10 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: سيضع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحليفان المفتقران للألفة في وقت الرخاء، علاقتهما المتوترة في اختبار آخر في غمرة استعداد إسرائيل لهجوم بري محتمل على قطاع غزة.

وبعد أشهر من التوتر حول الطريق الذي يمضي إلى الأمام في الشرق الأوسط، اندفع الزعيمان اللذان يعرفان بعضهما البعض منذ عقود إلى شراكة في زمن الحرب في أعقاب هجوم فتاك شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة على إسرائيل.

وتوترت علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل، الحليف الرئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط، في الأشهر القليلة الماضية إذ ساند البيت الأبيض المعارضين الإسرائيليين الذين نظموا احتجاجات على خطة حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة للحد من صلاحيات المحكمة العليا.

لكن الخلافات بين الزعيمين أعمق من ذلك بكثير.

ودأب بايدن، في منصبه كرئيس للولايات المتحدة، على التعبير عن دعمه لقيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. ويقول مسؤولو الإدارة إنه أثار هذه المسألة في كل محادثة مع نتنياهو، وطلب منه وقف توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

وبعد عودة نتنياهو إلى منصبه في أواخر ديسمبر كانون الأول، يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية في أي وقت قريب، ووافق على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة لمستوطني الضفة الغربية.

ويشمل تاريخهما المتوتر في كثير من الأحيان الفترة التي قضاها بايدن كنائب للرئيس خلال رئاسة باراك أوباما حين حاول نتنياهو بلا طائل عرقلة الاتفاق النووي الإيراني المدعوم من الولايات المتحدة عام 2015.

وتحظى حماس بدعم من إيران العدو اللدود لإسرائيل في المنطقة.

وفي مقابل هذا، تلاقت أفكار نتنياهو مع سلف بايدن الجمهوري والمنافس المحتمل لعام 2024، دونالد ترامب الذي صاحب دعمه الأيديولوجي لرئيس الوزراء اليميني سياسات شديدة التأييد لإسرائيل.

لكن نتنياهو تحوط وتجنب الانحياز إلى أحد الجانبين في الحملة الرئاسية الأمريكية.

وبعد هجوم حماس، وهو الأكثر دموية منذ الهجمات التي شنتها مصر وسوريا في حرب أكتوبر قبل 50 عاما، وضع بايدن الخلافات جانبا في مكالمات هاتفية متعددة مع نتنياهو، قائلا إن فريقه سيعطي إسرائيل “كل ما تحتاجه” لمحاربة حماس، بحسب قول مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.

وأكد بايدن لنتنياهو الدعم الأمريكي “القوي” وسارع لتعزيز الترسانة العسكرية الإسرائيلية وأرسل مجموعة حاملة طائرات هجومية بالقرب من إسرائيل في عرض كبير للدعم.

ولم يقل بايدن في تصريحاته العلنية بعد أن على إسرائيل إظهار ضبط النفس في ردها العسكري أو ولم يعبر عن قلق الولايات المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني، الأمر الذي عادة ما يكون جزءا من ردود فعل البيت الأبيض خلال الأزمات السابقة.

وقال البيت الأبيض عن اتصال هاتفي ثان أجراه بايدن مع نتنياهو يوم الأحد “أكد الرئيس على أنه لا يوجد أي مبرر للإرهاب، ويجب على جميع الدول الوقوف متحدة في مواجهة مثل هذه الفظائع الوحشية”.

* مخاوف من اتساع نطاق الحرب

قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن بايدن وجه أفراد فريقه للتواصل مع نظرائهم في الخليج والدول المجاورة لمحاولة منع الانزلاق إلى حرب أوسع نطاقا، مع التركيز بشكل خاص على منع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران من فتح جبهة ثانية على الحدود الشمالية لإسرائيل.

ويقول خبراء في السياسة الخارجية إنه بينما يبدو أن بايدن أطلق يد نتنياهو في الوقت الحالي، فإن الخلافات فيما يتعلق بالسياسات لا تزال قائمة وربما يغير موقفه إذا ارتفع عدد القتلى في غزة بشكل أكبر واستمر القتال.

وذكرت قنوات تلفزيونية إسرائيلية إن عدد القتلى في البلاد جراء هجوم حماس ارتفع إلى 900.

وواصلت إسرائيل شن ضرباتها الانتقامية الأكثر كثافة على الإطلاق على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، وهو ما أودى بحياة ما يزيد على 500 شخص منذ يوم السبت.

وقال جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول كبير سابق في المخابرات الوطنية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ويعمل حاليا في مركز أبحاث المجلس الأطلسي، “في نهاية المطاف، إذا استمر الصراع لأسابيع أو شهور، فإن عددا من حلفاء الولايات المتحدة سينفد صبرهم ويطالبون علنا بإنهائه. عند هذه النقطة، قد ترى قناة خلفية أمريكية (للتواصل) مع إسرائيل لمحاولة إقناعها بوضع حد للقتال”.

ويواجه بايدن كذلك تحديا محتملا يتمثل في تأمين إطلاق سراح عدد غير معروف من الأمريكيين المفقودين الذين ربما وقعوا أسرى في أيدي مقاتلي حماس.

