الجزيرة:
2024-07-07@02:33:02 GMT

جدعون ليفي: إسرائيل تدفع ثمن سجن مليوني إنسان في غزة

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

جدعون ليفي: إسرائيل تدفع ثمن سجن مليوني إنسان في غزة

القدس المحتلة- وجه الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومات إسرائيل المتعاقبة، وحملها مسؤولية الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة منذ 17 عاما بفعل الحصار الذي تفرضه عليه إسرائيل، وحمّل حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية اندلاع الحرب وما يترتب عنها من نتائج كارثية على الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي مقال بصحيفة "هآرتس" تحت عنوان "لا يمكن سجن مليوني إنسان دون دفع ثمن باهظ"، يؤكد ليفي أن الغطرسة الإسرائيلية تقف وراء اندلاع الحرب على جبهة غزة والكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.

وأوضح الكاتب أن "الغطرسة الإسرائيلية هي وراء كل الذي يحدث" وقال "نحن نفكر أنه مسموح لنا أن نفعل أي شيء، وأننا لن ندفع أبدا الثمن ولن نعاقب على أفعالنا، سنستمر في غطرستنا وأفعالنا دون توقف. سنعتقل ونقتل ونسيء المعاملة، ونسلب ممتلكات الفلسطينيين، ونحمي عصابات المستوطنين التي تنفذ الاعتداءات في الأراضي الفلسطينية".

وصعد الكاتب الإسرائيلي من انتقاداته للمستوطنين الذي قال إنهم "تمادوا بالاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بدعم وغطاء من حكومة نتنياهو وحراسة المؤسسة العسكرية، وأكد "يواصلون الصعود إلى ما يسمى جبل الهيكل (اقتحام المسجد الأقصى)، فقط خلال عيد العرش اقتحم أكثر من 5 آلاف مستوطن الأقصى".


طرد وتهجير

ويواصل الكاتب الإسرائيلي انتقاداته للمستوطنين، ويقول "سوف نطلق النار على الأبرياء الفلسطينيين، ونقتلع العيون ونحطم الوجوه، ثم نطرد ونهجّر ونصادر ونسلب، ونختطف السكان من مرقدهم وأسرهم، ونقوم بالتطهير العرقي، وبالطبع سنواصل الحصار غير المعقول على غزة، ونقول كل شيء سيكون على ما يرام".

ومع إحكام الحصار على قطاع غزة وسجن مليوني فلسطيني، يضيف ليفي "نقوم ببناء جدار هائل حول القطاع، والذي تبلغ تكلفته تحت الأرض وحدها 3 مليارات شيكل (900 مليون دولار)، وسنكون آمنين وسنعتمد على عباقرة وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 وعملاء الشاباك الذين يعرفون كل شيء، وسيحذروننا في الوقت المناسب".

وفي إشارة إلى الدعم الذي يمنحه جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين، كتب ليفي "سننقل نصف الجيش من غزة إلى حوارة في الضفة الغربية فقط لتأمين المسيرات الاستفزازية والممارسات الجنونية التي ينفذها تسفي سوكوت (عضو كنيست عن حزب عظمة يهودية) والمستوطنون، ونقول إن كل شيء سيكون على ما يرام سواء في حوارة أو بيت حانون (إيرز)".

وأضاف "لقد اتضح أنه حتى الجدران والعوائق الأكثر تعقيدا وباهظة الثمن في العالم، يمكن اختراقها بسهولة نسبيا بواسطة جرافة بسيطة يتصاعد منها الدخان، عندما يكون هناك دافع كبير ومعنويات للقيام بذلك. هنا، يمكنك عبور هذه العقبة المتغطرسة على الدراجات الهوائية والسكوترات، رغم كل المليارات التي تدفقت عليها وثراء كل الخبراء والمقاولين المشهورين الذين قاموا ببناء الجدران مع غزة".


