يلجأ العبد إلى الله -تعالى- بصفة خاصة إذا أصابه المرض، حيث وردت العديد من الأدعية والأوراد المستحبّة في طلب الشفاء من الأمراض أدعية مخصوصة، ليست كالأدعية التي يدعو بها المسلم لطلب المال أو الولد أو الرزق مثلاً، فلكلّ مسألة أدعية، ومن أكثر ما يشغل بال الإنسان ويجعل تفكيره مشتتاً، ويصرفه عن العبادة وعن الطعام والشراب وعن سائر الأعمال إذا أصابه مرض أو أصاب أحد أحبابه.

دعاء الرزق في الصباح تعرف على دعاء الاستعاذة من موت الغفلة

 وجاءت في النّصوص الشرعيّة العديدة التي تُشير إلى عددٍ من الأدعية المخصوصة لطلب الشفاء العاجل، التي إن دعا به المسلم فإنّ الله سيستجيب له بها فيشفيه إن شاء، أو يأجره لقاء تأخير الاستجابة، أو يصرف بها عنه مصيبةً. وقد ورد في ذلك حديث صريح عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلَّا أعطاه اللهُ بها إحدَى ثلاثٍ إمَّا أن يعجِّلَ له دعوتَه وإمَّا أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ وإمَّا أن يصرِفَ عنه من السُّوءِ مثلَها قالوا إذا نُكثِرُ قال اللهُ أكثرُ).

 أدعية للشفاء جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة العديد من الأدعية والأحاديث والآيات التي ينبغي للمسلم أن يدعو بها إن أصابه المرض أو أصاب أحد أقربائه أو أبنائه أو أهل بيته، وهي آيات وأحاديث كثيرة. أمّا الأحاديث فمنها الصحيح ومنها الحسن ومنها دون ذلك؛ ومنها: قراءة سورة الفاتحة، وتكرارها سبع مرّات.

 قراءة آية الكرسي الواردة في سورة البقرة. قراءة المعوذتين؛ وهما: سورتي الفلق والناس، وتكرار كلّ واحدة منهما ثلاث مرّات. قراءة سورة الإخلاص وتكرارها ثلاث مرّات. قراءة أول خمس آيات من سورة البقرة. دعاء المريض بالاستعاذة بكلمات الله التّامة بقول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).

 الاستعاذة من الشيطان وشروره، ومن العين وأثرها بقول: (أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ). الدعاء بقول: (أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ التي لا يُجاوزُهنَّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خلق وذرأَ وبرأَ ومن شرِّ ما ينزلُ من السماءِ ومن شرِّ ما يعرجُ فيها ومن شرِّ ما ذرأ في الأرضِ ومن شرِّ ما يخرجُ منها ومن شرِّ فتَنِ الليلِ والنهارِ ومن شرِّ كلِّ طارقٍ إلّا طارقاً يطرقُ بخيرٍ يا رحمنُ). الاستغاثة بالله -تعالى- وكلماته التامّة من غضبه وعقابه ومن الشياطين وهمزهم بقول: (أعوذُ بِكلماتِ اللَّهِ التَّامَّة من غضبِه وعقابِه وشرِّ عبادِه ومن همزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضرونِ). الدعاء بقول: (بسمِ اللهِ أرقيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ من شرِّ كل نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ بسمِ اللهِ أَرْقِيكَ). وأخيراً وليس باخراً، الدعاء لله جل علاه بقول: ( أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يَشفيَكَ)

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأدعية المستحبة المرض

إقرأ أيضاً:

القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة

الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله

المجتمعات المسلمة بحاجة ملحّة إلى العودة إلى القرآن الحكيم كمنهج وطريقة حياة، لهذا وجب لنا فقه "قراءة القرآن" بمعنى أن نفطِن أو ندرِك حقيقة الفضل والثواب لقارئ القرآن، وفضل من رزِق العمل به، وما ينتظره في الآخرة من عاقبة طيّبة وحسن مآب، لأنّه من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، فيجب تعويد النفس- قبل رمضان- قراءة القرآن، فهو حبل اللّه المتين، وحامله من أهل اللّه وخاصّته، ويأتي القرآن شفيعًا لصاحبه، الذي يجيد فهم القرآن وتلاوته مع السّفرة الكرام البررة، وتنزل عليه السّكينة، وتغشاه الرّحمة، وتحفّه الملائكة، وله به في كلّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ويقال له يوم القيامة اقرأ واصعد في درجات الجنّة فمنزلك عند آخر آية تقرأها من القرآن، وكثير من الفضائل الجليلة.
كما وصف الله القرآن بأوصاف عديدة هي أسماء لها دلالات ومغزى تدلّ على عظيم فضل القرآن وعلوّ منزلة قارئه وعاقبة التلذذ بتلاوته، وهي أنفع الطرق لصلاح القلب وذهاب القسوة عنه، ولا بد من وقفة أو لحظات متأنّية متأمّلة ومتدبرة كي نهّذب نفوسنا ونزكّيها ونطهرها، وتتجسد ذواتنا في هذه الخصال والمناقب، وصف اللّه القرآن بأنه "روح" "وبشرى"، وبأنّه" نور" و "حق"، ويهدي إلى "الرشد"، والتي «هي أقوم» أي أعدل وأصوب الطرق، وصفه بأنه "شفاء" و"هدى" و"بصائر" "كتاب عزيز" كلّ هذا الوصف الحافل الجامع لفضائله لحث المسلم على تعظيمه والاهتداء بآياته، والالتفات إلى أحكامه، والتفكر في محكم بيانه، والالتزام بما اشتمل عليه من تعاليم .
والاحتفاء بهذه النعم الجزيلة والشكر عليها لا يكمل إلا من خلال الإجادة أو القراءة -هناك قلم مصحح للتلاوة- والاعتماد على تفسير واضح وسهل؛ لتحقيق التدبر والإنصات، وإتقانه أو فهمه حتمًا عبادة كاملة، والالتفات إلى العلوم والمعارف المعاصرة لتحقيق فهم عميق للقرآن ليشمل الإعجاز التشريعي والأخلاقي والعلمي أو شتى ميادين العلوم.. الخ أصل الذكر تلاوة القرآن، فحين نفهم القرآن ونتعلمه ونتدارس أحكامه ورسالته سنقوّي صلتنا بالله تعالى، وأنّ القرآن ميسّر لمن أراد أن يحفظه أو يفهمه أو يسترشد به، من قرأ القرآن ليتذكر ويتفكر به ويتدبر وينصت لآياته سهل عليه ذلك، أفلا نعتبر ونتعظ وقد يسر الله القرآن للذكر؟ بدليل قوله: { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ {.
قراءة القرآن وشهر رمضان احتفاء بشهر انزل فيه القرآن، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه وأضاعه اللّه، لهذا فإن الانشغال بالقران في شهر القرآن هو تجديد العهد بأيام نزوله، كي نرزق العمل به، والشكر على نعمه وأفضاله أن أنزل علينا كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومن ليس في قلبه شيء من حفظ القرآن كالبيت المهجور الخرب، الخالي من الخير والصلاح، أو القلب الفارغ يحتاج إلى ملء جوانبه بالنور والحق كي يستنير القلب، وينشرح الصّدر ليصل إلى مرحلة التذوق والتلذّذ بذكر الله، وهو علاج لأمراض العصر مثل: الوحشة والقلق والاكتئاب، ويشكّل عقلية الإنسان المسلم ويصوغ حياته حاضرًا ومستقبلًا.
لهذا ذمّ الله الذين لا يتدبّرون مواعظه وآياته ويتفكرون في معانيه ومحكم تنزيله، بأنها "قلوب مقفلة" لا تقبل الخير وفهم آياته ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالهَا ) بمعنى أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون، ويؤكّد هذا الزركشيّ بقوله: "مَن لم يكن له علمٌ وفهمٌ وتقوى وتدبر، لم يدرك من لذّة القرآن شيئاً".
ما يحدث الآن في مجتمعاتنا الإسلامية من الفتن والنزاعات والحروب الدمويّة، ملزم للمسلم بالرجوع إلى القرآن، هناك أئمة الضلال الذين يبغون الفتنة وفيهم سماعون لهم، ويتبعون متشابهه بتأويلات محرّفة ابتغاء الإيقاع بالشباب في تديّن معوّج يحمل شعارات حزبيّة وسياسيّة تتستر تحت مظلّة الدين، فيوقعونهم في شراك الضلالة تحت مسمّى أنه طريق الجهاد والجنة والصلاح، للنجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحل لهذه الإشكالية هو بالرجوع إلى البوصلة الحقيقة للأمّة "القرآن الكريم" والاستهداء بنوره لتمييز الحق من الباطل والهدى من الضلال، وفي الحديث: (ألا إنها ستكون فتنة. فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم(.

مقالات مشابهة

  • الإسلام دين واحد
  • خالد الجندي: صفات المؤمنين ليست محصورة في6 فقط
  • هل الدعاء في صلاة التراويح بقول اللهم لا تخيب فيك يا رب رجاءنا حرام؟
  • ما هي أشهر عبارات التهنئة بعيد الفطر التي يتبادلها الناس؟
  • القرآن..البوصلة الحقيقة للأمّة
  • أذكار لا تفوتها يوميًا للتحصين من الحسد.. تجعلك في معية الله
  • سورة تمنع الفقر وتوسع الرزق في رمضان.. أوصى النبي بقراءتها
  • سحر البيان في تناسب آي القرآن
  • سورة تفتح خلايا مخك.. داوم عليها فى رمضان وسترى العجب
  • رمضان.. شهر البركة