كما يواجه بايدن في الداخل ضغوطا، عن يمينه وعن شِماله، إذ يتهمه جمهوريون متعصبون في الكونجرس بتشجيع إيران من خلال اتفاق في الآونة الأخير لتبادل سجناء، وهو ما ينفيه مساعدو الرئيس بشدة.

وقال السناتور الجمهوري توم كوتون، وهو من صقور السياسة الخارجية، في برنامج (صنداي مورننج فيوتشرز) على قناة (فوكس نيوز) “إذا كان بإمكان الرئيس بايدن الوقوف مع أوكرانيا مهما طال الأمر، فإنني آمل أن يتمكن من الوقوف مع إسرائيل مهما طال الأمر”.

وقبل الهجمات كان بعض الديمقراطيين يطلبون من بايدن التدقيق فيما إذا كانت إسرائيل تستحق حزمة المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات التي تتلقاها كل عام، ويدعونه إلى بذل المزيد من الجهد من أجل الفلسطينيين.

وتُعد جماعة الضغط القوية المؤيدة لإسرائيل، بقيادة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك)، قوة رئيسية في السياسة الأمريكية، وغالبا ما تدعم نتنياهو. ومن المتوقع أن تلعب دورا في انتخابات عام 2024.

* لا يحب نتنياهو

يصف بايدن (80 عاما) نفسه بأنه “صهيوني” وتحدث هو ونتنياهو (73 عاما) عن صداقة طويلة بينهما.

لكن بايدن أمضى شهورا دون التحدث مع نتنياهو هذا العام. ولم يكن الزعيم الإسرائيلي سعيدا لأنه لم يعقد اجتماعا مباشرا مع بايدن حتى 20 سبتمبر أيلول. ولم يكن ذلك الاجتماع في البيت الأبيض ولكن بأحد فنادق نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة إن بايدن عبر خلال اجتماعه مع نتنياهو عن مخاوفه المتعلقة بالحاجة إلى الاستقرار في الضفة الغربية وكذلك بعنف المستوطنين الذي أدى إلى زيادة التوتر مع الفلسطينيين.

ويبدو أنهما وجدا أرضية مشتركة بسعي الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق تاريخي لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية. لكن هجوم حماس وجه ضربة قوية لتلك الجهود وفرض على مستقبلها حالة من عدم اليقين.

وقال آرون ديفيد ميلر، خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إنه على الرغم من المشكلات بين بايدن ونتنياهو، فإن “شعب إسرائيل وأمن إسرائيل متأصلان بعمق في الحمض النووي لبايدن”.

وأضاف “بايدن لا يحب بيبي (نتنياهو)… لكنه يحب دولة إسرائيل وشعب إسرائيل وسيفعل كل ما في وسعه لحماية شعب إسرائيل”.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط البیت الأبیض مع نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

“حماس”: مستعدون للتعاون مع أي مبادرة تتصدى لتهجير شعبنا

 

غزة / وكالات
قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إنها “مستعدة للتعاون مع أي مبادرة من شأنها التصدي لمحاولات تهجير شعبنا من غزة وإعادة الإعمار دون المساس بالحقوق الفلسطينية في رسالة للقمة العربية المرتقبة”.
وأضافت، في رسالة وجهتها للقمة العربية المرتقبة، “حريصون على استكمال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار وصولا لوقف إطلاق نار شامل ودائم وانسحاب الاحتلال من غزة وإعادة الإعمار ورفع الحصار”.
وأكّدت موقفها “الثابت بأن اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينيا خالصا يستند إلى التوافق الوطني والدعم العربي”.
وتابعت “نرفض رفضا قاطعا محاولة فرض أي مشاريع أو شكل من الأشكال الإدارية غير الفلسطينية أو وجود أي قوات أجنبية على أراضي قطاع غزة”.
ومن المفترض أن تُعقد قمة طارئة لجامعة الدول العربية بالقاهرة الأسبوع المقبل، لبحث إعادة إعمار قطاع غزة، في وقت تدرس فيه الدول العربية خطة لمواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير سكان القطاع.
ورفضت دول عربية اقتراح ترامب بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مع تهجير سكانه إلى مصر والأردن، لكنها لم تعلن بعد عن خطتها لإعادة إعمار القطاع المدمر بعد 15 شهرا من عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وخلّف عدوان الاحتلال الإسرائيلي بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير الماضي، بمساندة الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • سياسة “ترامب” وثنائية الهيمنة والفوضى الأمريكية
  • متحدث فتح: نتنياهو يسعى للتصعيد لحماية نفسه من الأزمات الداخلية في إسرائيل
  • ترامب يحذر من أنه لن “يتسامح” مع زيلينسكي في هجوم جديد
  • “حماس”: إسرائيل لن تحصل على الأسرى إلا بصفقة تبادل
  • الأمم المتحدة “قلقة” من تعليق إسرائيل دخول المساعدات لغزة
  • نتنياهو: هناك 59 رهينة لدى “حماس” واحتمال مقتل 35 منهم على الأقل
  • “حماس”: مستعدون للتعاون مع أي مبادرة تتصدى لتهجير شعبنا
  • “أخرجوا الجميع” – أسير صهيوني يناشد نتنياهو تنفيذ اتفاق غزة
  • الداعية الكويتي عثمان الخميس يثير جدلا.. هاجم “حماس” بشدة (شاهد)