غطرسة إسرائيلية

واستطرد في مقاله "اعتقدنا أننا سنواصل مضايقة غزة، ونرمي عليها هنا وهناك بعض الفتات على شكل بضعة آلاف من تصاريح العمل في إسرائيل، وهي قطرة في محيط، وهي أيضا مشروطة دائما بالسلوك السليم، وما زلنا نحاصر غزة، ونتعامل معها كسجن".

وفي استعراضه للغطرسة الإسرائيلية، قال الكاتب الإسرائيلي "سوف نصنع السلام مع السعودية والإمارات، وسيتم نسيان الفلسطينيين من القلب، حتى يتم محوهم كما يرغب عدد غير قليل من الإسرائيليين. سنستمر في احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين، بينهم سجناء دون محاكمة، وأغلبهم سجناء سياسيون، ولن نوافق على مناقشة إطلاق سراحهم حتى بعد عقود من السجن".

ويضيف "وسنقول للفلسطينيين إن أسراهم لن يحصلوا على الحرية إلا بالقوة. لقد ظننا أننا سنستمر بالغطرسة في صد وإحباط أي محاولة للحل السياسي، فقط لأنه لا يليق بنا أن نتعامل مع أي تسوية، ومن المؤكد أن كل شيء سيستمر على هذا النحو إلى الأبد".

ويتابع "مرة أخرى ثبت أن هذا ليس هو الحال، لقد اخترق عدة مئات من المسلحين الفلسطينيين السياج، وغزوا إسرائيل بطريقة لم يتخيلها أي إسرائيلي. لقد أثبت بضع مئات من المقاتلين الفلسطينيين أنه من المستحيل سجن مليوني إنسان إلى الأبد، دون أن يتم دفع ثمن باهظ".


مشاهد غير مسبوقة

ويؤكد "وكما هدمت الجرافة الفلسطينية البالية التي تصاعدت منها أعمدة الدخان، السياج والجدار وهو الأكثر تطورا بين كل الأسوار والجدران، فقد مزقت الجرافة أيضا عباءة الغطرسة والرضا عن الذات الإسرائيلية. كما أنها مزقت فكرة أنه يكفي من أجل الحفاظ على الأمن للإسرائيليين مهاجمة غزة بين الحين والآخر وقصفها بالطائرات المسيرة الانتحارية، وبيع المسيرات بعد ذلك إلى نصف العالم".

ومع بدء عملية "طوفان الأقصى"، يقول ليفي "شاهدت إسرائيل صورا لم ترها من قبل، سيارات عسكرية فلسطينية تقوم بدوريات في البلدات الإسرائيلية، وقائدي دراجات من غزة يدخلون بواباتها. هذه الصور يجب أن تمزق حجاب الغطرسة. قرر الفلسطينيون في غزة أنهم على استعداد لدفع أي شيء مقابل الحصول على لمحة من الحرية. فهل تتعلم إسرائيل الدرس وتستخلص العبر؟ لا".

وأضاف، "مع بدء الهجوم المفاجئ لحماس، كانوا يتحدثون عن محو أحياء بأكملها في غزة وعن احتلال قطاع غزة ومعاقبتها وكأنه لم تتم معاقبتها من قبل، فإسرائيل لم تتوقف ولو للحظة واحدة عن معاقبة غزة منذ عام 1948(النكبة)".

وتابع، "75 عاما من الانتهاك بحق غزة، والأسوأ ينتظرها من جديد. إن التهديدات بتدمير غزة ومحوها تثبت أمرا واحدا فقط، أننا لم نتعلم شيئا. إن الغطرسة موجودة لتبقى، حتى بعد أن دفعت إسرائيل مرة أخرى ثمنا باهظا".

