرأة القطرية أصبحت اليوم هي شريك فعّال في مسيرة النهضة التنموية للدولة من خلال تقلدها لعدة مناصب وزارية ومناصب عُليا في مجال التعليم، والطب، والهندسة، والعمل الدبلوماسي، والشرطة، والطيران بفرعيه المدني والعسكري وغيرها من المجالات، بالإضافة إلى مشاركتها الفعّالة كمرشحة وناخبة في الانتخابات البلدية وانتخابات مجلس الشورى، ما جعلها شريكة فعالة في عمليات صنع القرار على أعلى المستويات.
و أشارت الشيخة المها إلى أن دولة قطر كانت الأولى في دول مجلس التعاون الخليجي التي منحت المرأة فرصة للعمل كقاضية ، موضحة أن  تمثيل الكادر النسائي في المجلس الأعلى للقضاء يتجاوز نسبة  48% في حين بلغت نسبة شغل النساء للمناصب العليا في إدارة القضاء 69%، وذكرّت بأن دولة قطر كانت صاحبة مشروع القرار الذي اعتمد في الجمعية العامة بجعل يوم العاشر من مارس يوما عالميا للقاضي المرأة.
ونوهت إلى أن دولة قطر تحرص على دور النساء والشابات في بناء السلام، وذلك من موقعها كدولة فاعلة في مجال الوساطة في التسوية السلمية للنزاعات، حيث حرصت خلال استضافتها افتراضياً للمؤتمر الدولي المعني بمسارات السلام الشاملة للشباب في يناير ٢٠٢٢ على إشراك الشابات بشكل فعال في المؤتمر، الذي صدرت عنه عدة مخرجات مهمة من شأنها تعزيز تنفيذ الأجندات الدولية المتعلقة بالشباب والسلام والأمن، والمرأة والسلام والأمن.
وذكرت في هذا السياق أن استثمار دولة قطر في تطوير الموارد البشرية والبنى التحتية أسفر عن ريادة نسائية اقتصادية متميزة لعام 2021 حيث بلغت نحو 57%، وبذلك تكون قد تجاوزت المتوسط العالمي وآخذة بالتصاعد بسبب ما يرصد لها من موارد وسياسات داعمة، مضيفةً أن نسب التحاق النساء بالدراسة الجامعية بلغت معدلات مهمة دعمتها إحصائيات وطنية بينت أنهن يمثلن 70% من خريجي كليات نظم المعلومات وهندسة الحاسوب والهندسة والطب والصيدلة والعلوم، وبتن يمثلن نسبة تجاوزت 58.3% في سوق العمل المحلي بتمثيل جيد في السياسة الخارجية والأمن والقضاء والجيش، كما حققن نسبة 15% في ريادة الأعمال الخاصة باستثمارات بلغت 25 مليار دولار أمريكي .
و أكدت الشيخة المها ، في ختام البيان ، التزام دولة قطر بزيادة الاستثمار والجهود الوطنية والدولية الثنائية والمتعددة الأطراف في تعزيز متلازمة الرقمنة مع التعليم كأساس دافع لتحقيق أهداف الريادة الإنسانية من أجل تمكين النساء والفتيات ومنحهن فضاء إلكتروني تفاعلي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: تمکین المرأة أن دولة قطر

إقرأ أيضاً:

مستقبل ينذر بالخطر.. سوريا معرضة للتحول إلى دولة فاشلة دون احترام حقوق المرأة.. رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب يجب أن يكون مشروطًا بإصلاحات أساسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصبحت سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، دولة ممزقة تكافح الفراغات في السلطة والفصائل المتنافسة. ومن بين هذه الفصائل، ظهرت هيئة تحرير الشام كقوة مهيمنة. وفي حين سعت هيئة تحرير الشام إلى إعادة صياغة نفسها من جذورها المتطرفة باعتبارها فرعًا من تنظيم القاعدة، فإن نهجها تجاه حقوق المرأة يثير مخاوف جدية بشأن التزامها بالإصلاح الحقيقي.

إن معاملة النساء في ظل هيئة تحرير الشام تقدم لمحة عن طموحات الجماعة الأوسع للحكم في سوريا. حتى قبل الإطاحة بالأسد، فرضت هيئة تحرير الشام قيودًا صارمة على لباس المرأة وتنقلها وأدوارها العامة في إدلب، مما أظهر رؤية قاسية تقوض الجهود الرامية إلى بناء مجتمع تعددي، الأمر الذى يتعين معه أن يعطي المجتمع الدولي الأولوية لحماية حقوق المرأة باعتبارها حجر الزاوية للاستقرار والأمن في سوريا.

محرك للتطرف

يسلط ساجان م. جوهيل، مدير الأمن الدولي في مؤسسة آسيا والمحيط الهادئ، الضوء على صلة بالغة الأهمية ولكنها غالبًا ما يتم تجاهلها، وهى كراهية النساء كأعراض ومحرك للتطرف العنيف. في سوريا، لا يشكل قمع حقوق المرأة انتهاكًا لحقوق الإنسان فحسب، بل إنه قوة مزعزعة للاستقرار تعمل على إدامة العنف وعدم الاستقرار المجتمعي. تستخدم مجموعات مثل هيئة تحرير الشام الأيديولوجيات الأبوية لتعزيز السلطة، واستغلال المعايير التقليدية لتبرير استبعاد النساء من أدوار الحكم وصنع القرار.

تاريخيًا، اعتمدت الأنظمة المتطرفة والاستبدادية على كراهية النساء لتعزيز السيطرة. على سبيل المثال، شهدت عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في عام ٢٠٢١ إعادة فرض القيود على تعليم النساء وتوظيفهن بسرعة. وبالمثل، استخدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" العنف القائم على النوع الاجتماعي كسلاح، واستعباد النساء ووصم الناجيات. في إيران ما بعد الثورة، وعد نظام آية الله الخميني في البداية بالحرية، لكنه سرعان ما قمع حقوق المرأة للقضاء على المعارضة وتشديد قبضته على السلطة.

