رائحة العطور تفوح على طول الطريق، وحقول الياسمين على الجانبين، وللوهلة الأولى تشعر كأنك دخلت جنة الله على الأرض، هكذا المشهد فور الوصول إلى قرية "شبرا بلولة" بمحافظة الغربية، صاحبة الإنتاج الأكبر على مستوى العالم في محصول الياسمين والذي يصل إلى 60% من المحصول العالمي.

الخير على النخيل.. موسم حصاد البلح في ريف دهشور (صور) ما بين طلوع النخل وأسقف المباني.

. "إسلام صبحي" حداد مسلح بعد حصاد البلح

الياسمين، تلك الزهرة البيضاء الفاتنة التي تُنتَج من أرض المحروسة لتدخل في صناعة أفخم الماركات العالمية من العطور والتي يأتي على رأسها "البرفانات" الفرنسية ذات الأسعار الباهظة، بدأت مصر في زراعتها عام 1958 على يد شخص يدعى "أحمد فخري".

"شبرا بلولة" رائدة زراعة الياسمين بالعالم

ومن بين قرى ومحافظات مصر بأكملها، تركزت زراعة الياسمين في قرية "شبرا بلولة" لتتربع على عرش إنتاج الياسمين وتتحكم في صناعة العطور في العالم بأسره، فكيف لماركات فرنسا الشهيرة إنتاج عطورها المثيرة دون ياسمين المحروسة.

موعد حصاد الياسمين

يبدأ حصاد الزهرة البيضاء الجميلة من شهر يونيو حتى نوفمبر من كل عام، فهذا هو موسم الطرح، إذ تتميز شجرة الياسمين بطرحها اليومي على مدار 6 أشهر، ليصل متوسط إنتاج القيراط الواحد لـ 2.5 كيلو يوميًا، ومتوسط الإنتاج السنوي من "عجينة الياسمين" حوالي 12 طن في العام الواحد.

نبدأ الحصاد يوميًا من الساعة 12 منتصف الليل حتى التاسعة صباحًا، بهذه الكلمات استهل محمد حسين أحد أهالي "شبرا بلولة" وصاحب إحدى حقول الياسمين، حديثه لـ"الوفد"، مُعللًا السر في هذا التوقيت بأن جمع الياسمين في تلك الفترة يجعله ينتج أكبر نسبة زيوت من الزهرة. 

وأكد أنه بعد الانتهاء من الحصاد اليومي يتم توريد كمية الياسمين على الفور إلى مصانع إنتاج الزيوت العطرية الموجودة بالقرية، وذلك لأن الياسمين زهرة حساسة سريعة الذبلان.

"شبرا بلولة" رائدة زراعة الياسمين بالعالماستخلاص العطور من الياسمين

ويتم إضافة مادة عضوية اسمها "هكسان" لزهور الياسمين لاستخلاص الزيوت العطرية والشمع منها، ثم تدخل في عملية التنقية والتركيز لفصل الشوائب، وإنتاج عجينة الياسمين المكونة من الشمع والزيت. 

ولم يكن الياسمين هو الزهور العطرية الوحيدة التي يتم زراعتها بقرية "شبرا بلولة"، بل يتم زراعة الريحان والنعناع والقرنفل والبنفسج والليمون، وبالتالي تعد القرية معقل إنتاج الزيوت العطرية في مصر.

"شبرا بلولة" رائدة زراعة الياسمين بالعالممزارعون الياسمين يستغيثون

وعلى الرغم من الطبيعة الساحرة النقية، إلا أن المشهد يسيطر على باطنه بعض القسوة، وذلك نتيجة الحياة الطاحنة التي يعيشها أهالي القرية نتيجة هيمنة أصحاب المصانع على الأسعار وشراء المحصول منهم بأثمان زهيدة وبيعه بعد التصنيع بأسعار ضخمة، في حين أن الياسمين هو مصدر رزق المزارعين الذي يعتمدون عليه طوال العام.

وأكد حسين، أن "شبرا بلولة" هي الأعلى في نسبة الأمية مقارنة بالقرى المحيطة بها، وذلك لاستعانة الأهالي بأبنائهم في الحقول للمساهمة في إنتاج أكبر كمية من الياسمين لزيادة الربح، نتيجة جشع أصحاب مصانع إنتاج العطور.