وخلص الكاتب الإسرائيلي بالقول إن "نتنياهو يتحمل مسؤولية كبيرة جدا عما حدث، وعليه أن يدفع الثمن، لكن الأمر لم يبدأ معه، ولن ينتهي بعد رحيله. وعلينا الآن أن نبكي بمرارة على الضحايا الإسرائيليين. ولكن علينا أيضا أن نبكي على غزة التي معظم سكانها لاجئون؛ بسبب ممارسات إسرائيل وأفعالها، غزة التي لم تعرف يوما واحدا من الحرية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الکاتب الإسرائیلی کل شیء

إقرأ أيضاً:

مصر ومؤتمر الأزمة السودانية.. 5 تحديات ملحّة تدفع للتحرك الفوري

تستضيف القاهرة ابتداء من اليوم ولمدة يومين مؤتمرًا يحضره مشاركون من كافة القوى السياسية المدنية الفاعلة على الساحة السودانية؛ لمناقشة سبل حلّ الأزمة الراهنة وإيقاف الحرب المستعرة منذ 14 شهرًا بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتشكل التعقيدات القبلية والإثنية واحدة من التحديات الكبرى أمام المؤتمر، حيث سعى البعض خلال جولات المعارك إلى إذكاء الانقسام على أسس قومية أو ثقافية لصالح هذا الفريق أو ذاك.

كما يزيد من التحديات وجود العديد من التعقيدات الإقليمية والدولية التي تحيط بالمشهد السوداني، فبعض الأطراف تأتي إلى المؤتمر متسلّحة بدعم دول أو منظمات أو غير ذلك، ما يقتضي حساسية في إدارة الحوار، سعيًا لإيقاف تلك الحرب التي كلفت السودان أكثر من 15 ألف قتيل، و11 مليون نازح، و1.8 مليون لاجئ فروا إلى دول الجوار، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين، إضافة إلى خسائر مادية تقدر بنحو 100 مليار دولار؛ بسبب دمار البنى الاقتصادية والاجتماعية ومؤسسات العمل والتشغيل والإنتاج.

مصر ستسعى بكل جهد لإنجاح المؤتمر، ليس فقط لكونها الداعية له، بل لأنها أيضًا أكثر البلدان تأثرًا بالأزمة السودانية، ومصالحها مع السودان متداخلة بشكل كبير، والنجاح يعني إغلاق أحد الجراح المفتوحة على حدودها.

فعلى سبيل المثال، يمثل الصراع في السودان فرصة لإثيوبيا التي يمثل مشروع السد فيها خطرًا على الأمن المائي في مصر والسودان، ولكن ها هي الحرب تشغل كلًا من مصر والسودان عن خطوات إثيوبيا لاستكمال بناء السد وملء خزاناته، وهو في الأصل قنبلة موقوتة لوقوعه فوق الأخدود الأفريقي العظيم، المعرض للتشقق والنشاط الزلزالي. كما تأثرت مصر بأزمة اللاجئين، فعدد اللاجئين فيها وصل إلى 9 ملايين، أكثر من نصفهم من السودانيين، بعضهم موجود قبل الأزمة الحالية. وهؤلاء جميعًا يشكلون عبئًا ضخمًا على كاهل الموازنة العامة المصرية، إذ يستفيدون من كافة الخدمات والدعم الذي تقدمه الحكومة دون أن يدفعوا الضرائب التي يدفعها المصريون. ثم هناك مشكلة "الإرهاب" التي تزداد استفحالًا مع تفاقم المشكلات الداخلية في الدول المجاورة، فقد واجهته عند حدودها الغربية بين عامي 2015-2020، ثم عند حدودها الجنوبية بعد سقوط نظام البشير في أبريل/نيسان 2019. وتخشى مصر مع تدهور الوضع بفعل الحرب من عودة تنظيم الدولة بكل قوة إلى هذا البلد المجاور، ما يؤثر على استقرارها الداخلي. وتكتمل المخاوف المصرية بإضافة البعد الإقليمي، فقد رأينا كيف حثت إيران جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن للانضمام إلى حرب غزة، مما أثر على قناة السويس. وقد طلب الجيش السوداني من إيران إمداده بالطائرات المسيرة لاستخدامها ضد قوات الدعم السريع، وستسعى إيران إلى الحصول على مقابل لذلك. وقد شهدنا مطلع العام محاولات إثيوبيا لخلق موطئ قدم لها على البحر الأحمر عبر أرض الصومال، وكل هذا يضرّ بأمن مصر، وهو ناتج بلا شك عن ضعف السودان.

