عز الدين القسام.. من هو ملهم المقاومة الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
عز الدين القسام.. منذ بداية عملية طوفان الأقصي وعمليات الهجوم التي نفذتها كتائب القسام على قوات الاحتلال، وبدأ التساؤل حول من هو عز الدين القسام الذي سميت باسمه الكتائب؟
من هو عز الدين القساممحمد عز الدين بن عبد القادر القسام الذي اشتهر باسم عز الدين القسام هو عالم وداعية، ولد عز الدين القسام في بلدة جبلة من أعمال اللاذقية عام 1883م، نشأ في أسرة متدينة بسوريا معروفة باهتمامها بعلوم الشرعية، تعلم القرآن والكتابة والحساب في كتاتيب القرية وتتلمذ على يد والده عبد القادر بن مصطفى بن يوسف بن محمد القسام، أحد المقدمين في الطريقة القادرية المنسوبة إلى الإمام عبد القادر الجيلاني، والذي كان مسؤولًا عن المحكمة الشرعية خلال الحكم العثماني.
وعندما بلغ سن الرابعة عشر ذهب للدراسة في الأزهر بالقاهرة عام 1896م، ودرس بالجامع الأزهر قرابة العشر سنوات حتي تخرج منه عام 1906م وعاد إلى بلده مرة أخرى، وعمل مدرساً وخطيباً في جامع إبراهيم بن أدهم، كما بدأ برنامجًا للنهضة الإسلامية يعتمد على الإصلاحات الأخلاقية.
عز الدين القسامعز الدين القسام ونضاله ضد إيطالياوعندما قامت إيطاليا بحصار ليبيا عام 1911 بهدف استعمارها، خرج القسام للشوارع يحشد الناس ويحثهم على التجند للدفاع عن ليبيا، حيث قاد التظاهرات الشعبية الداعمة لليبيا في جبلة واللاذقية ومدن الساحل وقراه، كما نجح عز الدين القسام من تجنيد مئات الشباب، وجمع الأموال والعدة للشباب المجندين المتطوعين ولأسرهم، بالإضافة إلى إقناع السلطات العثمانية بتوفير محركات كافية لنقلهم إلى ليبيا.
عز الدين القسام ومحاربته للاحتلال الفرنسي على سورياوفي عام 1918 قامت فرنسا بنشر جنودها في سوريا بغرض الاحتلال، مما دفع السوريين لرفع السلاح للدفاع عن أرضهم من الاستعمار الفرنسي، وكان من بين المدافعين عن الأراضى السورية عز الدين القسام، والذي دعا إلى رفع السلاح للجهاد في وجه المستعمر الفرنسي، وبدأ القسام الكفاح ضد الإستعمار الفرنسي بالدعوة وحث الناس على الجهاد ضد المستعمر وذلك في خطبه ودروسه، وكانت من إحدى أقواله التي تداولت حينها «ليس المهم أن ننتصر، المهم قبل كل شيء أن نعطي من أنفسنا الدرس للأمة والأجيال القادمة».
ورغم الجهور والحشود التي تجمعت بشأن المستعمر الفرنسي عن سوريا، إلا أنها باءت بفشل الثورة ضد الاستعمار الفرنسي بشمال سوريا، بالإضافة إلى حكم الاستعمار على عز الدين القسام بالإعدام، فتوجه نحو حيفا بفلسطين.
انتقال عز الدين القسام إلى فلسطيننظم عز الدين القسام في حيفا المقاومة وقام بتجنيد الرجال وتسليحهم وتدريبهم على القتال، حيث أسس جماعات عسكرية عام 1930، تهدف إلى مواجهة الإنتداب البريطاني والمشروع الصهيوني، كما نظم جماعة سرية عُرفت باسم «العُصبة القسّامية»، وفي عام 1935 عرفت فلسطين تسارعا في الأحداث التي أراد اليهود بها تحقيق مشروعهم، فبلغ عدد المهاجرين اليهود أكثر من 60 ألفا، وتم اكتشاف شحنة أسلحة صهيونية في ميناء يافا، إضافة لأحداث أخرى، وهذا هو العام الذي أشعل فيه عز الدين القسام أولى شرارة للثورة الفلسطينية في 15 نوفمبر 1935، حيث شددت السلطات البريطانية الرقابة على تحركاته فقرر الانتقال إلى الريف.