ونتيجة ذلك الحال وتعنت أصحاب المصانع ضد المزراعين، يلجأ الكثير منهم لاستبدال زراعة الياسمين بمحاصيل أخرى ذات دخل مادي أكبر يُعينهم على مشاق الحياة وغلاء المعيشة، وبالتالي أصبح هذا الوضع يهدد عرش "شبرا بلولة" المتصدرة في زراعة الياسمين على مستوى العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شبرا بلولة زراعة الياسمين المزارعون

إقرأ أيضاً:

أكاديميون: ترامب يعود بالعالم لحقبة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي

وسط حديث عن ضم أراض أوروبية وعجز في أوساط الدول الديمقراطية وفي ظل مشاهد أداء التحية النازية، يهيمن تقارب دونالد ترامب الصادم مع روسيا على مشهد جيوسياسي يعيد إلى الأذهان بالنسبة إلى كثيرين حقبة صعود الفاشية والرد الغربي الضعيف في ثلاثينيات القرن الماضي.

ورغم أن قرنًا يفصل بين الحقبتين، فإن مؤرخين على ضفتي الأطلسي يخوصون في أعماق تخلي ترامب عن عقود من المبادئ الأميركية والأوروبية في وقت يشهد فيه العالم حروبا ونزاعات.

وقال جون كونيلي المؤرخ من جامعة كاليفورنيا في بيركلي "نعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي لأنها كانت فترة حاسمة عندما كانت الديمقراطيات أمام امتحان وفشلت في وضع حد للدكتاتوريين".

وأفاد "في هذه الأيام، يتم الإقرار بأنه كان باستطاعتها تشكيل جبهة موحدة ضد هتلر وتجنّب الحرب".

وفي مثال على ذلك، أعادت إهانة ترامب العلنية للرئيس فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، ونبرته التصالحية حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد 3 سنوات على الحرب، إلى الأذهان ضم ألمانيا عام 1938 إقليم السوديت.

وبينما كانت سيطرة أدولف هتلر على المنطقة الواقعة في تشيكوسلوفاكيا حينذاك موضع خلاف، قبلت بها القوى الأوروبية لاحقا من خلال اتفاقية ميونخ التي فشلت في الحد من طموحات الفوهرر العسكرية.

إعلان

عبّر زيلينسكي عن المخاوف ذاتها، وقال إن من شأن السماح لبوتين بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا أن يشجّعه على السيطرة على أراض أخرى، في مولدوفيا مثلا أو حتى في رومانيا المنضوية في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

ويطمع ترامب نفسه بالاستحواذ على غرينلاند "بطريقة أو أخرى"، رغم أن الجزيرة جزء من الدانمارك، وهي عضو مؤسس لحلف شمال الأطلسي إلى جانب الولايات المتحدة.

مقارنة لا مفر منها

 ويقول يوهان شابوتو -وهو فرنسي متخصص في ألمانيا النازية- إنه "لا مفر من المقارنة لأن معظم اللاعبين السياسيين -أي باختصار قادة العالم- يشيرون بأنفسهم إلى التطور الذي قاد إلى الحرب العالمية الثانية، وهو النازية".

وحتى قبل أن يؤدي مستشار ترامب الملياردير إيلون ماسك ما رأى فيها كثيرون تحية نازية، أثارت ولاية الرئيس الأولى جدلا واسعا بشأن الطبيعة الفاشية لحكمه.

وقال كبير موظفي ترامب في ولايته الأولى، جون كيلي، إن "التعريف العام للشخص الفاشي" ينطبق على ترامب. واتفق مساعدون آخرون له بينهم الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة للجيش الجنرال مارك ميلي مع هذه الرؤية.

وازداد الجدل مع تجاهل ترامب لأعراف الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض وتحرّكاته الرامية لإحداث انقلاب في الإدارات العامة والسياسة الخارجية.