تنظيم مصر للمؤتمر في ظل تلك الأوضاع، وفي ظل التركيبة المتشعبة للحضور من الداخل والخارج ليس أمرًا سهلًا، إذ إن إرضاء جميع الفرقاء ومَن وراءهم، وإقناعهم بالمشاركة يمثل ذلك تحديًا كبيرًا.

وزارة الخارجية السودانية، على سبيل المثال، رأت في الدعوة المصرية عملًا إيجابيًا بشرط الاعتراف بالحكومة الشرعية القائمة، والحفاظ على المؤسسات، وخاصة الجيش. كما ألمحت إلى أهمية حضور المقاومة الشعبية، وهي مجموعة شبه عسكرية تقاتل إلى جانب الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع، عقب سيطرة الأخيرة على ولاية الجزيرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

الخارجية السودانية كانت أيضًا قد أكدت أنها لن تقبل مشاركة أي من الدول التي ترعى وتسلح قوات الدعم السريع، بما في ذلك دول الجوار التي تسهل نقل الأسلحة عبر تشاد، ومن ثم إلى دارفور. كما تعارض مشاركة أي منظمات إقليمية أو دولية التزمت الصمت عن إدانة جرائم "الدعم السريع"، أو الدول التي أصبحت قواعد لنشاطات "الدعم السريع" السياسية والدعائية. كما اشترطت إعادة عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، وتصحيح موقف الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، الذي تعتبره انتهاكًا لسيادة السودان، وذلك قبل أن يسمح لأي من المنظمتين بالمشاركة في المؤتمر.

وفي كل الأحوال، الأرجح أن تتمكن القاهرة رغم كل الصعاب من تنظيم المؤتمر بشكل جيد، فقد سبق أن استضافت أكثر من فعالية للحوار بين الفرقاء منذ اندلاع الحرب، فقد جمعت دول جوار السودان في مؤتمر في يوليو/تموز من العام الماضي، واستضافت لقاءين لقوى الحرية والتغيير التي تصدرت المشهد السياسي قبل اندلاع الصراع المسلح، واستضافت وفد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني السابق.

ولكن يبقى السؤال: هل لدى مصر أجندة لإدارة المؤتمر أو لوضع إطار للتباحث؟

والإجابة أن الأولويات المصرية، هي التالية:

1- البحث عن آلية لدفع الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار، والبدء في مفاوضات جادة للوصول إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار.ِ

2- مطالبة الأطراف السودانية بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر ممرات آمنة إلى المناطق الأكثر احتياجًا داخل السودان، ووضع آليات لحماية قوافل المساعدات وموظفي الإغاثة.

3- عودة النازحين إلى مدنهم وقراهم واللاجئين إلى وطنهم.

4- تشكيل لجان عمل فرعية تمثل الأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، وممثلي المرأة والشباب للبدء في عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.

5- السعي لتوحيد منصات الوساطات الإقليمية والدولية، لضمان أن يكون عملها مفيدًا وغير متضارب.

سنرى في الأيام القادمة ما تخبئ الأقدار للجهود المصرية ولمستقبل الأزمة السودانية، في هذه الفرصة التي قد تكون الأخيرة للخروج من ظلام النفق الطويل.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • القبّة اللغوية للاحتلال.. كيف تستخدم إسرائيل اللّغة لتسويغ الجرائم المرتكبة‌؟
  • ديفيد هيرست: هكذا استدرجت حماس إسرائيل إلى فخ مميت
  • كيف اعترض بايدن طريق مكافحة المجاعة في غزة؟
  • مصر ومؤتمر الأزمة السودانية.. 5 تحديات ملحّة تدفع للتحرك الفوري
  • إطلاق مبادرة: «مجتمع جنسيتي إنسان»
  • غضب بالأجهزة الأمنية من محاولات نتنياهو تعطيل الصفقة
  • كاتب إسرائيلي: غضب بالأجهزة الأمنية من محاولات نتنياهو تعطيل الصفقة
  • فلسطين والنِّكروبوليتيكس: هل يملك أحد الحق في قتلنا؟
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: نزوح مليوني شخص من مناطقهم في غزة