عز الدين القساماكتشاف القوات البريطانية لمخططات عز الدين القسام وملاحقتهوأقام عز الدين القسام في جنيف ليبدأ عملياته المسلحة من هناك، ولكن سرعان ما كشفت القوات البريطانية أمره، فتحصن هو وبعض أتباعه بقرية تسمى نزلة الشيخ زيد، فلاحقتهم القوات البريطانية بهم وحاصرتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام.
استشهاد عز الدين القساموأبي عز الدين القسام الاستسلام، وقام بالاشتباك مع القوات البريطانية، واستطاع القسام قتل 15 جنديا بريطانيًا، ودارت معركة بينه وبين جنود بريطانيا لمدة 6 ساعات، حتى انتهت بمقتله و3 من رفاقه، وجرح وأسر آخرون، وكان لمقتل القسَام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، التي كانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية.
كتائب الشهيد عز الدين القساموالجدير بالذكر أن كتائب الشهيد عز الدين القسام هي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ويرجع أصول تأسيس كتائب القسام عام 1986، فأول بيان علني باسم «كتائب الشهيد عز الدين القسام» صدر في الفاتح من جانفي 1992، وبدأت الكتائب القتال بوسائل تقليدية ومحدودة، لكنها تطورت مع الوقت إلى شبه جيش نظامي، كما طور أسلحته بنفسه منها الطائرات المسيرة «الزواري» التي دخلت الخدمة في طوفان الأقصى، أو منظومة دفاع جوي محلية الصنع “مُتبّر 1” التي دخلت الخدمة أيضا مؤخرا.
اقرأ أيضاًأخبار فلسطين الآن.. كتائب القسام تقتحم موقع إيرز العسكري الإسرائيلي (فيديو)
«فلنشعل الأرض لهيبا دفاعا عن الأقصى».. ماذا قال قائد القسام لحظة بدء عملية طوفان الأقصى؟
ما هي سياسة الأرض المحروقة للاحتلال الإسرائيلي ردا على عملية طوفان الأقصى؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: كتائب القسام القسام كتائب عز الدين القسام كتائب القسام غزة عز الدين القسام خطة السلام عز الدين القسامي أسرى القسام كتائب القسام طوفان الاقصى القوات البریطانیة
إقرأ أيضاً:
استياء إماراتي بشأن وقف اطلاق النار وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة
الجديد برس|
أبدت الإمارات، الخميس، استياءً واضحاً من انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، رغم موقفها الرسمي الباهت تجاه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته قطر مساء الأربعاء.
وسلطت وسائل الإعلام الإماراتية، وفي مقدمتها قناة “سكاي نيوز”، الضوء على التقليل من أهمية الاتفاق والتشكيك في قدرة المقاومة على تحقيق انتصار.
واستضافت القناة محللين من التيار الصهيوني لتقديم ما وصفته بـ”سيناريوهات مستقبلية”، زاعمة أن الاتفاق لن يدوم بسبب شروط الاحتلال المعقدة للمرحلة الثانية، والتي تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، نزع سلاح المقاومة، ونفي قيادات حركة حماس خارج القطاع.
وروجت القناة أن الاحتلال يربط تنفيذ هذه الشروط بانسحاب المقاومة من “المحور”، رغم أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية لم تبدأ بعد، ويتوقع أن تُطرح خلال الأيام المقبلة.
ويرى مراقبون أن هذه الادعاءات تأتي ضمن حملة إعلامية إماراتية تهدف إلى تلميع صورة الاحتلال بعد فشله في تحقيق أهدافه المعلنة خلال أكثر من ٤٦٠ يوماً من العدوان، بما في ذلك استعادة الأسرى بالقوة، أحد أبسط الأهداف التي عجزت قوات الاحتلال عن تحقيقها.
وتشير هذه التناولات الإعلامية إلى حالة من التخبط الإماراتي، خصوصاً في ظل فشل المسار الذي كانت تسعى إليه أبوظبي عبر تعزيز علاقتها بالاحتلال من خلال مشاريع اقتصادية مشتركة، مثل خط النقل الاقتصادي الذي يربط الهند بأوروبا مروراً بالإمارات والسعودية والاحتلال وصولاً إلى المتوسط.
المواقف الإماراتية المتناقضة تجاه غزة تعكس انزعاجاً من انتصار المقاومة، الذي يعد صفعة للمحاولات الإماراتية المتكررة لتطبيع العلاقات مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية، وسط تصاعد الدعم الشعبي العربي والإسلامي للمقاومة الفلسطينية.