 ولطالما قاوم الخبير السياسي والمؤرخ الأميركي روبرت باكستون استخدام مصطلح "الفاشية"، معتبرا أنها "كلمة تولد التوتر أكثر مما تقوم بدور التوضيح".

لكنه تراجع عن موقفه بالنسبة لترامب حتى قبل إعادة انتخابه بأصوات أكثر من نصف الناخبين الأميركيين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأشار باكستون إلى تشجيع ترامب أنصاره للهجوم على الكابيتول في يناير/كانون الثاني 2021، فيما سعى لانتزاع السلطة رغم خسارته الانتخابات قبل أسابيع على ذلك.

إعلان

وقال باكستون لـ"نيويورك تايمز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن الفاشية لدى ترامب " تتفجر من الأعماق بطرق مقلقة للغاية، وهو ما يشبه بشكل كبير الفاشية الأصلية".

الحق مع الأقوى

منذ عودته إلى السلطة، يستحضر تجاهل ترامب للقانون الدولي وحربه التجارية مع الحلفاء والخصوم على حد سواء واستهزاؤه بالسيادة الوطنية، عقلية "الحق مع الأقوى" التي سادت بين الحربين العالميتين.

يشير المؤرخ الفرنسي والخبير بالمحرقة تال بروتمان إلى وجود "العديد من أوجه التشابه في ما يتعلق بالجمود السياسي وضعف بعض الأفكار المقبولة والدوس على القانون الدولي والاستخدام غير المقيّد للقوة والفظاظة مع حلفائه".

ويضيف "هناك تعريفات عدة للفاشية، لكن لدى جميعها صفة رئيسية هي القوة الضارية".

 لكن أمورا كثيرة تغيرت أيضا على مدى القرن الماضي. تحقق كل من الولايات المتحدة وأوروبا ازدهارا اقتصاديا بشكل لم يكن من الممكن تخيله بعد الحرب العالمية الأولى والكساد الكبير، والتي وفرت أرضا خصبة لصعود أنظمة استبدادية في ألمانيا وإيطاليا.

 وأشار كونيلي إلى أن "الغريب هو أن الولايات المتحدة انتخبت رجلا معاديا للديمقراطية رغم النمو الذي يشهده اقتصادها".

وبعد الحرب العالمية الثانية، أنشأ المجتمع الدولي مؤسسات لضمان التعاون وتجنّب سفك الدماء على غرار الأمم المتحدة والبنك الدولي.

كما تم تعزيز المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للتشجيع على احترام سيادة القانون.

وقال شابوتو "بعد العام 1945، قررنا حرفيا أن نجعل العالم أكثر تحضّرا ونجعله مدينة نحترم فيها القانون بدلا من قتل بعضنا بعضا".

لكن يبدو أن هذه الضوابط تلقت الآن ضربة قوية.

 وقال كونيلي إن "هذه القوانين قائمة لكن المشكلة هي في أن إدارة ترامب لا تحترمها، وهو أمر مفاجئ بالنسبة للجميع".

إعلان

 وأضاف أن "الولايات المتحدة لم تستخلص العبر من التاريخ".

مقالات مشابهة

  • اندلاع حريق في برج اتصالات بشبرا الخيمة
  • نشوب حريق في برج اتصالات فوق سطح مبنى سكني بشبرا الخيمة
  • حالات لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام ويلزم فيها القضاء.. الإفتاء توضحها
  • بسبب مصرف تلا.. أسراب الناموس تهاجم قرية شبرا النملة بطنطا والأهالي تستغيث بالمحافظ
  • في النجاح الأول بالعالم.. رجل أسترالي يعيش 100يوم بقلب اصطناعي
  • الأمير ويليام يختار ميسي كأفضل لاعب بالعالم
  • أكاديميون: ترامب يعود بالعالم لحقبة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي
  • صرخات مرعبة لشبان يستغيثون وسط البحر محاولين الوصول إلى سبتة سباحة (+فيديو)
  • برلمانيون : تدشين منصة عالمية لتسويق العقار المصري خطوة رائدة لجذب الاستثمارات وتسهيل البيع داخليًا وخارجيًا
  • حكم استخدام البخور والمعطرات في نهار رمضان.. الأزهر يجيب