سياسات قمعية

تعكس سياسات هيئة تحرير الشام في إدلب كراهية راسخة للنساء. فرضت المجموعة قواعد صارمة للزي، وتطلب من النساء ارتداء ملابس محافظة مثل النقاب. ويقابل عدم الامتثال بالغرامات، والتشهير العلني، أو الاحتجاز من قبل شرطة الأخلاق. كما يتم تقييد حركة النساء بشدة، مما يستلزم وجود ولي أمر ذكر للسفر أو الوصول إلى الأماكن العامة. في حين تدعي هيئة تحرير الشام دعم تعليم المرأة، فإن تطبيقها يقتصر على الموضوعات الدينية والمنزلية، مما يحد من التطور المهني ويحصر النساء في الأدوار التقليدية. وبالمثل، فإن فرص العمل مقيدة، حيث يُسمح للنساء فقط بالعمل في قطاعات محددة بدقة مثل التدريس أو الرعاية الصحية في بيئات منفصلة. تُمجِّد دعاية هيئة تحرير الشام النساء كمقدمات للرعاية والأمهات، وهو أمر ضروري لتربية المقاتلين في المستقبل. إن النساء اللواتي يتحدين هذا السرد يواجهن المضايقات والاعتقال والترهيب. وكثيرًا ما يتم عرقلة العاملين في المجال الإنساني، وخاصة أولئك الذين يقدمون الرعاية الصحية للأمهات، مما يؤدي إلى تفاقم ظروف النساء والأطفال في مناطق الصراع.

المجتمع الدولي

بذل زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، جهودًا لتصوير المجموعة على أنها معتدلة وبراجماتية، وإبعادها عن ماضيها في تنظيم القاعدة. ومع ذلك، لا تزال حوكمة المجموعة متجذرة في مبادئ متشددة، مما يلقي بظلال من الشك على مزاعمها الإصلاحية. إن تاريخ الجولاني مع تنظيم القاعدة والتركيز الاستراتيجي لهيئة تحرير الشام على دمج نفسها في الثورة السورية يؤكدان على الحاجة إلى التدقيق.

تعيد العديد من الدول الغربية النظر الآن في تصنيف هيئة تحرير الشام كجماعة إرهابية، مع تفكير البعض في رفع العقوبات. ويحذر جوهل من أن مثل هذه التحركات يجب أن تكون مشروطة بإصلاحات ذات مغزى، وخاصة في حماية حقوق المرأة. إن معالجة كراهية النساء ليست مجرد ضرورة أخلاقية بل ضرورة استراتيجية في جهود مكافحة الإرهاب. إن تجاهل القمع القائم على النوع الاجتماعي يؤدي إلى إدامة دورات العنف وعدم الاستقرار.

تجنب الانحدار

إن الفراغ في السلطة، كما رأينا في أفغانستان وليبيا والآن سوريا، يمهد الطريق غالبًا للأيديولوجيات المتطرفة والسيطرة الأبوية. يتعين على المجتمع الدولي أن يعطي الأولوية لحقوق المرأة في تعامله مع سوريا. وينبغي أن تكون المساعدات الخارجية والدعم لمجموعات مثل هيئة تحرير الشام مشروطة بضمانات التعليم والوصول إلى الرعاية الصحية والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

يمكن للجهات الفاعلة الإقليمية أن تلعب دورًا محوريًا في دعم إصلاحات قطاع الأمن ومكافحة قضايا مثل الاتجار بالمخدرات. ويجب أن تشمل الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في سوريا أيضًا تفكيك الأنظمة المعادية للنساء التي تغذي التطرف. في غياب الحماية المؤسسية القوية لحقوق المرأة، تخاطر سوريا باتباع مسار الدول الفاشلة مثل أفغانستان وليبيا. ويتعين على المجتمع الدولي أن يطالب أي حكومة سورية جديدة بالتخلي عن الإرهاب، وتفكيك مخزونات الأسلحة الكيميائية، وحماية حقوق الأقليات والنساء. إن كراهية النساء ليست من صنع الثقافة القويمة؛ بل هي محرك أساسي للتطرف. وتمكين المرأة أمر ضروري لكسر دورات العنف وضمان مستقبل مستقر وآمن لسوريا.
 

مقالات مشابهة

  • مستقبل ينذر بالخطر.. سوريا معرضة للتحول إلى دولة فاشلة دون احترام حقوق المرأة.. رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب يجب أن يكون مشروطًا بإصلاحات أساسية
  • بيان مشترك من 12 دولة حول الأوضاع الراهنة في أفغانستان من المرأة إلى الإرهاب
  • غرفة سوهاج التجارية تستعد لندوة "تمكين المرأة اقتصاديًا" لتعزيز دورها في التنمية
  • المقررة الأممية تشيد بالتزام الإمارات بالمساواة بين الجنسين
  • سفارة الإمارات في مسقط تنظم ندوة حول «تمكين المرأة»
  • سفارة الإمارات في مسقط تنظم ندوة حول «تمكين المرأة»
  • الأمم المتحدة: الإمارات تضع التوازن بين الجنسين وتمكين المرأة في صدارة أولوياتها
  • الأمم المتحدة: الإمارات تضع التوازن بين الجنسين في صدارة أولوياتها
  • الأمم المتحدة : الإمارات تضع التوازن بين الجنسين وتمكين المرأة في صدارة أولوياتها
  • الرئيس السيسي: مصر ستواصل جهودها الحثيثة لخفض التصعيد في المنطقة