بمشاركة نسائية متميزة.. شاهد| عروض ميدان الجبال في حفل تخرج طلاب الشرطة
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
قدم خريجي كلية الشرطة من طلاب وطالبات ، عروضا متميزة ومنها عروض ميدان الجبال بأداء مبهر ومحترف، والذي يعبر عن مدى استعدادهم لتحمل مسئولية ما هو قادم من مواجهة أي خصوم وحماية الوطن من المخاطر.
وتشهد أكاديمية الشرطة، اليوم الثلاثاء، تخريج دفعة جديدة من طلابها بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تعد صرحا علميا أمنيا شامخا حملت على مر التاريخ مشعل العلم في خدمة الأمن، فهي ملحمة الوطنية ومصنع الرجال.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الجبال لا تهتز
بين جبلَي الحفا ونقم في قلب صنعاء، تدور معركة لا تُقاس بعدد الغارات، بل تُقاس بميزان الإرادة والصمود والكلفة الباهظة للعدو. أربع عشرة غارة أمريكية على جبل الحفا في يومٍ واحد، تضاف إليها غارات أخرى طالت محافظات يمنية مختلفة، لم تكن سوى صرخة عجز في وجه معادلة جديدة باتت اليمن يكتبها بحبر النار والصبر: معادلة الاستنزاف المفتوح وسقوط الهيبة الأمريكية.
الحفا ونقم ليسا مجرد تضاريس في الجغرافيا، بل رمزان لصمود شعب لا يُهزم وعقلية مقاومة تُدير الحرب كما تُدار المعارك الكبرى. أمريكا، التي حسبت أن القصف المتنقل من جبل إلى آخر سيُربك الجبهة الدفاعية اليمنية، فوجئت أن النتيجة ثابتة في كل مرة: لا أهداف عسكرية محققة، لا شلل في القدرات اليمنية، ولا حتى تأثير في المعنويات. فقط هدر في الذخيرة، ونزيف في الخزينة، وفشل يتكرّر في كل طلعة جوية.
كل غارة تُكلّف ملايين الدولارات. كل صاروخ يُطلق على جبال صنعاء يستهلك من مخزون الشركات الأمريكية التي فقدت أسواقها وسمعتها. في المقابل، تُدار المعركة من الجانب اليمني بأدوات محلية، وطائرات وصواريخ تضرب حيث يجب أن تضرب: البحر الأحمر، النقب، ميناء “إيلات”، وقلب المصالح الصهيونية. بينما أمريكا تُنفق، اليمن يُوجع. المعادلة واضحة: الاستنزاف مستمر، والضحية الأكبر فيه هي واشنطن.
لم تَعُد أمريكا تصنع الانتصارات، بل تُسجّل الهزائم المتراكمة. فشل استخباراتي في تحديد أهداف مؤثرة، عجز ميداني عن تعطيل أي قدرة هجومية يمنية، وارتباك سياسي في تبرير كل هذه الضربات الفارغة. وبينما كانت الطائرات الأمريكية تعربد فوق جبال صنعاء، كانت المسيّرات اليمنية تُحلق في عمق البحر والاحتلال، لتؤكد أن الردع ليس مجرد شعار، بل معادلة مكتملة الأركان.
لم تكتفِ أمريكا باستهداف جبل الحفا مرارًا، بل تداولت القصف بينه وبين نقم، في محاولة مستميتة لتشتيت القدرات الدفاعية. لكنها لم تدرك أن الجبال التي تشهد على تاريخ الصراع، تعرف كيف تصمد، وتحفظ سرّ المعركة القادمة. نقم والحفا لا يهتزّان، بل يثبتان أن الصواريخ لا تُسقط السيادة، وأن نيران الغزاة تعود بردًا وسلامًا على أصحاب الأرض.
ما يحدث اليوم ليس مجرد غارات، بل إعلان دفين عن بداية النهاية للهيبة الأمريكية. كل صاروخ يسقط على نقم أو الحفا، يسقط معه وهم التفوق الأمريكي، ويُراكم خسائر لا تُحصى في المال والسمعة والاستراتيجيات، لم تعد واشنطن تملك سوى خيار واحد: أن تواصل الغرق في مستنقع الاستنزاف الذي فُتح عليها من جبال اليمن.
إنها حرب تستهلك أمريكا أكثر مما تؤذي اليمن، حرب تسقط الأقنعة وتكسر الهيبة وتفضح العجز. واليمن، من بين الركام، لا يصمد فقط… بل يصنع ملامح نظام عالمي جديد. نقم والحفا لا يهتزّان، بل يهزّان أمريكا.